5 دقائق مع الإعلامية ميراشا غازي | فيديو
أتتْ من بيروت تاركةً خلفها رائحة الصحف الخارجة للتوّ من المطابع، ومودعةً غرف الإذاعات الصغيرة والدافئة، لتلقى ذاتها وشغفها في استوديوهات "أخبار الشرق"، هنا وجدَتْ ميدانًا فسيحًا لصقل خبراتها، وتوظيفًا للتراكم الإيجابي الذي يصنع "الحنكة" في مشاريع جديدة.
ترى أن مهمة الإعلامي "نقل الحقيقة كاملة"، وتبحث عن دور يتجاوز قراءة الأخبار فحسب.. الإعلامية في تلفزيون "الشرق" ميراشا غازي في هذا الحوار:
إلى أي مدى مازال وصف الصحافة والإعلام ب"مهنة المتاعب" صحيحًا؟
مهمّة الصحافي والإعلامي هي نقل الحقيقة وإيصال المعرفة للجمهور، وهي مهمّة شاقة ومتعبة، تضع صاحبها أمام تحديات ومخاطر كثيرة، طالما أنه ينجزها بشغف وشفافية ودقّة.
تختلف هذه التحديات والمخاطر حسب اختلاف موقع الصحافي (في الميدان، في غرفة التحرير، في الاستوديو..) ومهمّته (أي المادّة التي يعمل عليها).
ولكن برأيي، يبقى أهمّها أن يفوته نقل الحقيقة كاملة أو أن يقدم معلومات غير دقيقة عن غير قصد.
ميراشا غازي: هنا لقيتُ ذاتي.. ولا بديل عن الشغف بالمهنة
ما الذي يقودنا للشغف بالمهنة التي نمارسها؟ أو على العكس يجعلنا ننفر منها؟
لا شيء يقودنا إلى الشغف بالمطلق.
برأيي، يوجد الشغف في داخل الإنسان أو لا يوجد، فلا يستطيع أن يخلقه أو يستعيره، ربما يستطيع أن يكتشفه.
وغالباً ما يفشل ويستسلم من يعمل دون شغف.
ما يجعلنا لا نرغب بالاستمرار في عمل ما هو أمر آخر.
لعل عدم حصولنا على التقدير اللازم هو أهم الأسباب التي قد تسلبنا الرغبة بالاستمرار بوظيفة أو عمل ما.
ماذا أضافت لك تجربة العمل في استوديوهات "الشرق"؟
تجربة العمل في "الشرق للأخبار" فتحت أبواباً كثيرة كانت مغلقة في عقلي ووعيي.
صنعت جزءاً كبيراً مني.
على الصعيد المهني، زودتني بالأدوات الأساسية التي يحتاج إليها كل صحافي حقيقي وقدمت لي فرصة الاستثمار بما لدي من شغف وموهبة ومكتسبات.
وعلى الصعيد الشخصي، في هذا المكان لقيت ذاتي.
مسيرة .. وفرصة ذهبية
من الرجل الأهم في حياتك ومسيرتك المهنية، ولماذا له هذه الأهمية؟
الرجل الأهم في حياتي هو والدي الذي فارقني قبل سنة من الآن تقريباً.
أما الرجل الذي كان وجوده محورياً في رحلتي المهنية، وهي ليست طويلة، فهو مدير عام قناة الشرق للأخبار المعلّم الدكتور نبيل الخطيب.
ولا أنسى طبعاً، الأستاذ هاني أبو عياش، الذي رافق بدايتي في القناة وكان مدير غرفة الأخبار آنذاك.
الرجلان منحاني ثقة كبيرة، كانت السبب الحقيقي في تقدمي.
أشكرهما من قلبي.
اقرأ أيضًا:5 دقائق مع الإعلامية مايا حجيج
بين العمل الإذاعي والصحفي التحريري والتلفزيوني مسافات؟ أين كنت أقرب لذاتك؟
منذ أكثر من عشر سنوات، وقبل أن أنهي رحلتي الجامعية في كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، بدأت العمل في الوكالة الوطنية للإعلام محررة ومراسلة.
في الوقت ذاته، كنت أعمل مذيعة ومعدة نشرات إخبارية في الإذاعة اللبنانية.
غادرت بعدها إلى إذاعة "صوت الشعب" في بيروت، ثم انتقلت للعمل في إذاعة "الشرق".
حين انتقلت للعيش في الإمارات، كانت الإذاعة بانتظاري أيضاً.
