رائدة الأعمال ريم التركي لـ"الرجل": والدي ملهمي.. طموحي ترك أثر إيجابي في حياة ذوي الإعاقة
رائدة الأعمال الدكتورة ريم حلمي التركي، برز اسمها وارتبط بتأسيسها تطبيق "تواصلي" عام 2016، الذي يُعدّ الأول من نوعه على مستوى العالم، إذ يترجم لغة الإشارة إلى اللغة العربية، ثم انتقلتْ لتعمل على تطوير الإصدار الثاني باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، للتعرف على الحركة الإشارية، وتحويلها لصوت ونص باللغة العربية.
بدأت "التركي" مشوارها متعاطفة مع ذوي الإعاقة السمعية، ثم تحولت الفكرة إلى مشروع، ثم اشتركت مع صديقة لها في مسابقة "عرب نت" وفاز مشروعهما بالمركز الأول، لتواصل مشوارها، وتترك بصمة بعالم التقنية، وتنال عدة جوائز وتكريمات.
كشفت د.التركي في حوارها مع "الرجل" أن أكبر دعم مصدره والدها الذي كان القوة الداعمة والمشجعة لها، والنموذج الإيجابي الذي يُحتذى به في ريادة الأعمال… عوالم وتجربة "التركي" والمزيد من التفاصيل الشائقة في الحوار التالي:
- كيف بدأ مشروعك أو الانخراط في ريادة الأعمال المجتمعية؟
كان لدي احتكاك كبير مع ذوي الإعاقة السمعية على المستوى الشخصي والمهني، في شركة "نسما" كان لدينا بعض الزميلات من ذوي الإعاقة السمعية، تعاطفت معهن بشكل كبير، وعند اشتراكي في مسرعة "كاوست" جرى ضمُّنا لفرق العمل في هذا المجال. وفي الفريق قابلت أ.لطيفة الصانع، وكان لديها فكرة عن تطبيق يترجم لغة الإشارة إلى اللغة العربية، بعد هذا شاركنا في مسابقة "عرب نت" وفزنا بالمركز الأول.
ثم اعتذرت عن إكمال المشروع، وبدأتُ رحلتي في تطوير التطبيق والتواصل مع ذوي الاختصاص من لغة الإشارة، والدخول لمجتمع الصم لإكمال فكرة تطبيق "تواصلي"، والحمد لله تحققت على أرض الواقع، وجرى إطلاق النسخة الأولية من التطبيق عامي 2016- 2017، وسخرت خبراتي التقنية نحو 20 عامًا، لترك أثر إيجابي على حياة ذوي الإعاقة ودمجهم بالمجتمع.
إشراكهم في القرار
أسست تطبيق "تواصلي" للصم عام 2017، وأعمل حاليًّا على تطوير الإصدار الثاني، عبر تقنية الذكاء الاصطناعي، للتعرف على الحركة الإشارية، وتحويلها لصوت ونص باللغة العربية، وقد كان أساس نجاح برنامج "تواصلي" هو دمج وإشراك ذوي الإعاقة السمعية باتخاذ القرارات لتطويره حسب احتياجاتهم الشخصية، وجرى تكوين فريق من ذوي الإعاقة السمعية من مختلف الشرائح والأعمار والمستويات التعليمية، ليساعدوا على إثراء المحتوى المكون للبرنامج من لغة الإشارة العربية حسب الإشارات الأكثر استخدامًا بحياتهم اليومية.
تفعيل التواصل
- إلى أي مدى يمنح التطبيق ذوي الإعاقة الاستقلالية؟
نعم هدف البرنامج هو تفعيل التواصل وليس تعليم لغة الإشارة العربية لتغيير مفهوم التواصل بين ذوي الإعاقة السمعية والمجتمع عن طريق تقليل الاعتماد على مرافقة ذوي الإعاقة السمعية من الأهل ومترجمي لغة الإشارة لقضاء احتياجاتهم اليومية.
الذكاء الاصطناعي
كما تعتمد قاعدة البيانات للغة العربية على محتوى ثنائي يدمج حركات الإشارة العربية من المعجم الموحّد للغة الإشارة العربية الموحدة والحركات المحلية المستخدمة من ذوي الإعاقة السمعية، حيث جرى أخذ آرائهم ومقترحاتهم لحركات لغة الإشارة العربية في أثناء إعداد المعجم "بالإضافة للقاموس الإرشادي السعودي".
- كيف تغلبت على مشكلة عدم معرفة ذوي الإعاقة السمعية للقراءة والكتابة؟
يحل "تواصلي" مشكلة عدم معرفة ذوي الإعاقة السمعية باللغة العربية "قراءة وكتابة"، ويحتوي على لوحة مفاتيح لغة الإشارة العربية التي يجيدها غالب ذوي الإعاقة السمعية، ويتميز وينفرد "تواصلي" بهذه الخاصية، بالإضافة إلى التعرف على الحركات الإشارية عن طريق استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، ويتيح للشخص السامع أن يسجل الجمل والكلمات التي يريد أن يوصلها للأصم دون الحاجة إلى الكتابة، ويحول الجمل إلى صوت عربي ليتيح للأصم أن يشعر أن برنامج "تواصلي" هو الصوت الذي سيتيح له التواصل مع المجتمع دون الحاجة إلى الاعتماد على الغير لتوصيل المعلومة، وكذلك حفظ الكلمات والجمل في "المفضلة" لسهولة الرجوع إليها دون الحاجة للاتصال بالإنترنت، وترجمة من اللغة العربية إلى لغة الإشارة العربية، وترجمة لغة الإشارة العربية إلى اللغة العربية.
