إكسبو الرياض 2030.. خطة المملكة الطموح لمستقبل أكثر استدامة
تمثل معارض إكسبو الدولية فرصة كبيرة للدول لعرض تطوراتها وابتكاراتها في مختلف المجالات، والاحتفال بالتقدم التكنولوجي والابتكار والعمل على إشراك المجتمع الدولي في حوار حول الأفكار والحلول المستدامة للتحديات العالمية.
وتتطلع السعودية لاستضافة معرض الإكسبو الدولي 2030 في العاصمة الرياض، خاصة أنه يتقاطع في توقيته مع مجموعة من الاستحقاقات المهمة بالنسبة للمملكة، أبرزها مسعى المملكة لاستكمال رؤيتها 2030، التي تهدف من خلالها لتأكيد برنامجها الاقتصادي والاجتماعي وتطلعها نحو مستقبل يعبر بشكل أفضل عن حيوية وديناميكية الشعب السعودي.
الرياض الأقرب لاستضافة إكسبو 2030
تتنافس الرياض حاليًّا مع ثلاث مدن أخرى لاستضافة هذا المعرض الدولي، وهي بوسان في كوريا الجنوبية، وروما في إيطاليا، وأوديسا في أوكرانيا. وتتمحور مواضيع معرض الإكسبو الدولي 2030 الرياض حول "غد أفضل" و"العمل المناخي" و"الازدهار للجميع".
وتشير كل التوقعات إلى أن الرياض هي المدينة الأوفر حظًّا حتى الآن، وهو ما ينتظر أن يجري تأكيده عند تصويت مندوبي المكتب الدولي للمعارض على اختيار المدينة المستضيفة لإكسبو 2030 في شهر نوفمبر القادم.
وتهدف هذه المواضيع الفرعية إلى جمع أفضل العقول والإبداعات للانفتاح عالميًّا على الفرص والابتكارات في العلوم والتكنولوجيا لخدمة الإنسانية، وتقديم حلول مستدامة لمواجهة التحديات البيئية، بالإضافة إلى استعراض مجموعة من الخطط التي تتطلع من ورائها لتحقيق التنمية وتعزيز جودة حياة الناس في المستقبل.
اقرأ أيضًا: ماذا تعني رؤية 2030 لقطاع التكنولوجيا والاتصالات في السعودية؟
إكسبو الرياض 2030 على مساحة 6 ملايين متر
ينظم المعرض بمشاركة دولة راعية، وعادة ما تكون هذه الدولة من أفضل الاقتصادات في العالم، ويتوقع أن يشارك في هذا المعرض نحو 200 دولة، وأن يستقطب أكثر من 30 مليون زائر، على أن تتم استضافته في موقع شامل متعدد الاستخدامات ما بين 1 أكتوبر 2030 إلى 1 أبريل 2031 على مساحة تقترب من 6 ملايين متر مربع في شمال الرياض.
وقد وضعت الرياض خطة استضافة معرض الإكسبو الدولي 2030 في إطار خطة رؤية 2030 التي تهدف إلى تنويع اقتصاد المملكة وزيادة الاستثمارات غير النفطية.
ومنذ إطلاق هذه الخطة، وقد نجحت الرياض في تسجيل نمو وتحولات كبرى في مختلف المجالات، بما في ذلك السياحة، والرياضة، والثقافة، والاستثمار.
وعن رؤية المملكة 2030 وما ينطوي عليها من جهود لاستضافة معرض إكسبو المتوقع أن يجذب ما يزيد على 21 مليون زائر، سبق أن تحدث سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قائلاً: "تلك الرؤية تمثل الطموح الذي تحمله المملكة للمستقبل، مستعينة في ذلك بطاقة الشباب اللامحدودة، من أجل الوصول إلى غد أكثر استدامة، يمكن أن يعود بالنفع على الأجيال القادمة لبلوغ آمالهم وأحلامهم".
وتشهد الرياض حاليًّا جهودًا كبيرة لتحقيق أهداف رؤية 2030، وهي تسعى لجذب المزيد من المستثمرين وتعزيز فرص العمل وتحسين جودة الحياة للمواطنين، وإطلاق عدد من المبادرات المهمة، أبرزها مشروع نيوم.
ومن المتوقع أن يؤدي معرض الإكسبو الدولي 2030 الرياض إلى تعزيز هذه الجهود ودعم التنمية في المملكة.
فمن خلال استضافة هذا المعرض، ستكون الرياض على موعد مع فرصة كبيرة لجذب الاستثمارات وتعزيز السياحة وتطوير الأعمال، وستعكس بذلك مكانتها كمركز عالمي للابتكار والتطوير.
مميزات إكسبو الرياض 2030
يعد "إكسبو الرياض 2030" واحدًا من المشاريع الضخمة، إذ سيستمر لمدة ستة أشهر، وسيجسد الجذور التاريخية لمدينة الرياض ويركز على تعزيز البيئة الطبيعية بدلاً من تقويضها، وسيعكس رؤية المملكة لتبني مستقبل مستدام للمدن ومجتمعاتها.
سيضم موقع المعرض مرافق ترفيهية وحدائق شاسعة، ويتسم بقربه من مطار الملك خالد الدولي وأبرز المعالم والوجهات في الرياض.
