كي تستمتع بقهوتك.. لا تتناولها مع هذه الأدوية أبدًا!

لولا كافيين القهوة، ما واظب أحدٌ على شُربها، فبِه يتعزَّز النشاط، ويزداد التركيز، ويتحسَّن المزاج، لكن لا يكاد يسلم أحدٌ من الأمراض بين فترةٍ وأخرى، ولا يُحبّ أحدٌ استمرار المرض، فيتناول دواءً له، والأدوية على اختلاف أنواعها، قد تتفاعل مع الكافيين، فيُضعِف أحدهما الآخر، فإذا شرب الإنسان قهوة مع أدوية البرد مثلاً فقد يُعانِي صعوبة النوم، فكيف تتفاعل القهوة مع الأدوية؟ ومتى تتناولها رغم الأدوية؟

تأثير الكافيين على الجسم

يُحفِّز الكافيين الجهاز العصبي، إذ يعبر الحاجز الدموي الدماغي، ويزيد نشاط الدماغ، كما يزيد مستويات الأدرينالين في الدم، ما يجعل تركيز الإنسان مرتفعًا، ويطرد النعاس عنه، بعد احتساء فنجان القهوة الغني بالكافيين.

لكنّ الكافيين لا يُؤثِّر في الجهاز العصبي فقط، بل له أثر أيضًا على أعضاء الجسم الأخرى، فقد يُؤدِّي أيضًا إلى:

• زيادة إفراز حمض المعدة.
• ارتفاع ضغط الدم.
• ارتعاش العضلات.
• إدرار البول.

وقد يُؤدِّي دخول الكافيين الجسم بكمياتٍ كبيرة، كما في حالة احتساء جرعات كبيرة من القهوة، إلى اختلال ضربات القلب، كما قد يُؤدِّي إلى فقدان العظام لكثافة المعادن بها، ومِنْ ثَمّ هشاشتها.

كيف تُؤثِّر القهوة على الأدوية؟

بيّنت الدراسات أنّ الكافيين الموجود في القهوة، قد يُؤثِّر على امتصاص وانتشار الدواء، بل قدرة الجسم على التخلُّص منه، كما قد تُؤدِّي تفاعلات الكافيين مع الأدوية إلى زيادة الآثار الجانبية للأدوية.

فعلى سبيل المثال، تُقلِّل الأدوية المُدرَّة للبول البوتاسيوم في الجسم، وكذلك يفعل الكافيين؛ لذلك فإنّ احتساء القهوة تزامنًا مع تناول مُدرّات البول، قد يُؤدِّي إلى انخفاض مستويات البوتاسيوم في الدم، وهذا يُشكِّل خطرًا على صحة القلب خاصة.

تفاعلات القهوة مع الأدوية

تتفاعل القهوة مع بعض الأدوية، مُحدِثةً آثارًا جانبية ليست سارّة بالمرة، وفيما يلي أهم الأدوية التي تتفاعل مع القهوة أو الكافيين:

الكافيين ودواء أفدرين

الأفدرين هو دواء يُستخدَم في علاج الحساسية والربو، وكذلك ضغط الدم المنخفض تحت التخدير، إلى جانب أنّه مُنشِّط، ونظرًا لأنّ الكافيين أيضًا مُنشِّط، فقد يُؤدّي أخذهما معًا إلى آثارٍ جانبية خطيرة، مثل:

• زيادة مُعدّل ضربات القلب.
• ارتفاع ضغط الدم.

الكافيين وأدوية القلب

قد تُوصَف بعض الأدوية للقلب، مثل الأدينوزين وديبيريدامول خلال اختبار الإجهاد القلبي، كما قد يُستخدَم الأدينوزين في علاج بعض أنواع عدم انتظام ضربات القلب.

أمّا ديبيريدامول، فيُستعمَل إلى جانب أدوية السيولة الأخرى؛ لمنع جلطات الدم من التكوُّن إثر استبدال صمامات القلب.

حسنًا، ما رأي الكافيين في ذلك؟ يحجب الكافيين عمل مُستقبِلات الأدينوزين وديبيريدامول، ومِنْ ثَمّ تقل فاعلية هذه الأدوية؛ لذلك ينصح الأطباء بالتوقف عن شُرب القهوة، أو أي مُنتَج آخر غني بالكافيين قبل 24 ساعة من اختبار الإجهاد القلبي.

الكافيين وأدوية الصرع

قد يُقلِّل الكافيين فعّالية الأدوية المضادة للتشنجات، أو أدوية الصرع، ما قد يزيد نوبات الصرع عند المُصابِين بها، خاصةً مع احتساء القهوة، ومن أمثلة أدوية الصرع:

• كاربامازيبين.
• فينوباربيتال.
• فينيتوين.
• حمض فالبرويك.

اقرأ أيضًا:أعراض انسحاب الكافيين.. احذر الانقطاع المفاجئ عن القهوة

الكافيين وأدوية السيولة

تمنع أدوية السيولة الإصابة بجلطات الدم، والكافيين قد يمنع تكسُّر أدوية السيولة، ما يُؤدِّي إلى زيادة مستوياتها في الدم، ويُعرِّض المريض لخطر النزيف؛ لذلك من الخطر تناول القهوة مع أدوية السيولة، وإلّا فستزداد مخاطر الإصابة بالكدمات والنزيف.

