الإمارات تنافس عالمياً في فن اللاتيه وإعداد القهوة
الرجل: دبي
تطور فن الرسم على وجه القهوة والذي يطلق عليه “فن اللاتيه” كثيرا في الآونة الأخيرة والآن هو يدخل سوق دولة الإمارات العربية المتحدة، وهذا الفن الذي يعتمد على صب الكريمة المبيضة على قهوة الاسبريسو لتشكيل رسومات مختلفة يمثل إبداعا وإلهاما لكثير من الناس حتى أصبح يقام له معارض ومسابقات سنوية في العديد من دول العالم، واليوم يتنافس العاملين في مجال صناعة القهوة وتزيينها فيما بينهم لإثبات مهاراتهم وإمكانياتهم نظرا للطلب المتزايد عليها في الإمارات.
وكانت بداية هذه الموضة في سياتل في الولايات المتحدة الأمريكية على يد ديفيد شومر، المالك لسلسلة محلات قهوة شهيرة باسمه وصاحب الإنجازات العديدة في هذا المجال، بحيث بدأ برسومات مبسطة للزبائن ولكنها سرعان ما أصبحت أكثر تعقيدا وذاع صيتها بين الناس بحسب صحيفة أريبيان بزنس.
من العوامل التي يعتمد عليها نجاح الرسم هو كمية صب القهوة والكريمة، وكذلك خبرة من يقوم بتحضريها، ولذلك يطلق عليه اسم “باريستا” والتي تعني بالإيطالية العامل الذي يحضر المشروبات الساخنة وخاصة القهوة. ومع تحلي الباريستا بالدقة والصبر، فإنه يمكنه رسم أمور مختلفة على الكريمة من معالم عالمية إلى وجوه أشخاص ومشاهير.
فريدريك بيجو من الفلبين هو أحد الموهوبين والمختصين في هذا المجال، فقد قام بتدريب نفسه على تحضير القهوة مع الرسومات من خلال الفيديوهات عبر الإنترنت. وفي العام المنصرم حاز على لقب بطل الإمارات في إعداد القهوة بالحليب خلال بطولة “فن إعداد القهوة بالحليب 2014″، الحدث الذي تنظمه شركة “إنترناشيونال كونفرنسز آند إكزيبيشنز”.
وفي وقت سابق من هذا العام قام بتمثيل دولة الإمارات العربية المتحدة في “بطولة العالم في فن إعداد القهوة بالحليب” في السويد. مستخدما التقنيتين أو النوعين الأشهر في فن اللاتيه، الأول هو الرسم عن طريق الصب والثاني هو استخدام عود صغير.
تعد تقنية الرسم عن طريق الصب الأسهل والأسرع في تحضير الرسومات، حيث يتم تشكيل الرسم من خلال تحريك الفنجان باتجاهات معينة أثناء صب الكريمة. وأشهر أنواع الرسومات التي تتشكل بهذه الطريقة هي الروزيتا والقلوب. أما التقنية الثانية من فن اللاتيه فهي باستخدام عود صغير يتم فيه رسم الأشكال الهندسة ورسومات الحيوانات وغيرها من الرسوم المعقدة التي لا يمكن إنجازها من خلال تقنية الصب.
وكون بيجو أول من يمثل دولة الإمارات العربية المتحدة في هذه البطولة العالمية، فقد حاز على مرتبة جيدة وهي 21 من أصل 36. ومنذ ذلك الوقت هو يقوم بنقل خبراته إلى الراغبين في تعلم هذا الفن وهواته. هذه الدروس يمكن الوصول إليها من خلال “المركز الدولي لفنون الطهي في دبي”.
ويمكن للطلاب التعلم عن تاريخ القهوة وكيفية عملها وتصنيعها وإنتاجها وفن اللاتيه والرسم على القهوة من خلال برامج الباريستا المعتمدة. وعلى الرغم من أن هذا الفن يحتاج إلى الكثير من التدريب والممارسة، فإن العديد من الشركات حريصة على تواجد هذه الخبرات والمؤهلات لدى من يتقدم للعمل لديها.
وبالتزامن مع الاهتمام المتزايد بترسيخ ثقافة القهوة ضمن الأوساط المحلية، باتت تجربة دولة الإمارات في مجال إعداد وتحضير القهوة تنافس دول العالم، فعلى سبيل المثال يظهر الباريستا العاملين في مطعم “لا سير” الفرنسي في دبي مهاراتهم في فن اللاتيه عند أي من طلبيات القهوة من الزبائن. وكذلك يقوم ويلسون بينوليرجو بإظهار إبداعاته في تحضير القهوة من مقره في مطعم “قهوة بون”. فإن توفرت الخبرة اللازمة للعامل في هذا الفن فإنه قد يزين فنجان القهوة بالصورة التي تريدها.