بورشه ميشن إكس حلم آخر ننتظر تحقيقه.. ساحرة كهربائية من وحي الحلبات
ليس من اليسير الجمع بين تقنيات الدفع الكهربائية وبين متعة القيادة الرياضية، إنه تحدٍّ حقيقي، ولكن عشاق السيارات في العالم عيونهم اليوم على Porsche، التي أخذت على عاتقها الخروج من هذا التحدي بنتائج مذهلة ستحملها سيارتها الجديدة Mission X.
لعلها تكون مبالغة أن نصف أي صانع سيارات يسعى غالبًا لتحقيق ربح مادي بأنه رمز من رموز العطاء، فالعطاء الأقصى يبقى حكرًا على الأمهات. ولكن ما هو الوصف الذي يمكننا أن نصف به صانع سيارات يحتفل بذكرى تأسيسه عبر إهداء العالم تحفة هندسية من العيار الثقيل؟
900 فولت
نعم عزيزي القارئ، إنها Porsche التي أهدتنا في عيدها الخامس والسبعين سيارة كهربائية خارقة تهدف لأن تكون الأسرع ضمن الإنتاج التجاري. ولكن هذا العطاء الذي تفضّلت به Porsche على عشاقها يبقى مشروطًا بإدخال السيارة حيز الإنتاج التجاري لتكون خليفة طراز 918 سبايدر، فحتى ذلك الحين تبقى Mission X مجرد مفهوم اختباري.
ولكن علينا ألا ننسى أنّ معظم طرز Porsche الأسطورية كـ 959 و918 سبايدر، وحتى طراز تايكان (الذي انبثق عن طراز Mission E) سلكوا جميعًا الدرب الاختباري قبل الوصول إلى خطوط الإنتاج المحدود أو التجاري المفتوح. لذا لا حاجة إلى القلق من هذا الأمر، بل علينا أن نفرح بما توفره السيارة أو ما ستوفره قريبًا، إذ يقول الصانع الذي يتخذ من زوفنهاوزن مقرًّا له: إنّ السيارة الجديدة ستوفر نسبة قوة إلى وزن رائعة لا تقل عن حصان واحد لكل كيلوغرام، مع تصميم جديد كليًّا يعمل بالكهرباء بقوة 900 فولت، وهذا ما يقرب من ضعف ما كانت سبايدر تضعه عندما أصبحت أول سيارة إنتاج تقوم باجتياز لفة حول حلبة نوربورغرينغ في أقل من سبع دقائق، نحن نتكلم عن مسار يبلغ 28.265 كلم.
إرث السباقات
وكما ذكرنا، كشفت Porsche النقاب عن Mission X في الذكرى 75 لتأسيسها، وعشية مرور 100 عام على سباق 24 ساعة لومان.
ورغم عدم تمكنها من إحراز نتيجة تليق بتاريخها على حلبته هذا العام، إذ إنّ الفوز كان من نصيب أميرة الحلبات فيراري، فإنّها ترتبط به ارتباطًا وثيقًا، وهذا ما دفعها لتستوحي تصميم السيارة منه ومن سياراته، مع أبواب تفتح للأعلى وللأمام على غرار طراز 917 الكلاسيكي. وينطبق الأمر نفسه على تصميم فقاعة زجاجية تغطي مقصورة الركاب المحمية بهيكل خارجي من ألياف الكربون.
داخل تلك القبة، تتمتع Mission X بمقصورة قيادة رياضية بامتياز مع روح سباقية واضحة تلتقي بمستويات فخامة تظهر من خلال كسوة بلونين متناغمين على مقاعد للسائق والراكب، بالإضافة إلى أحزمة بست نقاط تثبيت لكليهما. ورغم التطور الكبير الذي يتوفر للسيارة ومقصورتها، فإنّ Porsche لم يغب عنها تجهيزها بلمسات تراثية، كلوحة العدادات التي استُوحي تصميمها مما يتوفر لطراز 959 الشهير. هذا وتتميز اللوحة المواجهة للراكب الأمامي بأنها قابلة للنزع كي يتمكن الأخير من أخذها معه إلى خارج السيارة، وهي توفر إما عرضًا لساعات تناظرية وإمّا رقمية.
