هل تعرف نظرية "الموظفين الكسالى"؟ إليك طريقة "بيل غيتس" لإنجاز المهام الصعبة
يوصي الملياردير الأمريكي "بيل غيتس" بتعيين أناس كسولين من أجل إنجاز المهام المختلفة بشكل أسرع من الموظفين المجتهدين، فهل تتفق معه في هذا الأمر أم لا؟
هل تغامر وتأخذ بنصيحة الملياردير الشهير "بيل غيتس" وتعين في شركتك أناسًا كسولين؟، انطلاقًا من رؤيته أن الشخص الكسول لو كُلف بمهمة صعبة سيبحث عن طريقة سهلة لكي ينفذها بها؟
انتظر قليلاً ولا تتسرع في الإجابة قبل أن تتعرف على تفاصيل تلك النظرية، وجدواها الفعلية من الناحية العملية.
يعتقد "بيل غيتس" أن الشخص الكسول سيجد حلاً للمشكلة الصعبة بدلاً من تكليف فريق طموح بحل هذه المشكلة، ولكن في عالم الشركات الناشئة، يعد التسليم لهذا الأمر بشكل كامل أمرًا خطيرًا، خاصة لو كانت الموارد من الوقت والمال محدودة.
لك أن تعلم أن اتخاذ الطريق الأسهل لا يجعل الإنسان كسولاً، ولا يعني بالضرورة المشي في الطريق الأصعب أن الموظف سيصير أكثر كفاءة على صعيد حل المشكلات، وهذه قاعدة يجب فهمهما، والتعامل مع المعضلات المختلفة في العمل على أساسها.
لذا لا يمكن اعتبار الربط بين البحث عن الحلول الأسهل والكسل ربطًا دقيقًا، فالكسل ليس هو المشكلة الكبرى، به هو عرض لمشكلة أخرى.
ومن طبيعة البشر مقاومة التفكير في المشكلة الأساسية لأن الأفعال التي يمكنهم اتخاذها في تلك الحالة قد لا تكون مريحة لهم، وعلى كل الأحوال، لا بد من فحص تلك المشكلات لفهم العوائق الحاصلة، وليس فقط المعاناة مع الكسل، الذي هو في الأصل عرضًا جانبيًّا.
تحديد أهم الأشياء وإعطاؤها الأولوية
الشعور بالكسل قد يكون علامة على الحاجة إلى الراحة، ولكن فكرة الراحة لا تعني الكسل، وذلك هو المفهوم الخاطئ الذي يقع به الكثير من الأشخاص على اعتبار أن الراحة تعني الكسل كونها عكس فكرة العمل والانجاز.
كما أن إعطاء المهام الشخصية الأولوية على حساب المهام المهنية، أو عدم الاستيقاظ مبكرًا في الصباح هو أمر يُنظر إليه على أنه كسل وليس طلب راحة، إذ يُنظر وفق ذلك إلى الإنتاجية النظرية التي يفكر بها الشخص على أنها أهم من الإنتاجية الفعلية.
وفي بعض الأحيان تكون الراحة هي الشيء الذي يجب القيام به فعلاً بدلاً من العمل، فمثلاً قد تكون فترة الراحة التي يمكن الحصول عليها خلال يوم العمل العادي - كالمشي مسافات طويلة - هي الحل لتوليد الأفكار الإبداعية، ولهذا فإن فترات الراحة تسهم في منع حدوث الإرهاق، وتساعد على العودة للعمل بنشاط وحيوية.
وفي فترات الراحة وخلال أيام الإجازة، لا ينبغي على الفرد أن يتحقق من المكالمات الهاتفية أو من البريد الإلكتروني، فالسر هو الراحة الحقيقية، ولهذا لا بد من أخذ مساحة للراحة بهدف العودة إلى العمل بقدر أكبر من الحماسة والجاهزية.
اقرأ أيضًا:كيف يؤدي تنوع الموظفين إلى زيادة معدل الابتكار والإنتاجية؟
على ماذا يدل الشعور بالكسل؟
في حالة الشعور بالكسل حتى عند الحصول على فترات راحة، ربما يكون ذلك نابعًا عن عدة مشكلات أو أسباب مختلفة، من أبرزها الافتقار إلى الحافز، إذ قد يؤدي ذلك إلى التراخي عن أداء الأعمال المختلفة، وبدلاً من توجيه اللوم بسبب عدم الالتزام، يمكن البحث عن الفضول، والشغف وراء العمل من أجل إيجاد الحافز المناسب.
