فيراري وأستون مارتن ومرسيدس.. أحدث طرازات السيارات الفاخرة المكشوفة
وقع الاختيار على ثلاثة عمالقة في عالم السيارات، تجمعهم أشياء كثيرة ليس أقلها العراقة والشغف بتحديث صناعاتهم جيلاً إثر جيل، فمَن أتى من حلبات السباق يحاول ويجتهد في أن يدخل المدن في حلة جديدة، ومَن أتى من عالم الرفاهية، يحاول أن يضفي شيئًا من كفاءة وجاذبية الحلبات على الأداء، ليلتقوا على طاولة واحدة، يجمعها محركات الأسطوانات الثمانية والأسقف القابلة للطي وفخامة المقصورات، وأشياء أخرى كثيرة، ويفرقها أذواق العشاق فيما يختارون من ميزات.
فيراري والسحر الرياضي
لا تكاد تمر تسمية فيراري في مخيلتنا دون أن نستذكر معها رواية الشغف الذي اشتعل في قلب الطفل إنزو مع بدايات القرن الماضي.
فكما كان الشعف بالسيارات وسباقاتها هو الحافز الأول الذي دفع فيراري (الرجل) للقيام بما قام به على مدى أربعين عامًا حتى وفاته، كذلك هو نفسه الشغف الذي يُحرك فيراري (العلامة التجارية) اليوم ويؤثر على قراراتها.
فيراري بنظر المؤسس، كما بنظر القيمين عليها اليوم، سيارة سباق متنكرة بحلة مدنية وما تيسر لها كي تلبي الاحتياجات العملية.
فيراري هي سيارة لمن يرغب بتجربة قيادة عنوانها الأول والأخير هو الأداء القوي، لا لمن يرغب بمجرد الظهور بمظهر حسن.
ولكن رغم ذلك، فإنّ فيراري وفّرت في تاريخها العديد من السيارات التي خفضت مستويات التطرف الرياضي لحساب تصميم راقٍ أنيق بعيد عن الشراسة والروح الهجومية، على غرار طرز 250 جي تي لوسو، 365 جي تي غران توريزمو، 612 سكاليتي، وغيرها الكثير من الطرز التي تميزت بتصاميها الأنيقة الاختزالية البعيدة عن التطرف.
الحصان الجامح
ولعل طراز روما الذي جرى إطلاقه قبل سنوات هو خير دليل على هذا التوجه الرديف لدى فيراري، والذي ينسجم مع الشعار الذي رفعه مؤسس نهضة فيراري لوكا دي موتيزيمولو، والذي يُفيد بتوفير أنواع مختلفة من فيراري تناسب كل عاشق من عشاق الحصان الجامح.
ولكن رغم جمال خطوط روما ورقيها، فإنّها افتقرت لعنصر واحد فقط من العناصر التي تثير اهتمام النوع الذي يرغب به عشاق فيراري، وهو القيادة في الهواء الطلق، أي الأمر الذي لا يتوفر سوى للسيارات المكشوفة، ولهذا ولدت روما سبايدر التي نتحدث عنها هنا، والتي تأتي لتنافس على صعيد سحر الأداء وجاذبية الأناقة طراز أستون مارتن في 8 رودستر وأيضًا مرسيدس أس أل كخيار مخفّف.
روما سبايدر والأناقة والأداء
روما سبايدر هي أحدث سيارة مكشوفة تنضم إلى أسطول فيراري، وهي تجمع بين التصميم الكلاسيكي الأنيق مع السقف القماشي القابل للطي، الذي يمكن غلقه في غضون 13.5 ثانية، وخلال سير السيارة على سرعة تصل إلى 60 كيلومترًا في الساعة، وبين الخطوط الخلابة.
ورغم أنّ مسألة الجمال تعود للذوق الشخصي، إلا أنه من الصعب على أي شخص ألا يلاحظ جمال خطوط روما.
وقد حافظت روما سبايدر على هذا الجمال بشكلٍ واضح، فهي تظهر بمظهر السيارة الراقية التي تناسب الرجل الأنيق الذي يرغب بالتنقل يوميًّا على متن سيارة رياضية الهوى، ولكن ضمن أرقى مستويات الراحة.
