الإعلامي معتز الدمرداش: لا أسعى وراء "التريند" أو إحراج الضيوف.. وضحكة بناتي قمة سعادتي
معتز الدمرداش الإعلامي اللامع في "قناة الشرق الإخبارية" ومقدم برنامج "ضيفي" ينحدر من عائلة فنية مصرية، ورث عنها تفاصيل دقيقة، صقلت موهبته بوصفه صحفيًّا محترفًا، وجعلت طموحه يكبر مع تجربته، متنقلاً بين عدد من القنوات والمحطات المهمة في الشرق الأوسط، وله بصمته في المهنة التي يعتز بها.
تخرج في كلية الإعلام جامعة القاهرة، ثم انتقل إلى الدراسة في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، رفض الاعتماد على عائلته في العمل، فعزز موهبته بالدراسة في الخارج، والاختلاط بصناع المهنة. تدرج من مذيع نشرة أخبار في القناة المصرية الأولى إلى واحد من أهم مقدمي البرامج الحوارية "التوك شو" في المنطقة.
مجلة الرجل حاورت الإعلامي المصري معتز الدمرداش الذي انضم إلى قناة "الشرق الاخبارية" قبل نحو 3 سنوات، ليفتح لنا خزائن أسراره، ولنقلب دفاتر تجاربه ومشواره في الإعلام، ونتعرف على جوانب من حياته الشخصية، فهو سليل عائلة فنية من الدرجة الأولى، والده المخرج الراحل نور الدمرداش، ووالدته الفنانة الراحلة كريمة مختار، وإلى نص الحوار:
بدأت من صوت أمريكا
لو عدنا في الزمن، وسألنا ما الذي قادك أو ربما جذبك للإعلام؟
بدايتي كانت من بوابة الإعلام، تخرجت في كلية الإعلام جامعة القاهرة، وكنت ضمن قائمة أوائل الطلبة الخريجين، ولم أكن من كثيري المذاكرة، ولكن كنت أهتم بطبيعة المواد التي أدرسها، سافرت إلى بريطانيا في إجازات الصيف، والفضل في ذلك يعود إلى عمّي المخرج المسرحي الكبير فاروق الدمرداش الذي كان يعمل في إذاعة BBC البريطانية، بما سمح لي بزيارة الإذاعة المرموقة في عالم الإعلام، كما أن ذلك فتح لي آفاقًا مليئة بالثقافة، والفكر والمهنية.
أنهيت دراستي وكنت من أوائل كلية الإعلام وجرى تعييني مُعيدًا في جامعة القاهرة، بعد ذلك تقدمت إلى اختبار المذيعين في التلفزيون المصري، وأصبحت مُذيعًا لنشرة الأخبار وبدأ الحلم. تقدمت إلى امتحان آخر مهم في حياتي المهنية في محطة صوت أمريكا في واشنطن ونجحت في الاختبار ضمن كثير من المتقدمين، وحينها سافرت إلى الولايات المتحدة، وصقلت ثقافتي بدراسة الإعلام الدولي في الجامعة الأمريكية في واشنطن، وبدأت مشواري من محطة صوت أمريكا إلى أن التحقت بعددٍ من المؤسسات الإعلامية العربية والإعلامية.
ملهمون وداعمون
من هو بموقع المعلم أو الملهم خلال مسيرتك المهنية؟ ماذا أخذت منه؟
عمّي المخرج فاروق الدمرداش، كان بمنزلة ملهمي الأول في حياتي المهنية، بالإضافة إلى عمّتي عواطف البدري، وهي كبيرة المذيعات في البرنامج العام في الإذاعة المصرية، وكانت من أوائل السيدات اللاتي ظهرن في الإذاعة، وتُعد جزءًا من تاريخ الإذاعة والإعلام المصري، واسمها محفور في الأرشيف، كنت أتعلم منها كثيرًا عن الأداء واللغة العربية وأسلوب الإلقاء.