كما أن الوظيفة قد لا تؤدي إلى تعلم شيء جديد، ما قد يؤثر على النفس الباحثة عن التطور وتعلم كل ما هو جديد. ولمعالجة هذا الأمر، يمكنك تحديد السبب وراء هذا الشعور بالكسل، سواء كان ذلك نتيجة الميل إلى الكمال، أو انخفاض الكفاءة الذاتية، أو غيرهما.
وكذلك لك أن تعلم أن خطر الكسل قد يتحول إلى ركود، ومن ثم يجب اتخاذ القرار بعلاج السبب الجذري وراء هذا الكسل، إذ إن ذلك لن يجعل الفرد أكثر إنتاجية فحسب، بل سيجعله أكثر سعادة، فالجميع يستحقون السعادة في العمل، لأنه الشيء الأكثر نجاحًا، وحينها تؤثر المشاعر على التفكير بشكل كبير، ومن ثم يكون الرضا عن العمل هو رضا عن الأفكار والأفعال الأخرى.
خطوات علاج الشعور بالكسل
من أجل تجنب الكسل في الحياة العملية يمكنك تطبيق مجموعة من الخطوات لتحقيق أفضل نتائج على أرض الواقع ومن بينها:
الاستفادة من مبدأ التقدم
يعد الشعور بالتقدم والقوة من الأمور التي تساعد على محاربة الصوت الداخلي الذي يخبرك أن العمل من المهام الشاقة، وأن المشروع المتاح يستحيل التعامل معه، لكن أهم شيء في الحقيقة هو تحقيق الهدف الموضوع في العمل مهما كان صغيرًا في البداية، فذلك من شأنه أن يحفز الشعور بالتقدم، ويعزز الرغبة في تحقيق ما هو أفضل، ويمكنك تعزيز ذلك بتخيل شعور التقدم في العمل ليعطيك دافعًا من أجل الوصول إلى هذا الشعور في الواقع.
اقرأ أيضًا:قوة الرجل الثاني.. كيف تحقق أهدافك حين تكون «نائب المدير»؟
الحصول على قيلولة
تؤكد الدراسات أن القيلولة تعيد تنشيط الجسم، وتحفز الإنتاجية، وأنها قد تتراوح ما بين 30 إلى 60 دقيقة، فعند الشعور بالكسل قد يكون ذلك مؤشرًا على الرغبة في الحصول على فترة راحة، ولهذا من الأفضل الحصول على قيلولة سريعة بعد وقت الظهر من أجل استعادة النشاط.
التركيز على الحافز
عند التركيز على مدى كبر المهام وصعوبتها، فإن ذلك قد يؤدي إلى الكسل عن البدء فيها، ومن ثم يمكنك تحويل التركيز في تلك الحالة على الحافز الذي سيأتي بعد إتمام تلك المهام الواجب إنجازها.
تقليص قائمة المهام
بعد التقاعس أحيانًا عن أداء بعض المهام، يتضح فيما بعد أنها لم تكن ذات أهمية من الأساس، ومن ثم يجب تقليل قائمة المهام إلى التي يجب فعلها بشكل أساسي بدلاً من تأجيل وإلغاء المهام، ومن ثم الشعور بالكسل والتوقف عن الإنتاجية.
وعند التأكد من مدى أهمية كل شيء مدون في تلك القائمة، يمكن تنظيم الوقت، والبدء في تنفيذه بصورة صحيحة، وتحديد الوقت اللازم للتنفيذ، مع إمكانية تقسيم المهام الكبيرة إلى مهام أصغر لأنها تحتاج إلى مجهود أقل، وتوفر الشعور بالإنجاز لمرات أكثر عند إتمام أي منها، على عكس المهام الكبيرة.
تصحيح العادات الغذائية الخاطئة
قد ينتج الشعور بالكسل عن الإصابة بحالة من الوهن، التعب، وقلة الطاقة، وفي تلك الحالات، يجب الحصول على فترات نوم مناسبة، مع ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة، وتحسين النظام الغذائي بتناول 3 وجبات يوميًا، تحتوي جميعها على العناصر الغذائية المفيدة للجسم.
كما يمكن تقليل نسبة الكافيين، وشرب كميات كبيرة من الماء، وتجنب الكحول والتدخين، مع التركيز على مكافأة النفس عند تحقيق شيء مميز.