نجاحات وإخفاقات.. حكايات ألعاب فيديو تحولت إلى أفلام
في عالم صناعة الترفيه، تُشكل ألعاب الفيديو مصدرًا هامًا للإلهام والمغامرة. وخلال العقود الماضية، سعت الشركات السينمائية جاهدة لتحويل هذا العالم الافتراضي المُثير إلى أفلام سينمائية تُقدم للجمهور تجربة جديدة وممتعة.
ورغم نجاح بعض هذه المحاولات، إلا أن العديد منها واجه الفشل الذريع. في هذا التقرير، نستعرض رحلة النجاحات والإخفاقات في تحويل ألعاب الفيديو إلى أفلام.
أفلام مستوحاة من ألعاب الفيديو فشلت في حصد إيرادات
Double Dragon (1994)
فيلم مستوحى من لعبة الفيديو الشهيرة التي تحمل الاسم نفسه، ويروي قصة أخوين يواجهان مجموعة من الأشرار بوحشية.
تحويل لعبة الفيديو التي تعتمد بشكل أساسي على القتال وتدمير الأعداء إلى فيلم سينمائي شكّل تحديًا كبيرًا، إذ كان من الضروري ابتكار قصة مثيرة تُجسّد روح اللعبة وتحافظ على جاذبيتها.
رغم جهود كاتبي السيناريو مايكل ديفيس وبيتر جولد في محاولة تقديم قصة معقدة تتضمن عنصر الغموض والقوة الخارقة من خلال نصفي قلادة صينية قديمة، إلا أن النتيجة كانت فيلمًا ساذجًا ومضحكًا، حيث اقتصرت مدة الفيلم على 90 دقيقة من الأكشن السطحي.
شكل فريق الممثلين، الذي ضم سكوت وولف وأليسا ميلانو، جانبًا هامًا من الفيلم، لكنه لم ينجح في تعويض ضعف القصة وضعف التنفيذ.
رغم حصول الفيلم على تصنيف PG-13 وجذبه لبعض الجماهير، إلا أن إيراداته كانت محدودة للغاية، حيث لم تتجاوز 2.34 مليون دولار فقط. كما لم يحظَ الفيلم بإعجاب النقاد، مما عكس فشله النسبي في عالم صناعة الأفلام. في النهاية، حصل الفيلم على تقييم 10/3.9 على منصة IMDb.
BloodRayne (2005)
تجسد راين شخصية نصف بشرية ونصف مصاصة دماء، تهرب من والدها ملك مصاصي الدماء بعد اكتشاف أصلها. تنضم راين لاحقًا إلى مجموعة من صائدي مصاصي الدماء للانتقام من والدها، وخلال رحلتها تقع في حب أحد أفراد المجموعة.
مستوحى من لعبة فيديو تحمل نفس الاسم، يأتي فيلمنا بتكلفة 25 مليون دولار، ومدته 95 دقيقة، ويندرج ضمن فئات الأكشن والخيال والرعب، ويُصنف للكبار فقط.
تقود كريستينا لوكن فريق الممثلين في هذه الرحلة المظلمة، إلى جانب بن كينغسلي وميشيل رودريغيز ومايكل مادسن.
على الرغم من تكلفة الإنتاج الضخمة في ذلك الوقت، حقق الفيلم إجمالي إيرادات بلغ 2.41 مليون دولار فقط، وهو ما يُعد أداءً ضعيفًا في شباك التذاكر. وحصل الفيلم في النهاية على تقييم 10/3 على منصة IMDb.
اقرأ أيضًا: السينما الكورية.. التميز والإبداع خارج قلعة هوليوود
In the Name of the King: A Dungeon Siege Tale (2007)
فيلم أكشن ومغامرة خيالي مدته 127 دقيقة، مستوحى تفاصيله من لعبة الفيديو الشهيرة Dungeon Siege التي صدرت عام 2002.
تدور أحداثه حول رجل يُدعى فارمر يسعى لإنقاذ زوجته المختطفة والانتقام لمقتل ابنه على يد الكروغز، وهي سلالة من المحاربين الحيوانات تحكمها قوى الشر.
من إخراج أوفي بول، وبطولة جيسون ستاثام، رون بيرلمان، راي ليوتا، وليلي سوبيسكي. حقق الفيلم إيرادات بلغت 4.54 مليون دولار فقط، رغم تكلفته الباهظة التي وصلت إلى 60 مليون دولار.
يركز الفيلم على رحلة فارمر لاستعادة زوجته والانتقام لمقتل ابنه، ويتناول صراعه مع الكروغز والشرير غاليان، مما يخلق توترًا وإثارة في أحداثه. حصل الفيلم على تقييم 10/3.8 على منصة IMDb.
Alone in the Dark (2005)
فيلم "Alone in the Dark" من إخراج أوفي بول وبطولة كريستيان سلاتر، تارا ريد، ستيفن دورف، وفرانك سي. ينتمي الفيلم إلى فئة الأكشن والرعب والخيال العلمي.
