كيف يضمن رائد الأعمال صحته النفسية في بيئة عمل تنافسية؟
حياة رواد الأعمال ذات طبيعة خاصة نظرًا لما تنطوي عليه من صعوبات وتحديات تشكل ضغطًا على الرجل، في حياته العملية ولا شك أنها تطال حياته الشخصية كذلك، ولهذا فإن واحدة من أبرز الصعاب التي يواجهها أي رائد أعمال هي تحقيق الموازنة بين حياته العملية والشخصية.
ولاستعراض مثابرة الرجل وتحمله الصعاب التي تجعل منه مصدر قوة لذاته، ولأسرته، وللمقربين منه، نستعرض في هذا المقال أهم التحديات التي تواجه الرجل العصري المهتم بمجال ريادة الأعمال، والطرق التي يمكنه اللجوء إليها لمساعدته على إدارة وقته على أفضل نحو ممكن لضمان صحته النفسية في عالم المال والأعمال.
تحديات في مجال ريادة الأعمال
ريادة الأعمال من المجالات التي تمثل تحديًا كبيرًا للرجال الطموحين الباحثين عن آفاق ربما لم يسبقهم إليها أحد، إذ يواجهون مجموعة من الصعاب التي تتطلب منهم تحمل ضغط كبير، وابتكار حلول فعالة.
أحد أبرز التحديات هو ضغط العمل والمسؤوليات المتزايدة، حيث يجد الرجل نفسه غالبًا في مواجهة تحديات متنوعة في مقدمتها إدارة الوقت، وفقدان القدرة على تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والشخصية.
وتبرز أيضًا تحديات التمويل، إذ عادة ما يكون الرجل بحاجة إلى مواجهة صعوبات في جمع رأس المال اللازم لتأسيس وتطوير مشروعه.
إضافة إلى ذلك، تأتي التحديات الاقتصادية والتنافسية التي عادة ما يعج بها سوق الأعمال كمصدر إضافي يزيد من تعقيد رحلة العمل الريادي، ويصعب من القدرة على المواصلة في ظل هذا الكم الكبير والمتزايد من التحديات.
وعادة ما يحتاج الرجل إلى تجنب الاحتراق الوظيفية، وأن يمتلك القدرة على مواصلة النجاح والقدرة على التكيف مع التحولات السريعة في السوق واتخاذ القرارات الحاسمة بشكل فعّال.
وعلى الرغم من هذه التحديات، يبقى مجال ريادة الأعمال من المجالات الرائعة التي يجدر بالرجل أن يخوض فيها التجربة، إذ يمكنه الوصول من خلاله إلى النجاح الذي ينشده، وإلى الرؤية التي يتمنى بلوغها شخصيًا ومهنيًا.
اقرأ أيضًا:11 استراتيجية تساعد رواد الأعمال على تحويل الأزمات لنجاحات
عقبة إدارة الوقت
الحقيقة أن مشكلة إدارة الوقت تعد واحدة من المشكلات الرئيسة التي يواجهها رواد الأعمال، إذ يجدون أنفسهم في الغالب مطالبين بإدارة متطلبات إدارة الأعمال اليومية والتحكم في ضغط الوقت متسارع الإيقاع.
ومن الممكن أن تسفر عدم فعالية إدارة الوقت في حدوث تشتت بالانتباه، وكذلك تأخير في تحقيق الأهداف المحددة التي يتطلع رائد الأعمال إلى تحقيقها في مسار عمل شركته الناشئة مع باقي فريق العمل.
حلول مشكلة ضغط الوقت
كأحد الحلول التي يمكن لرواد الأعمال اللجوء إليها للتغلب على تلك المشكلة هو إمكانية اعتمادهم على استراتيجيات فعّالة لتنظيم واستغلال وقتهم بشكل أفضل، كقيامهم بالخطوات التالية:
- تحديد أولويات الأعمال الحيوية.
- تخصيص الوقت بناءً على أهمية تلك الأولويات، وضرورة إنجازها ضمن مخطط أعمال الشركة.
- استخدام أدوات إدارة الوقت مثل التقويمات وتطبيقات التنظيم الشخصي.
- توظيف فرق أو استعانة بجهات خارجية لتحمل بعض الأعباء وتسهيل الأمور الروتينية.
