لماذا طعم بعض أنواع المياه أفضل من غيرها؟
يختلف مذاق المياه باختلاف مصادرها، فليس الماء القادم من الآبار أو من تحت الأرض مثل الماء الجاري عبر الأنابيب التي قد تتآكل بعض موادها، كما يختلف طعم المياه أيضًا باختلاف مقادير وأنواع المعادن الموجودة فيها، ويُعدّ الكلور من أبرز العناصر التي تُؤثِّر في طعم مياه الصنبور أو الأنابيب، فما هي أنواع المياه المختلفة؟ وماذا يسعك أن تفعل إن لم ترغب في شُرب الماء؟
هل للماء طعم؟
يختلف طعم المياه باختلاف مصدرها، وكذلك كمية المعادن الذائبة فيها، فقد تجد على زجاجات المياه مُصطلح "أجزاء لكل مليون"، وهو يُشِير إلى مقدار وجود معدنٍ مُعيَّن في حجمٍ مُقدَّر من الماء.
مثلاً إن اقتنيت زجاجة "1 لتر" من المياه المعدنية الفوارة، فقد تجد مكتوبًا عليها أنَّها تحتوي على 500 جزء في المليون من إجمالي المواد الصلبة المُذابة، وهذه المواد هي معادن طبيعية، مثل الكالسيوم، الفوسفور، الصوديوم، وغيرهم.
وقد أُجريت دراسة لمعرفة مدى ذوق الإنسان لطعم المياه، وكان ذلك من خلال اختبار التذوق الأعمى على 20 عيِّنة من المياه المعدنية المليئة بعناصر معدنية مختلفة، وعلى 25 عينة من الماء المُعبأ في زجاجات وماء الصنبور.
ووجد الباحثون أنَّ العناصر الآتية هي التي أثَّرت بصفة واضحة في تذوُّق "طعم" المياه:
- البيكربونات.
- الكبريت.
- الكالسيوم.
- المغنيسيوم.
نظرة عن قُرب لأنواع الماء
يختلف طعم المياه باختلاف مصادرها، ومِنْ ثَمَّ ينبغي أن تُدرِك هذه المصادر المختلفة للمياه، وأنواع المياه الرئيسة التي تشربها ومن بينها:
1- ماء الصنبور
هي المياه التي تخرج من الصنبور الذي يصل إليه الماء من بلدتك، والتي قد يكون مصدرها بُحيرة، خزَّان، نهر، أو مياه جوفية.
وأيًا كان مصدرها، فإنَّ المعادن الموجودة في هذه المياه طبيعيًّا هي التي تجعل لها مذاقًا أو طعمًا في الفم، ما يجعل مذاق مياه الصنبور يختلف اختلافًا كبيرًا باختلاف مصادر المياه التي تمدّ صنابير البيوت.
ومن بين المعادن الموجودة في المياه الكلور المضاف، فهو من أبرز النكهات التي قد تتذوقها في ماء الصنبور؛ والغرض منه جعل الماء آمنًا للشُرب، كما قد تُؤثِّر بقايا الأنابيب المُوصِّلة للماء أيضًا على جودة وطعم المياه.
2- ماء البئر
إذا لم تكن تحصل على المياه من بلديتك، فقد تحصل عليها عبر الصنبور من بئرٍ يسحب من المياه الجوفية، وكما هو الحال مع مياه صنبور البلدية قد تحتوي هذه المياه أيضًا على معادن مختلفة تُؤثِّر في مذاق المياه، لكنّها لا تُعالَج بالكلور، أو بأي طريقةٍ أخرى ما دام لم تستخدم نظام مُعالَجة أو ترشيحًا منزليًّا (فلتر).
وقد تختلف نكهات مياه الآبار بمستويات متفاوتة، فقد يشتكي بعض الناس من نكهات مختلفة، بما في ذلك طعم البيض الفاسد "الكبريت"، نكهة مُتعفِّنة أو تُرابية.
وينصح الخبراء باختبار مياه الآبار بانتظام للتأكُّد من عدم وجود ملوثات فيها، بما في ذلك المياه التي لا تستطيع تذوقها.
اقرأ أيضًا: "ليست كلها فوائد".. هل المياه المعدنية صحية؟
3- المياه المعدنية
تأتي المياه المعدنية من مصدرٍ تحت الأرض، وفي الولايات المتحدة مثلاً، يُشترط أن تحتوي المياه المعدنية على ما لا يقل عن 250 جزءًا في المليون من إجمالي المواد الصلبة المُذابة؛ كي يُطلَق عليها "مياه معدنية"، كما ينبغي أن تكون المواد الصلبة موجودة فيها منذ البداية، ولم تُضَف من طرفٍ خارجي.
تخرج المياه من بيئة طبيعية، والمياه المعدنية قد تستغرق 2000 عام حتى تمر عبر طبقات حجرية مختلفة، في تلك الرحلة تلتقط أنواع المعادن المختلفة، مثل الكالسيوم، المغنيسيوم والبوتاسيوم، ما قد يجعل نكهات المياه تختلف.
