لماذا لا نفقد الوزن رغم ممارسة التمارين الرياضية؟ إليك 10 أسباب
نمتلك أحلامًا مثالية بشأن الوزن المُتوقّع فقده مع ممارسة التمارين الرياضية، لكن قد يأتي الواقع على أحلامنا بنقيض ما نرغب، وتمرّ الأيام والأسابيع مع ممارسة الرياضة دون فقدٍ حقيقيٍ للوزن. إنَّ خسارة الوزن ليست مرهونة فقط بممارسة التمارين الرياضية، وإنّما بأن تكون متناسقة مع نمط معيشةٍ صحي ونظام غذائي مثالي؛ لذلك قد لا يجد البعض خسارة الوزن المأمولة بسبب الإفراط في ممارسة الرياضة، أو عدم إعطاء الجسم مُهلة للتعافي، أو حتى غياب العناصر الغذائية اللازمة في الطعام، أو لغير ذلك من الأسباب التي نسردها تباعًا.
أسباب عدم فقدان الوزن رغم ممارسة التمارين الرياضية
تشمل الأسباب المحتملة لعدم فقدان الوزن رغم ممارسة التمارين الرياضية ما يلي:
1. اكتساب العضلات
لعلّ الوزن قد فُقد والدهون قد رحلت، لكنّك لم تلحظ ذلك بسبب زيادة الكتلة العضلية جراء ممارسة التمارين الرياضية، كما أنَّه من الشائع خلال ممارسة التمارين أن تمرّ أيام أو أسابيع دون نقصٍ في الوزن.
وهذا طبيعي خاصةً مع اكتساب العضلات وخسارة الدهون في نفس الوقت، ويتأكّد ذلك الأمر خصوصًا إذا كُنتَ قد بدأت لتوّك النشاط البدني وتتناول أطعمة غنية بالبروتين.
ويُفضَّل بدلاً من الاعتماد على مقياس الوزن، قياس مُحِيط الخصر ودهون الجسم مرة واحدة في الشهر؛ للتأكُّد من أنّك تخسر الوزن أو بالأحرى تفقد الدهون.
2. الإفراط في التمارين الرياضية
قد يُؤدِّي الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية، أو إنهاك الجسم بشِدّة إلى عدم فقدان الوزن نتيجة الإجهاد الزائد، إذ إنَّ ممارسة التمارين الرياضية بإفراط يوميًا، يُشعِل الالتهابات في الجسم، والتي قد تُساعِد على زيادة الوزن لا خسارته.
إضافةً إلى ذلك، فإنَّ الجسم يتكيَّف في نهاية المطاف مع نظام التمرين الذي اعتدتَ عليه، إذ يحرق سعرات حرارية أقل، ويُبطِئ مُعدَّل خسارة الوزن.
كذلك قد تُؤدِّي تمارين القلب إلى تخزين الطاقة في صورة دهون؛ للتأكُّد من توفُّر الوقود اللازم للاستمرار في النشاط البدني، وهذه الزيادة في تخزين الطاقة قد تُشعِل نهمك للوجبات الخفيفة، أو تناول الأطعمة غير الضرورية.
3. عدم ممارسة تمارين القوة
إذا كُنتَ تُمارس الرياضة ولا تفقد الوزن، فيُفضَّل ممارسة أنواع التمارين الأخرى إلى جانب تمارين القلب، فمن السهل إنقاص الوزن وبناء العضلات عبر ممارسة تمارين القوة إلى جانب تمارين القلب.
تُساعِد هذه التدريبات المُتنوّعة في تعزيز فعالية الهرمونات المُستهدِفة للدهون العنيدة، ما يُساعِد في خسارة الوزن مع ممارسة التمارين الرياضية.
4. تجنُّب التعافي بعد التمارين
التعافي والراحة أهمّ من التمرين نفسه؛ لأنّ الحصول على وقتٍ كاف للتعافي يُساعِد على الاستعداد للتمرين التالي لك، كما أنَّ عدم الراحة قد يُفضِي إلى أداءٍ أسوأ للتمارين الرياضية اللاحقة، ما قد يمنع خسارة الوزن.
وإن كان تمرينك في اليوم التالي مباشرةً، فيُفضَّل أن تُركِّز فيه على مجموعة عضلية مختلفة غير التي تدرّبت عليها اليوم.
أمّا لو كُنتَ تُفضِّل تمرين الجسم بالكامل، فأنشِئ روتين تمرين يُتِيح الممارسة لكامل الجسم في أحد الأيام، ثُمّ مارِس في اليوم التالي تمارين القلب الخفيفة، أو التمدّد، أو خُذ راحة.
5. كثرة الجلوس
قد تكون كثرة الجلوس هي السر وراء زيادة الوزن، أو عدم خسارته رغم ممارسة التمارين الرياضية، فقد وجد بحثٌ في مجلة طب نمط الحياة "Journal of Lifestyle Medicine" أن خطر الإصابة بالسمنة يزداد بنسبة 5% لكل ساعتين يجلسهما الإنسان.
وفي الوقت نفسه ينبغي أن تكون ممارسة التمارين الرياضية مُلبّية لحاجة الجسم، كما تُوضِّح التوصيات الآتية:
- ما يصل إلى 300 دقيقة أسبوعيًا حال ممارسة التمارين الرياضية متوسطة الشِدّة.
- ما يصل إلى 150 دقيقة أسبوعيًا حال ممارسة التمارين عالية الشِدّة.
- 60 دقيقة على الأقل أسبوعيًا كحدٍ أدنى، إذا كُنتَ جديدًا في ممارسة التمارين الرياضية.