هذا عند القيادة اعتمادًا على نمط القيادة المريح، أما عند ضبط عيارات السيارة على النمط الرياضي المعزّز، فعندها سيتمكن الأخير من الانخراط بعملية قيادة أقل ما يمكن أن يقال فيها أنها تليق بشعار الحصان الجامح المثبّت على جسم السيارة، وهذا أمر مفروغ منه خاصةً عند الأخذ بالحسبان المواصفات الميكانيكية والديناميكية التي تتوفر للسيارة.
العودة للسقف القماشي
بعد أن عودتنا فيراري خلال السنوات العشر الماضية على تزويد سيارتها المكشوفة بسقف معدني قابل للكشف، عادت مع روما سبايدر لتعتمد السقف القماشي، وهذا ما فرض على جسم السيارة أن يحمل شكلاً مختلفًا بعض الشيء عمّا يتوفر لـ"روما" التقليدية، إذ اضطر المصممون لتعديل شكل الزجاج الخلفي، فيما بات السطح الخلفي يحتوي على لوح بلون الجسم يقسم المنطقة الخلفية إلى قسمين لإفساح المجال لتخزين السقف، علمًا أنّ هذا الجزء الخلفي من المؤخرة لا يزال يندمج ضمنه عاكس الهواء النشط المصنوع من ألياف الكربون.
وتوفر فيراري إمكانية الاختيار ضمن مجموعة واسعة من الأقمشة المصمّمة خصيصًا لـ روما مع أنماط حياكة مختلفة للسقف.
وللحفاظ على مستويات الراحة التي تتوفر للركاب حتى عند كشف السيارة، تتمتع المقصورة بعاكس هواء نشط يندمج في مسند ظهر المقعد الخلفي.
اقرأ أيضًا: فيراري "أف 40".. الأسطورة الحمراء وُلدت من رحم السباقات لغزو الطرقات
محرك بثماني أسطوانات
ميكانيكيًّا وكما هو الحال مع روما كوبيه، تستفيد سبايدر من خدمات محرك يتألف من ثماني أسطوانات سعة 3.9 لتر معزز بشاحن هواء توربو يولد قوة 612 حصانًا على سرعة دوران محرك تراوح بين 5750 و 7500 دورة في الدقيقة.
وفي المقابل، يتمكّن المحرك عند دورانه بين 3000 و 5750 دورة في الدقيقة، أن يولد عزم دوران أقصى يبلغ 760 نيوتن متر، علمًا أنّ خيار علبة التروس الوحيد هو الخيار الأوتوماتيكي الذي يتألف من ثماني نسب مع قابض فاصل مزدوج.
على صعيد الأداء، فإنّ الأرقام لا تختلف بين روما كوبيه وروما سبايدر، إذ أنّ كلتيهما تتمكن من الانطلاق إلى سرعة 100 كلم/س في غضون 3.4 ثانية، والحال نفسه مع السرعة القصوى التي تبلغ 320 كلم/س.
وبالنسبة للعامل الأهم في مجال توفير الأداء الرياضي، أي الوزن، فإنّ سبايدر لن تضحي كثيرًا في هذا المجال، إذ إنّ وزنها الإجمالي لم يرتفع سوى بمقدار 84 كلغ فقط على ميزان قياس الأوزان بالمقارنة مع الفئة كوبيه.
وبما أنه يجب عليها أن تكون قادرة على توفير الراحة للركاب في الرحلات الطويلة، لذا فإنّ روما سبايدر توفر لركابها الأماميين مقاعد قابلة للتعديل كهربائيًا يمكن ضبطها على 18 وضعية، كما يتوفر للسيارة خيار تدفئة العنق.
وتتشابه باقي أجزاء القسم الداخلي مع روما كوبيه، حيث يبرز الكونسول الوسطي الطويل داخل مقصورة القيادة ويفصلها بين حيز مخصص للراكب وآخر للسائق.
أستون مارتن في 8 رودستر البريطانية الفاتنة
التصميم الخارجي الجميل هو العنصر الذي توليه أستون مارتن الأهمية الأكبر بشكلٍ عام، أما مع طراز فانتيج فإنّ هذا الأمر نال ميزة قد لا تتوفر لدى أي مُنافسة وهي إمكانية الاختيار بين مقدمتين مختلفتين.
وهنا عندما نقول مقدمتين نحن لا نتحدث عن تصميم مصد أمامي يحتوي على بعض الاختلافات بالمقارنة مع مصد آخر لفئة أخرى من السيارة، كما هي الحال لدى معظم الصانعين ومختلف الطرز.