اقرأ أيضًا:التشكيلية سميرة إسماعيل: التفاصيل تُلهمني.. سنلحق بالركب بتمكين الذائقة والفن
توظيف مختصين
- ما التحديات التي واجهتك؟ وما هي العقبات التي تواجه ريادة الأعمال المجتمعية بصفة عامة؟
أهم التحديات صعوبة توظيف المختصين في التقنيات الناشئة من المجتمع المحلي، بالإضافة إلى اختلاف الحركات الإشارية بين النساء والرجال.
جذب المستثمرين
التحديات التي تواجه ريادة الأعمال المجتمعية عمومًا هي صعوبة الحصول على التمويل المالي اللازم لتأسيس وتطوير المشاريع، وصعوبة قياس وتقييم الأثر الاجتماعي والبيئي الذي تحققه المشاريع، وهذا يؤثر على قدرتها على جذب المستثمرين والشركاء المحتملين.
الإلهام والحماس
- ما دور الرجل في حياتك؟
والدي د.حلمي قاسم التركي، كان من رواد الأعمال، وقد زرع فيَّ حب العلم والعمل لخلق الأثر في المجتمع، قدم لي الدعم العاطفي والتشجيع، وهو القوة الداعمة والمشجعة لي في رحلتي بريادة الأعمال. والوالدان لهما دور في التعلم والتطوير عبر مشاركة الخبرات والمعرفة التي لديهما والتوجيه إلى المصادر المفيدة، وتوفير الفرص لتطوير المهارات، كما يُعد والدي النموذج الإيجابي الذي يحتذى به في ريادة الأعمال، استوحيت منه الإلهام والحماس من تجربته وقدرته على تحقيق النجاح، وأخيرًا تحفيز القيم والسمات الريادية، كالاستقلالية والإبداع والتحمل الذاتي، وتطوير مهارات القيادة والتفكير الابتكاري، والتوجيه باتخاذ القرارات.
- ما أبرز الإنجازات التي حققتِها؟
أبرز الإنجازات، اختياري عام 2021 ضمن قائمة أكثر 50 امرأة تأثيرًا على مستوى المملكة، وناشطة في المجال التطوعي، فيما يخص نشر العلوم والهندسة منذ أكثر من 16 عامًا مع معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات "IEEE" كنائب رئيس الأنشطة المهنية والمرأة في الهندسة، وخبير معتمد في الاستراتيجية وتخطيط الأعمال من معهد kpl.
ومن أبرز الإنجازات، التعاون مع الجهات الحكومية لتفعيل التطبيق لدمج ذوي الإعاقة السمعية بالمجتمع، وتأسيس شبكة من المتطوعين من ذوي الإعاقة السمعية وخبراء لغة الإشارة العربية، بالإضافة إلى تأسيس اللجنة الاستشارية والعلمية للتطبيق، وتضم عددًا من أفضل الخبراء من مترجمي لغة الإشارة العربية ومدرسيها ومدرساتها، وبعض الأكاديميين من جامعة الملك سعود وجامعة الملك عبد العزيز، ومترجمي لغة الإشارة العربية المعتمدين، بالإضافة لتطوير وتحسين تطبيق "تواصلي" للجوال بنسختي الآيفون والأندرويد.
اقرأ أيضًا:إيمان بكر يونس: والدي مصدر إلهامي.. تغمرني السعادة لرؤية أعمالي على التلفاز
تشجيع الابتكار
- ما أهمية تعاون الجهات الحكومية مع رواد الأعمال المجتمعية؟
تعاون الجهات الحكومية مع رواد الأعمال المجتمعية محوري في دعم وتعزيز هذا القطاع، وقد تبنت رؤية السعودية 2023 سياسات وبرامج تهدف إلى تشجيع الابتكار الاجتماعي، وتوفير التمويل والدعم الملائم للمشاريع المجتمعية، منها على سبيل المثال لا الحصر البرنامج الوطني لتنمية تقنية المعلومات، وبرامج "منشآت".
تحسين التعلم
- ما طموحاتك المستقبلية؟
أطمح بتقديم حلول تقنية لتطوير تقنيات مبتكرة، تساعد ذوي الإعاقة على تحسين جودة حياتهم وزيادة استقلاليتهم، التي تتيح لهم الوصول إلى الخدمات والفرص بشكل أفضل، وزيادة الوعي والتثقيف حول قضايا ذوي الإعاقة بالمجتمع، بالإضافة لتنظيم حملات توعوية، وورش عمل ومحاضرات لتعزيز فهم الناس للتحديات التي يواجهها ذوو الهمم، والتشجيع على التضامن معهم، بالإضافة لتوفير فرص العمل والتدريب، واستخدام الأدوات التقنية لتحسين تجربة التعلم لذوي الإعاقة.