بوصفك إعلاميًّا وتمثّل "السلطة الرابعة" ما هي أقوى أدواتك و"أسلحتك"؟
شهادتي في نفسي مجروحة، ولكن يمكنني أن أتحدث عن تجربتي في الإعلام التي تزيد على 30 عامًا من الخبرة، ولدي تراكم كبير من الخبرة، وتنقّلت في عددٍ من المؤسسات الإعلامية الكبيرة المشهود لها في مجال الإعلام الدولي مثل صوت أمريكا، وإذاعة BBC، وبعدها MBC، وعدد من المؤسسات الإعلامية المرموقة، وعلى رأسها بالطبع التلفزيون المصري الذي صقلني بالطبع في المهنة، وسفري إلى الولايات المتحدة راكم خبراتي وصقل تجربتي أيضًا.
اختيار "ضيفك" مهمة ليست يسيرة غالبًا.. ما معاييرك لاختيار الضيوف؟
اختيار الضيف بالنسبة لي يتلخص في مدى اهتمام المتلقي به، ربما تكون الشخصية لديها شعبية طاغية، ترقى إلى أن تكون في خانة السوبر ستار، ولكن ليس شرطًا بذلك أن يكون فنانًا، ولكن يمكن أن يكون في مجال الرياضة أو مجتمع الأعمال، أو الاقتصاد، أو السياسة أو الطب أيضًا، فالضيف يجب أن يكون له إنجاز كبير، يجعل المتلقين لديهم شغف كبير ليتابعوه ويستمعوا له بإصغاء واهتمام.
برنامجي هادئ الطباع
بماذا تختلف تجربتك في تلفزيون الشرق عن تجاربك السابقة في إم بي سي والمحور وغيرها؟ وماذا أضافت لك؟
تشجعت إلى تجربة قناة الشرق كوني أفضّل التجارب الجديدة، لكن المنظومة أمامها تحديات كبيرة في ظل وجود منافسة كبيرة من المؤسسات الأخرى. لقد قضيت أكثر من 15 عامًا منذ عام 2005 وحتى التحاقي بمنصة الشرق في 2020، قضيت تلك المدة في إجراء البرامج الحوارية "التوك شو" في الإعلام المصري في قنوات خاصة وحكومية، وهذا هو النمط الحقيقي الذي أجد نفسي فيه. أما برنامجي الآن فهو هادئ الطباع، لا أبحث فيه عن العناوين الرنانة أو إحراج الضيوف، لا أبحث عمّا اعتدنا رؤيته في شاشات الإعلام "ضجيج بلا محتوى" والإثارة و"التريند" وهو نمط منتشر في العالم أجمع، لكنني لا أفضله، أختار ضيفًا أحاوره يكون شخصية ناجحة وملهمة.
اقرأ أيضًا:5 دقائق مع الإعلامية ميراشا غازي | فيديو
خالص التهاني للمملكة
من خلال متابعتك للحراك والتحديث بالمملكة العربية السعودية، ما الانطباعات التي تولدت لديك؟
أقدم خالص التهاني إلى المملكة العربية السعودية، على ما نلمسه جميعًا من تطور ومشوار تنموي تسير فيه الدولة، وهو ما ينقل المملكة نقلة كبيرة، وأنا أغبط ما يلمسه شباب المملكة ونقلتهم إلى مرحلة أخرى، لأن الدولة تتغير كثيرًا ناحية التطور، ولدي سعادة كبيرة بما يجري تقديمه من فكر جديد يصنع مستقبلاً عظيمًا، وأرى أن هناك مجهودًا رائعًا يجري تقديمه.
السوشيال ميديا تخطف الأضواء من الجميع، من موقعك وتجربتك كيف تنظر للأمر؟
أتعامل مع السوشيال ميديا من جميع زواياها، لكني لا يمكن أن أسلم نفسي إلى هذا المجال بعشوائية، فهو عالم افتراضي، وفي الوقت نفسه لا يمكن أن أدير ظهري بشكل كامل للتكنولوجيا والتقدم الذي تشهده مجالات الإنترنت والتواصل، فيجب ألاّ أكون خارج الزمن.
