بخلاف المافيا.. ما هي أخطر عصابات على وجه الأرض؟
اعتاد البشر على مدى قرون تشكيل العصابات لحماية بعضهم من أخطار بعض. بدأ الأمر بعصابات الشوارع ومع مرور الوقت شرعت أخطر العصابات في العالم في تنظيم صفوفها، ما أدى إلى ظهور المافيا التي تسللت إلى أمريكا في عشرينيات القرن الماضي. ومنذ ذلك الحين انتشرت العصابات الخطيرة في جميع أنحاء العالم ومعظمها متورط في أعمال إجرامية وتكسب مليارات الدولارات سنويًا.
إليك قائمة بأخطر العصابات في العالم...
عصابة مارا سالفاتروشا "MS-13"
ظهرت عصابة "مارا سالفاتروشا" Mara Salvatrucha (MS-13) في لوس أنغلوس في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وهي عصابة إجرامية متوحشة لا ينفعك العبث معها. تشكلت في البداية لحماية المهاجرين السلفادور من العصابات الأخرى، لكنها سرعان ما حولت نشاطها إلى الجريمة وأصبحت قوة لا يستهان بها.
وبعد الحرب الأهلية السلفادورية عام 1992، انتقل العديد من أفرادها إلى السفادور، ومع انتشار العصابة في أمريكا الجنوبية تعززت قواها هناك. لكن المحزن في الأمر أن معظم أفراد تلك العصابة أُجبروا على الانضمام إليها وهم في سن صغيرة، وتبدأ مراسم الانضمام بضرب الفرد الجديد وإيذائه ويسمى هذا بـ"احتفال الضرب".
وتُظهر الإحصائيات زيادة بنسبة 70% في نسبة الجرائم التي ترتكبها العصابة منذ عام 2015. والمثير للدهشة أن العصابة تدير حزبًا سياسيًا في السلفادور، ما يعطيهم نوعًا من السيطرة على البلاد وتجارة الماريغوانا فيها.
كارتل سينالوا
تصدرت عصابة "سينالوا" عناوين الصحف في السنوات الأخيرة بعد هروب زعيمها خواكين جوزمان لويرا "إل تشابو" من السجن. جدير بالذكر أنه قُبض عليه لأول مرة عام 1993 ورُحل إلى المكسيك لقضاء فترة العقوبة، ثم هرب عام 2001. واستعاد السيطرة على "الكارتل" قبل أن يُقبض عليه مرة أخرى عام 2014. ولم يودع "إل تشابو" السجن، بل هرب مرة أخرى قبل أن يُقبض عليه أخيرًا عام 2015 ويُسلم إلى الولايات المتحدة لقضاء عقوبته هناك.
يدير العصابة حاليًا أبناء إل تشابو وإسماعيل زامبادا غارسيا. وقد أصبحت عصابة "سينالوا" واحدة من أكبر منظمات تهريب المخدرات في العالم. وحسب ما أوردته مجلة "فورتشن" فإن العصابة تدر دخلاً يبلغ نحو 3 مليارات دولار سنويًا وتسيطر على 60% من تجارة المخدرات بين الولايات المتحدة والمكسيك.
كي لا يقف أمامها شيء، لا تتورع العصابة عن تطبيق عدالتها الخاصة، فهي معروفة بقطع رؤوس أفراد العصابات الأخرى المنافسة ورمي أشلائهم في الشوارع كي يكونوا عبرة لأي أحد قد يفكر في معارضتها.
عصابة "بلودز" Bloods
هناك عصابتان رئيسيتان من الأمريكيين الأفارقة في لوس أنغلوس، "بلودز" و"كريبس". عصابة "بلودز" يرتدون الأحمر وتشكلت عندما تعرض طلاب المدرسة الثانوية سيلفستر سكوت وبنسون أوينز لهجوم من أعضاء عصابة "كريبس" في أواخر الستينيات.
قرر الثنائي تشكيل عصابة خاصة لحماية بعضهما من عصابة "كريبس"، لكنهما سرعان ما وجدوا أنفسهم متورطين في نشاطات غير مشروعة. ثم وصلت الأمور إلى ذروتها عام 1972 حين قتلت عصابة "كريبس" أفرادًا من عصابة منافسة. وافقت العصابة الأصغر على تنحية الخلافات جانبًا والاتحاد معهم، وحينها تشكلت رسميًا عصابة "بلودز". بعدها أصبحت عصابة "بلودز" أكثر عدوانية لبسط سيطرتها على الشوارع.
عصابة "بلودز" ليس لديها قائد محدد، لكن القيادة في نواح مختلفة يتداولها أفراد العصابة حسب الأقدمية. ومع أن معظم أفراد عصابة يقيمون في الساحل الغربي، فإن عملياتهم تنتشر في عموم القارة الأمريكية. وبالإضافة إلى كل ذلك، فإنهم ضالعون بشدة في تجارة المخدرات وعمليات القتل بلا هوادة.
