لو أنك الوجه الدعائي لمشروعك التجاري.. تعلّم تلك الحيل لتحول البيزنس إلى براند
غالبًا ما يكون المالك هو "الوجه الدعائي" أو "الوجه الممثل" لمختلف أوجه العمل في المؤسسات الصغيرة. وفي حين قد يكون هذا الشعور مرضيًا لرغبة الإحساس بالذات، فما يجدر بك أن تعرفه هو أن كونك الوجه الوحيد للشركة فهو أيضًا مصدر للخطر، لأن ذلك قد يحد من قدرتك على تنمية العمل وجعله مستدامًا على المدى الطويل.
وحين يفكر معظمنا في الأعمال التجارية الصغيرة، فإننا نفكر في متجر محلي أو صاحب مطعم أو مزود خدمة أو شركة تصنيع صغيرة، وفي المؤسسات الصغيرة، غالبًا ما يكون المالك هو "وجه" العمل.
وبعد كل شيء، يكون هذا الفرد هو من أسس أو اشترى أو تولى زمام أمور المشروع العائلي، وفي المراحل الأولى من العمل، يلعب المالك أو المدير العديد من الأدوار الحاسمة.
والحقيقة أن تحركاته في البيزنس تكون مبنية استنادًا إلى ما لديه من رؤى تُديم العمل وتدفع به إلى الأمام. كما أنه يبني ويحافظ على علاقاته شديدة الأهمية مع العملاء.
وربما يكون قد نجح بالفعل في تطوير المنتج أو العملية المرتبطة بإدارة البيزنس، مع الأخذ بعين الاعتبار أن أحد الأسباب التي تجعل الكثيرين يختارون التعامل مع شركة صغيرة هو المالك أو صاحب النشاط التجاري نفسه.
أما حين يتعامل العملاء مع كيانات كبيرة، فيكون لديهما مندوب مبيعات أو مدير حساب كجهة اتصال أولية، تتمثل مهمته الرئيسية في القيام بعملية البيع، لكنه غالبًا ما يسلمها إلى آخرين من أجل إنجازها أو إتمامها.
المهام الملقاة على كاهل صاحب العمل
أما في حالة الأعمال التجارية الصغيرة، فيكون المالك هو الفرد الأكثر تفاعلًا، ويتولى العمل على كل جانب من جوانب الشركة. وبعد كل شيء، يكون هو الموضوع دائمًا في الصورة، وتقع على كاهله كافة المسؤوليات، ولهذا يكون مطالبًا بحماية سمعته.
خاصةً وأنه يكون هو الطرف الظاهر أمام الأطراف الأخرى، ويكون هو الصورة التي تعكس نشاط الشركة وعملياتها المختلفة، ويكون متاحًا طوال الوقت، والحقيقة أن العملاء يفضلون أن تكون تعاملاتهم مباشرة مع صانع القرار، أو ذلك الشخص الذي يُمثل العلامة التجارية للشركة.
حان وقت "التجميل"
غالبًا ما نسمع خبراء يتحدثون عن أهمية أن يكون المالك هو العلامة التجارية. وفي الواقع، يذهب البعض إلى أبعد من ذلك، ويقولون أنه بدون المالك، لا توجد شركة ولا علامة تجارية.
ومن الناحية النظرية، هذا صحيح، لأن صاحب العمل يحب تلقي مكالمات من العملاء الذين يريدون منه العمل على مشاريع. ولكن في حين أن ذلك قد يكون أمراً مرضيًا بالنسبة له، فإن كونه الوجه الوحيد للشركة هو أمرٌ قد يمثل بعض الخطورة أيضًا، فذلك من الممكن أن يؤثر على قدرته المرتبطة بتنمية العمل وجعله مستدامًا على المدى الطويل.
يشتهر أصحاب الأعمال الصغيرة برغبتهم في القيام بكل شيء بأنفسهم، لكن الواقع عكس ذلك، فبكل بساطة لا يمكن لفرد التواجد والعمل على كل تفصيلة من تفاصيل العمل، وعادةً ما يحتاج إلى دعم من المحيطين.
وعليك أن تسأل نفسك: "ماذا سيحدث إذا مرضت فجأة؟ أو إذ تراكمت على كاهلك الكثير من مهام العمل؟ أو كنت ببساطة ترغب في بيع النشاط والتقاعد؟ أو المضي قدمًا لتصبح رائدًا أعمال متوسعًا في نشاطاتك ومشاريعك؟"
إذا كنت الوجه الوحيد لشركتك وقد تجاوزت مرحلة البدء، فربما حان الوقت للتفكير بشكل مختلف والنظر في إجراء "عملية تجميل" أو "تغيير" لشخصيتك العامة.
اقرأ أيضًا: كيف يؤثر تولي الرجل المواقع القيادية في الشركات على فرص نجاحها؟
وإليك فيما يلي ثلاثة أشياء تساعدك على البدء:
1. تدريب الموظفين على التعامل مع العملاء
انطلاقاً من المعرفة والخبرة المتراكمة التي يمتلكها أصحاب العمل في شؤون البيزنس، يجب عليهم الاهتمام بتعليم وتدريب الموظفين ليكون لديهم الأدوات اللازمة للتدخل وتولي المهام التي يمكن تفويضها. ويجب عليهم القيام بذلك قبل أن ينهكوا من العمل ولا يستطيعوا التواجد حين يتوقع العملاء رؤيتهم.
