خبيرة القيادة والتطوير هبة أبو زنادة: الألم مصدر من مصادر القوة.. طموحي القيادة وهوايتي السفر
هبة أبو زنادة خبيرة التطوير والقيادة المهنية المتخصصة في تنمية المواهب، آمنت بقدراتها فحوَّلت تحدياتها في الحياة إلى مصدر قوة وعزيمة لمتابعة مشوارها. وبتشجيع ودعم من والدتها وأسرتها، اكتسبت مهارات قيادية وإدارية، وعملت ملهمةً لأصحاب المواهب والمبدعين.
في حوارها مع مجلة الرجل تؤكد الخبيرة أبو زنادة على أهمية تنمية القدرات البشرية بوصفها استراتيجية وطنية، وأحد أهم برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، مبينة أنها تهدف لتعزيز تنافسية القدرات البشرية الوطنية محليًّا وعالميًّا، ودمج المواطن السعودي في سوق العمل وبقدرات وطموح ينافس العالم، وتكشف لمجلة الرجل عن طموحها في أن تصبح قائدة التغيير في الموارد البشرية في المملكة… جوانب مختلفة من تجربتها وأفكارها سنتعرف عليها في هذا الحوار:
الثقة بالنفس روح البطولة.. حدثينا كيف تحول الألم إلى قوة؟ وكيف بدأتِ؟
أنا أم وقائدة سعودية، طموح ومثابرة، وبدأت قصة طموحي منذ الصغر، حيث ترعرعت في أسرة لديها طموح عالٍ في التعليم والتطوير، وحصلت على ماجستير في العلوم في التربية بتكنولوجيا المعلومات بجامعة ويسترون أوريغون في أمريكا، و"كوتش" نقاط القوة من شركة جالب، ومدربة مدربي ATDk، ومستشارة سعادة وجودة حياة، بالإضافة إلى خبيرة موارد بشرية CIPD، وحصلت على شهادة في القيادة من جامعة HUIT/Insead.
بدأت مشواري المهني بكثير من التحديات حينما انفصلت في بداية حياتي الزوجية، وحُرمت من القرب من أطفالي، وكان هذا تحديًا لإثبات ذاتي، وتحقيق أحلامي، فالألم يُعدّ مصدرًا من مصادر القوة لكل شخص، وما زلت مثابرة لأصل إلى تحقيق كل أهدافي التي أسعى لتحقيقها، وتجاوزت جميع التحديات التي واجهتني.
والدتي دعمتني
من دعمكِ وشجعكِ؟ وكان قدوتكِ في الحياة؟
منبع دعمي الأساسي في المقام الأول هو والدتي، ثم أسرتي، فهم مصدر الدعم والتشجيع الذي أستمد منه طاقتي، للوصول إلى أهدافي، وبالنسبة إلى قدوتي، أرى أن كل امرأة طموح، وكل أم مربية وكل شخص مثابر ومجتهد وصل لتحقيق حلمه قدوة لي.
ما أهم محطاتك المهنية وماذا تعلمتِ منها؟ وأيّها الأقرب لنفسك؟
كل محطة من محطات حياتي المهنية مهمة، فقد عملت في أكبر الشركات السعودية والعالمية، وتدرجت في المناصب الوظيفية، وكل مرحلة فيها، تعلمت منها: بنك التنمية الإسلامي، وشركة بوبا للتأمين، وشركة يونايتد تكنولوجي العالمية، بالإضافة لشركة المهيدب، وشركة بن زقر، وشركة الشحن الجوي، والشركة السعودية اللوجستية ، وأخيرًا شركة مطارات جدة. وأعدّ شركة "مطارات جدة" الأقرب للقلب لأني فخورة بالعمل في مطار الملك عبد العزيز الدولي، وتقديم الخدمة للموظفين، والعمل على خدمة مرتادي المطار من الحجاج والمعتمرين، هذا الصرح الذي يعد واجهة لمدينة جدة بوابة الحرمين الشريفين.