ففي الحقيقة، يتوفر لـ فانتيج خيار من مقدمتين مختلفتين تمامًا، الأولى مع فتحة تهوية تحمل إضافات من الكروم ضمن شبكة تهوية بأضلاع متقاطعة، مقابل مقدمة أخرى رياضية أكثر مع شبكة تهوية بلا قضبان ولكن مع إطار يحيط بفتحة التهوية، علمًا أننا لا نتحدث هنا عن فتحة التهوية حصرًا بل عن أنّ كل المقدمة تكون مختلفة عن الأخرى، بما فيها تصنيف أنف السيارة ضمن ألواح الجسم المعدنية.
محرك بثماني أسطوانات
ولكن بعيدًا عن موضوع الشكل الخارجي وعلى الصعيد الميكانيكي، تتمتع فانتيج رودستر بمحرك من ثماني أسطوانات مع شاحن هواء توربو مزدوج بسعة 4.0 لتر جرى تثبيته في وضعية منخفضة وإعادته إلى مؤخرة الهيكل قدر الإمكان من أجل الوصول إلى مركز الجاذبية الأمثل والتوزيع المثالي للوزن بنسبة 50:50، علمًا أنه قادر على توليد قوة 510 أحصنة.
تقع مهمة نقل قوة المحرك إلى العجلات الخلفية الدافعة على عاتق علبة تروس من ثماني نسب أوتوماتيكية مثبّتة في الخلف بهدف تعزيز كفاءة توزيع الوزن، ومن ثم تعزيز القدرة على التسارع من حالة الثبات إلى سرعة 100 كلم/ س في غضون 3.8 ثانية فقط، وبلوغ سرعة قصوى تزيد على 300 كلم/س.
توظف السيارة مجموعة متطورة من الأنظمة الإلكترونية المتكاملة لتوفير أقصى قدر ممكن من التحكم ومتعة القيادة.
ولتعزيز الأداء الرياضي، جرى تجهيز فانتيج بترس تفاضلي خلفي إلكتروني يرتبط بنظام التحكم الإلكتروني، ومن ثم يعمل هذا الترس وبمساعدة الإلكترونيات على تحليل سلوك السيارة والتفاعل مع ظروف القيادة من أجل توجيه قوة المحرك إلى العجلة التي تتمتع بتماسك أكثر، علمًا أنه يمكن لهذا الترس التفاضلي الانتقال في غضون أجزاء من الثانية من حالة الفتح الكامل إلى القفل الكامل، الأمر الذي من شأنه أن يجعل السيارة تقدم مستوى أعلى من الشعور بالاستقرار والثبات سواء من حيث الاستقرار في القيادة ضمن خط مستقيم، أو بالنسبة للأداء خلال اجتياز المنعطفات.
اقرأ أيضًا: أستون مارتن دي بي أكس 707.. الجاذبية تلتقي سحر الأداء
مقصورة الجلد المثقب
وبالانتقال إلى داخل المقصورة في 8 رودستر، سرعان ما يلاحظ المرء أنها تتمتع بتصميم مميز، مع وضعية قيادة رياضية تتوفر من خلال مقاعد حاضنة ذات تصميم رياضي وكساء من الجلد المثقب الذي يعطي المقصورة المزيد من التميز، علمًا أنّ الجلد لا يأتي حصرًا على المقاعد بل ينسحب على مختلف أرجاء المقصورة.
ومن جهته، يوفر المقود بفضل إطاره السميك شعورًا عاليًا بقدرة السائق على السيطرة، ليبقى أهم ما فيه هو أنه يستضيف عتلات تبديل نسب علبة التروس بشكلٍ ثابت على عموده، الأمر الذي يعني أنّ السائق وبمختلف ظروف القيادة يُدرك دائمًا مكان كل عتلة بغض النظر عن وجهة المقود.
يمكن كشف سقف أستون مارتن في 8 رودستر القماشي القابل للطي أو إغلاقه في غضون ثوان، علمًا أنّ السيارة تبقى محافظة على أناقة خطوطها حتى عند تثبيت السقف فوق المقصورة، وذلك بفضل آلية تصميمه المبسطة وتوضيب القماش الذي يتألف منه السقف ضمن القضبان المعدنية المسؤولة عن التحكم به بشكلٍ محكم دون أي تجاعيد أو فراغات.