6. عدم موازنة الطعام مع النشاط البدني
يُركِّز بعض الناس على حرق السعرات الحرارية عبر التمارين الرياضية فقط، ولا يأخذون خطوة للخلف للنظر فيما يتناولونه لإمداد الجسم بالوقود اللازم له؛ لذا فمن السهل أن تكسب وزنًا زائدًا، إذا كُنتَ تستهلك سعرات حرارية أكثر مِمّا تحرق.
وتختلف كمية السعرات الحرارية المناسبة لك يوميًا حسب بعض العوامل، مثل العمر والطول، ومستوى النشاط البدني، وينبغي أن تحتوي الحمية المتوازنة على:
- الفواكه والخضراوات.
- الحبوب الكاملة، مثل الشوفان، والكينوا.
- مصادر مُتنوّعة للبروتين، مثل المكسرات، والبذور، والبيض، والمأكولات البحرية.
- تقليل السكريات، والدهون المشبعة، والدهون التقابلية، وكذلك الأملاح.
7. تقييد العناصر الغذائية بشِدّة
المُغذّيات الكُبرى - الكربوهيدرات والبروتين والدهون - لا يستغني عنها الجسم بأي حالٍ من الأحوال، خاصةً الكربوهيدرات التي تُعدّ المصدر الأساسي للطاقة، فغياب المُغذّيات الكُبرى هذه عن نظامك الغذائي اليومي، قد يزيد شراهتك لأنواع الطعام غير الصحي.
لذا ينبغي أن يحتوي نظامك الغذائي على:
- الكربوهيدرات المُعقَّدة، مثل البطاطا الحلوة، والشوفان والكينوا، وتجنُّب الكربوهيدرات البسيطة، مثل الحلوى، والمشروبات الغازية، والمشروبات السكرية، والأطعمة المُصنَّعة.
- اختيار البروتين الخالي من الدهون أو البروتين النباتي، مثل الدجاج والديك الرومي، والبقوليات.
- الدهون الصحية، مثل بذور الشيا، والأسماك الدهنية كالسلمون والتونة، وزيت الزيتون.
اقرأ أيضًا:«العوامل الوراثية لها دور أساسي».. 3 أسباب رئيسة لزيادة الوزن عند الرجال
8. عدم شُرب كميات كافية من الماء
يُساعِد شُرب الماء عمومًا في الحفاظ على الوزن بتقليل استهلاك السعرات الحرارية، وقد بيّن تحليل تلوي لستِّ دراسات خسارة متوسط 5.15% من الوزن مع زيادة شُرب الماء؛ لذا تأكّد من شُرب كميات مناسبة من الماء يوميًا للمساهمة في خسارة الوزن.
9. التوتر
يضع التمرين ضغطًا على الجسم، وحسب الجمعية الأمريكية لعلم النفس "American Psychology Association"، فإنَّ الجسم يصير بأفضل حالٍ ويفقد دهونه الزائدة، عندما يكون هناك توازن بين الإجهاد المُرتبط بالتمارين ووقت التعافي.
وعندما لا يحصل الجسم على كفايته من الراحة والتعافي، يزداد التوتّر والضغط الملقي على عاتق خلايا الجسم، فيستنفر الجسم بإطلاق هرمون الكورتيزول؛ هرمون التوتر، الذي يُؤدِّي التعرّض له لفتراتٍ طويلة إلى إبطاء مُعدّل حرق الدهون.
وليست التمارين وحدها هي ما قد يُشكِّل ذلك التوتر، بل أيضًا مرورك بتوتر في حياتك الشخصية أو العملية، ما يزيد مستويات هرمون الكورتيزول، وقد يُؤثِّر سلبًا على نتائج التمارين الرياضية عليك.
10. قلة النوم
ترتبط قلة النوم بالسمنة وخطر اكتساب مزيدٍ من الوزن في المستقبل؛ بسبب زيادة مستويات هرمون الجوع "غريلين"، وانخفاض مستويات هرمون الشبع "ليبتين"، مع عدم انتظام أوقات النوم، وهذا قد يُعزِّز الشعور بالجوع، ومِنْ ثَمّ الأكل وزيادة الوزن رغم ممارسة التمارين الرياضية.
نصائح لتعزيز خسارة الوزن
ينبغي أن تتواءم التمارين الرياضية مع النظام الغذائي في ظلّ نمط معيشةٍ صحي؛ لتحصيل أفضل النتائج في خسارة الوزن، وفيما يلي أهم النصائح لجمع هذه النقاط معًا:
- ممارسة التمارين الرياضية باعتدال دون إفراط.
- إعطاء الجسم الوقت اللازم للتعافي بعد التمارين الرياضية.
- عدم التعويل على نوعٍ واحد من التمارين الرياضية، وإنَّما يُفضَّل الموازنة مثلاً بين تمارين القلب وتمارين القوة.
- الحصول على قسطٍ وافرٍ من النوم يوميًا، يتراوح بين 7 - 9 ساعات.
- تناول وجبات خفيفة صحية على مدار اليوم كأن تحتوي على الفواكه والخضراوات، مثل العنب والموز، والخيار، بدلاً من الوجبات الخفيفة غير الصحية.
- موازنة النظام الغذائي بالعناصر الغذائية اللازمة من كربوهيدرات وبروتين ودهون، فالكربوهيدرات مصدر الطاقة، والبروتين لبناء العضلات والشبع، والدهون لتعزيز الشبع ومصدر إضافي للطاقة أيضًا.