قهوة "البروبيوتيك".. فوائد مزدوجة لكن بشروط
القهوة مصدر الكافيين، الذي يشحذ القوى الجسدية والنفسية للإنسان، و"البروبيوتيك" مصدر البكتيريا النافعة للأمعاء، المُعزِّزة للهضم، والمُحافظة على المناعة، فكيف لو أُضِيف الاثنان معًا؟ أتكون الفوائد مُضاعفة؟ تُساعِد قهوة "البروبيوتيك" في خسارة الوزن بتعزيز التمثيل الغذائي والحفاظ على صحة الأمعاء، كما تُسهِم في التخلّص من بعض اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل القولون العصبي، فما هي مزاياها وعيوبها؟ وكيف تُحضِّرها في بيتك؟
ما هي قهوة البروبيوتيك؟
قهوة عادية تُخلَط مع "البروبيوتيك" خلال عملية التحضير. و"البروبيوتيك" كائنات حية دقيقة ذات فوائد جمّة لصحة الأمعاء والجهاز الهضمي، وأشهر أنواع البروبيوتيك المُستخدَم في القهوة:
- المُلبِّنَة "Lactobacillus": تُساعِد في التخلص من بعض اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل الانتفاخ والإسهال، كما قد تُفِيد الجهاز المناعي وتُعزِّز خسارة الوزن.
- الشَّقَّاء "Bifidobacterium": يُحسِّن الجهاز الهضمي، وله تأثير مضاد للالتهاب، كما أشارت بعض الدراسات إلى أنَّه قد يُعزِّز المزاج والإدراك أيضًا.
وبإضافة "البروبيوتيك" إلى القهوة يُصبِح مذاقها ألذ، وذات فوائد أفضل للصحة، خاصةً صحة الجهاز الهضمي.
الفوائد النظرية لقهوة البروبيوتيك
تشمل الفوائد المُتوقّعة جراء احتساء قهوة "البروبيوتيك" ما يلي:
1- تحسين الهضم وحركة الأمعاء
تدعم سلالات "البروبيوتيك" المُتوفِّرة في هذه القهوة الميكروبات المعوية الصحية، ما يُؤدِّي إلى تحسين الهضم، وتنظيم حركة الأمعاء، وتخفيف بعض اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل الإمساك.
وقد وجدت إحدى الدراسات في مجلة التعليم الكيميائي "Journal of Chemical Education" أنَّ "البروبيوتيك" يُساعِد في تقليل وقت انتقال الطعام بطول الجهاز الهضمي، وزيادة عدد مرات قضاء الحاجة، لكن ما زالت هناك حاجة إلى إجراء دراسات طويلة الأمد.
2- تعزيز المناعة
يُساعِد "البروبيوتيك" في تحفيز الجهاز المناعي وتخفيف الالتهابات، بل وقد كشفت مراجعة عن مساعدة "البروبيوتيك" في الوقاية من عدوى الجهاز التنفسي.
3- تعزيز الطاقة
بدمج كافيين القهوة مع "البروبيوتيك"، تزداد الطاقة التي يحصل عليها الجسم، لكن قد يُضاد "البروبيوتيك" نشاط الكافيين عند بعض الناس، ومِنْ ثَمَّ لا تزيد طاقة الجسم كما ينبغي؛ لذا ينبغي تأكيد ذلك بعد ورود أبحاثٍ علمية عن هذه الفائدة.
4- تحسين المزاج
قد تُساعِد قهوة "البروبيوتيك" على تحسين المزاج؛ إذ "البروبيوتيك" ذو تأثير إيجابي على المزاج، كما يُساعِد في تخفيف أعراض القلق والاكتئاب، وذلك لارتباط الدماغ بالجهاز الهضمي، والحفاظ على صحة الجهاز الهضمي يَحفظ صحة الدماغ بالتبعية.
كيف تُعزِّز قهوة البروبيوتيك صحة الأمعاء؟
الأمعاء مليئة بالبكتيريا، الضار منها والنافع، والحفاظ على التوازن بينهما ضروري لصحة الأمعاء، وتناول الأطعمة الغنية بـ"البروبيوتيك" يُبقِي على هذا التوازن.
