"صحة أفضل وعقل أقوى".. لماذا يجب شُرب الماء الطيني؟
شُرب الماء الطيني يعزز الصحة ويقوي العقل، بالطبع لم نخطئ في كتابة السطر السابق، المعلومة حقيقية تمامًا، لكن قبل الشعور بالتعجب وربما الاشمئزاز فإننا نريدك أن تطمئن عزيزي الرجل بأن ما ستشربه هو الفطر والكركم والزنجبيل وليس الطين بالطبع.
وحتى نكشف حقيقة الماء الطيني، أو ماء الطين -كما يسميه البعض- وحقيقة مكوناته الرائعة لصحة الإنسان، ربما ستود متابعة السطور التالية لأنها تحمل إجابات على جميع أسئلتك حول هذا المشروب العجيب.
ما هو الماء الطيني؟
يتكون الماء الطيني في الأساس من مواد طبيعية، ومكونات تمتلك خصائص صحية مُفيدة كالفطر، الكاكاو، والزنجبيل، بالإضافة إلى بعض التوابل والبهارات الأخرى التي تمتزج مع الماء و تمنحه لون الطين البُني لإهداء متناوليها مشروبًا صحيًا، يزود الجسم والذهن بالطاقة اللازمة لممارسة المهام اليومية.
وربما أهم ما يميز هذا المشروب الطيني أنه بديل للقهوة والشاي التقليدي، لكن دون آثار الكافيين الجانبية التي تُسبب القلق والتوتر الذهني للبعض، هو مشروب منخفض الكافيين بالمقارنة بهما، كما أنه أكثر فائدة بسبب مكوناته الطبيعية المستوحاة في الأساس من علاجات الطب الصيني التقليدي القديم، وذلك وفقًا لخبيرة التغذية الأمريكية "ميراند جالاتي".
ولعل الجمع بين فوائد القهوة والشاي، وما يتسببان فيه من تنشيط حواس البشر الإدراكية والذهنية خاصة في الصباح ليست الميزة الوحيدة لمشروب الماء الطيني، بل أيضًا تكمن أهميته في تعزيز الصحة العامة للإنسان، ودعم النظام المناعي، ورفع كفاءة الجهاز الهضمي وتقويته.
المكونات والقيمة الغذائية للماء الطيني
تجمع مكونات الماء الطيني بين مزيج من المكونات الطبيعية المُتميزة بخواصها الصحية المتنوعة مثل التوابل، والأعشاب، ويأتي على رأسها الكركم كمضاد للأكسدة، والتهابات الجسم، والكاكاو لتحسين المزاج، ومقاومة التقلبات المزاجية، بالإضافة إلى مساحيق ثمانية أنواع مُختلفة من الفطر مثل الشاجا، لبدة الأسد، كورديسيبس المُضاد للأكسدة، الفطر الريشي، بالإضافة إلى فطر ذيل الديك الرومي، فطر الشيتاكي، فطر مايتاكي، وأخيرًا فطر البوق الملكي أو الأسود كما يُطلق عليه البعض.
وبنظرة عامة على فوائد أنواع مساحيق الفطر التي تشكل القوام الأساسي للماء الطيني، فإن فطر "لبدة الأسد" الذي ينمو في المساحات الطبيعية على الأشجار يُستخدم في الطب الصيني التقليدي، لتعزيز القدرات العقلية كالإدراك ورفع مستوى التركيز.
بينما يساهم الفطر الريشي المُلقب بـ "ملك الفطر"، وفطر الشاجا في دعم وتقوية جهاز المناعة بفضل مضادات الأكسدة المتواجدة بهما، وتعزيز قدرات الجسم في التعامل مع التوتر الناجم عن الضغط النفسي الذي يتعرض له الإنسان.
ويشترك فطرَ الشيتاكي وفطر مايتاكي مع فطر البوق الملكي أو الأسود في توفير بعض احتياجات الجسم من البروتينات النباتية، والألياف، وفيتامينات مثل "ب" و"د"، ومجموعة من المعادن المهمة لصحة الإنسان مثل البوتاسيوم، والمغنيسيوم، والزنك.
اقرأ أيضًا:كم يحتاج الجسم من الماء في اليوم؟ تعرف على طرق حساب ذلك
الفوائد الصحية للماء الطيني
احتواء الماء الطيني على نسبة قليلة من الكافيين بالمقارنة بالقهوة، مع تشابه المفعول أمر جذّاب للغاية لدى الكثيرين، خاصة ممن يعانون من حساسية الكافيين، إذ إن 35 ملليغرامًا بالمقارنة من الكافيين في الماء الطيني مُقابل 90 ملليغرامًا في كوب القهوة نقطة ترجّح كفة المشروب الطيني بالتأكيد.
ولا تنحصر فوائد الماء الطيني على نسبة الكافيين فحسب، فهو يحتوي على مزيج من المكونات العشبية التي تمتلك جميعها خصائص علاجية ووقائية، فأعشاب مثل القرفة، الكركم، الزنجبيل، والكاكاو مضادات طبيعية للأكسدة، وتساعد على مكافحة الالتهابات والإجهاد التأكسدي، بالإضافة إلى تحسين صحة وقوة الجهاز الهضمي، وتحسين المزاج.
بينما تقوم مساحيق الفطر الماء الطيني بدور رائع في حماية الجسم من الفيروسات، وأنواع مختلفة من السرطانات، وتحسين مستويات السكر في الدم، ما يعني مقاومة مرض السكري.
وعلى الرغم من وجود نتائج مُبشرة على الحيوانات، لا يزال الماء الطيني حتى الآن يخضع للمزيد من الأبحاث المُتعلقة بحقيقة فاعليته كمُنتج يمتلك تأثيرًا إيجابيًّا في حماية الجسم وجهازه المناعي من الأمراض.
اقرأ أيضًا:لماذا يستمر الشعور بالجفاف رغم شُرب الماء والسوائل؟
كيفية تحضير مشروب الماء الطيني
لا يتطلب تحضير كوب من مشروب الماء الطيني الكثير من الجهد، فقط قُم بخلط ملعقة كبيرة من المسحوق مع 320 مللي من الماء المغلي، أو الحليب حسب الرغبة، وحرك الخليط حتى تمتزج مكوناته، ولمزيد من النكهة يُمكن استخدام رغوة الحليب المُطعمة برشات خفيفة من القرفة أو الكاكاو.
ما هي أضرار شرب الماء الطيني؟
لا يمكننا القول إن هناك أضرارًا جسيمة ترتبط باستخدام الماء الطيني، فكل ما يجب الحذر منه هو قراءة مكوناته بحرص، واستشارة الطبيب قبل الاستخدام، وذلك للاطمئنان على عدم وجود أي أعراض تحسُّسية تجاه أيًّا من مكونات المشروب، خاصّة أنه يحتوي على توابل وبهارات عُشبية قد تؤثر على أصحاب أمراض المناعة الذاتية، أو الاختلالات الهرمونية واضطرابات الدم.
وربما يجد البعض صعوبة في شُرب الماء الطيني، بسبب قوة الطعم المُميزة له، والتي قد لا تروق للجميع، فهي أقرب إلى الطعم الترابي المائل إلى المرارة.