حرب السيارات الكهربائية الفاخرة تحتدم فمن يكسب الصدارة؟
ما إن توقفت الحرب العالمية الثانية حتى اندلعت في ألمانيا حرب أخرى. حرب مختلفة انتقلت فيها أدوات القتال من المدافع والدبابات إلى السيارات، في الوقت الذي انتقل فيه مسرح العمليات من الجبهات إلى صالات العرض.
هذه الحرب هي التي اندلعت -بشكلٍ محبّب طبعًا بالنسبة لنا نحن عشاق الساحرة ذات العجلات الأربع- بين مرسيدس وبي أم دبليو.
ففي كل مرة قدمت فيها مرسيدس سيارة جديدة ضمن فئة معيّنة من الفئات، ردت عليها بي أم دبليو بسيارة منافسة في الفئة نفسها، إلى أن وصل الأمر أخيرًا إلى فئة السيارات الكهربائية التنفيذية الفاخرة.
فبعد أن قدمت ابنة شتوتغارت ذات النجمة الثلاثية طراز أي كيو أس، ردت عليها كريمة ميونخ بطراز آي 7 الذي تشاهدون صوره هنا.
ولكن معركة الصدارة في ساحة السيارة التنفيذية الكهربائية الفاخرة جذبت لاعبًا جديدًا أتى من وراء البحار، وتحديدًا من الولايات المتحدة الأمريكية، هذا اللاعب هو لوسيد، الذي رغم صغر سنه، فإنه قادر على المنافسة بكل جدارة.
بي أم دبليو آي 7 البافارية المثقّفة
كما جرى ويجري مع الغالبية العظمى من طرز بي أم دبليو الجديدة، أثارت آي 7 عند إطلاقها جدلاً واسعًا بسبب شبكة تهويتها الكبيرة.
ولكن رغم أنّ شبكة BMW i7 ربما تكون الأكبر بالمقارنة مع ما يتوفر لطرز الصانع البافاري الأخرى، فإنّها تبدو متناسقة مع خطوط السيارة العامة، لا بل تعطيها أيضًا المزيد من الحضور البارز على الطريق.
ولكن كونها بي أم دبليو، فهذا يفرض عليها أن تُعطي الأداء العالي الأهمية القصوى، ولذلك تأتي محركاتها الكهربائية 544 حصانًا مع 745 نيوتن متر من عزم الدوران، الأمر الذي يسمح لها أن تنطلق من صفر إلى سرعة 100 كلم/س في 4.7 ثانية، مع قدرة على التجوال لمسافة 600 كلم قبل الاضطرار لإعادة شحن بطاريتها بالكهرباء.
صفة الثقافة التي وصفنا بها آي 7 تنعكس في الداخل من خلال التقنيات المبتكرة التي تتمتع بها المقصورة، التي تبرز من خلال المزج الفريد بين سمات تصميم مقصورات بي أم دبليو التقليدية، وبين الإضافات التقنية الحديثة.
ويبدو هذا واضحًا من خلال التصميم البسيط لكن الأنيق للوحة القيادة، ومن خلال الشاشة العملاقة التي تحتل حيزًا كبيرًا فيها، هذه الشاشة هي في الواقع شاشتان منفصلتان، واحدة أمام السائق وأخرى أعلى الكونسول الوسطي، ولكنهما تجتمعان معًا في إطار واحد متناسق.
ولكي تحصل على كامل تجربة الفخامة من بي أم دبليو آي 7، عليك أن تكون في القسم الخلفي من المقصورة حيث يوجد "المسرح"، نعم مسرح. فهذه التسمية هي التي اختارها الصانع البافاري لتسمية الشاشة الكبيرة التي يبلغ حجمها 31.3 بوصة، والتي توفر عرضها بوضوح 8 كي.
أما بالنسبة لمستويات الراحة التي تتوفر لك على المقاعد الخلفية فهي جيّدة جدًّا.
اقرأ أيضًا: بي أم دبليو إكس 5 أم .. سيارة خارقة بقوة 800 حصان
اللاعب الأمريكي الجديد
لوسيد Lucid من العلامات التجارية الجديدة التي تشجعت على الدخول في قطاع السيارات بسبب رواج التقنية الكهربائية، فهي تصب تركيزها على معالجة أهم مشكلة تواجه هذه الصناعة، ألا وهي المدى الذي يتوفر للسيارة قبل الحاجة لإعادة الشحن مجددًا، فإذا أخذنا الفئة الأعلى تجهيزًا وفخامةً منها، أي الفئة سافاير، فهي قادرة على اجتياز مسافة 684 كلم، ولكن هذا ليس كل شيء، إذ إنها قادرة على الانطلاق من حالة التوقف التام إلى سرعة 100 كلم/س خلال ثانيتين فقط.