وكذلك ما يجب التأكيد عليه بهذا الخصوص هو أن النجاح في إدارة الوقت من الأمور التي تعتمد أيضًا على القدرة على تقبل فكرة التفوق في إنجاز كل مهمة في آن واحد، والاستعداد لتأكيد الأولويات، وترتيب المهام وفقًا لأهميتها. وذلك جنبًا إلى جنب مع الاهتمام بإتقان التخطيط والتنظيم العملي والشخصي، وهما مفتاحان لضبط ساعات العمل بفعالية وتحسين إنتاجية العمل وجودة الحياة بشكل عام.
نصائح تضمن لرواد الأعمال الموازنة بين حياتهم العملية والشخصية
رغم أن كثيرين يسمعون مصطلح "الموازنة بين الحياة العملية والشخصية" في كثير من المواقف، فقد يتصور البعض أنه من مجرد مصطلح وظيفي أو كلام مرسل لا معنى له، لكن الحقيقة غير ذلك، فهذا التوازن شيء مهم للغاية لضمان تحسين جودة الحياة، ورفع كفاءة العمل ودفعه بشكل كبير للأمام.
ومن ضمن العلامات التي تبين أن هناك ثمة خلل حاصل في تلك المعادلة ما يلي:
- طول ساعات العمل.
- الشعور بضغط وتوتر نتيجة مهام العمل.
- عدم الاستمتاع بوقت مميز مع الأهل والأصدقاء.
- التقصير في التغذية السليمة أو ممارسة التمارين الرياضية.
- الشعور بتعب أو غياب التحفيز.
- التخلف عن أداء مهام العمل المهمة.
- النوم بشكل سيئ.
اقرأ أيضًا: الاستثمار في السندات.. عائدات مستقرة وسط تقلبات دائمة
ونستعرض فيما يلي قائمة بأبرز الطرق التي يمكن أن تفيد في تحسين التوازن بين الحياة الشخصية والحياة العملية:
- العمل بمجال ريادي يكون محببًا للنفس
صحيح أن العمل شيء مهم، ولا يمكن الاستغناء عنه، لكن في نفس الوقت من المهم اختيار مجال يكون محببًا للنفس، لأن العبرة في تلك الجزئية هي ضرورة اختيار مجال تحبه، وأن تكون لديك القدرة على الإنجاز فيه بكل حماسة كي تصل إلى النجاح الذي تبتغيه في الأخير، وهو أول ما يجب عليك فعله.
- وضع جدول زمني
أحد التحديات الشائعة التي يواجهها رواد الأعمال هو إدارة الوقت، ولهذا من المهم وضع جدول زمني لمزيد من التحكم في الوقت، وتسهيل إنجاز المهام وفق هذا الجدول، وتجنب أي تأخير محتمل.
ويمكن تقسيم المهام هنا لـ 4 أنواع على حسب التوقيت خلال اليوم، بمعنى أن تكون هناك مهام تُنفذ في الصباح، وأخرى في الظهيرة، وأخرى في مرحلة ما بعد الظهيرة وأخرى يمكن إنجازها في المساء، إذ تساعد تلك الطريقة في كيفية إدارة الوقت واستغلاله على أفضل ما يكون.
- التأكد من الابتعاد عن العمل في نهاية اليوم
من المهم غلق هاتفك وباقي الأجهزة التي قد تصلك عليها رسائل متعلقة بالعمل، فإن لبدنك عليك حق في الأخير، وهو ما يجب أن تضبط يومك عليه، إذ ينبغي الفصل بين ساعات العمل وساعات الراحة بشكل كامل.
- الاندماج مع زملاء العمل ومشاركتهم الفعاليات
من المهم أن يكون لرائد الأعمال تفاعلاته الخاصة مع الفريق المعاون لتعزيز روح التعاون والمرح بين الجميع، وهو ما يعود بالإيجاب في الأخير على صعيد الإنتاجية، وتحقيق الأهداف المطلوبة بجهد أقل.
- ممارسة هواية
ضروري أن يكون لرائد الأعمال هواية تشغله وتنفس عنه خلال ساعات العمل أو حتى بعد الانتهاء، ويمكن أن تلك الهواية شيء بسيط، لكنها تبقى مهمة لجعله أكثر ديناميكية وحيوية، وبالتالي الاسهام في إنجاح مسار العمل بالشركة.
- إعطاء الأولوية للصحة
نعود ونكرر التأكيد على مقولة "إن لبدنك عليك حق"، وهو أمر لا يتعين عليك إغفاله أو إهماله، فصحتك النفسية والجسدية هي الأساس الذي تبني عليه، ولهذا يجب إيلائها أقصى درجات الاهتمام لضمان المواصلة وتعزيز القدرة على الإنتاج والمضي قدمًا للأمام.