توقعات العالم الهولندي "فرانك هوغربيتس" بالزلازل.. علم أم مصادفة؟!
خلال الأشهر القليلة الماضية، برز اسم العالم الهولندي "فرانك هوغربيتس"، بشكل مكثف في وسائل الإعلام المحلية والدولية، بعدما تنبأ بعدد من الزلالزل حول العالم، كان أشدها ذلك الذي أحدث دمارًا وخسائر فادحة في الأرواح في تركيا وبعض المناطق السورية في فبراير الماضي، وكذلك الزلزال المدمر الذي ضرب أجزاء من دولة المغرب، وأحدث أيضًا دمارًا وخسائر فادحة في الأرواح لم يشهدها المغرب منذ نحو قرن من الزمان.
"هوغربيتس" يعرّف عن نفسه على منصة "x"، بأنه باحث في "معهد أبحاث لرصد الهندسة بين الأجرام السماوية ذات الصلة بالنشاط الزلزالي SSGEOS".
Very critical planetary geometry 9-12 October can trigger major seismic activity, most likely between 12 and 16 October. Be on watch! pic.twitter.com/WFPRSInZ4B
— Frank Hoogerbeets (@hogrbe) October 10, 2023
اقرأ أيضًا:هل تساءلت يومًا.. كيف سيفنى كوكب الأرض؟
توقعات فرانك هوغربيتس بالزلازل
في سبتمبر الماضي، حذر العالم الهولندي "فرانك هوغربيتس"، من زلازل مستقبلية، تصل ذروتها إلى أعلى من 6 إلى 7 درجات، بالقرب من سواحل البرتغال، أو إسبانيا، أو المغرب.
اتخذ "هوغربيتس"، من حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "X"، منبرًا يروج من خلاله تحذيراته وتنبؤاته التي أذهلت العالم لاحقًا من تحققها بل دقتها.
كتب "هوغربيتس": "خلافًا لبعض الادعاءات، لم أقل إنه سيكون هناك تسونامي الأسبوع المقبل، شرحي يهدف فقط إلى رفع مستوى الوعي العام.. فقد يمكن أن تحدث بعض التجمعات من الزلازل القوية في الفترة من 15 إلى 17 سبتمبر تقريبًا".
بعدها لفت إلى أن "الفترة من 19 إلى 21 سبتمبر من المحتمل أن يصل النشاط الزلزالي إلى أعلى من 6 إلى 7 درجات"، مرفقًا معها تغريداته على حساب الهيئة الجيولوجية التي يتبع لها "SSGEOS".
ثم أشار "هوغربيتس" إلى أنه "من المحتمل ألا يمر وقت طويل حتى يحدث زلزال أكبر، بالقرب من سواحل البرتغال أو إسبانيا أو المغرب".
وبالفعل وقعت كل هذه الزلازل التي توقعها باحث الفلك الهولندي، ومنها الزلزال الكبير الذي وقع فجر التاسع من سبتمبر وتسبب بمقتل وإصابة الآلاف. حيث ضرب الزلزال الذي بلغت قوته 7 درجات جبال الأطلس الكبير في المغرب، وحصد أرواح نحو 3000 شخص وتسبب في إصابة وتشريد الآلاف، ليكون بذلك الأكثر فداحة من حيث عدد القتلى في المغرب منذ عام 1960.
ثم في الأول من أكتوبر، حذر من تعرض أحد الأماكن على الكرة الأرضية لهزة أرضية عنيفة، بعد ربطها بتحركات واقترانات الكواكب في الفضاء، والتي بدورها تؤثر على الكرة الأرضية، وتتسبب في الأنشطة الزلزالية، منها الخفيف ومنها القوي. وحذر بالأخص من 3 أيام حرجة من الشهر الجاري، حددها من الأول إلى الثالث، مع إمكانية الزيادة أو النقصان بيوم أو يومين.
وبالفعل، في نفس التوقيت؛ أفاد مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي بأن زلزالاً بقوة 6.1 درجة ضرب جزر إيزو اليابانية.
وذكر المركز أن الزلزال كان على عمق 10 كيلومترات.
لم تكن تلك هي المرة الأولى التي يتنبأ فيها العالم الهولندي، بحدوث زلازل مدمرة، وسبق أن حذر "هوغربيتس" من احتمالية وقوع زلزال مدمرة، فقد تنبأ من قبل بالزلزال المدمر الذي ضرب تركيا في 6 فبراير الماضي، والذي خلف أكثر من 50 ألف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى، وكان ذلك قبل حدوث الزلزال المدمر بثلاثة أيام.
إذ كتب العالم الهولندي، عبر تويتر: "عاجلاً أو آجلاً سيحدث زلزال بقوة 7.5 درجة في هذه المنطقة جنوب تركيا، الأردن وسوريا ولبنان".
تخوفات ومعارضة لتوقعات فرانك هوغربيتس
الخوف من تحذيرات العالم الهولندي، تزامن مع إصرار العلماء على عدم إمكانية التنبؤ بوقوع الزلازل والهزات الأرضية؛ بينما يصر "هوغربيتس"، على صحة نظريته من أن "حركة الكواكب واصطفافها تتسبب في أنشطة زلزالية على الأرض".
وفي سبتمبر الماضي، حرص معهد البحوث الفلكية في مصر، على أن يرد على تحذيرات عالم الزلازل الهولندي "فرانك هوغربيتس"، بإصدار بيان رسمي، يوضح فيه أن توقعاته بحدوث زلزال في مصر خلال أيام 19 أو 20 أو 21 سبتمبر الماضي، غير علمية وغير مدروسة بل غير مسؤولة.
