هل مكثف الأكسجين ضروري لعيش حياة صحية؟
يعاني كثير من الناس من مشاكل في التنفس، سواء في الأوقات العادلة، أو في أوقات النوم، وتزداد تلك المشاكل في حالة الإصابة بالأمراض الصدرية أو الرئوية، ما قد يدفعهم إلى اللجوء إلى أجهزة معينة لتنظيم عملية التنفس ومن بينها مكثف الأكسجين.
ويُعزِّز مكثف الأكسجين مستويات الأكسجين في الدم، خاصةً لمن يُعانُون اضطرابات التنفُّس، أو انقطاع النفَس النومي، كما أنَّه محمولٌ، يسهل استخدامه في أي مكانٍ عند الحاجة إلى ذلك، وقد ساهم في خفض فرص الإصابة بمضاعفات الأمراض الرئوية، ومِنْ ثَمَّ عيش حياةٍ أفضل وأكثر استرخاء.
ما هو مكثف الأكسجين؟
مُولِّد الأكسجين؛ يسحب الأكسجين من الغلاف الجوي؛ لتوزيعه على الإنسان المُتلقِّي عبر قنية أنفية، أو جهاز تنفس، كما يُستخدَم المُكثَّف بشكلٍ رئيسٍ في علاج الاضطرابات التنفُّسية، مثل:
- مرض الانسداد الرئوي المزمن.
- التهاب الشعب الهوائية.
- النفاخ الرئوي.
يمر الأكسجين المسحوب من البيئة المُحِيطة عبر سلسلة من المُرشِّحات؛ للتخلص من النيتروجين والغازات الأخرى، ومِنْ ثَمَّ توفير الأكسجين بتركيزٍ عال.
يعمل مُكثِّف الأكسجين بالكهرباء، ويُشغَّل بتوصيله بمنفذ كهربائي، أو باستخدام بطارية قابلة لإعادة الشحن، كما أنَّ بعض مُكثِّفات الأكسجين بها خيار التشغيل بوساطة مصادر التيار المستمر "DC"، كبطارية السيارة مثلًا، ما يجعله محمولًا، ومريحًا للاستخدام في أثناء السفر.
يحتوي مُكثِّف الأكسجين كذلك على مقياس تدفُّق، يسمح للمُستخدِم بضبط تدفُّق الأكسجين بحسب احتياجاته، كما أن بالجهاز نظام إنذارٍ، يعمل عند وجود مشكلةٍ بالجهاز، أو حال انخفاض مستويات الأكسجين دون درجةٍ مُعيَّنة.
أنواع مكثف الأكسجين
يتوفَّر نوعان رئيسان من مكثف الأكسجين؛ ألا وهما:
- مُكثِّف الأكسجين الثابت: تُصمَّم هذه الأجهزة للاستعمال في مكانٍ مُعيَّن، كالمنزل، أو المؤسسات الطبية، كما أنَّها أكبر، وأثقل من مُكثِّف الأكسجين المحمول، لكنَّها تُوفِّر تدفُّقًا مستمرًّا للأكسجين، كما تتطلَّب مصدرًا للطاقة، وليس سهلاً نقلها.
- مُكثِّف الأكسجين المحمول: صُمِّمت هذه الأجهزة بما يُلبِّي احتياج الإنسان حال حاجته إلى العلاج بالأكسجين في أثناء التنقُّل، فهي أخفّ وزنًا وأصغر حجمًا، يُمكِن حملها بسهولة في حقيبة الظهر، أو الكتف، كما تُوفِّر تدفقًا نبضيًّا أو مستمرًّا للأكسجين، وتعمل بعض الأنواع على طاقة البطارية.
تُوجَد أنواعٌ أخرى من مكثف الأكسجين، لكنَّها لأغراضٍ أخصّ، مثل الذهاب إلى أماكن مرتفعة، فمعلومٌ أنَّ مستوى الأكسجين يقل بالارتفاع عن سطح الأرض.
دواعي استخدام مكثف الأكسجين
يُساعِد مكثف الأكسجين المرضى الذين يُعانُون انخفاضًا في مستويات الأكسجين في الدم؛ إذ يُوصِي به الطبيب للمرضى الذين يُواجهون صعوبةً في التنفس الصحيح، كما في حالة:
- مرض الانسداد الرئوي المزمن.
- النفاخ الرئوي.
- الربو.
- الالتهاب الرئوي.
- سرطان الرئة.
- انقطاع النفَس النومي.
- قصور القلب الاحتقاني.
- التهاب الشعب الهوائية المزمن.
- مرض الرئة الخلالي.