على صعيد قوة الدفع، تتمتع لوسيد Air سافاير بثلاثة محركات، أي مع محرك إضافي على المحور الخلفي وقوة 1200 حصان، تتوفر لها من خلال بطارية بقدرة 92 كيلوواط/ساعة.
أما بالنسبة للشحن السريع، فيمكن إعادة شحن السيارة كي تتمكن من اجتياز مسافة 482 كلم خلال فترة لا تزيد على 21 دقيقة.
وبما أنّ لوسيد Air سافاير هي سيارة فاخرة، كان لا بد لها أن تتمتع بمقصورة داخلية تعكس هذا الأمر.
لذا تأتي المقصورة مع مواد ذات جودة عالية، خاصةً في القسم الخلفي الذي يمكن طلبه بصيغتين.
الصيغة الأولى مع صف مقاعد يتسع لثلاثة ركاب ويوفر مساحة رحبة لأرجلهم ورؤوسهم، الأمر الذي يعزّزه أكثر السقف الزجاجي الذي يُعطي المقصورة المزيد من الرحابة.
أما صيغة المقاعد الخلفية الثانية فتأتي مع صف مقاعد قابلة للإمالة لتوفر مزيدًا من الاسترخاء للجالسين عليها.
نظام المعلومات والترفيه الذي يتوفر لـ لوسيد متطور، وهو يتضمن شاشة علوية كبيرة تعمل باللمس ترتفع فوق لوحة العدادات، وشاشة أخرى شبيهة بأجهزة الحاسوب اللّوحي يمكن من خلالها التحكم بوظائف السيارة، علمًا أنه يمكن توضيبها ضمن لوحة القيادة.
على صعيد السلامة، تتمتع لوسيد Air سافاير بمجموعة من تقنيات مساعدة السائق، علمًا أنّ الشركة تعمل على تطوير نظام قيادة آلية من المستوى الثالث ضمن خيار قد لا يكون متوفرًا حاليًّا، لكنّه قيد التطوير بجدية عالية، على أن يتوفّر لاحقًا من خلال تحديثات يمكن إجراؤها على نسخ السيارة عن طريق الإنترنت.
اقرأ أيضًا: سيارة لوسيد جرافيتي 2024.. الرفاهية المضمونة
إرث عريق وتقنيات مستقبلية
الظهور على متن نسخة من نسخ مرسيدس أس كلاس هي طريقة مضمونة لجذب الأنظار، إذ إنّ لهذا الطراز التنفيذي الفاخر ماضيًا عريقًا يميزه بشكلٍ واضح، وتسعى مرسيدس لتحيل هذا الإرث من الجاذبية إلى سيارتها الكهربائية الجديدة، أي كيو أس التي تتصدر قمة العلامة التجارية الفرعية أي كيو المتخصّصة بالسيارات الكهربائية من نجمة شتوتغارت.
وتأتي أي كيو أس بمقصورة هادئة، يعود الفضل في هدوئها للمواد العازلة التي جرى تغليف المقصورة بها، ولنظام التعليق الهوائي الذي يعدّل مستويات خمده تبعًا لحالة الطريق.
ولعل من أبرز الأمور التي تعزّز شعورك بأنك على متن مقصورة متطورة وأنت جالس خلف مقود أي كيو أس الشاشة الضخمة التي تمتد عبر لوحة القيادة، خاصةً أنها سهلة الاستخدام، شأنها في ذلك شأن المساعد الصوتي الذي يستجيب لعبارة "هاي مرسيدس"، تلك الميزة التي يبدو أنها تحسّنت عما كانت عليه في السنوات الماضية، حيث يمكنها فهم الطلبات التي توجّه لها بشكلٍ أفضل من السابق.
على صعيد قوة الدفع، تتمتع الفئة أي كيو أس 580 بمحركين.
الأول على العجلات الخلفية والثاني على العجلات الأمامية، مع قوة قصوى تبلغ 516 حصانًا، وبذلك يمكن للسيارة أن تنطلق إلى سرعة 100 كلم/س في 3.9 ثانية، أما بالنسبة للمدى قبل الحاجة لإعادة شحن بالطاقة الكهربائية، فيمكن لـ أي كيو أس أن تقطع مسافة 547 كلم.
هذا ويمكن تجهيز السيارة بشاحن اختياري سعة 9.6 كيلو واط، ويمكنه التعامل مع ما يصل إلى 200 كيلو واط على شاحن سريع يعمل بالتيار المستمر.
عند استخدام مقبس حائط بجهد 240 فولت، يستغرق شحن بطارية السيارة من 10 إلى 100 بالمائة أكثر قليلاً من 11 ساعة.
وفي مقابل ذلك، فإنه يمكن شحن البطاريات من 10 إلى 80 بالمائة باستخدام الشحن السريع خلال 35 دقيقة فقط.