وقال المعهد، في بيانه إن "ما يفعله الهولندي لا يمثل التنبؤ بالزلازل.. والشبكة لم ترصد أي تغير في أي نشاط على مستوى مصر، وجميع المحطات لم تسجل إلا الزلازل المتعارف عليها، التي تقل قدرتها عن درجة واحدة على مقياس ريختر؛ ومن ثم لا يشعر بها الإنسان".
وأوضح المعهد المصري المتخصص في البحوث الفلكية أن "مناطق حدوث الزلازل في مصر، وهي الهزات الصغيرة والمتوسطة، تحدث في مناطق بعيدة عن التجمعات السكنية"، مؤكدًا أن "تلك الهزات تحدث بشكل طبيعي ومتكرر".
وكان المعهد قد أعلن وقوع هزة أرضية بقوة 4.4 درجة على مقياس ريختر، في نفس تلك الفترة، مؤكدًا أن "الهزة وقعت في تمام الساعة الرابعة والنصف فجرًا، وشعر بها سكان غالبية المحافظات"، مشيرا إلى أنها "وقعت على بُعد 265 كيلومترا شمال غرب مطروح شمال غرب البلاد وعلى عمق 13 كيلومترا".
وبذلك تكون الهزة الأرضية التي وقعت في مصر، جاءت بعد أيام من توقعات "فرانك هوغربيتس"، التي رجح فيها حدوث بعض التجمعات من الهزات القوية في الفترة من 15 إلى 17 سبتمبر تقريبًا.
اقرأ أيضًا:«ثاني أصغر كواكب المجموعة الشمسية».. هل تدب الحياة على «المريخ»؟
كيف تحدث الزلازل؟
يعرف الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر، الزلزال بأنه "اهتزاز مفاجئ وسريع للأرض بسبب تحرك طبقة الصخور تحت سطح الأرض، أو بسبب نشاط بركاني أو صهاري".
وطبقًا للتعريف نفسه تحدث الزلازل فجأة دون سابق إنذار، ويمكن أن تحدث في أي وقت، كما يمكن أن تؤدي إلى وقوع وفيات وإصابات وأضرار في الممتلكات، وفقدان المأوى، وسبل العيش، وتعطيل البنية الأساسية الحيوية.
وترجع معظم وفيات الزلازل إلى انهيار المباني، أو نتيجة لأخطار ثانوية كالحرائق، وأمواج تسونامي، والفيضانات، والانزلاقات الأرضية، وإطلاق المواد الكيميائية أو السامة.
ويستخدم علماء الزلازل أيضًا علم الزلازل لدراسة النشاط البركاني وحركات المحيطات.
ويعود تاريخ علم الزلازل إلى العصور القديمة، عندما لاحظ الناس آثار الزلازل على بيئتهم. ومنذ ذلك الحين، أصبحت دراسة النشاط الزلزالي مصدرًا مستمرًا للمعرفة على مدار العقود الطويلة، حتى تمكن "تشارلز ريختر"، من تطوير مقياس "ريختر" لقياس شدة الزلزال، وهو المقياس الذي لا يزال يستخدم على نطاق واسع حتى اليوم.
أنواع الزلزال
يمكن أن تتراوح الزلازل في شدتها من حيث الاحساس بها، فبعضها بالكاد تكون محسوسة، وبعضها على الجهة المقابلة تكون كارثية، وهذا يرجع إلى عدة عوامل مثل عمق التركيز، والقرب من المراكز السكانية، ونوع المواد الأرضية.
وطبقًا لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، تنقسم الزلازل من حيث طبيعية حدوثها إلى قسمين رئيسين هما الزلازل الطبيعية، والزلال الصناعية.
أولاً: الزلازل الطبيعية
تُصنف الزلازل الطبيعية إلى حركية وبركانية، حيث تحدث الزلازل في أماكن معروفة على سطح الأرض، وتُعرف بالأحزمة الزلزالية أو النطاقات الزلزالية، وهى أماكن لها صفات جيولوجية خاصة، وتتميز بضعف قشرتها الأرضية، وقلة سُمكها، وكثرة الصدوع والفوالق بها، وتنشأ هذه الزلازل نتيجة للحركات النسبية للصفائح المُشكلة لسطح الأرض، حيث تتراكم الإجهادات الداخلية في الصخور الواقعة على حدود الصفائح المتحركة، وتساهم التشوهات الناتجة عن الانثناء والشد والضغط وكذلك قوى الاحتكاك عبر السطوح الفاصلة بين الصفائح الحركية "التكتونية" في زيادة كبيرة في الاجهادات المتراكمة إلى أن تزيد عن قيم الإجهادات القصوى لتحمل الصخور، ما يؤدى إلى حدوث التمزق والتحرك الفجائي للصخور لإزاحتها إلى أماكن توازن جديدة، وتنطلق الطاقة المخزونة في شكل الموجات الزلزالية.
أما الزلازل البركانية فتحدث نتيجة تحرك الصهارة تحت سطح الأرض وانطلاق الموجات الزلزالية، ونادرًا ما تكون قوة هذه الزلازل كبيرة ومدمرة.
ثانيًا: الزلازل الصناعية
عبارة عن موجات زلزالية تأثيرية ناتجة عن بعض الأنشطة الإنسانية كالتفجيرات الصناعية، والنووية، وبناء السدود العملاقة، وتكوين البحيرات الصناعية، وسُحب المياه والنفط وغيرها.
تُعد الزلازل بأنواعها من أهم الأخطار التي تؤثر على الإنسان والبيئة المحيطة به، وتكمن مخاطرها في اهتزاز سطح الأرض الذي يؤدي إلى انهيار الوشاح الصخري، وانهيار المنشآت القائمة عليه كليًا أو جزئيًا .
ويحدث سنويًا على سطح الأرض أكثر من مليون هزة مختلفة القوى، ولا يشعر الإنسان إلا بنحو الثلث منها.