5 دقائق مع أبو متعب الأمريكي: السعودية أمي الثانية.. أعيش قصة غرام واستكشاف وفضول
جاشوا فان الستاين معروف باسم أبو متعب الأمريكي، يوتيوبر يتمتع بشهرة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي. غادر أمريكا واختار أن يعيش في المملكة العربية السعودية وتزوج من سعودية، محب للغة العربية وللشعب السعودي واللهجة المحلية والكلمات الشعبية. يعشق الطبيعة والثقافة ويشارك في المهرجانات التراثية، ومؤسس شريك في الجمعية السعودية للنباتات.
قابلته منصة الرجل في حوار 5 دقائق:
ما سبب قدومك إلى السعودية؟ وكيف وقعت في غرامها؟
لقد ترعرعت في الولايات المتحدة، موطني الذي أفتخر به إلا أني وقعت في غرام المملكة العربية السعودية منذ أن كنت هناك، وبدأ شغفي بالسعودية والشعب السعودي، ولا أظن أن أي شخص سيتعلم اللغة العربية بطلاقة وتحديداً اللهجة السعودية المحلية بكل تفاصيلها إذا لم يكن مهتم حقاً بالشعب السعودي والمملكة.
لقد قدمت إلى المملكة بعد الشهرة التي حققتها في اليوتيوب، وأول وظيفة لي في وزارة التعليم العالي كانت مستشارا . كما عشت في بعض دول الخليج، واستطعت أن أتعمق في الشعب السعودي، والسبب الرئيس من قدومي هو الفضول للاستكشاف والتعرف على المملكة. وهذه الرحلة امتدت حتى الآن، إذ وفقت في الوظيفة، والحمد لله بقيت في السعودية.
كيف كانت رحلة تعلم اللغة العربية؟
عشت مع عائلة سعودية كريمة جدا من منطقة الجنوب، وتعلمت العادات والتقاليد. وصراحةً لهم الفضل بعد الله ولا أستطيع أن أنسى فضلهم لليوم. فبعد هذه التجربة أشعر بأني تربيت مرتين، مرة ربتني أمي في أمريكا، والمرة الثانية ربتني أمي الثانية هنا في السعودية، فالحمد لله أنا من الناس المحظوظين الذين تربوا مرتين، فقد استطعت أن أتعمق في الثقافة السعودية وأن أتعامل معها بشكل مباشر.
متى كانت اللحظة التي شعرت فيها أنك حقًا تريد الاستقرار في المملكة؟
منذ لحظة قدومي، وبالرغم من عدم تسليط الضوء على المملكة وعدم انتشار المعلومات الكافية عنها في المجتمعات الأجنبية إلا أني شعرت بلطف الشعب السعودي وخفة دمه، بخلاف بعض التوقعات التي يرسمها الإعلام الغربي عن سكان الجزيرة العربية، فهم شعب مرح ولطيف وأهل كرم. وأكثر الأشياء التي جذبتني للبقاء: الاهتمام بالعائلة وكرم الضيف واحترام المرأة، وقد يغيب عن بعض الأجانب هذا الأمر إلا أنا المرأة مقدسة في العالم العربي.
اقرأ أيضًا:الإعلامي حسين بن مسعد يتحدث لـ«الرجل» في «5 دقائق مع»
كيف بدأ اهتمامك بالنباتات أو بعلم النباتات؟
منذ الصغر وأنا أحب الطبيعة، وكنت واعيا بأهمية حماية النباتات ولكني اهتممت بالطبيعة أكثر بعد رؤية ٢٠٣٠، ولاحظت وجود اهتمام كبير بالبيئة وحمايتها، فرأيت أن هذه الفرصة مناسبة لتأسيس الجمعية السعودية للنباتات بهدف التعريف بعالم النباتات، والتوعية بالنباتات المحلية.
وما هي التحديات التي دفعتك لتأسيس الجمعية السعودية للنباتات؟
أسسنا الجمعية السعودية للنباتات بهدف حماية النباتات المحلية وعمل الأبحاث عنها. حالياً يوجد تحديات وتهديدات كثيرة على استمرار النباتات المحلية في معيشتها في مناطقنا المحلية في السعودية، منها التصحر ومنها تربية المواشي على الأراضي البرية ومنها الزراعة نفسها، فيوجد العديد من العمليات التي يمارسها الإنسان وتهدد النباتات المحلية وتؤدي للانقراض. فلذلك أسسنا الجمعية لتوعية الناس ولعمل أبحاث علمية، وإن شاء الله سوف نقوم بتأسيس أول حديقة نباتية لحماية النباتات المحلية.
ما أهم المناسبات التي تفتخر بالمشاركة بها في الخليج العربي؟
أنا مهتم ومحب للمهرجانات والاحتفالات التراثية والثقافية. وقد اشتركت في مهرجان سويحان المخصص للإبل في أبو ظبي. كما شاركت في سباقات الهجن في قطر. وفي السعودية شاركت في مسابقات مزاين الإبل. في الماضي لم تكن السباقات كثيرة، أما اليوم فلدينا أهم الشخصيات المهتمة بالإبل وأكبر السباقات ومنها في الطائف والعلا.
