ركوب الدراجات: سلاحك السري لمفاصل صحية وركبتين خاليتين من الألم
يُعدّ ركوب الدراجات من أهم الرياضات التي تُعزّز صحة الجسم بشكلٍ عام، فهو لا يقتصر فقط على تقوية عضلة القلب ورفع معدلات حرق الدهون وتحسين القدرة على التحمل، بل يُقدم فائدةً إضافيةً مهمّة: تقليل احتمالية الإصابة بأوجاع الركبة والتهاب المفاصل.
ولأنّ الأمر محلّ نقاش علميّ تؤيّده العديد من الدراسات الطبية الرياضية، ستحمل لك السطور التالية بعض الحقائق التي قد تجعلك تُجَرّب متعة ركوب الدراجات بنفسك.
ركوب الدراجات والتهاب المفاصل
ترتبط عوامل الإصابة بأوجاع الركبة والتهابات المفاصل بالعديد من العوامل الصحية الأخرى، مثل فقدان الكتلة العضلية وقلة مستويات النشاط البدني، بالإضافة إلى زيادة نسبة الدهون المتراكمة في الجسم.
يؤدي تراكم كلّ تلك العوامل إلى زيادة الضغط على مفاصل الجسم الرئيسة، مثل الركبة، ما يُؤثّر سلبًا على كفاءة الشخص في القيام بالأنشطة اليومية التقليدية، مثل المشي أو صعود السلالم وغيرها.
وهنا يأتي دور ركوب الدراجات وغيرها من التمارين التي يمكن أن تقلّل من فقدان الكتلة العضلية ونقصان معدلات النشاط البدني، ومن ثمّ تُساعد على تجنّب الإصابة بأمراض مرتبطة بالتقدم في العمر، مثل هشاشة العظام والتهاب المفاصل.
فقد أظهرت دراسة نُشرت في مجلة الطب والعلوم الأمريكية أنّ ركوب الدراجات بشكل عام لفترات تتراوح ما بين 20 إلى 60 دقيقة، مقسّمة لمرتين إلى 5 مرات أسبوعيًا، يُقلّل من فرص الإصابة بأوجاع الركبة بنسبة 17%، بينما ترتفع تلك النسبة لتصل إلى 21% فيما يخص احتمالية الإصابة بالتهاب المفاصل، وخاصةً في مفصل الركبة.
ويرى الباحثون أنّ تأثير ركوب الدراجات الرائع والقوي على تقوية العضلات حول المفاصل يُساعد على التخلّص من أسباب الألم المُحتملة والتوتر الذي تعاني منه الأوتار والعضلات، ومن ثمّ تنخفض احتمالية الإصابة المُستقبلية بآلام المفاصل.
ركوب الدراجة والتمارين الأخرى
لا يختلف أحد على أهمية ممارسة التمارين الرياضية بشكل عام للتقليل من احتمالية الإصابة بأوجاع الركبة والتهاب المفاصل. ولعل أبرز ما يميز ركوب الدراجات عن غيرها من التمارين المشابهة في التأثير، مثل الركض أو الرياضات التي تتطلب احتكاكًا جسديًا أقوى، هو أن تمارين ركوب الدراجات تُحافظ على حركة المفاصل دون تعريضها لضغط مرتفع.
لهذا، يعد ركوب الدراجات من أهم التمارين الأساسية لإكساب المفاصل المرونة المطلوبة التي تمنع تيبسها، وتزيد من قوة العضلات والأوتار المحيطة بها. ومن ثم، تُعزز قدرتك على القيام بالأنشطة الحركية الحياتية، وبالطبع تزيد من كفاءة تمارينك الأخرى بفضل ارتفاع قدراتك البدنية.
الدراجات الثابتة والدراجات الهوائية
بغض النظر عن نوع تمارين ركوب الدراجات المفضل لديك، سواء كان باستخدام الدراجات الهوائية التقليدية أو أجهزة الدراجات الثابتة داخل صالة الرياضة، فإن التأثير الإيجابي لركوب الدراجة لا يعتمد على نوعها بل على مدى ملاءمتها لجسمك ومستواك البدني.
ومع وجود الدراجات الكهربائية التي تُقلل من الضغط على مفاصلك إلى الحد الأدنى، فربما يجب عليك تجنب هذا النوع من الدراجات إذا لم تكن تعاني من مراحل مزمنة من التهاب المفاصل وأوجاع الركبة، بل استخدم أجهزة الدراجات الثابتة أو الهوائية التقليدية لزيادة قوة العضلات المحيطة بالمفصل وتعزيز قدراتك الحركية.