وقهوة "البروبيوتيك" - التي تحتوي على سلالتَي المُلبِّنة والشَّقَّاء - تُحقِّق هذا التوازن البكتيري في الأمعاء، وتُعزِّز الهضم، وإلى جانب ذلك، فـ"بروبيوتيك" القهوة يُساعِد في تقليل خطر الإصابة ببعض الأمراض، مثل:
- مرض القولون الالتهابي.
- متلازمة القولون العصبي.
- بعض أنواع السرطان.
وقد بيَّنت الدراسات دور "البروبيوتيك" في تعزيز المناعة، وتأثيره المضاد للالتهابات، ما يُسهِم في تقليل خطر الإصابة بالأمراض المعوية المزمنة.
دور قهوة البروبيوتيك في الهضم
ما زالت الأبحاث العلمية لكشف دور "بروبيوتيك" القهوة في تحسين الهضم في مراحلها الأولى، لكن النتائج واعدة؛ إذ يستعمر "البروبيوتيك" الأمعاء، ويُعزِّز نمو البكتيريا النافعة، كما أنَّه يُساعِد في إنتاج الإنزيمات المُساعِدة على الهضم.
ويعمل "البروبيوتيك" في القهوة كما يعمل في باقي الأطعمة بالنسبة للجهاز الهضمي، كما أنَّ "البروبيوتيك" لا يتضرَّر من عمليات التحميص والتخمير، ويتمكَّن من الوصول إلى الجهاز الهضمي.
أيضًا تساعد الأحماض الموجودة في القهوة في تعزيز نمو البكتيريا المفيدة، ومِنْ ثَمَّ فالتأثير مُضاعف من وراء تناول قهوة "البروبيوتيك" في تحسين الهضم.
اقرأ أيضًا:في يوم القهوة العالمي.. كيف أصبح المشروب "صاحب المقام الرفيع"؟
كيف تُساعد قهوة البروبيوتيك في خسارة الوزن؟
تدعم قهوة "البروبيوتيك" خسارة الوزن بطرق عِدَّة من بينها:
- تحسين "البروبيوتيك" للهضم، ما يُساعد على امتصاص العناصر الغذائية والتخلص من الفضلات، وهذا بدوره يمنع الانتفاخ والإمساك، اللذان قد يُساهمان في زيادة الوزن.
- تنظيم الهرمونات المُتحكِّمة في الجوع والشبع؛ إذ تُساعِد البكتيريا النافعة في "البروبيوتيك" في خفض مستويات هرمون الغريلين؛ الذي يُحفِّز الشهية، وزيادة مستويات هرمون اللبتين؛ الذي يُعلِم الجسم بالشبع، وهذا كُلّه يُفضِي إلى تقليل النهم تجاه الطعام، والمساعدة في خسارة الوزن.
- تُعزِّز قهوة "البروبيوتيك" التمثيل الغذائي في الجسم، كما تتحسَّن صحة الأمعاء، التي بدورها أيضًا تُسهِم في تعزيز التمثيل الغذائي، ما يُؤدِّي إلى حرق مزيدٍ من الدهون والسعرات الحرارية.
أنواع سلالات البروبيوتيك المُستخدَمة في القهوة
إلى جانب "المُلبِّنة" و"الشَّقَّاء" الأكثر شيوعًا بين سلالات "البروبيوتيك" المُستخدَمة في القهوة، فثمّة أنواع أخرى قد تُضاف إليها أيضًا، مثل:
- سكيراء بولاردية "خميرة بولاردي": هذه السلالة من البروبيوتيك مفيدة في تخفيف أعراض القولون العصبي ومرض القولون الالتهابي، كما تخفض خطر الإصابة بالإسهال الناجم عن تناول المضادات الحيوية.
لذا ينبغي اختيار نوع "البروبيوتيك" المُضاف إلى القهوة حسب ما تحتاج إليه، وإن كانت كل أنواع "البروبيوتيك" مفيدة لصحة الأمعاء بلا شك.
مزايا قهوة البروبيوتيك
تشمل مزايا قهوة "البروبيوتيك" ما يلي:
- طريقة يسيرة للحصول على "البروبيوتيك" اليومي الذي يحتاج إليه الجسم.
- تعزيز صحة الأمعاء والمناعة.
- تُضِيف تنوعًا إلى مصادر البروبيوتيك "أشهرها الزبادي".