تدور قصة الفيلم حول محقق خوارق يكشف تدريجيًا عن أحداث غامضة تؤدي إلى نتائج مميتة.
على الرغم من شغف أوفي بول بتحويل ألعاب الفيديو إلى أفلام على مدار مسيرته المهنية، إلا أن فيلم "Alone in the Dark" لم يحقق النجاح المتوقع.
يُعدّ هذا الفيلم مقتبسًا بشكل فضفاض من سلسلة ألعاب فيديو تحمل نفس الاسم. وقد واجه الفيلم استقبالًا مخيبًا للآمال من قبل النقاد، حيث وصفه البعض بأنه لا يرقى حتى إلى مستوى فيلم وثائقي يُظهر الممثلين وهم يتناولون الغداء.
حقق فيلم "Alone in the Dark" إيرادات تقدر بحوالي 5.18 مليون دولار، وهو رقم متواضع مقارنة بميزانيته الضخمة التي تفوقه بأكثر من أربع مرات. ومع ذلك، يظل الفيلم جزءًا من مسيرة المخرج أوفي بول السينمائية، ويمثل جزءًا من عالم السينما الذي استكشفه المخرج، حيث تناول التحولات الفنية والتجارية في صناعة أفلام الأكشن والرعب. وحصل الفيلم على تقييم منخفض بلغ 10/2.4 على منصة IMDb.
لماذا تفشل الأفلام المستندة إلى ألعاب الفيديو؟
أسباب فشل الأفلام المستندة إلى ألعاب الفيديو:
1. عدم وفاء الفيلم لروح اللعبة الأصلية:
في الكثير من الأحيان، يفشل الفيلم في تقديم تجربة تتماشى مع توقعات اللاعبين بسبب ابتعاده عن جوهر اللعبة الأصلية وتغييره لعناصر رئيسية منها. قد يؤدي ذلك إلى شعور اللاعبين بالإحباط وخيبة الأمل، مما يدفعهم إلى تجنب مشاهدة الفيلم.
2. ضعف السيناريو والتنفيذ:
يعود سبب فشل العديد من الأفلام إلى ضعف السيناريو وتنفيذها. قد يفتقر الفيلم إلى قصة مثيرة أو شخصيات معقدة تثير اهتمام الجمهور. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون الإخراج والمؤثرات الخاصة ضعيفة، مما يجعل الفيلم غير ممتع للمشاهدة.
3. المحتوى غير المناسب:
قد يؤدي تقديم محتوى غير مناسب للجمهور الهدف إلى فشل الفيلم. على سبيل المثال، قد يحتوي الفيلم على عنف شديد أو محتوى جنسي غير مناسب للأطفال. كما حدث مع فيلم Super Mario Bros. الذي احتوى على إشارات إلى المخدرات ونكات بالغة السوء، مما أدى إلى نفور الجمهور من الفيلم.
ألعاب تحولت إلى أفلام وحققت أرباحًا قياسية
The Super Mario Bros 2023
حقق فيلم Super Mario Bros. نجاحًا تجاريًا وجماهيريًا هائلًا، حيث تجاوزت إيراداته حاجز 1.3 مليار دولار، وذلك على الرغم من تكلفة إنتاجه البالغة 100 مليون دولار.
الفيلم من إخراج آرون هورفاث ومايكل جيلينيك، وبطولة كريس برات، تشارلي داي، أنيا تايلور-جوي، خاري بايتون، مايكل كي، وجاك بلاك.
بعد أكثر من 40 عامًا على إطلاق النسخة الأصلية للعبة سوبر ماريو التي صدرت تحت عنوان "دونكي كونج" من إنتاج شركة نينتندو، جاء الفيلم الجديد مستلهمًا من هذه اللعبة الأيقونية.
يحكي الفيلم قصة الشقيقين ماريو ولويجي اللذين يجدّان نفسيهما في عوالم غريبة تواجهان فيها مخاطر مثيرة. يتمركز ماريو في مملكة تحكمها الأميرة بيتش، بينما يعيش لويجي في أرض مظلمة تسودها قوى الشر.
يتميز الفيلم برسوماته المتحركة الرائعة وعوالمه المذهلة التي تنقل المشاهد إلى عوالم السحر والمغامرة. كما استفاد الفيلم بشكل كبير من الإبداع اللامحدود لمطوري الألعاب والفنانين والموسيقيين.
بشكل عام، يُعتبر فيلم Super Mario Bros. إنجازًا ملحوظًا في عالم السينما، حيث يمكن لجمهور متنوع الاستمتاع بتجربة ممتعة ومثيرة، سواء كانوا من محبي ألعاب الفيديو أم لا.