4- ماء الينابيع
تأتي مياه الينابيع كذلك من مصدرٍ تحت الأرض، إذ تتدفَّق المياه بصورة طبيعية إلى السطح، ويُمكِن الاستفادة منها تحت الأرض أو جمعها حيث ترتفع إلى السطح.
وتحتوي مياه الينابيع على بعض المعادن، لكن لا يُوجَد لها إرشادات مُعيَّنة كما هو الحال في المياه المعدنية، ومع ذلك تختلف مياه الينابيع في مذاقها كما تختلف المياه المعدنية أيضًا، وربَّما يكون ذلك حسب نسبة المعادن ونوعها.
5- المياه النقية المُعبَّأة
هي مياه البلدية بعد أن رُشِّحت "مرَّت بفلاتر"، ثُمَّ أُضيفت إليها معادن لتعزيز نكهتها، وكي تكون مفيدة للصحة، لكن رغم إضافة بعض المعادن إلى هذه المياه النقية، إلَّا إنَّها تظل دون قدر المعادن الموجود في المياه المعدنية.
6- الماء المُقطَّر
هي مياه غُليت إلى درجة التبخير، ثُمَّ تكثَّفت، وجُمِعت، وهذه العملية تزيل المُلوِّثات من الماء، ولكنّها تزيل أيضًا المعادن المفيدة.
يُمكِن شُرب الماء المُقطَّر، بل هو آمن، وقد يكون طعمه مختلفًا عن أنواع المياه الأخرى إثر نقص المعادن منه، لكن يُفضَّل توفيرها لكيّ الملابس.
اقرأ أيضًا: كم يحتاج الجسم من الماء في اليوم؟ تعرف على طرق حساب ذلك
7- الماء القلوي
الماء القلوي هو ماء له درجة حموضة "pH" أعلى من الماء العادي؛ أي أنَّه أقل حمضية، ولهذا النوع من الماء فوائد صحية، مثل علاج مشكلات المعدة، مكافحة السرطان وأمراض القلب، وإزالة السموم من الجسم، لكن لا تُوجَد بيانات سريرية قوية تدعم هذه الادّعاءات حتى الآن.
أمَّا طعمه، فيظنُّ بعض الناس أنَّ الماء القلوي طعمه أفضل من الماء العادي، بينما يجد آخرون مذاقه مُرًا، وربَّما يكون ذلك الاختلاف بناءً على التفضيلات الشخصية للماء القلوي، لكن بعض أنواع الماء القلوي بها معادن مُضافة، ما قد يجعل طعهما يختلف باختلاف قدر هذه المعادن ونوعها.
هل يُحسِّن الفلتر طعم الماء؟
قد يُساعِد مُرشِّح الماء "الفلتر" في تحسين طعم الماء المُنصبّ من الصنبور، وذلك من خلال إزالة الكلور، الرصاص، والمُركَّبات الأخرى التي تُؤثِّر في طعم المياه.
ويُوصِي الخبراء باستخدام الفلتر لمعظم احتياجاتك من المياه، فلا تحصره في الشُرب فقط، بل يُفضَّل كذلك أن يُستخدَم في تحضير المشروبات اليومية، مثل القهوة.
هل للماء نكهات تستدعي القلق؟
إن لاحظت تغيُّرًا مفاجئًا في مذاق ماء الصنبور، فمن الأفضل تفحُّصه جيدًا، لكن كُن على دراية بأنَّ العديد من المواد المُلوِّثة للماء لا يمكن تذوقها؛ لذلك احرص على أن تعلم أي تنبيهات بشأن جودة المياه في منطقتك.
وإذا كُنت تشرب من بئر، فإنَّ مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها "CDC"، تُوصِي باختبار ماء البئر كل ربيع، كما يجب اختبار المياه إذا استُبدلت أو أُصلح أي جزءٍ من نظام البئر.
ماذا تفعل إن لم ترغب في شُرب الماء؟
مع اختلاف أنواع المياه، قد يُواجِه بعض الناس صعوبةً في تقبُّل مذاق الماء، ومِنْ ثَمَّ لا يرغبون في شُربها، لكن مَنْ يستطيع أن يعيش دون ماء؟ هذه بعض النصائح التي قد تُساعِد في تحسين مذاق الماء إن واتتك رغبة في عدم شُربها لمذاقها:
- أضف بعض الحمضيات: مثل الليمون، فهو يُضفِي مذاقًا جيدًا، كما أنَّه غنيٌ بفيتامين سي.
- ضع بعض الفواكه أو الأعشاب: مثل الفراولة، الزنجبيل، أو النعناع، فيُمكِن إضافتها في صورة مسحوق أو غيره لإضافة مذاق طيِّبٍ للماء.
- جرِّب الماء الفوَّار: بدلاً من الماء العادي، فقد تُساعِد كربنتُها وصيرورتها ماءً فوَّارًا في جعلها مستساغةً أكثر بالنسبة لك.
تتوفَّر كذلك بعض أباريق وزجاجات المياه المعتمدة على فلتر أساسي، تُسوَّق على أنَّها تُخلِّص الماء من أي رائحة أو طعم.