لماذا قد تفشل عمليات السمنة في إنقاص الوزن؟ 6 أسباب محتملة
حلّت عمليات السمنة كثيرًا من المُعضِلات الصحية التي يُعانِيها الناس، فالسمنة ليست زيادة في الوزن فحسب، بل قد تفتح الباب لأمراض أخرى أشدّ، مثل أمراض القلب، لكن الهدف الرئيس لها، الذي لأجله يُفضِّل الناس إجراءها هو خسارة الوزن والتمتُّع بقوامٍ مثالي، ولرُبّما لا يتحقّق ذلك رغم إجراء العملية، إمّا لعدم التزام الإنسان بنظامٍ غذائي منضبط، أو لغير ذلك من الأسباب، فما نسبة فشل العملية في تحقيق نتائجها؟ وكيف يُمكِن تفادي ذلك؟
أسباب فشل عمليات السمنة في إنقاص الوزن
قد تفشل عمليات السمنة في إنقاص الوزن، وبلوغ الجسم المثالي الذي لأجله أُجريت العملية ابتداءً، وذلك بسبب عدم التزام تعليمات التعافي، أو إهمال النظام الغذائي بعد العملية، أو المرور بمضاعفات في أعقاب عمليات السمنة، وتفصيل ذلك فيما يلي:
1. عدم الالتزام بنظامٍ غذائي
من الضروري الالتزام بنظامٍ غذائيٍ يُحدِّد معالمه الطبيب؛ لاستدامة خسارة الوزن، والحِفاظ على نتائج العملية، وإلّا فكأنّ شيئًا لم يكُن، وسيزداد الوزن مُجددًا، ومن الصعب على بعض المرضى الالتزام بذلك النظام الغذائي، أو بالأحرى قد يُهمِلونه، ومن صور ذلك الإهمال:
- الإفراط في تناول الأطعمة الدسمة، أو الغنية بالدهون.
- تناول السُّكريات المُكرَّرة.
- شُرب المشروبات الغازية، أو العصائر المليئة بالسكر.
- تناول كمياتٍ كبيرةٍ من الطعام في الوجبة الواحدة.
والخلاصة أنّه كُلّما زاد عدد السعرات الحرارية الداخلة إلى الجسم من الطعام، وتخلّى المرء عن النظام الغذائي المُفترَض اتباعه بعد عمليات السمنة، زاد خطر معاناته من الوزن الزائد مجددًا، خاصةً لو اقترن ذلك بعدم ممارسة التمارين الرياضية.
2. قلّة ممارسة التمارين الرياضية
ليست عملية السمنة وحدها ما يفصل بينك وبين الوزن المثالي، لكنّ ينبغي التزام بعض الأمور بعد إجرائها؛ للحفاظ على نتائجها، خاصةً في الأشهر الأولى، ومن ذلك ممارسة التمارين الرياضية؛ لذلك فإنّ عودة المريض إلى نمط معيشته الذي اعتاده قبل العملية من خمولٍ وقلّة حركة، يُنذِر باكتساب الوزن مرةً أخرى.
جديرٌ بالذكر أنّ النشاط البدني وممارسة التمارين الرياضية ضرورة للوقاية من الأمراض المرتبطة بالسمنة، مثل:
- داء السكري من النوع الثاني.
- ارتفاع ضغط الدم.
- أمراض القلب.
3. تمدُّد جيب أو كم المعدة
يُستأصَل نحو 70% من المعدة في عملية تكميم المعدة - أحد عمليات السمنة - ويبقَى جزءٌ ضئيل لاستيعاب الطعام الذي يتناوله الإنسان، وهذا الجزء على صِغر حجمه، لكنّه يساعد في الشبع سريعًا، ويمنع الإنسان من الإفراط في الأكل طالما احتفظ بذلك الحجم.
لكن إذا تمدّد جيب المعدة الصغير ذاك، واتسع -وهذا قد يحدث مع الإفراط في الأكل من قِبل المرء نفسه- فقد يتسبَّب ذلك لاحقًا في زيادة الوزن، إذ تزداد كمية الطعام الداخلة إلى الجسم، ومِنْ ثَمّ السعرات الحرارية، وبناءً على ذلك سيزداد الوزن.
لكن ليس المريض هو المُتّهم الوحيد هنا، فقد يُخطِئ الطبيب في أثناء العملية، ويُبقِي كمًا كبيرًا للمعدة بدلاً من أن يكون صغيرًا، ما قد يُؤدِّي لاحقًا إلى زيادة الوزن، إذ تحتفظ المعدة بقدرةٍ استيعابية لا بأس بها للطعام، وما دامت الشهية مُنفتحة، وجيب المعدة قابلاً للاتساع، فما يمنع الإنسان من الأكل؟
4. استطالة الأمعاء
تُمتص الكربوهيدرات والدهون والعناصر الغذائية في الأمعاء، وقد تتسبَّب بعض عمليات السمنة في زيادة طول الأمعاء عمّا كانت عليه، وكُلّما زادت مساحة سطح الأمعاء، زاد وقت تعرُّض العناصر الغذائية لسطحها، ما يعني امتصاص المزيد منها، ومِنْ ثَمّ دخول كميةٍ أكبر من السعرات الحرارية إلى الجسم.