واعلم أن نقل المعرفة لا يقتصر على بناء مصداقيتك في مؤسستك فحسب، بل يتجاوزه لما هو أبعد، فالعملاء الكبار يريدون التأكد أيضاً من أن لديك خبرة عميقة، وأنهم يستثمرون فيك وفي مؤسستك؛ وبالتالي إذا لم تقم بتدريب الآخرين، فإنك تعرض عملاءك بالتبعية للخطر.
ولهذا يجب أن يشتمل التعليم على أكثر من مجرد ما تقدمه أو تفعله للعملاء، فعليك أن تساعد الموظفين على فهم التفضيلات الفريدة للعملاء، وكيفية تفضيلهم التواصل، وما يقدرونه، وذلك لكي يكونوا مستعدين ومتأهبين للشعور بالراحة لتقديم أفضل تجربة للعملاء.
2. إعداد الموظفين للظهور والتألق
ليس من السهل تحويل الموظفين إلى أوجه دعائية أخرى للشركة، فتلك المهمة لا تصلح لها كل الموظفين، ولهذا يجب عليك أن تعلم أن ذلك الجانب يتطلب نهجاً مدروساً.
ولهذا، عليك اختيار موظفين قادرين على قيادة البيزنس وإلهام الثقة للمحيطين، واعلم أن البعض سيتمتع بهذه القدرة بينما سيفتقد البعض الآخر الرغبة في القيام بها، ولهذا قد يستغرق الأمر بضع محاولات للعثور على الفرد أو الأفراد المناسبين لتلك المهمة.
وحينها عليك أن تقوم بإعدادهم ببطء وبتأنٍ، وأن تبدأ بتعريفهم على العملاء من خلال إدراجهم في الاتصالات، وجعلهم يحضرون الاجتماعات بشكل دوري.
وعندما يكونوا جاهزين، عليك أن تمنحهم جزءاً من جدول الأعمال، مع مراعاة العملاء الذين سيقبلون دور الموظف الموسع، وأن تكون على دراية مسبقة بأن بعضهم سيعترض، وبعضهم الآخر سيتقبل الأمر بسهولة.
ولهذا ينصح بالتأكد من إبراز مهارات وإنجازات الموظفين للعملاء مع توضيح بعض نجاحاتهم الأخيرة والافتخار بهم وبأعمالهم الجيدة، وأن تترك الأمور تأخذ مجراها الطبيعي من ناحية الوقت.
3. إحداث تغيير جذري
عادةً ما تنطوي الأمور على ضرورة الظهور والحضور، وهو شيء يحظى بتقدير العملاء على الدوام. ومع ذلك، لابد وأن تكون هناك أوقات للتراجع والانسحاب، وهو ما قد يتطلب منك ضرورة القيام بتغيير جذري بسيط في هيكلة الفريق.
وهو ما قد يكون صعبًا على أصحاب الأعمال الذين اعتادوا على الظهور وأخذ زمام المبادرة. وقد يكون بنفس الصعوبة على العملاء الذين ينظرون إلى صاحب العمل أو المالك على أنه بطاقة أمان لتعاملاتهم. وهنا مربط الفرس.
عندما تقوم بتعليم موظفيك وإعدادهم للظهور وأخذ زمام المبادرة، عليك أن تبحث عن فرصة لهم كي يتولوا المهام من دونك. ويمكنك أن تبدأ على نطاق محدود، وأن تتأكد من تحضيرهم بشكل جيد، وهو ما يستلزم منك إجراء سيناريوهات أو رسم أفكار أو أي شيء آخر يلزم لنجاحهم.
هناك شيء واحد يجب مراعاته، وهو ألا تختفي من الصورة تماما. فبصفتك المالك، لابد أن تبقى متواجدًا ومشاركًا بكل شيء. فيجب مثلاً أن تشارك في الاجتماعات أو المبادرات المهمة وألا تتدخل لمحاولة السيطرة، فهذا يقوض كل جهودك. وبدلاً من ذلك، يمكنك أن تتواجد لطمأنة العملاء ودعم الموظفين.
وجوه أكثر، فرص أكثر
يمتلك صاحب البيزنس القدرة الفريدة على أن يكون وجه الشركة الدعائي وعلى أن يجعل العلامة التجارية تنبض بالحياة. ولكن حين تكون هناك المزيد من الوجوه، فإن ذلك يخلق فرص عمل أكبر، وهو ما يوسع نطاق النشاط، ويزيد من المسارات التي تساعد على النمو والتحول من نشاط صغير إلى براند كبير.
وما تجدر الإشارة إليه في الأخير هو أنه مع اقترابك من وقت التقاعد أو التوقف عن العمل، فإنك قد تريد أن تُظهر أن الموظفين يمتلكون علاقات وأن لديهم من المعرفة التي تؤهلهم للحفاظ على ارتباط العملاء بالشركة ومواصلة العمل معها.
وإلا، فإن القيمة الإجمالية لشركتك سوف تقل، ولهذا فالنصيحة هي أن تكون وجها حاضراً على الدوام، لكن مع إشراك موظفيك أيضًا في العمل بشتى مراحله.