فيراري VS الثلاثي «رينج روفر وبورشه ومرسيدس».. أيها تختار؟
إذا كنت ترى أنّ السيارة هي وسيلة نقل تؤدي في الحياة دورًا يتجاوز حدود الانتقال من نقطة إلى أخرى، فأنت بالتأكيد ممن يعانون الحيرة كل مرة ترغب فيها بالحصول على سيارة جديدة.
ولعلك معذورٌ في هذا الأمر، فالسنوات الأخيرة حملت معها الكثير من السيارات الرائعة التي باتت معها الفئات متداخلة مع بعضها بشكلٍ يؤجج نار "الحيرة" إلى أقصى الحدود.
واليوم نرغب في تعزيز حيرتك أكثر فأكثر، عبر طرح فرضية تُفيد بأنه عليك إما أن تختار سيارة رياضية متطرّفة تتمتع بأداء متفوّق على غرار فيراري 296 جي تي بي، أو أن تحصل على ثلاث سيارات تجمع معًا كل ما يمكن أن تحتاج إليه في مرآبك.
في البداية، لماذا فيراري؟ ولماذا طراز 296 جي تي بي تحديدًا؟ الإجابة على السؤال الأول هو لأن اسم فيراري قد يكون الأبرز في عالم السيارات الرياضية لعدّة أسباب، لا يسعنا هنا تعدادها.
أما الإجابة على السؤال الثاني فهي أيضًا تضم أسبابًا متعدّدة، لعل أبرزها هو أنّ 296 جي تي بي 296 GTB تُمثّل الرد الأفضل حتى الساعة لمعضلة السيارة، التي تستفيد من التقنية الهجينة المعزّزة كهربائيًّا دون أن تضطر لدفع ضريبة الشعور بالنقص أمام السيارات المزوّدة بمحرك سحب عادي.
اقرأ أيضًا:«Purisangue» أول سيارة دفع رباعي من فيراري.. فكم يبلغ سعرها؟
رينج روفر وبورشه ومرسيدس.. ثلاثي المنطق
هذا بالنسبة لفيراري التي تُشكّل في قصتنا هذه السيارة التي تسيطر على القلب في مواجهة ثلاثي المنطق، الذي يتألف من سيارات تتمتع كل واحدة منها بهالة خاصة تميزها ضمن الفئة التي تنافس فيها.
فـ"رينج روفر" هي سيدة مركبات الدفع الرباعي الفاخرة على صعيد الحضور التاريخي والشخصية المميزة، وليس فقط الاسم الرنان، وبورشه 718 بوكستر هي أفضل سيارة مجهّزة بمحرك وسطي الوضعية ضمن فئتها السعرية، أما مرسيدس أي إم جي سي 63 فتحتل مرتبة بارزة، كونها الفئة الأقوى من السيدان الفاخرة المدمجة الشهيرة.
وفي حال كنت تتساءل لماذا عليك أن تختار بين الـ فيراري وثلاثي المنطق، فإنّ السبب هو بكل بساطة لأنّ سعر الإيطالية يبلغ تقريبًا نفس سعر السيارات الثلاث مجتمعة، ففيما تحتاج إلى مبلغ قد يتجاوز حدود المليون درهم إماراتي للحصول على السيدة الحمراء، فإنك وبالمبلغ نفسه تقريبًا ستتمكّن من الحصول على كل من مرسيدس أي إم جي سي 63 AMG C63، 718 بوكستر ورينج روفر إتش أس أي.
وبمناسبة الحديث عن الأسعار، لعلك بت الآن متأكدًا أنّ الخيار الأفضل هو طبعًا ثلاثي المنطق، ولكن قبل أن تصدر حكمك النهائي عليك أن تأخذ بالحسبان أنّ الإيطالية وبما تتمتع به من تميز على أكثر من صعيد، ستبقى لسنواتٍ طويلة محافظةً على قيمتها المعنوية وقدرتها على لفت الأنظار أينما حلت.
