مرسيدس فيجين 111 الاختبارية.. المستقبل في زيارة إلى الماضي
عندما يعمد صانع سيارات ما لإعادة إحياء تصميم من تصاميمه القديمة، يلجأ لذلك مع سيارة عرفت في الماضي نجاحًا تجاريًا بارزًا، أو على الأقل سيارة حقّقت إنجازات كبيرة فوق الحلبات أو مسارات السباقات التاريخية. ولكن مرسيدس فعلت ذلك مع سيارة لم تكن في الماضي سوى نموذج تجريبي حمل تسمية C111، وذلك لأن فيجين 111 التي نتحدث عنها هنا، تأتي لتكرم شقيقتها C111 .
وكما هي العادة مع السيارات الاختبارية، فإنّ خطوط جسم فيجين 111 التي رُسمت في مركز التصميم الدولي التابع للشركة في كارلسباد، كاليفورنيا ستعرف طريقها شيئًا فشيئًا إلى سيارات مرسيدس المستقبلية، وهذا بحد ذاته أمر أكثر من رائع.
وفي حين أنّ الطراز الأصلي كان يحتوي على خيارات ميكانيكية تقوم على أربعة محركات رحوية من نوع ونكل، ومحركات ديزل بخمس أسطوانات، أو محركات من ثماني أسطوانات مع شاحن توربيني، فإنّ السيارة الجديدة تحمل خيارات كهربائية متطورة تُضاف إلى كونها تمرينًا على التصميم.
اقرأ أيضًا: قمة الأناقة على طريقة مرسيدس مايباخ مع هوت فواتور
تتجلى جذور هذه السيارة الاختبارية بوضوح في احتوائها على أبواب تتخذ من وضعية جناح النوارس شكلاً لها عندما تُفتح!
هذه الخاصية التي تعود أيضًا إلى طراز عام 1954 الأسطوري 300SL.
هناك عدد من التفاصيل الأخرى التي تربط فيجين 111 بأسلافها، وهي من خلال الواجهة الأمامية التي تتخذ شكلاً بيضاويًّا مع ثلاث فتحات بعلامات تجزئة في الزوايا، ومصابيح خلفية دائرية مزدوجة.
فيما تحاكي فتحات غطاء المحرك المزدوجة المطلية باللون الأسود تصميم النموذج الأولي الذي عُرض في السبعينات بشكلٍ أكثر وضوحًا.
على صعيد القوة الدافعة، تتمتع فيجين 111 بمحركات كهربائية ذات تدفق محوري مصمّمة من قبل شركة YASA التابعة لـ مرسيدس، ويعود لها الفضل في وضعية السيارة المنخفضة.
على عكس المحركات الموجودة في سيارات مرسيدس الكهربائية الأخرى، فإنّ وحدات التدفق المحوري أكثر كثافة للطاقة بنسبة 66 في المائة، الأمر الذي منح مهندسي مرسيدس مزيدًا من المرونة، فيما يتعلق بإمكانية تثبيتها في مناطق مختلفة من السيارة، علمًا بأنّ أقواس العجلات المنتفخة تشير بشكلٍ واضح إلى مكان تموضع محركات التدفق المحوري بالقرب من العجلات، مع وجود أربعة محركات فردية تمنحها إجمالي قوة تبلغ 1300 حصان.
بالطبع، كل هذا نظري، إذ إنّ فيجين 111 دراسة تصميمية وليست اختبارًا لمجموعة محركة.
اقرأ أيضًا: «بنتلي باتور».. ماض عريق يغازل المستقبل
وفي الوقت الذي سمحت فيه محركات التدفق المحوري للسيارة بأن تحصل في مقدمتها على أبعاد رقيقة غير منتفخة، قرر فريق تصميم السيارة توفير أبعاد مرتفعة نسبيًا للمقصورة الداخلية بهدف الحصول على مساحة رحبة في الداخل، حيث تسيطر تركيبة ألوان قائمة على كل من الفضي والبرتقالي والأبيض لتكون بمثابة إشارة إلى روحية التصميم التي كانت متّبعة في سبعينات القرن الماضي.
لم تعلن مرسيدس بشكلٍ رسمي عما إذا كانت فيجين 111 ستصل إلى الإنتاج التجاري، ولكن لا يبدو أنه من المحتمل أن تنتج الشركة سيارة خارقة تعمل بالكهرباء منخفضة الارتفاع في أي وقتٍ قريب.