اقرأ أيضًأ: بعد فيلم "إيلون ماسك".. أشهر أفلام رواد الأعمال "قصص تحفز الإبداع"
Detective Pikachu 2019
حقق فيلم "بوكيمون: ديتكتيف بيكاتشو" إيرادات تزيد عن 450 مليون دولار، مقارنة بتكلفة إنتاجه البالغة 150 مليون دولار. ويستند الفيلم إلى سلسلة ألعاب الفيديو الشهيرة "بوكيمون" التي طورتها شركة غيم فريك. بدأت هذه السلسلة الرائجة لأول مرة في عام 1996 في اليابان على منصة غيم بوي.
تدور قصة الفيلم حول صبي يُدعى تيم، يبلغ من العمر 21 عامًا، يسعى لمعرفة مصير والده الذي اختفى بشكل غامض. ينضم إليه في هذه المهمة شريك والده السابق، بيكاتشو المحقق، الذي يتميز بذكائه ولباقته وقدرته على التحدث.
يشرع الثنائي في مغامرة مشوقة لكشف أسرار الاختفاء، متابعين الدلائل في شوارع مدينة رايم المضاءة بأنوار النيون، حيث يعيش البشر والبوكيمون معًا في عالم حقيقي مشترك.
الفيلم من إخراج روب ليترمان وبطولة كل من رايان رينولدز، جاستيس سميث، وكاثرين نيوتن. وحصل الفيلم على تقييم 10/6.5 على منصة IMDb.
warcraft 2016
فيلم ملحمي مستوحى من أحداث لعبة الفيديو الشهيرة "World of Warcraft" التي صدرت عام 2004 وحصدت العديد من الجوائز العالمية.
يروي فيلم "Warcraft" قصة غزو حشد من الأوركيين لكوكب أزيروث باستخدام بوابة سحرية. ويجد عدد قليل من الأبطال البشريين والأوركيين المعارضين أنفسهم في مواجهة الشر الحقيقي وراء هذه الحرب.
الفيلم من إخراج دنكان جونز وبطولة ترافيس فيميل، بولا باتون، وبن فوستر. ويستند إلى لعبة الفيديو الشهيرة "World of Warcraft". وقد حقق الفيلم إيرادات عالمية بلغت 439 مليون دولار مقابل تكلفة إنتاج تقدر بحوالي 160 مليون دولار. وحصل على تقييم 10/6.7 على موقع IMDb.
rampage 2018
مقتبسًا من لعبة الأركيد الكلاسيكية التي تحمل نفس الاسم، يركز فيلم "Rampage" على قصة بسيطة ومشاهد حركية مثيرة بدلاً من تعقيد الشخصيات. ويقدم طاقم التمثيل أداءً مقبولًا بشكل عام، مع تألق خاص من دواين جونسون وجيفري دين مورغان.
يُقدم الفيلم تجربة ترفيهية مليئة بالحركة عالية الكثافة مع تأثيرات قوية. إذا كنت تبحث عن فيلم خفيف ومسلٍ للمشاهدة، فإن "Rampage" هو الخيار المثالي، خاصة إذا كنت من محبي ألعاب الفيديو الكلاسيكية.
تدور قصة الفيلم حول عالم البريماتولوجيا وعالم الوراثة اللذين يتعاونان لوقف ثلاثة حيوانات مصابة بمرض خطير من تدمير مدينة شيكاغو. الفيلم من إخراج براد بيتون وبطولة دواين جونسون، ناومي هاريس، ومالين أكيرمان. ويستند الفيلم بشكل كبير على سلسلة ألعاب الفيديو التي تحمل الاسم نفسه من إنتاج Midway Games.
حقق "Rampage" إيرادات بلغت 428 مليون دولار مقابل تكلفة إنتاج قدرها 120 مليون دولار، وحصل على تقييم 10/7 على موقع IMDb.
Sonic the Hedgehog 2 (2022)
يكشف فيلم "Sonic the Hedgehog" عن شخصية القنفذ الأزرق الشهيرة Sonic من خلال رحلة ممتعة واستعراض لقدراته وشخصيته المحبوبة. ويستند الفيلم إلى سلسلة ألعاب Sonic الكلاسيكية، ويقدم للجمهور فرصة لاكتشاف جوانب جديدة من شخصية Sonic.
تدور قصة الفيلم حول رغبة Sonic في المزيد من الحرية بعد استقراره في جرين هيلز، ومغامرته مع صديقه تيلز في البحث عن عملة قوية قبل أن تسقط في أيدي الشرير الجديد، الدكتور روبوتنيك وشريكه ناكلز.
الفيلم من إخراج جيف فاولر وبطولة جيم كاري، جيمس مارسدن، وبن شوارتز. وقد حقق الفيلم إيرادات بلغت 405 مليون دولار مقابل تكلفة إنتاج قدرها 110 مليون دولار. وحصل على تقييم 10/6.5 على موقع IMDb.