فيراري.. صراع السرعة والقدرات
فإذن أيهما أفضل؟ في الحقيقة ما أن تنطلق بـ فيراري 296 جي تي بي Ferrari 296 GTB على الطريق سرعان ما ستكتشف أنها لا تتناسب أبدًا مع ظروف السير البطيء وسط الزحام، فمع وضعية قيادة منخفضة بنسبة كبيرة تشعر بشيء من الخوف في كل مرة تقترب منك سيارة دفع رباعي ذات خلوص مرتفع (وما أكثرها هذه الأيام)، فيما تشعر من جهة أخرى أنّ المحرك يطلب منك بإلحاح ودون جدوى أن تتركه يُعبّر عمّا في جعبته من قدراتٍ تتناسب مع ظروف القيادة فوق حلبات السباق وليس الطريق، والأسوأ من ذلك هو أنك مثله تتمنى لو كنت قادرًا على تزويده بالوقود اللازم لرفع سرعة دورانه والانطلاق بأقصى سرعة، لكنّ أمرًا كهذا كفيل بجعل رخصة قيادتك مليئة بالنقاط السوداء.
رينج روفر.. التوازن والتماسك الأنيق
وفي هذه الأثناء وعلى متن رينج روفر كان زميلي مستمتعًا بوضعية القيادة المرتفعة والمشرفة على الطريق، خاصةً أنّ هيكل البريطانية وجهاز تعليقها قادران على إيجاد توازن بين راحة التعليق، والتماسك الأكثر من مقبول والقدرة على اجتياز العوائق التي قد تصادفك على الطريق.
ورغم أنّ التجربة التي قمنا بها لم تتضمن أي مسار غير معبد أو ممهد على أقل تقدير، فإنّ رينج روفر كانت لتبلي هناك بلاءً أكثر من جيّد بفضل انتمائها لواحد من أعرق الأسماء في عالم مركبات الدفع الرباعي.
اقرأ أيضًا:مرسيدس «EQE» تنافس "تسلا Model Y"
مرسيدس.. أداء رياضي عالٍ
أما على متن مرسيدس فالوضع سيكون شبيهًا بما يتوفر داخل رينج روفر، باستثناء وضعية القيادة المشرفة لأن C63 S لا تنتمي لفئة الـ SUV بل لفئة السيدان الصغيرة عالية الأداء التي تؤدي فيها دور البطولة، بفضل ما توفّره من أداء رياضي عال يترافق مع صوت عادم بتوقيع AMG، بتنا نخجل من كثرة ما كلنا له فيه المديح مرارًا وتكرارًا، فضلاً على مقصورة قيادة فاخرة وتتمتع بجودة عالية.
تتمتع مرسيدس بمحرك مكوّن من أربع أسطوانات سعة 2.0 ليتر وشاحن هواء تيربو بقوة 470 حصانًا، وتوفير عزم دوران لغاية 545 نيوتن متر، ما يجعله أقوى محرك أربع أسطوانات في سيارة إنتاج تجاري.
في حال كانت القوة غير كافية، يوجد محرك كهربائي مساند يستمد طاقته من بطارية بسعة 6.1 كيلوواط/ساعة، ما يمكّن من إنتاج 204 أحصنة، وعند الاعتماد على المحرك الكهربائي لوحده يمكن السير لمسافة 13 كيلومترًا، وبلوغ سرعة قصوى 125 كلم/س.
بورشه.. سيارة ترتديها لا تمتطِها
أما بالنسبة لـ«بورشه»، فإنّ الانتقال من الإيطالية الساحرة فيراري إلى المقعد الأيسر في بورشه يجعلك تشعر أنّ أحدهم سلب منك قدرًا كبيرًا مما تملك من قوة حصانية، مع ما يتبع ذلك من تراجع في الأداء، لكنك ستكتشف بشكلٍ مباشر أنّ الحجم المدمج للألمانية يجعلها تبدو مصمّمة حول السائق الذي يشعر بأنه يرتديها بدلاً من أن يمتطيها، ومن ثم فهو قادر على التحكم بها إلى أقصى حدود التحكم.
ولعل ما يعزّز هذا الشعور هو البنية المتماسكة للسيارة، ومن جهة أخرى، يتمتع محرك بورشه بصوت مميز ناجم عن عمل الأسطوانات الأربع سعة 3.0 ليتر، التي تولد ما مقداره 300 حصان على سرعة دوران محرك تبلغ 6,500 دورة في الدقيقة، مقابل عزم دوران أقصى يبلغ 380 نيوتن متر على سرعة 4,500 دورة في الدقيقة تصل إلى علبة تروس أوتوماتيكية من سبع نسب.