الكافيين وأدوية البرد والحساسية

تحتوي بعض أدوية البرد على مادة سودوإفدرين؛ المُنشِّطة للجهاز العصبي، والقهوة مُنشِّطة كذلك، فقد يُؤدِّي احتساؤها بجانب أدوية البرد إلى زيادة بعض الأعراض، مثل الأرق وعدم الراحة.

كذلك من أدوية الحساسية فيكسوفينادين، الذي لا ينبغي تناوله مع القهوة، وإلّا لتحفّز الجهاز العصبي بشدة، وعانى المريض أعراض القلق، ومن الضروري عمومًا استشارة الطبيب قبل الجمع بين شُرب القهوة وتناول أدوية البرد أو الحساسية.

الكافيين وأدوية السكري

عندما يتناول الإنسان قهوة بالحليب أو مضافًا إليها سكر، فقد تزداد مستويات السكر في الدم، ويتأثّر عمل أدوية السكري التي تناولها قبل ذلك، كما أظهرت الدراسات، حسب موقع "health"، أنّ الكافيين قد يُؤدِّي إلى تفاقُم أعراض مرض السكري.

وحسب الجمعية الأمريكية للسكري "American Diabetes Association"، فإنَّ شُرب أي شيءٍ يحتوي على الكافيين، كالقهوة مثلاً، قد يزيد مستويات الأنسولين والسكر في الدم، ورغم صِغر الدراسة التي تناولت ذلك الأمر، إلّا أنّ الباحثين حذّروا من الإفراط في تناول الكافيين، وإلّا فقد يُصعِّب ذلك ضبط مستويات السكر في الدم.

الكافيين وأدوية الربو

الربو مرض مزمن يُصِيب الجهاز التنفسي، يتسبَّب في التهاب مجرى الهواء، وضيقه، وصعوبة التنفُّس والشعور بضيق في الصدر، وخلال النوبات الشديدة من الربو، يتناول بعض الناس أدوية مُوسِّعة للشُعب الهوائية، مثل الأمينوفيلين أو الثيوفيلين، والتي قد يكون لها بعض الآثار الجانبية، مثل الصداع أو القلق وآلام المعدة.

وإذا ضُمّ إلى ذلك شُرب القهوة أو المشروبات الغنية بالكافيين، فقد يزداد خطر الإصابة بهذه الآثار الجانبية مقارنةً مع الحصول على مُوسِّعات الشُعب الهوائية من ذلك النوع وحدها، كما قد تُقلِّل القهوة أيضًا كمية الدواء التي يمتصها الجسم.

الكافيين وأدوية الضغط

يتناول كثيرٌ من الناس أدوية الضغط، مثل فيراباميل أو بروبرانول، وهذه الأدوية تعمل عبر إبطاء مُعدّل ضربات القلب، بما يُفضِي إلى خفض ضغط الدم.

ومع ذلك، فإنَّ شُرب القهوة في نفس الوقت الذي تتناول فيه أدوية ضغط الدم، قد يُؤدِّي إلى امتصاص كميةٍ أقل من الدواء، ومِنْ ثَمّ لا تحصل على فوائده الكاملة، فلا ينخفض ضغط الدم كما ينبغي؛ لذلك يجب استشارة الطبيب لمعرفة الموعد المُناسِب لاحتساء القهوة وتناول أدوية الضغط.

الكافيين وأدوية الاكتئاب

تُؤثِّر القهوة على كيفية استفادة الجسم من أدوية الاكتئاب، فقد يتم أيض بعض الأدوية بطرق مختلفة، خاصةً مع تناول كمياتٍ كبيرة من القهوة، كما قد تُقلِّل القهوة من كمية الدواء التي يمتصها الجسم، ما يُؤدِّي إلى استمرار أعراض الاكتئاب أو زيادتها.

وقد وجدت الدراسات إلى أنّ دواء فلوفوكسامين على وجه الخصوص، يُعزِّز الآثار الجانبية المُعتادة للكافيين، ما قد يُؤدِّي إلى الأرق وخفقان القلب؛ لذلك ينبغي تناول الأدوية الموصوفة حسب توجيه الطبيب، وتأجيل تناول القهوة لبعض الوقت.

اقرأ أيضًا:حبوب الكافيين.. هل هي آمنة وما الفرق بينها وبين القهوة؟

الكافيين وحبوب منع الحمل

قد تمنع حبوب الحمل التي تتناولها السيدات، الجسم من تكسير الكافيين سريعًا، ما يُعرِّض المرأة للآثار الجانبية للكافيين، مثل الصداع وزيادة مُعدّل ضربات القلب، وغير ذلك؛ لذلك لا يُنصَح بتناول حبوب منع الحمل مع القهوة.

الكافيين والمضادات الحيوية

قد يتفاعل الكافيين مع المضادات الحيوية من فئة الكينولون، مثل سيبروفلوكساسين، وهذه المضادات الحيوية تمنع الجسم من تكسير الكافيين، ما يزيد فرص الإصابة بالآثار الجانبية للكافيين، مثل الصداع، وزيادة مُعدّل ضربات القلب.

متى تتناول القهوة رغم الأدوية؟

يُفضَّل احتساء القهوة قبل تناول الدواء بساعةٍ أو بعده بساعتين، فإن عانيت آثارًا جانبية رغم ذلك، فاستشِر الطبيب لمعرفة أفضل موعد لتناول أدويتك، والاستمتاع بقهوتك في الوقت نفسه.