المشروع يضم واحدة من أكبر شبكات النقل العام في العالم وإحدى أكبر الحدائق التي تقام في مدينة، ومشروع تخضير ضخم، ويمكنه تحويل مدينة الرياض إلى معرض فني مفتوح من دون جدران.
ومن الجدير ذكره أن الموقع يجري تصميمه في الوقت الراهن من أجل استيعاب 226 مشاركًا رسميًّا، من ضمنهم 196 دولة، إضافة إلى السعودية و29 منظمة دولية، على أمل جذب أكثر من 40 مليون زيارة للمعرض.
وكذلك يجري تصميم المخطط الرئيس للموقع بحيث يكون قادرًا على استيعاب برامج التكنولوجيا والطاقة والاتصالات والفضاء والخدمات المالية والرعاية الصحية والسياحة والسلع الاستهلاكية والضيافة وتصنيع السيارات.
هذا وتتصادف فترة "إكسبو الرياض 2030" مع الموسم السياحي في منطقة الخليج، ما سيزيد من جاذبية الحدث خلال هذه الفترة، ولهذا يتوقع تزايد إقبال السياح على العديد من المهرجانات الحيوية والبرامج الثقافية التي ستقام ضمن فعاليات المعرض.
اقرأ أيضًا: "إكسبو 2030" هل سيكون من نصيب المملكة العربية السعودية؟
مواضيع إكسبو الرياض 2030
وتعد المواضيع التي سيتناولها المعرض مهمة جدًا في الوقت الراهن، إذ يشهد العالم تحولات كبرى في مجالات الطاقة والبيئة والتكنولوجيا والتنمية.
ومن خلال تنظيم هذا المعرض، سيتمكن المشاركون من مشاركة الأفكار والحلول والابتكارات والخبرات، وستتعزز بذلك جهود المجتمع الدولي لمواجهة التحديات البيئية وتحقيق التنمية المستدامة.
ونظرًا لأن المعرض سيجري تنظيمه في المملكة العربية السعودية، فإنه سيعكس ثقافة وتراث المملكة أمام العالم وسيعزز التفاهم والتعاون بين الشعوب والدول.
ومن المتوقع أن يجري تنظيم عدد كبير من الفعاليات الثقافية والترفيهية والرياضية خلال فترة المعرض، ما يعزز الروابط الثقافية والاجتماعية بين الزوار من دول مختلفة.
وبالإضافة إلى ذلك، سيشكل معرض إكسبو الرياض 2030 فرصة كبرى بالفعل للشركات والمؤسسات المحلية والدولية لعرض ابتكاراتها وإبراز قدراتها وتوسيع شبكاتها العالمية، ما يعزز الاستثمارات ويدفع بنمو الاقتصاد المحلي.
ويُعد معرض الإكسبو الدولي 2030 الرياض مناسبة مهمة للمملكة العربية السعودية لإبراز تطوراتها وابتكاراتها في جميع المجالات التي تتناولها المواضيع الرئيسة للمعرض.
ومن خلال دعوة مجموعة كبيرة من الدول والشركات والمؤسسات العالمية، ستتمكن الرياض من توسيع شبكاتها الدولية وجذب الاستثمار والاستثمارات، وتعزيز مكانتها كوجهة رائدة للأعمال والسياحة في المنطقة.
إكسبو الرياض 2030 رؤية شاملة للتغيير
تدرك المملكة أن التحولات الكبرى في العالم، سواء كانت اقتصادية وسياسية أو اجتماعية ومناخية، تتطلب رؤية تغيير جديدة وشاملة، ولهذا فهي تبني فكرها على الطموح المشروع لاستضافة حدث "إكسبو 2030" العالمي، الذي يهدف لبناء إرث للأجيال، وإظهار القدرة على تحقيق مستقبل أكثر إشراقة واستدامة.
ولا يمكن إغفال الحديث عن أهمية استضافة هذا المعرض في إطار جهود المملكة العربية السعودية لتعزيز التنمية المستدامة والاستثمار في الطاقة النظيفة والابتكار.
فمن خلال المواضيع التي سيتناولها المعرض، ستكون المملكة قادرة بالفعل على تبادل الخبرات والتجارب مع الدول والشركات العالمية في مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة والتنمية المستدامة.
ومن المتوقع أن يؤدي "معرض الإكسبو الدولي 2030 الرياض" إلى زيادة الوعي بأهمية التنمية المستدامة والاستثمار في الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة وتعزيز التعاون والشراكة الدولية في هذه المجالات.
وستسهم هذه الفعالية الكبرى في تحقيق أهداف رؤية 2030، التي تتطلع المملكة من خلالها إلى بناء اقتصاد قوي ومستدام وتحسين جودة الحياة للمواطنين.
وفي الختام، يمكن القول إن معرض الإكسبو الدولي 2030 الرياض يعد فرصة لا تُعوَّض للمملكة العربية السعودية لتعزيز دورها كمركز عالمي للابتكار والتطوير والتنمية المستدامة.
وستسهم الفعالية الكبرى في تحفيز الاستثمارات وتعزيز السياحة والدفع بنمو الاقتصاد المحلي، إلى جانب تعزيز الروابط الثقافية والاجتماعية بين الشعوب والدول، وتحقيق التنمية المستدامة لصالح الجميع.