- سلالات "البروبيوتيك" أُجريت عليها أبحاث فريدة تدعم فوائدها للجسم.
عيوب قهوة البروبيوتيك
لكن لقهوة "البروبيوتيك" بعض العيوب التي ينبغي معرفتها قبل احتسائها ومن بينها:
- قد تُدمِّر حرارة القهوة بعض "البروبيوتيك".
- قد تضر أحماض القهوة كذلك بعض "البروبيوتيك".
- اختلاف جودة وسلالات "البروبيوتيك" عبر العلامات التجارية المختلفة.
- قلة الأبحاث العلمية المُجراة على قهوة "البروبيوتيك" حتى الآن.
هل تستبدل بقهوة البروبيوتيك إحدى وجبات اليوم؟
لا ينبغي أن تحل قهوة "البروبيوتيك" محل إحدى وجباتك اليومية، صحيحٌ أنَّها تساعد على خسارة الوزن، لكن ينبغي الحفاظ على نظامك الغذائي المتوازن.
هل تقضي حرارة القهوة على البروبيوتيك؟
بدايةً لا تحتاج إلى صُنع قهوة ساخنة لاحتساء قهوة "البروبيوتيك"، بل يُفضَّل أن تكون باردة أو بدرجة حرارة الغرفة؛ لأنَّ الحرارة قد تُتلِف الفصائل الحية من البكتيريا النافعة، ومِنْ ثَمَّ فالقهوة الباردة أو المثلجة خيار أفضل.
كم يستمر البروبيوتيك في القهوة؟
يظل "البروبيوتيك" فعالاً في القهوة بعد فتح العبوة لمدة 4 - 6 أسابيع إذا كانت في ثلاجة، ويُفضَّل الانتهاء من العبوة في غضون شهرٍ فقط؛ لأنَّ كمية "البروبيوتيك" تتناقص تدريجيًا.
ما هو أفضل وقت لاحتساء قهوة البروبيوتيك؟
يُوصِي بعض الخبراء باحتساء قهوة "البروبيوتيك" في الصباح على معدة خاوية؛ لأنَّ ذلك يساعد على إيصال "البروبيوتيك" إلى الأمعاء بسلاسة، ويُفضَّل الانتظار 30 دقيقة بعد احتساء قهوة "البروبيوتيك" قبل الإفطار.
هل لقهوة البروبيوتيك آثار جانبية؟
في البداية قد يُعانِي بعض الناس اضطرابات طفيفة في الجهاز الهضمي، ومِنْ ثَمَّ يُفضَّل التدرُّج بالبدء بنصف كوب من قهوة "البروبيوتيك" يوميًا، والتوقف عن الشُرب حال المعاناة من أي أعراض جانبية.
اقرأ أيضًا:هل يفيد الليمون والقهوة في خسارة الوزن حقًا؟
هل قهوة البروبيوتيك خالية من الغلوتين؟
أغلب قهوة "البروبيوتيك" العادية خالية من الغلوتين، ومع ذلك يُنصَح بقراءة ملصق العبوة؛ لأنَّ بعض أنواع قهوة "البروبيوتيك" تحتوي على كريمات أو نكهات بها غلوتين، وهذا لمن يُعانُون حساسية الغلوتين.
كيف تصنع قهوة البروبيوتيك في بيتك؟
يُفضِّل الخبراء تحصيل "البروبيوتيك" من مصادره الغذائية إلى جانب قهوة "البروبيوتيك"، لا الاكتفاء بها وحدها، ولصُنع قهوة "البروبيوتيك" في المنزل تحتاج إلى:
- قهوة عالية الجودة.
- كبسولات أو مسحوق "البروبيوتيك".
ثُمَّ تُحضَّر قهوة "البروبيوتيك" كما يلي:
- تحضير القهوة بالطريقة المُعتادة.
- فتح 1 - 2 كبسولات من "البروبيوتيك"، وتقليب المسحوق في القهوة، أو وضع ملعقة من مسحوق "البروبيوتيك" في القهوة إذا لم تتوفَّر كبسولات.
- خلط "البروبيوتيك" في القهوة جيدًا، ثُمَّ تركها كي تبرد قليلاً، أو يُفضَّل تحضير القهوة، ثُمّ تركها تبرد، ثُمّ إضافة "البروبيوتيك"؛ كي لا تُؤثِّر فيه الحرارة.