لماذا لا تفقد الوزن رغم "الكيتو"؟ إليك 9 أسباب
أثبت نظام الكيتو فعاليته لكثيرٍ من الناس في خسارة الوزن الزائد، ومع ذلك يجد بعض الناس أنفسهم لا يخسرون وزنًا، بل وقد يكتسبون وزنًا في بعض الأحيان، ولذلك أسباب مثل الإفراط في تناول البروتين، أو الكربوهيدرات، بل ربما أسباب لم تخطر لك على بالٍ كالتوتر، فهلُمَّ بنا نتعرَّف إلى أسباب عدم خسارة الوزن مع الكيتو، وطرق التعامل معها.
أسباب عدم خسارة الوزن مع الكيتو
تشمل أسباب عدم خسارة الوزن المُتوقَّع رغم الالتزام بنظام الكيتو ما يلي:
1- عدم بلوغ الكيتوزية
عندما يبدأ المرء في الاعتماد على نظام الكيتو، فما هي إلَّا مسألة وقت فحسب حتى يبلغ الكيتوزية، وهي وضع يكون فيه الجسم قد استهلك الغلوكوز، أو الكربوهيدرات تمامًا، ثُمَّ انتقل إلى استهلاك الدهون لإنتاج الطاقة، ما يُؤدِّي إلى إنتاج أجسامٍ كيتونية كمُنتَج ثانوي.
ولبلوغ الكيتوزية، يمتنع الإنسان عن تناول الكربوهيدرات؛ كي يتخلَّص الجسم من الغلوكوز المُتبقِّي بداخله، تمهيدًا للاعتماد على الدهون حصرًا في توفير الطاقة التي يحتاج إليها الجسم.
وهذا يستغرق بعض الوقت بكل تأكيد؛ إذ إنَّ الجسم لا يحرق الدهون فقط، بل يحرق دهونًا وكربوهيدرات، لكن من أين أتت الكربوهيدرات مع التوقف عن تناولها؟
هذا عائد إلى قدرة الجسم على تحويل الأحماض الأمينية إلى غلوكوز لإنتاج الطاقة، وذلك مع الاعتماد على الدهون أيضًا؛ لذا فرُبَّما لم تبلغ بعد مرحلة الكيتوزية، ومن علامات ذلك:
- عدم المعاناة من إنفلونزا الكيتو بعد.
- استمرار النهم تجاه الكربوهيدرات والسكر.
لذا ينبغي التحلِّي بالصبر إلى أن يتمكَّن الجسم من تغيير نظام التمثيل الغذائي، ويبلغ الحالة الكيتوزية التي يفقد معها الإنسان الوزن الزائد.
2- الإفراط في تناول الكربوهيدرات
نسبة الكربوهيدرات في حمية الكيتو بين 5 - 10% فقط من إجمالي السعرات الحرارية اليومية، وقد يُؤدِّي الإفراط في تناول الكربوهيدرات إلى دفع الجسم بعيدًا عن الحالة الكيتوزية، ومن علامات ذلك:
- احتواء النظام الغذائي على أطعمة غنية بالكربوهيدرات كالبطاطا، أو الفواكه عالية السكر، أو المشروبات السُّكرية.
- تراجع مستويات الأجسام الكيتونية في الدم رغم تناول البروتين والدهون.
لذا يُنصَح بما يلي لتجنُّب الإفراط في تناول الكربوهيدرات:
- التركيز على الأطعمة قليلة الكربوهيدرات، مثل الخضراوات.
- تضمين وجبات خفيفة قليلة الكربوهيدرات في النظام الغذائي؛ لتقليل المقدار الإجمالي المُتناوَل منها خلال اليوم.
- تسجيل وجبات الطعام التي تتناولها؛ لمعرفة مقدار الكربوهيدرات الداخلة إلى الجسم، ومحاولة ضبط ذلك مستقبلاً.
اقرأ أيضًا:نظام الكيتو دايت: فوائده وأضراره والأطعمة والمشروبات المسموحة
3- إدخال سعرات حرارية عالية إلى الجسم
رغم أنَّ الكيتو يُعزِّز سرعة خسارة الوزن، لكن القواعد الأولية ثابتة، وهي وجوب أن يكون عدد السعرات الحرارية المفقودة أكثر من التي تدخل الجسم؛ للوصول إلى توازن الطاقة السلبي، الذي فيه يبدأ الجسم بحرق دهونه.
لذا إن دخلت إلى الجسم سعرات حرارية زائدة تتجاوز مُعدّل الحرق، فلن يستخدم الجسم دهونه، وسوف يُخزِّن السعرات الحرارية الزائدة في صورة دهون.
ومن دلائل الإفراط في السعرات الحرارية الداخلة إلى الجسم:
- التُخمة بعد معظم الوجبات.
- تناول كميات كبيرة من الأطعمة الدهنية دون الانتباه إلى ما تحويه من سعرات حرارية.
ولإبقاء عدد السعرات الحرارية متوازنًا لديك ينبغي أن:
- تُسجِّل وجباتك في تطبيق تتبُّع النظام الغذائي؛ لمعرفة مقادير السعرات الحرارية الداخلة إليك.
- تُحاوِل وزن الدهون التي تُضِيفها إلى وجبتك إن شعرت أنَّك تُفرِط في الأكل.