مع فيراري، وما أن تجد مسارات جبلية ملتوية حتى تبدأ السيارة بممارسة الأداء الساحر، الذي لا يقل قدرًا عن سحر خطوطها الخارجية، لتتألق السيارة بمنظومتها الهجينة التي تعمل بتناغم تام على توليد قوة 819 حصانًا، تتوفّر لها من خلال محرك من ست أسطوانات سعة 3.0 ليتر بقوة 654 حصانًا، مقابل قوة 165 حصانًا تأتي من محرك كهربائي مزدوج، علمًا أنّ هذه القوة تصل إلى العجلات الخلفية عبر علبة تروس أوتوماتيكية من ثماني نسب.
اقرأ أيضًا:بلمسات من جمال الطبيعة ..شاهد نسخة فنية فريدة من بورش تايكان 4S
الحال على متن رينج روفر في الجبال ذات الطرقات المتعرجة يختلف عما يتوفر للسيارة داخل شوارع المدينة من حيث تمايل جسم السيارة النسبي خلال الدخول والخروج من المنعطفات بسرعة.
إلا أنّ ذلك لا يعني أبدًا أنّ البريطانية ليست مناسبة للقيام برحلاتٍ عائلية بعيدة عن المنزل بفضل مقصورة قيادة تمتاز بمستويات رحابة وعملية عالية استفادت من الزيادة التي طالت قاعدة العجلات لتحسن المساحة المخصّصة للركاب داخلها تمامًا، كما حسّنت إمكانية الدخول والخروج من السيارة، خاصةً في القسم الخلفي، هذا دون أن نغفل ذكر مستويات الجودة التي تتوفر لمكوناتها.
وفيما توفر مرسيدس مستويات قيادة مثيرة بنسبة محترمة فوق الطرقات المتعرجة، تبقى بورشه هنا هي القادرة على توفير أداء يقترب من أداء فيراري بفضل محركها القوي وعلبة تروسها الممتازة.
اقرأ أيضًا:فائقة في سرعتها وأمانها.. تعرف على مواصفات سيارة بورش كوبيه 911 الجديدة
فمع ضبط وضعية القيادة على النمط بلاس تتحوّل الأخيرة من حالة الوداعة المزيّفة التي تعيشها في الظروف العادية إلى حالة التوحش والشراسة، إذ تبدو دائمًا متحفزة للانطلاق بقوة عبر ميلها لتعشيق النسب المنخفضة بشكلٍ تلقائي، ما أن يرفع السائق قدمه عن دواسة الوقود، وذلك استعدادًا للانطلاق مجددًا وبكل قوة.
والآن علينا أن نعود للسؤال ذي الإجابة المستحيلة الذي طرحناه في البداية: فيراري الساحرة أم ثلاثي المنطق؟
في حال أخذتك الإجابة إلى مارانيللو فأنت ستنضم إلى نادٍ حصري، وستحصل على تحفة من تحف الفن الميكانيكي في قالب منحوت بعناية فائقة ضمن استثمار يحفظ لك بعضًا مما دفعته على المدى القصير ويعود عليك بفائدة مضاعفة على المدى الطويل.
ولكن عندها لن تتمكن من تلبية أبسط متطلبات عائلتك لوسيلة نقل مناسبة، كما سيحوّل أي رحلة تقوم بها داخل طرقات المدينة إلى رحلة عذاب نفسي كونها ستتم على سرعاتٍ منخفضة وسط زحمة السير.
أما إذا كانت الإجابة هي أنك ستركن في المرآب الخاص بك السيارات الثلاث الأخرى، فستكون قادرًا على تلبية أي أمر يمكن للمرء أن يحتاج إليه على متن وسيلة نقل، ولكن القليل من كل أمر.
ألم أقل لك في البداية إنها إجابة مستحيلة؟!
جدول الأسعار:
فيراري 296 جي تي بي: 1,245,000 ريال سعودي
رينج روفر أتش أس أي: 573,300 ريال سعودي
مرسيدس أي أم جي سي 63 أس: 417,000 ريال سعودي
بورشه 718 بوكستر: 254,400 ريال سعودي
ملاحظة: الأسعار قد تختلف قليلًا تبعًا للمواصفات المختارة، أو عروض الوكلاء الخاصة.