شغفي بالتمثيل مستمر
لك تجارب سينمائية، لماذا لم تستمر، وهل ما زلت تحمل في داخلك شغف الممثل؟
لم أتوقف عن ممارسة تلك التجربة، وما زال لدي شغف لاستكمالها، ولكن بشكل مختلف عن التمثيل كما بدأت، فأنا دائمًا أوافق على الدور المناسب كضيف شرف أو كإعلامي في عمل درامي أو سينمائي، ولكن طفولتي التي نشأت فيها هذه كان لها تأثير كبير على شخصيتي.
مضى على وجودك داخل القفص الذهبي نحو 13 سنة، ماذا تقول بهذه المناسبة؟
الزواج جعلني مُحبًا للبيت أكثر، وتحولت لشخص لا يُفضّل حياة العزوبية، وأعشق حياة الأسرة، كما أنني أفضل المشاركة في عملي، كوني آخذ رأي زوجتي في عملي والعلاقة ما بيني وبين زوجتي بدأت عندما كنا صديقين وكنت آخذ رأيها في عملي، وكنا دائمي المناقشات، ونحن حتى الآن هكذا، وهذا ما يميزني أن أجد أحدًا يتشارك معي اختياراتي وأعمالي في المنزل.
محبة الشعوب هو التكريم
أخيرًا احتفل موقع «غوغل» بذكرى والدتك الفنانة الكبيرة كريمة مختار.. ما تعليقك؟ وما المواقف التي لن تنساها معها؟
احتفاء غوغل بوالدتي السيدة كريمة مختار، جرى بالتنسيق معنا، مع العائلة كاملة، وحصل غوغل الشرق الأوسط على موافقة منا قبل أن يحتفل بها، ويضعها كأيقونة في يوم ميلادها، كونهم يختارون شخصيات معينة لديها من الشهرة والشعبية الكثير في المجتمع المصري والعربي، ويكفي ما اكتسبته والدتي من تكريم كبير ومحبة من الشعوب العربية، وهذا أكبر تكريم بالنسبة لنا، ولكن احتفاء غوغل يُعد "بريستيج" يضيف للشخصية وبه تكريم للمرأة المصرية والفن المصري.
عشق تنس الطاولة
ما هي قصتك مع تنس الطاولة؟ وما الهواية أو الاهتمام الذي تمارسه بعيدًا عن المهنة وتشعر أنه لا يمكنك أن تستغني عنه؟
تنس الطاولة هوايتي المفضلة، ولكني أوقفتها وبدأت هواية الأكل، وأنا في غاية الندم على هذا الأمر، لأنني لم أنتبه إلا متأخرًا، وبدأت تناول الأكلات الصحية وأسلوب الحياة الصحي متأخرًا. ولكن في العموم عندما يصل أي رياضي إلى أقصى مستوى له يبتعد عن اللعبة لأنه لن يقدم جديدًا وهو ما حدث معي.
كيف هي علاقتك بالذكاء الاصطناعي، هل تتخيل أن "روبوت إعلامي" سيحاور بدلاً عنك في المستقبل؟
أحيانًا يقلقني الذكاء الاصطناعي والتقدم الهائل بقدر ما يُقلق العالم أجمع، ولكني لا أخاف ذلك كون مهنة الإعلام خاصة لا يمكن أن يعمل بها روبوت، وإن عمله لن يكون بقدر الإعلامي، لأن الضيف عندما يعلم أنه يحاوره روبوت وليس إنسانًا لن يكون لديه الشعور والإحساس بالحماس نفسه، ولن يكون لدى الروبوت ضبط النفس والحضور نفسه.
ابنتي وزوجتي مصدر سعادتي
ما هو أجمل خبر تلقيته؟
ولادة ابنتي.
من هو أكثر شخص تهتم أن يرى برنامجك؟
زوجتي مها.
ما أكثر ما يخيفك؟ وأكثر ما يسعدك؟
يخيفني عدم الشعور بالأمان.، وأكثر ما يسعدني ضحكة بناتي.
صف المرأة بكلمة؟ وأين برأيك تكمن جاذبيتها؟
بكلمة واحدة الاحتواء، وتكمن جاذبيتها في الذكاء.
حلم تتمنى تحقيقه؟
أن تصبح ابنتي عازفة بيانو عالمية.
ماذا يمثل غدًا لك؟
المستقبل والأجيال الجديدة.. أنا دائم التطلع للغد.