اقرأ أيضًا:بورشه.. رواية الأحلام الميكانيكية من استشارات السيارات للطرازات الفاخرة
تركيز على السائق
وبما أنه لطالما صُممت سيارات Porsche لتلبية احتياجات السائق، تأتي Mission X مع تصميم يركز بشكلٍ أكبر على ما يحتاج إليه السائق في المقصورة، إذ إنّ جميع عناصر العرض والتحكم الأساسية موجودة في متناوله. وكما هو شائع في سيارات السباق، يمكن ضبط المقود والدواسات بشكلٍ أفقي كي يجد السائق وضعية القيادة المثالية، بينما تكون الوسائد التي تشكل المقاعد مثبّتة بشكلٍ مباشر في الهيكل الأحادي، أي أنها غير قابلة للتعديل.
لتمكين السائق من ضبط المسافة بين دواسة الوقود ودواسة المكابح، توفر Mission X إمكانية تحريك الدواسات بشكلٍ أفقي على السكة المثبّتة لها. هذا ويـوفر للسائق كما للراكب أحزمة أمان مع ست نقاط تثبيت. أما المقاعد، فهي تتألف كما ذكرنا من وسادات جلدية، بالإضافة إلى أقسام النسيج المتوافقة في مساند الرأس المدمجة، علمًا أنه يمكن إزالة مساند الرأس بسهولة باستخدام المشابك إذا كان السائق والراكب يرتديان الخوذات وقيود الرقبة على مضمار السباق.
وبدوره، يأتي المقود مع إطار مفتوح من الأعلى، ومقبضين منجدين بالجلد يتناسبان بسلاسة مع اليد. وكما هي الحال مع الفئة GT3RS من طراز 911 الشهير، هناك أربعة مفاتيح لضبط أنماط القيادة على المقود، مع أزرار وعناصر تحكم إضافية للتحكم في الميزات التي تتوفر للسيارة كوظيفة استرداد الطاقة عند الكبح.
اقرأ أيضًا:أساطير الغد.. «لامبورغيني هوراكان ستيراتو» و«بورشه 911 داكار»
ديناميكيات مألوفة
ورغم أنّ Porsche Mission X تعمل بالطاقة الكهربائية كما هي الحال مع تايكان، فإنّها تستفيد من هندسة سمحت بتثبيت حزمة البطارية خلف المقاعد، الأمر الذي تُطلق عليه الشركة تسمية "النواة الإلكترونية"، ويهدف هذا إلى ابتكار الأداء الديناميكي نفسه الذي يتوفر للسيارات ذات المحرك المثبّت في الوسط.
مهمة Porsche الميسرة
وفي الختام، لقد رأينا مستويات جنونية من القوة والأداء من علامات تجارية مثل ريماك، وحتى في سيارات السيدان من تسلا ولوسيد، لذلك إذا كانت Porsche ستبني هذه السيارة الخارقة من الجيل التالي، فستحتاج إلى أرقام حصانية كبيرة كي تتمكن من المواجهة.
ولكن يبقى أنّ الأرقام التي تضعها Porsche على الورق في وصف السيارة، وإن كانت متفائلة جدًّا، تبقى أرقام مستندات صادرة عن صانع سيارات ذي باع طويل على الحلبات وخارجها، صانع تفوق في إرضاء أصعب الأذواق شيبًا وشبابًا، عزّابًا وأرباب عائلات، لذا فإنّ التفكير في هذا النوع من القوة ومن المواصفات التي توفرها السيارة على الورق جنبًا إلى جنب مع الخبرة الهندسية والسباقية لشركة مثل Porsche هو أمر يستحق الإثارة والانتظار والأمل.