5. مضاعفات العملية
لا تخلو أي عمليةٌ جراحيةٌ مهما كانت من مضاعفات محتملة، لكنّ فرص الإصابة بالمضاعفات تزيد أو تنقص حسب خبرة الطبيب ومدى التزام المريض بتعليمات العملية قبل إجرائها، وقد تُؤدِّي بعض المضاعفات الخطيرة لعمليات السمنة إلى فشل العملية برمتها، ومِنْ ثَمّ عدم خسارة الوزن على الوجه المطلوب، مثل:
- الغثيان المزمن والقيء.
- العدوى.
- انسداد المعدة.
6. الأدوية
قد يتناول بعض الناس أدويةً ما بانتظام، ولا يعلمون أنّ زيادة الوزن من آثارها الجانبية، مثل الكورتيكوستيرويدات "أدوية الكورتيزون"، وربّما تكون هي سبب زيادة الوزن، وليس فشل عملية السمنة.
تكميم المعدة نموذج مثالي لعمليات السمنة
تُعدّ عملية تكميم المعدة من أبرز عمليات السمنة وأكثرها شيوعًا، وهي نموذج مثالي لعرض أسباب ونسبة فشل عمليات السمنة، وكذا نسبة نجاحها كما سيتضح في الفقرات الآتية.
نسبة فشل عملية تكميم المعدة
أُجريت دراسةٌ لمعرفة نسبة فشل عملية تكميم المعدة على مدار 5 سنوات تالية للعملية، فكانت النسب على النحو التالي:
- 3.9 % بعد مرور سنة واحدة.
- 4.9 % بعد مرور سنتين.
- 10.5 % بعد مرور 3 سنوات.
- 17.9 % بعد مرور 4 سنوات.
- 27 % بعد مرور 5 سنوات.
وبالعموم إذا فقد المريض الذي خضع لعملية تكميم المعدة أقل من 50% من الوزن الزائد في غضون 18 شهرًا، فيُمكِن القول إنّ العملية قد فشلت، وتُعدّ العملية ناجحة إذا خسر المريض 50% على الأقل من الوزن الزائد في غضون 18 شهرًا "هذا نسبي قد يختلف من مريضٍ لآخر حسب الحالة الصحية، والتزام النظام الغذائي، سواء النسبة المفقودة من الوزن الزائد أو المدة الزمنية، لكن يمكن اعتبار ذلك مؤشرًا".
نسبة نجاح عملية تكميم المعدة
تُعدّ عملية تكميم المعدة من أكثر عمليات السمنة نجاحًا على صعيد خسارة الوزن، والوقاية من مضاعفات السمنة، إذ تبلغ نسبة نجاحها أكثر من 70%، بينما قد تصل نسبة فشل العملية إلى 30%، وتعتمد نسبة نجاح أو فشل العملية على عِدّة عوامل، مثل خبرة الطبيب، ومدى التزام المريض بتعليمات الطبيب قبل العملية، وبعدها خاصةً النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية.
ماذا بعد فشل عمليات السمنة؟
إذا فشلت عمليات السمنة، فقد يلجأ الطبيب إلى جراحة تصحيحية لاستعادة مسار خسارة الوزن من جديد، والتغلُّب على أي مضاعفات طرأت بعد العملية، وتختلف الجراحة التصحيحية حسب عملية السمنة التي أُجريت ابتداءً.
أهم النصائح للحفاظ على نتائج عمليات السمنة
ينبغي اتّباع بعض النصائح بعد عمليات السمنة للحفاظ على النتائج لأطول وقتٍ ممكن ومنع زيادة الوزن مجددًا، وذلك مثل:
- تناول الأطعمة الصحية، مثل الفواكه والخضراوات، والحبوب الكاملة، ومنتجات الألبان قليلة الدسم.
- تجنُّب الأطعمة التي تحتوي على أكثر من 15 غم من السكر في الحصة الغذائية الواحدة.
- تجنُّب الأطعمة الدهنية، مثل البطاطس المقلية وكذلك الطعام غير الصحي، مثل الكعك والحلوى.
- الحصول على 60 - 80 غم من البروتين يوميًا على الأقل، إذ يُعزِّز البروتين الشبع، ويمنع الإفراط في الأكل، ومن مصادره الدواجن والأسماك والبيض واللحوم الحمراء.
- تناول الطعام ببطء "20 - 30 دقيقة للوجبة الواحدة" وذلك لثلاث أو خمس مراتٍ يوميًا، وينبغي أن تكون الوجبات قليلة الحجم ليست كبيرة.
- تناول المكملات الغذائية الموصوفة من قِبل الطبيب.
- الفصل بين الأكل والشُرب بنحو 30 دقيقة.
- ممارسة التمارين الرياضية لمدة 250 - 300 دقيقة أسبوعيًا، مُقسَّمة على أيام الأسبوع، أو حسب ما قرّره لك الطبيب.