أفتخر بدعم الشباب
من علم النفس إلى الموارد البشرية.. لماذا توجهتِ إلى هذا المجال؟
توجهت إلى التدريب والتنمية البشرية لأن دراستي الأكاديمية كانت في علم النفس، وأكملت الماجستير في تقنية المعلومات، وعملت على تطوير قدراتي، وذلك لأني لم أجد من يوجهني ويساعدني سابقًا، وأصبحت رسالتي في الحياة واجبًا وطنيًّا تجاه أبناء الوطن، لتهيئتهم لسوق العمل، ومساعدتهم على الوصول إلى تحقيق أهدافهم.
اقرأ أيضًا:التشكيلية سميرة إسماعيل: التفاصيل تُلهمني.. سنلحق بالركب بتمكين الذائقة والفن
ما أبرز الإنجازات التي تفتخرين بها؟
أفتخر أني أدعم وأخدم وأطور الشباب السعودي، وذلك من خلال تصميم برامج خاصة، لتنمية المواهب والمبدعين، بمختلف المجالات، كبرنامج قادة المستقبل، وبرنامج مديري المبيعات، وبرنامج التعاقب الوظيفي وبرنامج القادة الماليين، وبرنامج تمكين المرأة، وبناء قيادات نسائية، وأسعى كذلك إلى العمل على العديد من البرامج التي تُسهم في التغيير والتطوير.
القوة فطرية ومكتسبة
حدثينا عن كوتش نقاط القوة.... هل القوة تولد مع البشر؟ أم يمكن استحداثها أو اكتسابها؟ وماذا عن نقاط الضعف؟ هل يمكن تحويلها لنقاط قوة؟
كل شخص لديه نقاط قوة بعضها شخصية حسب فطرة الشخص وبيئته المحيطة وبعضها مكتسب يطورها الشخص بالتعليم والتوجيه والإرشاد. ومن وجهة نظري وخلال فترة عملي في إدارة التدريب والتطوير ودخولي في عالم الإرشاد والتوجيه تعلّمت أن كل شخص لديه نقاط قوة بحسب دراسة أجراها العالم الدكتور دونالد كليفتون، في مقياس -جالوب- لنقاط القوة منذ أكثر من 50 عامًا. من خلال هذه الدراسة، اكتشف أن 10 ملايين شخص حول العالم لديهم نقاط قوة يتميزون بها عن غيرهم، وأن لكل شخص 34 نقطة قوة إيجابية، يختلف ترتيبها عن غيره ويتميز فيها، لذلك علينا التركيز على تنمية وتطوير نقاط القوة وإلغاء مصطلح نقاط الضعف من حياتنا، لأنها تدفع الشخص للإحباط والتفكير بسلبية وعدم التقدم. وهناك مهارات نحتاج إلى تطويرها والتركيز عليها، ولكن لا نجعلها عائقًا في حياتنا لتحقيق أهدافنا.
تحديد قادة المستقبل
كيف ظهرت تنمية الموارد البشريّة؟ وما أهميتها؟
إذا تجاوزنا المراحل السابقة يمكن إرجاع ظهور تنمية الموارد البشرية (HRD) إلى أوائل القرن العشرين، حين بدأت المؤسسات تدرك أن موظفيها هم أغلى ما لديها، وأن الاستثمار في تطويرهم كان ضروريًّا لنجاح المؤسسة، وقد أدى ذلك إلى إنشاء أقسام تنمية الموارد البشرية داخل المنظمات، وتطوير برامج ومبادرات تنمية الموارد البشرية.
وأهميتها تنبع من كونها مسؤولة عن ضمان حصول الموظفين على المهارات والمعرفة التي يحتاجون إليها للنجاح، ويساعد أيضًا على تحسين معنويات الموظفين وتحفيزهم، ويمكن أن يقلل معدلات دوران الموظفين بجانب توفير وسيلة للمؤسسات لتحديد قادة المستقبل وتدريبهم.
