القيادة الفعّالة.. هكذا تُعزز المساواة بين الجنسين النجاح في ريادة الأعمال
يقع على كاهل الرجل دور كبير في تعزيز ودعم المساواة بين الجنسين في المجال الريادي، وخلق بيئة عمل مبنية على تكافؤ الفرص بين الرجال والنساء، ما يسهم بالتبعية في تحقيق توازن وعدالة بينهما في عالم الأعمال، ونستعرض في هذا المقال الطرق التي يمكن للرجل أن يسهم بها في جهود دعم المساواة بين الجنسين بريادة الأعمال.
المساواة بين الجنسين وحقوق المرأة ليست مسألة نسائية فقط، بل هي بالأساس قضية حقوق إنسان، إذ تناضل النساء يوميًا في كل مكان من أجل حقوقهن، ويكون للرجل دوره الكبير والفعال في هذا الجانب.
دفع عجلة ريادة الأعمال للأمام
ولكن لتحقيق عالم متساوٍ للجميع، يجب على الرجال أن يتحققوا من ديناميكيات السلطة التي يتمتعون بها، وآليات اتخاذ القرار في أفعالهم وأقوالهم، وأن تكون لديهم القدرة والجاهزية لتحمل مسؤولية التغيير والدفع بعجلة ريادة الأعمال إلى الأمام.
وما يجب معرفته هو أن تحقيق المساواة بين الجنسين، وتمكين النساء والفتيات هو أمر يتعلق بشكل رئيس بتحدي المعتقدات والممارسات والسياسات المترسخة التي تؤدي إلى عدم المساواة بين الرجال والنساء.
وكذلك يتطلب الأمر من الرجال أن يأخذوا على عاتقهم مسؤولية التغيير في هذا المسار، وأن يكونوا نشطين كدعاة للتنويع الاجتماعي.
ونوضح فيما يلي بعض الطرق التي يمكن أن يدعم بها الرجال حقوق المرأة وتمكينها:
التواصل مع النساء والفتيات اللاتي يقعن في دوائر الأصدقاء، العائلة أو المقربين، حيث يمكن الإنصات لشكاواهن ومشكلاتهن وقصصهن المرتبطة بنضالهن في سبيل الحصول على حقوقهن في المساواة.
الاستماع إلى النساء ومشاركتهن الأفكار والخطط التي يمكن أن تفيدهن في نضالهن من أجل الحصول على حقوقهن بطرق مختلفة، وسؤالهن أيضًا عن أفضل طرق تلقي الدعم وإيجاد آليات للتضامن معهن.
البدء بنفسك عند الانضمام إلى أي من المؤسسات أو الجهات الداعمة لحقوق المرأة، وعليك أن تراعي في ذلك سلوكياتك أو تستشف منها الطرق التي يمكن أن تفيد بها المرأة في سعيها لتحقيق المساواة.
اقرأ أيضًا:دعم المشاريع الصغيرة "ريادة".. هكذا تُسهم المملكة في تمكين رواد الأعمال
الاهتمام بالتعرف على نضال المرأة منذ سنوات طويلة للحصول على حقوق تخص العمل والمساواة في الفرص، ودور الرجل، سواء كان رائد أعمال أو رجل أعمال، وأن يعطي الأولوية من خلال شركته الناشئة أو العاملة، لتقديم فرص تساعد المرأة وتتيح لها إمكانية الحصول على المزيد من الامتيازات.
تاريخ النضال النسائي من أجل حقوق الإنسان يمتد لمئات السنين في العديد من البلدان حول العالم، ومن ثم فإن معرفة حركة حقوق المرأة تعد أحد العناصر الحيوية في مكافحة عدم المساواة.
تجنب مشاركة المحتوى الذي قد يتسبب في تولد حالة من العنف، فبغض النظر عن نيتك الحسنة كرجل يريد المساعدة، فلا بد أن تكون جهودك في هذا الإطار متوافقة مع النظام العام، ودون أي خروج عن النص.
دعم جهود التطوع لصالح الجمعيات والمنظمات والمنصات التي تناضل من أجل حقوق المرأة في المجتمع.