عملت مذيعة ومعدة برامج في إذاعة الآن أف أم.
وكانت تجربتي الأولى على الشاشة الصغيرة في تلفزيون الآن، حين قدمت نشرات الأخبار والتقارير السياسية، لكنها كانت قصيرة جداً، ثم حصلت على فرصتي الذهبية في "الشرق للأخبار" في وقت متزامن.
التلفزيون ملعب وسيع اكتشفت بداخلي شغفاً كبيراً للعمل فيه.
لكن استوديوهات الإذاعة الضيقة أقرب إلى قلبي، فهناك بدأت وهناك صقلت أهمّ أدواتي الصحافية والإعلامية.
من واقع تجربتك، ما أهم مهارات مذيع(ة) الأخبار و مقدم(ة) البرامج السياسية؟
المذيع الحقيقي هو الذي يعمل بأهداف صحافية، فلا يكون مجرد قارئ أو عارض.
وعليه، فإن أهم مهارات مذيعة الأخبار هي قبل أي شيء البحث والمتابعة غير المنقطعة لأن الصحافة هي عمل يومي بل لحظي.
إضافة إلى التركيز والمراقبة والدقة والاستماع الجيد، إذ لا يمكن للمذيع أن يسهو للحظة خلال البث المباشر لأن أي لحظة قد تحمل أهم كلمة أو أهم صورة.
إتقان اللغة والإلقاء والأداء مهم أيضاً، و"كيف" تقدم المادّة، مهارة ضرورية.
أما مقدمة البرامج، فكي تكون قديرة تحتاج إلى الاحتفاظ بعصارة التجارب وتوظيفها كما يجب بهدف مراكمة الخبرة.
أحبّ أن أسمّيه التراكم الإيجابي الذي يصنع "الحنكة".
السياسة ودهاليزها
كيف حصلت هذه النقلة بحياتك المهنية من برامج الترفيه إلى دهاليز السياسة؟ ما الذي أخذك لهناك؟
الحقيقة، لم أكن يوماً بعيدة عن عالم الأخبار السياسية، لكن عملي في الإذاعة فرض علي أنواعًا معينة من البرامج، معظمها كانت ثقافية ترفيهية تستهدف فئة الشباب من المستمعين.
كيف أصبحت مذيعة أخبار؟ الإجابة هي أنه توفرت لي الفرصة ليس أكثر.
اقتنصت هذه الفرصة، صقلت مهاراتي عبرها، وظفت شغفي فيها وأعتقد أني نجحت.
وأنت تتابعين ما يحدث بالمملكة من تحديثات وانفتاح، ما الانطباعات التي تولدت لديك؟
الأخبار التي تأتينا من المملكة العربية السعودية مدهشة.
الرؤية واضحة وثاقبة وثابتة، وهذا يبشر بمزيد من النجاح وكثير من الخير لهذا البلد، على كل الصعد، وفي كل المجالات والاتجاهات.
اقرأ أيضًا:5 دقائق مع الإعلامي هاني الحجازي (فيديو)
أصعب موقف .. وأجمل هدية
ما أصعب موقف أو نقد واجهك في عملك أو في حياتك؟
كنت جزءًا من تغطية الانتخابات الرئاسية الأميركية قبل عامين.
وأتذكر أني أسهبت في شرح الصورة على الهواء خلال التغطية، وتلقيت نقداً لاذعاً حينها، لكنه بلا شك كان نقداً بنّاءًا وضروريًا.
ما أجمل هدية أو اطراء تلقيته بحياتك؟ وما المناسبة؟
أجمل إطراء كان من والدي، وتلقيته بعد ظهوري في أول نشرة أخبار على شاشة الشرق، وقد كان إطراء دقيقاً وموضوعياً وليس عاطفياً.
ظهوري على الشاشة الصغيرة في نشرة أخبار كاملة، كان الحلم الذي أراده حقيقة وأنا سعيدة أنني حققت حلم والدي.
بيئة العمل .. والنصائح
هل العمل مع الرجال صعب أو متعب؟ وبماذا يختلف عن العمل في بيئة نسوية؟
بطبيعتي، أنسجم وأرتاح في التعامل مع الرجل أكثر من المرأة، بشكل عام.
لكن في العمل، المعيار الوحيد الذي يحكم علاقتي بزملائي هو الاحترام والتعاون بغض النظر إذا كان الزميل رجلاً أم امرأة.