سولنتسيفسكايا براتفا
أكبر عصابة روسية تدير أعمالاً تجارية على الإطلاق. تُقدر صحيفة "فورتشن" أنها تدر دخلاً بقيمة 8.5 مليار دولار سنويًا. نشأت في بداية ثمانينيات القرن الماضي على يد سيرجي ميخائيلوف. انتعشت عصابة سيرجي سولنتسيفسكايا براتفا وفرضت سيطرتها حين انهار الاتحاد السوفيتي. ويعتقد البعض أن العصابة لها صلات بمسؤولين في الحكومة وتحميها السلطات الروسية نفسها؛ ما يفسر غض الطرف عن أنشطتها المتلاحقة.
لعصابة سولنتسيفسكايا براتفا نصيب من كل كعكة، من تجارة المخدرات إلى الابتزاز والقتل وتهريب البشر. ولديهم العديد من المشاريع التجارية التي يغسلون بها أموالهم وشبكات علاقات أيضًا منتشرة في جميع أنحاء العالم، مع أن غالبية جرائمهم تحدث في نطاق أوروبا، بما فيها المملكة المتحدة.
اقرأ ايضًا:"دي بي كوبر".. اللغز الذي ما زال يُحيّر الـ "FBI"
عصابة "الملوك اللاتينيين"
من أخطر 10 عصابات في العالم. وهي عصابة الشوارع الأكبر في العالم من أصول إسبانية ولاتينية. تأسست في شيكاغو بولاية إلينوي الأمريكية عام 1954، والآن انتشرت عصابة "الملوك اللاتينيين" في كل مكان.
تشكّلت العصابة في البداية لحماية البورتوريكيين من التعرض للهجمات، ثم تطورت شيئًا فشيئًا حتى أصبحت إمبراطورية إجرامية.
يعد الاتجار بالمخدرات مصدر دخلهم الرئيس، لكنهم يتورطون أيضًا في جرائم القتل، والابتزاز، والاختطاف، والسرقة.
العصابة منظمة جدًا، ولها هيكل إداري واضح، ومجموعة من القواعد والقوانين والمبادئ العامة الخاصة بها على جميع أفرادها اتباعها. أكثر ما يميز تلك العصابة تصرفاتها العنيفة، فقد اكتسبت مكانتها ونفوذها عن طريق مسح العصابات الأخرى من على وجه البسيطة. إذا وقفت في طريق عصابة "الملوك اللاتينيون" لا تتوقع منها أي مظهر من مظاهر الرحمة.
عصابة صن يي أون "عصابة الثالوث الصيني"
عصابة "صن يي أون" هي أكبر منظمة ثالوث في العالم. ويقدر عدد أعضائها بـ 30.000 إلى 60.000 عضو حول العالم. بدأت العصابة على يد هيونغ تشين عام 1919. وكان التزوير والمقامرة هما المصدران الرئيسان لدخل عصابة "صن يي أون" في سنواتها الأولى، لكن لم يمض وقت طويل قبل أن تتورط المجموعة في نشاط إجرامي أسوأ بمراحل.
الدعارة، وتهريب البشر، والمخدرات، والابتزاز دخلت جميعًا ضمن نشاطاتها. على الرغم من تورطها في كثير من الأحيان في عمليات إطلاق نار، فإن أفراد الثالوث يفضلون القتل بالساطور، وهي طريقتهم المثالية. وبالمثل، فإن عمليات القتل داخل العصابة أو بين العصابة ومنافسيها تحدث كشربة الماء، باستخدام التكتيكات الشائعة لإطلاق النار من السيارات والتفجيرات النارية.
عصابة لا كوزا نوسترا
عصابة "لا كوزا نوسترا"، المعروفة أيضًا باسم المافيا الصقلية، إحدى العصابات الإجرامية الحاكمة في العالم منذ أكثر من 200 عام. نشأت عصابة "كوزا نوسترا" في بادئ الأمر في صقلية بإيطاليا، ومعنى اسمها تقريبًا "الشيء الذي يخصنا"، ثم انتشرت في جميع أنحاء العالم، خاصة في أمريكا الشمالية.
وكما يشير فيلم العراب "The Godfather": الجزء الثاني، هاجر العديد من المسافرين الأجانب إلى الولايات المتحدة في أوائل القرن العشرين. وبينما كان معظمهم مواطنين مجتهدين يبحثون عن فرصة عمل أخرى، إلا أنه كان من بينهم أيضًا أعضاء في المافيا فتحوا لأنفسهم مقرات في مدن كبيرة مثل نيويورك وشيكاغو.
على عكس العديد من العصابات، عصابة "كوزا نوسترا" وضعت لنفسها ميثاق شرف. يتلخص في أن العنف لا يصب في مصلحة الأعمال التجارية، لهذا فإن تلك العصابة لا تلجأ إلى العنف إلا حين تنغلق أمامهم كل السبل ولا يبقى أمامهم غيره. قد يعتبر البعض تلك القاعدة دليلاً على الضعف، لكن عصابة "نوسترا" حين تقرر أن تلجأ للمواجهة، تكون المواجهة وحشية بمعنى الكلمة.
عصابة "نوسترا" خلّفت وراءها سلسلة من المذابح على مر السنين. أشهرها مذبحة عيد الحب عام 1929، التي نظمها "آل كابوني".