عدم نسيان أن المرأة هي المحور الرئيس لنضال حقوق المرأة، وعليك كرجل أن تتذكر دائمًا أن احتياجات المرأة هي محور الاهتمام الرئيس في أي نقاش أو فعالية، لضمان تعزيز الفكرة وتدعيمها.
عدم مشاركة أي نوع من أنواع المحتوى التي تحمل صفات من شأنها تحقير المرأة، أو تشمل خطابات كراهية بأي صورة من الصور.
تجنب الوقوف كمتفرج في مواجهة العنف الذي تتم ممارسته أحيانًا ضد المرأة، وعليك أن تتخلى عن الصمت، وأن يكون لك دور فاعل في التصدي لكل أشكال العنف التي تتعرض لها في أي مكان.
التفكير في قضية النضال من أجل المساواة على المدى البعيد والاستمرار في تقديم الدعم لتكون جزءًا من التغيير.
الخبراء المتخصصون في مجال ريادة الأعمال يرون بُعدًا آخر في ذلك الموضوع، إذ يشددون على أهمية أن يدرك كل المشتغلين في هذا المجال من الرجال أن نضال المرأة من أجل الحصول على حقوقها هو سباق ليس بالقصير، وإنما ماراثون طويل، يستلزم مواصلة الجهد والمثابرة.
وكذلك نوه الخبراء بضرورة أن يكون الرجال على دراية بأهمية المساواة، وفهم التحديات التي تواجه النساء في مجال ريادة الأعمال، وهو ما يمكنهم تحقيقه من خلال المشاركة في النقاشات وورش العمل حول قضايا المساواة، والاستماع بعناية إلى تجارب النساء في مجال الأعمال، وإظهار روح التفاهم والتعاطف، ما يسهل آلية التحول التي يتغير فيها دور الرجال إلى حلفاء فعّالين.
مبادرات التوظيف القائمة على التكافؤ
تشجيع الرجال على تبني مبادرات التوظيف المتساوي يعد أيضًا خطوة مهمة. إذ يمكن للرجال العاملين في المجال الريادي أن يكونوا جزءًا من عمليات التوظيف والترقيات، بحيث يتم اختيار الكفاءات بغض النظر عن الجنس. كذلك يجب على الرجال دعم النساء في تحقيق تطلعاتهن المهنية، وتحفيزهن لتحقيق النجاح في مجالهن.
علاوة على ذلك، يمكن للرجال دعم المشاريع والمبادرات التي تعمل على تعزيز المساواة في مجال الأعمال. فيمكنهم مثلاً المشاركة في تمويل ودعم الشركات الناشئة التي تديرها نساء، أو تهتم بتعزيز دور المرأة في مجتمع الأعمال.
التواجد الفعّال للرجال في المساحات والمجالات الريادية يمكن أيضًا أن يكون له تأثير إيجابي. فيجب على الرجال المشاركة في الفعاليات الريادية، والتي تعد فرصًا لتوسيع شبكات العمل والتواصل مع رواد الأعمال النساء، وكذلك تحفيز هذا التفاعل ليسهم في تقديم الدعم وتشجيع روح المشاركة.
نماذج في أدوار القيادة
وعلى صعيد القيادة مثلاً، يمكن للرجال أن يكونوا نماذج لزملائهم الذكور فيما يخص آلية دعم المساواة في مجال الريادة، فحين يَظهر القادة الذكور بشكل نشط كداعمين للنساء ويعملون على إزالة العوائق التي تواجههن، تتأثر البيئة العامة بشكل إيجابي، وتزداد فرص النجاح والتقدم للجميع.
ويمكن القول في الختام إنه بمقدور الرجل لعب دور كبير في تعزيز المساواة في مجال الريادة من خلال فهمه للتحديات التي تواجه النساء، ومساعدتهن في الحصول على الفرص التي يستحققنها.
وهو ما يمكنهم فعله عبر اتخاذ إجراءات فعّالة لتعزيز التوازن والعدالة في مجال الأعمال، بما يساعد بالتبعية في إتاحة عنصر التكافؤ، وتوفير بيئة عمل تسمح للجميع بالتألق والابتكار بغض النظر عن الجنس.