هل تزعجك ألوان الكدمات في جسدك؟.. 5 خطوات للتخلص منها نهائيًا
بعد يومٍ طويل في العمل، عُدتَ إلى منزلك، وبينما تتناول كوبًا من الماء، ترى زُرقة على ذراعك؛ كدمة لم تدرِ متى ظهرت ولا كيف حدثت ولا أين تعرّضت لإصابةٍ مثلاً كي تبرز هكذا، وبمرور الأيام تغيّر لونها إلى ألوانٍ أخرى مختلفة إلى أن اختفت تمامًا، وخلال هذه الفترة فإنّ كلّ لونٍ تلوّنت به الكدمة له معنى، إذ تمر الكدمة بعِدّة مراحل خلال فترة تعافيها واستعادة سلامة النسيج المُصاب، فعلام يدلّ كل لون من ألوان الكدمات؟ وما أسباب ظهورها ابتداءً؟ وكيف تتعامل معها؟
ما هي الكدمات؟
تغيُّر لون الجلد نتيجة تلف الأوعية الدموية أسفله، إذ يتجمّع الدم أسفل الجلد، بما يُؤدِّي إلى ظهور الكدمات، لكن يختلف لون الكدمات بين الأسود أو الأزرق أو الأرجواني أو البني أو الأصفر، إذ يتغيّر لونها بمرور الوقت وخوضها رحلة التعافي والالتئام.
أسباب ظهور الكدمات
قد تنجم الكدمات عن أسبابٍ مختلفة، كالإصابات الجسدية، أو اضطرابات النزيف، أو غير ذلك من الأسباب، ومن أمثلة المشكلات التي قد تُسبِّب كدماتٍ ما يلي:
1. الإصابات الرياضية
قد تتكوّن الكدمات إثر التعرُّض لإصابة جسدية خلال ممارسة التمارين الرياضية مثلاً، لكن قد يصحبها أيضًا إصابة العظام أو تورُّم العضلات، أو تمزُّق الأوتار، حسب طبيعة الإصابة وحجمها.
2. نقص الصفائح الدموية
تُعدّ الصفائح الدموية من المُكوّنات الرئيسة للدم، ومهمتها منع استمرار النزيف حال إصابة الإنسان؛ لذلك فقد يُؤدِّي نقصها إلى سهولة النزيف وتكوُّن الكدمات في مختلف أجزاء الجسم، وتتباين الأعراض من إنسانٍ لآخر، لكنّها قد تتضمّن كدمات حمراء أو وردية، أو حتى بنية، وربّما يصحب ذلك الرعاف "نزيف الأنف"، أو نزيف اللثة، أو أي نزيفٍ في مكان آخر من الجسم.
3. اضطرابات النزيف
قد تحدث اضطرابات النزيف بسبب نقص بعض البروتينات أو عوامل التخثُّر من الجسم، وذلك لأنّ عملية التخثُّر ومنع النزيف تعتمد على مجموعة من العوامل معًا، يُؤدِّي نقص أحدها إلى اختلال هذه الوظيفة، وربّما سهولة النزيف وتكوين الكدمات على غير العادة، مثل الهيموفيليا.
لماذا تتغيّر ألوان الكدمات؟
تعتمد ألوان الكدمات على بعض العوامل، مثل شِدّة الإصابة والمكان المُصاب من الجسم، ولون بشرة الشخص المُصاب، وقد يقدر بعض الأشخاص على تقدير عُمر الكدمة من لونها.
فمثلاً بعد خروج الدم من الأوعية الدموية وتجمُّعه أسفل الجلد، فإنّ الهيموجلوبين - الذي يُعطِي الدم لونه الأحمر - يتكسّر، ما يعني تغيُّر لون الكدمة الحتمي، وهذا جزءٌ طبيعي من عملية الشفاء.
كذلك يُؤثِّر لون الجلد على ظهور الكدمات، فقد أشارت دراسةٌ قديمة إلى أنّ الأشخاص ذوي ألوان البشرة المتوسّطة، قد تكون لديهم كدمات حمراء وصفراء أكثر من الأشخاص ذوي ألوان البشرة الفاتحة أو الداكنة.
كذلك قد تبدو الكدمات على ألوان البشرة الداكنة أكثر قتامة، ولها تغيُّرات لونية ملحوظة أقل من تلك الموجودة على ألوان البشرة الفاتحة أو المتوسطة.
الألوان المختلفة للكدمات ودلالة كل لون
يتعافى الجسم وتبدأ عملية الإصلاح فور الإصابة وتكوُّن الكدمات، وخلال رحلة الشفاء، تمرُّ الكدمات بتغيُّرات في اللون:
- في غضون 24 ساعة من الإصابة: تبدو الكدمة بلونٍ أحمر؛ بسبب تجمُّع الدم المليء بالهيموجلوبين والأكسجين أسفل الجلد فور الإصابة، وقد لا يبدو اللون الأحمر بارزًا على البشرة الداكنة، لكنّها في تلك الحالة تبدو أكثر قتامة.