4- الإفراط في أكل البروتين
ينبغي أن يُمثِّل البروتين 10 - 30% فقط من السعرات الحرارية، وليست الكربوهيدرات وحدها هي مصدر الخطورة على نظام الكيتو، بل كذلك الإفراط في أكل البروتين.
يقدر الجسم على تخزين القدر الزائد من البروتين في صورة دهون، كما أنَّه يُؤثِّر سلبًا على الحالة الكيتوزية، ويخفض مستويات الأجسام الكيتونية في الدم، ما يُعرقِل خسارة الوزن.
ومن علامات الإفراط في أكل البروتين:
- امتلاء أكثر من نصف طبق الطعام بالبروتين.
- تراجُع مستويات الأجسام الكيتونية في الدم، رغم التزام مقادير الكربوهيدرات، الدهون، والسعرات الحرارية.
- تسجيلات الوجبات لديك تدلّ على أنَّ أكثر من 30% من السعرات الحرارية قادم من البروتينات.
ولضبط كمية البروتين المُتناوَلة، ينبغي:
- معرفة مقادير البروتين في كل طعامٍ تتناوله.
- التركيز على مصدرٍ واحدٍ للبروتين في كل وجبة "مثل صدر الدجاج الخالي من الدهون، فهو مصدر غذائي مثالي للبروتين".
5- عدم تناول وجبات مُغذِّية
رُبّما ليس هناك تقييد في تناول الدهون في نظام الكيتو، ومِنْ ثَمَّ فقد يُسرِف بعض الناس في تناول الأطعمة الدهنية "سواء كانت صحية أو لا" طالما أنَّها تُلائم ما يحتاجونه من الدهون، مثل اللحوم المُصنَّعة، ورغم أنَّ ذلك يُسهِم في تحصيل الجسم ما يحتاجه للوصول إلى الحالة الكيتوزية، إلَّا إنَّ إمداده أيضًا بالعناصر الغذائية الأخرى ضروري لخسارة الوزن.
فمثلًا تُوازِن الألياف مستويات السكر في الدم، ونقصها من الطعام يُنذِر بزيادة الوزن، وربطت بعض الأبحاث بين نقص بعض الفيتامينات، مثل فيتامين هـ، وفيتامين ج وبين تخزين الجسم لمزيدٍ من الدهون.
ومِمَّا يدل على أنَّك لا تُحصِّل كفايتك من العناصر الغذائية ما يلي:
- امتلاء النظام الغذائي بأطعمة مُصنَّعة.
- المعاناة من الإمساك، أو الاضطرابات الهضمية منذ أن بدأت في نظام الكيتو.
- تناول ألواح أو مخفوقات بديلة للوجبات باستمرار.
- ملاحظة أعراض سلبية بشأن المزاج، النوم، أو الطاقة الجسمانية.
ولضمان الحصول على العناصر الغذائية التي يحتاج إليها الجسم، ينبغي أن:
- تُركِّز على الأطعمة المليئة بالعناصر الغذائية، ومن الدهون المفيدة الأفوكادو، وزيت الزيتون، ومن البروتين المفيد الدجاج والبيض.
- تناول نوعين أو ثلاثة من الفواكه والخضروات في وجباتك.
اقرأ أيضًا:"رجيم أتكينز".. تقييد "الكربوهيدرات" أول الطريق إلى الجسم المثالي
6- التوتر
تزداد مستويات هرمون الكورتيزول مع التوتر، والذي يزيد الدهون في البطن، كما أنَّ التوتر يُحفِّز الالتهابات بمرور الوقت، ما يُؤخِّر خسارة الوزن، وللتغلُّب على التوتر، يُنصَح بما يلي:
- الحصول على قسطٍ وافرٍ من النوم.
- الابتعاد عن الأشياء التي تعكر صفو مزاجك.
- ممارسة التأمل، أو الذهاب إلى متنزه مثلاً.
7- قلة النوم
يبدو أنَّ نظام الكيتو لا يعمل وحده في خسارة الوزن، بل ينبغي أن يكون جسم الإنسان في أفضل حال؛ إذ إنَّ حرمانه من النوم يُسهِم في زيادة الوزن واختلال مستويات السكر في الدم، كما تزداد الشهية.
ومن دلائل عدم حصولك على كفايتك من النوم ما يلي:
- كثرة الاستيقاظ خلال الليل.
- عدم انتعاش الجسم عند الاستيقاظ من النوم والإحساس برغبة في النوم.
- كثرة الغفو خلال النهار.
وللتغلب على هذه المشكلة، يُمكِنك أن:
- تتوقَّف عن الأكل قبل موعد النوم بساعتين على الأقل.
- النوم في غرفة مظلمة هادئة.
- الاعتماد على النوم النظيف.
8- أسباب أخرى
قد تفشل خسارة الوزن رغم الكيتو لأسبابٍ أخرى غير السالف ذكرها، مثل:
- قلة ممارسة التمارين الرياضية.
- المعاناة من مرضٍ ما، مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم، أو قصور الغدة الدرقية.
لذا ينبغي ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، كالمشي أو تمارين الكارديو، وتجنُّب الجلوس لأوقاتٍ طويلة، كما لا يُنصَح أيضًا بالإفراط في التمارين الرياضية.
أمَّا في حالة الشك من المعاناة من مرضٍ ما بظهور أعراضه مثلاً، فينبغي استشارة الطبيب لتشخيص المرض الذي أصابك، ومحاولة علاجه؛ كي لا يُؤثِّر سلبًا في نتائج الكيتو دايت.