بورشه 718 كايمان جي تي 4 أر أس.. التجسيد الأمثل لمعادلة الوزن مقابل القوة
عندما نسمع كلمة "بورشه"، يتبادر إلى مخيلتنا طراز "كاريرا 911"، أحد إنجازات الشركة الألمانية، التي غزت الأسواق بالعديد من طرازاتها المُلهمة.
"كاريرا 911"، أبدعها "فيرديناد بورشه" خلال ستينيات القرن الماضي، هي السيارة التي تكاد تختصر تاريخ بورشه العريق وإرثها الكبير، في عالم التحف الميكانيكية القائمة على أربع عجلات.
ورغم أنّ الشركة تُدرك تمامًا هذا الأمر، لم تشأ ترك سياراتها الرياضية الأخرى تعيش في ظل الشقيقة الأسطورية 911، خصوصًا إذا كانت تتمتع بمحرك مثبّت بوضعية وسطية، يوفر لها توزيعًا مثاليًا للوزن، على غرار ما يتوفر لـ"كايمن".
لذا، عمدت إلى تطوير "كايمن جي تي 4 أر أس" الذي تشاهدون صورها هنا، والذي حوّل "كايمن" من خيار معتدل الكلفة ضمن أسطول العلامة التجارية الألمانية، إلى مُنافس قادر على الوقوف وقفة عز، أمام أكثر السيارات الرياضية أداءً.
ما الذي يميز سيارة جي تي 4 أر أس؟
من الخارج، بمجرد إلقاء نظرة سريعة على جسم السيارة، نلاحظ اختلافها عن طرازات كايمن الأخرى، خصوصًا على صعيد فتحات التهوية الكبيرة التي تسيطر على المقدمة، وتسجل تواجدًا بارزًا على غطاء الصندوق الأمامي.
فضلاً على حضور قوي في القسم العلوي للرفارف الأمامية، وتحديدًا فوق العجلات الأمامية، لتعلب دورًا محوريًّا بتمرير الهواء الذي يولده دوران تلك العجلات ومنع ظاهرة الرفع التي تؤثر بالعادة على تماسك المحور الأمامي من جراء انخفاض نسبة تماسك العجلات مع سطح الطريق.
هذا، ولا يسعنا التغاضي عن ذكر الجناح الخلفي، الذي يعتمد تصميم عنق البجعة، مع نقاط التقاط من الأعلى، كي يترك كامل مساحة الجناح السفلية للتعامل مع الهواء.
مقصورة سيارة بورش 718 كايمن جي تي 4 أر أس
من الداخل، فإنّ مقعدي السائق والراكب إلى جانبه هما أكثر ما يلفت النظر في مقصورة القيادة، حيث يتمتعان بوزن منخفض وتصميم رياضي جذاب، يؤمّن الاحتضان المثالي للأجسام، خلال اجتياز المنعطفات بسرعة.
وفي مقابل ذلك، ورغم أنّ لوحة القيادة تبدو بسيطة بعض الشيء، إلا أنها توفر ما يحتاج إليه السائق من معلومات، من خلال مؤشراتها التي تقع مباشرةً ضمن مستوى نظره.
اقرأ أيضًا: أساطير الغد.. «لامبورغيني هوراكان ستيراتو» و«بورشه 911 داكار»
قلب جي تي 4 أر أس النابض
محرك كايمن جي تي 4 أر أس، هو نفسه الذي يجهز الشقيقة الكبرى "بورشه 911 جي تي 3"، يتألف من ست أسطوانات منبطحة سعة 4.0 لتر.
ولكن رغم أنّه يولد قوة 503 أحصنة على متن 911 جي تي 3، إلا أنّ قوته في السيارة التي نجربها اليوم انخفضت بمقدار 10 أحصنة، لتُصبح 493 حصانًا، والسبب أنّ أنابيب العادم في تركيبة سيارتنا، التي تقوم على محرك مثبّت في الوسط لا الخلف كما الحال مع 911، تحتاج لقطع مسافة أطول كي تصل إلى مؤخرة السيارة.
وفي مقابل ذلك، فإنّ وزن السيارة العام انخفض، بعد تجهيزها بأبواب مصنوعة من الألومنيوم، ومقاعد وعجلات معدنية خفيفة الوزن، إضافة للعديد من الأمور الأخرى، منها استبدال مقابض فتح الأبواب من الداخل بقطعة من القماش، موصولة بآلية فتح الأبواب والجناح الخلفي الثابت، الذي جرى معه الاستغناء عن القطع الميكانيكية والمحركات الكهربائية المسؤولة عن رفع أو خفض الجناح المتحرك.
أما فيما يتعلق بنقل الحركة، فإنّ قوة محرك السيارة تصل إلى العجلات الخلفية الدافعة عبر علبة تروس أوتوماتيكية من سبع نسب من نوع PDK ، تعمل بتقنية القابض الفاصل المزدوج، بحيث يكون كل قابض فاصل مسؤولاً عن عدد من نسب علبة التروس، الأمر الذي يقلل وقت التعشيق، ومن ثم يقلص نسبة انقطاع الطاقة عن العجلات خلال التنقل بين النسب.
اقرأ أيضًا: تجربة قيادة «فيراري 296 جي تي بي».. حصان ميكانيكي إيطالي أصيل
سيارة بورشه 718 كايمان جي تي 4 أر أس على الطريق
بفضل هندستها العالية الجودة والمواد المتينة المستخدمة في تكوينها، توفر جي تي 4 أر أس لسائقها انخراطًا مثيرًا بعملية القيادة، يشعر خلالها وكأنه ملتحم مع السيارة بقطعة واحدة تمامًا، كما يتوفر له في العادة على متن فيراري 296 جي تي بي.
في المقابل، وعند الرغبة بالتسارع في المقاطع المستقيمة، تكشف السيارة أنها تتمتع بأداء لا بأس بها أبدًا، فتتمكن من الانطلاق من صفر إلى سرعة 100 كلم/س بخمس ثوان في طريقها إلى سرعة قصوى، يتوقف معها عداد قياس السرعة عن التقدم عند الوصول إلى سرعة 282 كلم/س.
الحكم النهائي
في الختام، ورغم أنه لا يسعنا أبدًا التقليل من أهمية بورشه 911، وما تتمتع به من صفة أسطورية وتاريخ عريق، نعتبر أنّ 718 كايمن جي تي 4 أر أس خيارًا إضافيًّا تفتخر بورشه بتوفيره لعشاقها.
فهي تقدم متعة قيادة وتجسيدًا ممتازًا لمعادلة الوزن مقابل القوة، إضافة لوضعية المحرك الوسطية، كل ذلك في إطار من التقنية العالية التي تتمتع بها سيارات زوفنهاوزن.