اقرأ أيضًا: تحدَّ نفسك: كيف تزيد أحمالك التدريبية بشكل صحيح لتحقيق نتائج مذهلة؟
ركوب الدراجات وتقليل التهاب المفاصل وأوجاع الركبة
إن اختيار ركوب الدراجات كوسيلة للوقاية والتقليل من فرص الإصابة بالتهابات المفاصل وآلام الركبة له العديد من الفوائد مثل:-
- تقوية المجموعات العضلية للجزء السفلي من الجسم وخاصة المحيطة بالمفاصل الرئيسة.
- زيادة قوة ومرونة الأربطة والأوتار لمفاصل الجزء السفلي من الجسم بشكل عام.
- المساعدة في التخلص من الدهون الزائدة ومن ثم تقليل الضغط على المفاصل والعظام .
- تحسين النطاق والوظيفة الحركية للمفاصل ويأتي في مقدمتها مفصل الركبة.
- تحسين الحالة المزاجية العامة لتحفيز ممارسة التمارين الرياضية على إطلاق هرمون الإندروفين.
وعلى الرغم من أنك قد تشعر بأن وضع ضغط على المفصل بدلاً من إراحته قد يزيد من شعورك بالألم، فإن المفاصل ولحسن الحظ تكتسب المرونة وتزداد قوتها كلما ارتفعت مستويات النشاط البدني للشخص وفق المعدلات المناسبة له، ولهذا من الطبيعي اعتبار رياضات مثل ركوب الدراجات والمشي والركض والسباحة أنشطة بدنية هامة تساعد على التقليل من فرص الإصابة بالتهاب المفاصل وآلام الركبة .
ركوب الدراجات مع التهاب المفاصل
ركوب الدراجات بهدف ممارسة الرياضة والتقليل من فرص الإصابة بالتهاب المفاصل وأوجاع الركبة يختلف في بعض التفاصيل عن اختيار ركوب الدراجة وأنت تعاني أساسًا من التهاب المفاصل. حيث يجب عليك مراعاة أن تكون الدراجة مريحة ومناسبة لك، وأن لا تشعر بالإرهاق البدني المبالغ فيه لمجرد الصعود عليها، بغض النظر عن نوعها، سواء كانت دراجة هوائية تقليدية أو ثابتة داخل صالة الرياضة أو المنزل.
كما يُنصح باستخدام دعامات الركبة التي تساعد على حماية مفاصلك بشكل أكبر وتساهم في توفير بعض درجات الراحة والأمان خلال استخدامك للدراجة.
ولأن الأمان يأتي في المرتبة الأولى، فإن معدات ركوب الدراجات، وبالأخص المتحركة مثل الخوذ والملابس الواقية، ضرورية لمنع تعرض مفاصلك لأي أذى غير ضروري.
ولا داعي لأن تدفع نفسك للقيادة تحت سرعة وضغط كبيرين، فالأفضل أن تبدأ رحلتك الممتعة بوتيرة ثابتة وسرعة مناسبة ومقبولة لا تضع الكثير من الضغط على المفاصل.
وأخيرًا، يجب عليك تهيئة عضلات جسمك بشكل عام من خلال ممارسة بعض تمارين الإحماء للعضلات والمفاصل لتعزيز جودة عمليات الاستشفاء العضلي وجعل المفاصل والعضلات في أعلى جاهزية ممكنة لها.
ماذا تفعل للحفاظ على صحة المفاصل؟
بجانب ممارسة التمارين الرياضية مثل ركوب الدراجات هناك بعض الأمور التي من شأنها مساعدتك في الحفاظ على قوة وصحة مفاصلك مثل :-
- الحفاظ على الوزن المثالي لتقليل من إجهاد المفاصل والعضلات حولها .
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن .
- الالتزام بتناول الأدوية والعلاجات الموصوفة لك في حال الإصابة بالتهاب المفاصل .
- الخضوع لجلسات العلاج الطبيعي بعد استشارة الطبيب لتقوية العضلات ودعم الوظيفة الحركية للمفاصل وتقويتها .
وعلى الرغم من غياب أي علاجات فعالة بشكل كامل لعلاج التهاب المفاصل حتى الآن فإن تخفيف آلامها وأوجاعها ليست مهمة مستحيلة فقط يكفي الالتزام بتقوية المفاصل رياضيًا تحت إشراف المتخصصين والالتزام بالأدوية الموصوفة لك طبيًا .