ما أهم نصيحة تلقيتها في تجربتك المهنية؟
الاستماع. غالباً ما يتحدث المذيع كثيراً، أما أنا فتعلمت من عملي مذيعة أن أصغي أكثر مما أتحدث وأن أدقق في التعبيرات والكلمات وأربطها وأحللها.
السوشيال ميديا .. والأماني المؤجلة
نغرق في عالم افتراضي وتجتاحنا وسائل الاتصال والسوشيال ميديا والإعلام، ما شعورك؟ هل تغرقين معنّا وتشعرين بالسأم أحيانا مثلنا؟
علاقتي بالسوشيال ميديا ليست طيبة كما تبدو للمراقب من بعيد.
أستخدم بعض المنصات بغرض الوجود ليس أكثر.
لا أحد يستطيع أن ينكر وجود هذا العالم، لا بل للأسف يختصر العالمُ الافتراضي الوجودَ أحيانًا.
فلا يكون موجوداً من يختار ألا يكون جزءًا منه.
أنا مقتنعة أن سلبيات هذا العالم تفوق إيجابياته، ومع مرور الوقت أجد أنه يفرغ من المضمون أكثر ويصبح بشكل طبيعي عبئًا حقيقيًا.
ما الأمنية أو الأمل الذي لم يتحقق بعد؟
ليس لدي أمنيات ولا أحلام. لدي خطط صغيرة وكبيرة، أجتهد كي أحققها.
معظمها يتعلق بعملي، أخطط لأن أستثمر مهاراتي وخبرتي في العمل الميداني أكثر.
وعلى الصعيد الشخصي، أخطط لأن استأنف دراستي في الموسيقى والغناء، وأن أستكمل تعلم اللغة الروسية التي كنت انقطعت عنها قبل سنوات بسبب العمل.
ولدي خطط تتعلق بالسفر.
اقرأ أيضًا:الإعلامي حسين بن مسعد يتحدث لـ«الرجل» في «5 دقائق مع»
قلق دائم
ماذا الذي يقلقك في عالمنا اليوم؟
أقلق من السرعة التي تسير بها الحياة اليوم، في كل المجالات وعلى كل الصعد.
المُسرع، غالباً ما تفوته الكثير من الأمور، لا بل أهمّ الأمور.
أشعر بحنين دائم إلى حياة بسيطة ذات إيقاع هادئ، عشتها في طفولتي مع أبي وأمي وأختي.
ماذا يدور في كواليس الشرق (التلفزيون)؟ ما الشيء الذي لا نراه؟
العمل، ثم العمل ثم العمل.
كم مرة تشاهدين نفسك بعد البرنامج أو بعد تقديم الأخبار؟
أشاهد نفسي بعد الهواء في حالتين.
الحالة الأولى، عندما أخرج واثقة من أدائي ومعجبة بالمادة التي قدمتها.
والثانية، العكس تماماً، عندما أشكّ بما قدّمته فأحتاج لأن أعيد النظر به وأضع النقاط على الحروف.
بكل الأحوال، المراجعة مفيدة دائماً.
مزاج .. وهواية
قدمت برنامج "جواز السفر"؟ فأي جهات الأرض وجهتك المفضلة؟
أنا مزاجية جداً.
فليس لدي وجهة مفضلة.
الأمر يخضع لمزاجي بشكل كبير.
لكن غالباً، أميل إلى زيارة البلدان التي تنضح بالتاريخ والطبيعة الخلابة.
وبالقدر ذاته، أميل إلى زيارة المناطق الاستوائية التي أجد فيها شواطيء جميلة.
فأنا أعشق البحر.
ما أهمية وجود الرجل في حياتك؟
وجود الرجل مهم في حياتي على قاعدة ومبدأ التوازن.
لكن تبقى هذه المسألة نسبية كغيرها من مسائل الحياة.
ما الهواية التي تمارسينها أو تتمنين ممارستها؟
المطالعة والاستماع إلى الموسيقى (فيروز طبعا، الموسيقى الكلاسيكية والجاز والموسيقى الـ alternative )، هي هواياتي الأساسية التي أمارسها بشكل يومي.
من هواياتي أيضًا الغناء، قيادة السيارات، ركوب الخيل، وتسلق الجبال.
متى تضحكين كثيرًا؟
عندما أكون برفقة أختي.
تمتلك شخصية كوميدية لا تظهر إلا برفقتي.
ماذا يعني لك الغد؟
الغد هو الاستمرارية بالنسبة لي. لا مهرب من الغد. يجب أن نستمر ونهزم شرور الأمس.