- بعد يوم أو يومين: يفقد الدم الأكسجين "يتكسّر الهيموجلوبين" ويتغيّر لون الكدمات، وغالبًا ما تظهر الكدمة البالغ عمرها بضعة أيام فقط باللون الأزرق أو الأرجواني أو الأسود، أو ربّما أغمق قليلاً من الجلد الذي لم تتكوّن تحته كدمة.
- بعد 5 - 10 أيام: قد تتحوّل الكدمة إلى اللون الأصفر أو الأخضر عند ذوي البشرة الفاتحة ومتوسطة اللون، وهذه الألوان تأتي من بعض المركّبات المُتكوّنة إثر تكسير الهيموجلوبين، مثل البيليروبين، أمّا في الجلد الداكن، فقد يصير لون الكدمات أفتح أو أخف.
- بعد 10 - 14 يومًا: قد تتحوّل الكدمة إلى لون بني مصفر أو بني فاتح عند ذوي البشرة الفاتحة، أمّا ذوي البشرة الداكنة، فإنّ لون الكدمة يزول تدريجيًّا.
تزول أغلب الكدمات في غضون أسبوعين من وقت الإصابة بها على الأرجح، ولا تستمر أكثر من ذلك.
كيف تتعامل مع الكدمات؟
يُمكِن التعامل مع الكدمات في المنزل بسهولة، فهي ليست من الحالات الطارئة التي تستدعي تدخّلاً طبيًا عاجلاً إلّا في بعض الأحيان، وما دامت الكدمات طفيفة، فيُمكِن التعامل معها بما يلي:
- استخدام كمّادات الثلج في أول 24 - 48 ساعة لتخفيف التورُّم، وذلك بمساعدة قطعة من القماش بداخلها الثلج "لا ينبغي وضع الثلج مباشرةً على الجلد"، ثُمّ تركه لمدة 15 دقيقة، وتكرار ذلك كل ساعة أو حسب الحاجة.
- وضع كمّادات دافئة للمنطقة المُصابة بعد يومين من الإصابة، وذلك عِدّة مرات يوميًا.
- إراحة المنطقة المُصابة بكدمة وعدم إنهاكها.
- رفع منطقة الكدمة بحيث تكون أعلى من مستوى القلب؛ كي لا يركد الدم في النسيج المُصاب، ولتخفيف الألم ومنع تفاقُم الكدمات.
- تناول الأدوية المُسكِّنة للآلام، مثل إيبوبروفين؛ لتسكين الألم المُصاحِب للكدمة، مع تجنُّب الأدوية التي قد تزيد النزيف أو سيولة الدم، مثل الأسبرين.
اقرأ أيضًا:لماذا تظهر كدمات مفاجئة على أجسامنا؟ وكيف نتعامل معها؟
متى تقلق من الكدمات؟
عادةً تنجم الكدمات عن إصابات سطحية لا تتطلّب رعاية طبية فائقة أو ما شابه، ومع ذلك قد يحتاج بعض الناس في بعض المواقف إلى التماس الرعاية الطبية للكدمات، مثل:
1. الورم أو التجمُّع الدموي أسفل الجلد
إذا كان هناك تجمُّع دموي أسفل الجلد، خاصةً بعد إصابةٍ كبيرةٍ "التجمُّع الدموي أكبر حجمًا من الكدمة"، فلا بُدّ من زيارة الطبيب على الفور.
فعندما يحدث ذلك التجمُّع أو الورم الدموي، لا يستطيع الجسم الشفاء من الورم الدموي بسهولة ولا بسرعة تعامله نفسها مع الكدمات الصغيرة، ومِنْ ثمَّ قد يحتفظ الورم الدموي باللون نفسه ودرجة الألم التي يُعانِيها الإنسان حتى بعد مرور عِدّة أيامٍ منذ الإصابة.
2. استمرار الكدمة أكثر من أسبوعين
عادةً تختفي الكدمات في غضون أسبوعين دون تلقّي أي علاجٍ، فإن استمرّت أكثر من ذلك، فينبغي استشارة الطبيب لمعرفة سبب ذلك، وتلقّي العلاج اللازم لها.
3. أسباب أخرى
ينبغي استشارة الطبيب حال المعاناة من الكدمات التي تمتلك بعض الخصائص أو التي تُصاحِب بعض الاضطرابات، مثل:
- فقدان وظيفة مفصل من مفاصل الجسم أو أحد الأطراف.
- تكرُّر الكدمات دون سبب واضح.
- المعاناة من كسر بالعظام.
- الإصابة بكدمات في الرأس أو الرقبة مع صعوبة التنفس.
- الكدمات حول العين.
- المعاناة من اضطرابات النزيف.
- تناول أدوية السيولة، مثل الأسبرين أو الوارفارين.