مرسيدس أس أل خيار مخفف يمتلك سحره الخاص
خلال عام 1954 وعندما جرى الكشف عن الجيل الأول من مرسيدس أس أل، ترافق ذلك الحدث مع حالة عارمة من الدهشة الإيجابية التي أصابت المراقبين بسبب الخطوط الأنيقة والساحرة التي ظهرت بها السيارة، وتكرر هذا مع كل ظهور لجيل جديد من رودستر مرسيدس الأشهر، بما فيها الجيل الحالي الذي قررت معه مرسيدس رفع مستوى الروح الرياضية التي تتوفر له كونه سيكون المسؤول عن تعبئة الفراغ الذي سيولده غياب الفئة المكشوفة من طراز جي تي.
وعزز هذا الأمر من حضور هذه السيارة على الطريق، كونها أصبحت تبدو أكثر أهمية من قبل، كيف لا وهي التي باتت تنافس ضمن فئة أعلى مما تعودنا أن نراه في أجيالها السابقة.
اقرأ أيضًا: بسعر يبدأ من 104 آلاف دولار.. نظرة على مرسيدس 2023 EQS (فيديو)
محرك الأسطوانات الثماني
ميكانيكيًّا، تحتوي أس أل بفئتيها أس أل 55 وأس أل 63 على محرك مرسيدس الشهير ذي الأسطوانات الثماني سعة 4.0 لتر مع شاحن هواء توربو مزدوج، وهو يولد في صيغته الأولى 469 حصانًا، ترتفع إلى 577 حصانًا في صيغته الثانية.
وفي كلتا الحالتين، تنتقل القوة نحو العجلات الأربع عبر علبة تروس أوتوماتيكية من تسع نسب.
وعلى العكس من الرائج حاليًّا في مختلف سيارات مرسيدس، وبسبب عدم إمكانية تزويد السيارة بنظام مرسيدس الهجين ودمجه بمنظومتها الميكانيكية المعقّدة، لا يستفيد محرك أس أل من أي دعم كهربائي يسمح بتوفير العزم للسيارة، في الوقت الذي يكون فيه محرك الاحتراق الداخلي على سرعة دوران منخفضة.
أصبحت مقصورة أس أل اليوم، وربما لأول مرة، من المقصورات التي تتمتع بأربعة مقاعد، إذ إنها تستفيد من مقعدين صغيرين خلف مقاعد السيارة الأمامية الكاملة الحجم، مع كونسول مركزي طويل وعريض يقسم المقصورة، هذا وتعزز ألياف الكربون والزخرفة السوداء الشكل الرياضي للمقصورة.
أما فتحات التكييف، فإنها تتمتع بتصميم مثير مستوحى من التوربينات، علمًا أنه يلاحظ وجود كمية كبيرة من القطع المصنوعة من المعدن الحقيقي، خاصةً على شبكات مكبرات الصوت ومحيط فتحات التهوية وتطعيمات المقود.
ومن التجهيزات المتطورة التي تتوفر لـ أس أل النظام الذي يعمد عند فتح سقف السيارة القماشي على جعل الشاشة التي تعمل باللّمس والتي يبلغ حجمها 11.9 بوصة تتخذ زاوية مرتفعة أكثر استقامة بمقدار 32 درجة، ما يساعد على التخلص من الوهج وتوفير رؤية واضحة تسهل عملية التحكم بوظائف السيارة.
علمًا أنّ جميع فئات أس أل تأتي مع نظام MBUX الجديد للمعلومات والترفيه من مرسيدس، والمكتمل بالمساعد الافتراضي للنظام، فضلًا عن نظامي أبل كار بلاي وأندرويد أوتو.
بسقف قماشي
أسهم سقف مرسيدس القماشي، الذي عادت إليه أس أل بعد جيلين زوّدا بسقف صلب قابل للطي، في خفض وزن السقف بمقدار 20 كلغ وسرعة عملية فتح السقف وإغلاقه بمقدار 5 ثوانٍ، علمًا أنه يمكن تنفيذ هذه العملية خلال سير السيارة على سرعة أعلى بالمقارنة مع السقف الصلب.
وفي الختام، لا بد أن نذكر بأنّ مرسيدس أس أل بجيلها الأحدث عادت من حيث التصميم والنفس الرياضي إلى جذور هذا الطراز الذي بدأ حياته في خمسينيات القرن الماضي، كطراز رياضي يتمتع بقدراتٍ عالية وتصميم جذاب.