اقرأ أيضًا:خمس دقائق مع الإعلامي خالد العوفي
كيف ترى تجربة العمل في الإذاعة؟
لقد كنت جزءًا من لقاءات عديدة في المملكة، ولكن هذه أول مرة أعمل في الإذاعة مقدم برنامج. وأعمل حالياً في برنامج ثنائي مع زميلة لي في برنامج يومي صباحي وبرنامج أسبوعي في إذاعة العلا. وأرى أن هذه التجربة لطيفة وتعلمت منها صناعة المحتوى ولكن بشكل استراتيجي. ومع أني ناشط في مواقع التواصل الاجتماعي لكن عملي بها يتم بشكل عشوائي، أما الآن فتعلمنا كيف نعمل كمتخصصين لوجود الشغف بالإعلام.
ماذا عن حياتك العائلية وماذا تعني لك؟
أسرتي مكونة من زوجتي إلهام الشهري وابنتي رويا. إلا أن أهل السعودية كانوا أهلي قبل أن أتزوج، والآن أصبحت من الشعب بعد هذا الارتباط الجميل. أرى أن العائلة مهمة والشخص يتحمل الكثير من المسؤوليات والتضحيات لأجلهم وبدون أي مقابل، وهذه أيضاً من أهم الأشياء التي تعلمتها في المملكة.
كيف تتأثر علاقتك مع زوجتك كونها من مجتمع مختلف؟
علاقتي مع زوجتي مثل غالب الأزواج تخضع للمنخفضات والمرتفعات، ولكن الشيء المميز في علاقتنا في الجوانب الثقافية أنه لا يوجد فائز في أثناء النقاش، فحواراتنا وأفعالنا لا تكون بحسب الخلفية الثقافية لكننا نتعامل مع مواقف الحياة بما نراه مناسبا أكثر من أن نتحيز لثقافة معينة. أحياناً يوجد سوء فهم بيننا بسبب اختلاف الثقافة إلا أن سوء الفهم وارد في أي منزل بعيداً عن اختلاف الثقافة، ولكن الحمدلله نحن نتجاوز أي سوء فهم حاصل، والآن أكملنا ٦ سنوات من الزواج ورزقنا بابنتنا رويا.
هل رويا تميل للثقافة الأمريكية أم السعودية؟
هي سعودية خالصة، فهي تأخذ من أهل والدتها كثيراً بالرغم من أنها تجيد ٣ لغات: العربية والإنجليزية والتركية بسبب أهل والدتي. حتى أنها أصبحت تفكر باللغة العربية وتعبر باللغة الإنجليزية وهو ما أراه مضحكاً جداً ولطيفا جداً ، فقد عشت نفس التجربة في عمر الثالثة والعشرين في فترة تعلمي اللغة العربية بينما هي تقوم بها في عمر الثلاث سنوات.
بشكل عام لحظاتي مع ابنتي جميلة وبريئة وأتمنى لكل شخص أن يعيش هذه اللحظات مع من يحب. وفعلا شعرت أن ربي أعطاني هذه الفرصة المميزة لوجود ثقافتين في مكان واحد، وطبعاً ليس الكثير من الناس يعيشون مثل هذه التجارب، فأنا غامرت وتزوجت من خارج ثقافتي، وزوجتي أيضاً غامرت وتزوجت شخصًا من خارج ثقافتها، وربي عوضنا في هذه المغامرة بلحظات جميلة مثل هذه مع رويا.
أين ترى نفسك بعد عشر سنوات من الآن؟
سؤال جميل وأظن أني سوف أستمر في العمل في الجمعية والإذاعة. ولكني أفكر في التواصل الثقافي بين السعودية والدول، فمهما كنت أفهم في السعودية وثقافتها ولغتها، ولكن يوجد أشخاص كثير يجهلونها. ومن المهم وجود توعية أكثر عن الثقافة السعودية لأن كثيرين يظنون أنه يوجد ثقافة عربية عامة، لكن الحقيقة أن كل دولة عربية بالرغم من تشاركها في بعض العادات إلا أن كلاً منها يتميز بشيء مختلف. فالمملكة على سبيل المثال تتميز بوجود الحرمين ولديها التاريخ وتاريخ الشعوب التي حضرت من خارج السعودية واستقرت بها، فكل هذه التغيرات أدت لتكون الثقافة السعودية الأصيلة التي تجعلها تختلف عن دول الخليج وأيضا عن بعض الدول العربية. ومن المؤكد أن الناس يريدون أن يفهموا الثقافة السعودية وعمقها. لذا أحب أن أعمل في هذا المجال، وفخور جداً بهذا الأمر.