قطار السرعة
لماذا شبَّهتِ التغيير بلعبة الشطرنج؟ كيف؟
للتغيير عامل مهم في حياتنا، وتطور بلادنا، ويبدأ بالأفراد. فمن أهم عوامل التغيير وجود رسالة ورؤية مستقبلية واضحة، والإيمان بها وإمكانية تحقيقها من خلال فريق العمل، ومشاركة كل فرد لتحقيقها، بالإضافة إلى وضع خطة زمنية للوصول إلى تحقيق الأهداف، ووجود القيادات الداعمة واتخاذ القرارات بناء على دراسات علمية، والشفافية العالية بين أفراد الفريق، والحصول على التوجيه والإرشاد، وتطوير المهارات، لمواكبة عجلة التغيير والتطوير، فنحن الآن نمضي في قطار السرعة في الإنجاز والطموح العالي.
اقرأ أيضًا:إيمان بكر يونس: والدي مصدر إلهامي.. تغمرني السعادة لرؤية أعمالي على التلفاز
المرأة فخر الوطن
ما اقتراحاتك لتنمية الموارد البشرية وفقًا لرؤية 2030؟ وكيف نعزز الاهتمام بالشباب؟
برنامج تنمية القدرات البشرية أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، والاستراتيجية الوطنية تستهدف تعزيز تنافسية القدرات البشرية الوطنية محليًّا وعالميًّا، وذلك من خلال تعزيز القيم، وتطوير المهارات الأساسية ومهارات المستقبل، وتنمية المعرفة.
وأقترح تحديث الطرق التي تجعل المواطن عاملاً منتجًا، وقادرًا على العطاء، والتوسع في تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين في قطاعات التعليم والصحة والخدمات، مع التنوع في وسائل تمويلها وإدارتها، بالإضافة لتنمية القوى البشرية، ورفع كفاءتها عن طريق التدريب، وإعطاء أولوية في تنمية القوى العاملة من خلال برامج التعليم التقني والفني والتدريب المهني والتأهيل لتلبية متطلبات الاقتصاد الوطني، وإحلال القوى العاملة السعودية محل العمالة غير السعودية، وابتكار وسائل التأهيل والتدريب باستخدام التقنيات، والتجهيزات المستحدثة، وبرامج التدريب التعاوني التي تتيح التعايش مع واقع بيئة العمل، وتمنح كذلك اهتمامًا للجوانب التطبيقية وتنمية كل فئات الموارد البشرية، ولا يفوتني أيضًا ضرورة تأهيل وتدريب (ذوي الهمم) لسوق العمل السعودي، وتحويلهم إلى أعضاء منتجين بالمجتمع.
واهتمت الرؤية 2030 بشكل خاص ببرامج تدريب وتطوير الشباب، وشبابنا وشاباتنا لديهم الموهبة والقدرات والمهارات ولكن يحتاجون إلى توجيه، وإرشاد صحيح ووضعهم في برامج تدريبية ومهنية لصقل مهاراتهم.
وماذا عن المرأة السعودية؟ إلى أين وصلت؟
المرأة السعودية فخر للوطن، ناجحة في كل مكان وزمان، كونها أمًا ومربية أجيال وقائدة في عدة مجالات، وهي صانعة التغيير، والفرق في جودة العمل برؤية حكيمة. ودعم الأمير محمد بن سلمان، مكَّن المرأة وأعطاها كل الحقوق والسبل للنجاح، كما ترون اليوم المرأة السعودية سفيرة ونائبة ووزير وعضو في مجلس الشورى ، وتقود شركات، وممثلة للوطن في جميع المحافل العالمية.
السباحة والقيادة
ما هي هواياتك التي تمارسينها؟
لدي الكثير من الهوايات وأمارس بشكل مستمر السفر والسباحة والإلقاء.
ما طموحاتك المستقبلية؟
طموحي لا ينتهي وتعليمي مستمر، وتطويري في ذاتي، ومن حولي لن يتوقف، وأطمح أن أصبح قائدة التغيير في الموارد البشرية السعودية، كما أتمنى تأهيل ودعم الشباب والشابات السعوديين وتطويرهم ليصلوا لتحقيق رؤية 2030، ليرفعوا اسم وطننا الغالي عالميًّا، لأننا نستحق.. ووفقًا لمقولة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: "ثروتنا الأولى التي لا تعادلها ثروة مهما بلغت: شعبٌ طموحٌ، معظمُه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمانُ مستقبلها، بعون الله".