كذلك، قد يحتاج مكثف الأكسجين من ليسوا مرضى، كمن يعيشون في مناطق مرتفعة عن سطح الأرض، أو يقطنون في أماكن شديدة التلوث الهوائي.
أيضًا، قد يُستخدَم مُكثِّف الأكسجين مُؤقَّتًا لتعزيز التعافي بعد العمليات؛ أو للتغلب على مشكلات التنفُّس قصيرة المدى.
اقرأ أيضًا: أهمها الوقاية من الأمراض.. 5 فوائد لأجهزة تنقية الهواء
فوائد مكثف الأكسجين
لمُكثِّف الأكسجين فوائد جمّة؛ إذ يزيد مستويات الأكسجين في الدم لمن يُعانِي انخفاضها، ما يُحافِظ على انتظام العمليات الحيوية في الجسم، ومِنْ ثَمَّ تضمُّ فوائده ما يلي:
1- تحسين التنفُّس
يُسهِّل مُكثِّف الأكسجين التنفس، ويحد من الإحساس بضيق التنفس، ما يُحسِّن المعيشة عمومًا.
2- تعزيز النشاط البدني
يُحسِّن العلاج بالأكسجين أداء الجسم في أثناء النشاط البدني، ومِنْ ثَمَّ فهو مُساعد للناس المُصابين بمشكلات التنفُّس في زيادة نشاطهم، وإبعادهم عن الخمول.
3- نوم أفضل
يخدم مكثف الأكسجين المُصابين بانقطاع النفس النومي؛ لمساعدتهم على النوم عبر تحسين مستويات الأكسجين في الدم.
4- تقليل المضاعفات
قد يُؤدِّي تراجع الأكسجين في الدم إلى قصور القلب، أو تلف الدماغ، ويُمكِن تقليل فرص الإصابة بهذه المضاعفات عبر مُكثِّف الأكسجين.
اقرأ أيضًا: انقطاع التنفس في أثناء النوم.. أشهر 5 أسباب وطرق العلاج
5- سهولة الحركة
بدلاً من البقاء في الفراش باستمرار، فإنَّ مُكثِّف الأكسجين المحمول يسمح للمرء بالحصول على الأكسجين في أثناء الحركة.
عيوب مكثف الأكسجين
رغم تحسين مكثف الأكسجين للتنفس، وتسهيل النوم لمن يُعانُون انقطاع النفس النومي، فإنَّه لا يخلو من عيوب، مثل:
- تهيُّج الأنف؛ نتيجة كثرة استخدام قنية الأنف.
- يحتاج مكثف الأكسجين إلى مصدرٍ مستمرٍ للطاقة، ومِنْ ثَمَّ فقد يصعب استخدامه في المناطق النائية.
- الحاجة إلى إبقاء احتياطي خزان الأكسجين في متناول اليد عند انقطاع الطاقة عن المُكثِّف.
- مرور الجهاز بفترة استعداد عند تشغيله قبل استخدامه.
- كثرة الحاجة إلى تغيير مُرشِّحات الجهاز من وقتٍ لآخر.
- قد تُسبِّب بعض الأنواع القديمة من مكثف الأكسجين ضوضاءً واهتزازًا خلال العمل.
كيف تختار مكثف الأكسجين؟
يعتمد اختيار مكثف الأكسجين المناسب على عدّة أمورٍ، أهمها ما يلي:
- مُعدَّل تدفُّق الأكسجين: ينبغي اقتناء مكثفٍ للأكسجين ذا مُعدِّل تدفُّقٍ مناسب لحالة المُستخدِم، ويكون ذلك وفق تقدير الطبيب المُعالِج.
- قابلية النقل: ما دُمت ترغب باستخدام مُكثِّف الأكسجين حال التنقُّل والحركة، فلا بُدّ من اختيار النوع المحمول؛ إذ يسهل حمله معك باستمرار.
- عمر البطارية: ينبغي التأكُّد من موافقة عمر البطارية لاحتياجك حال استخدام مكثف الأكسجين المحمول؛ إذ بعض الأنواع أعمار بطاريتها أطول من غيرها.
- مستوى الضوضاء: كذلك من المهم اختيار جهازٍ لا يُسبِّب ضوضاءً قدر المُستطاع، خاصةً إذا كنت ستستخدمه خارج المنزل.
طريقة الاستخدام الآمنة
بدايةً، ينبغي قراءة التعليمات المرفقة مع مُكثِّف الأكسجين جيدًا، ثُمَّ اتِّباع النصائح الآتية:
- وضع الجهاز في منطقة جيدة التهوية، مع وجود مساحةٍ مناسبةٍ حوله لتدفُّق الهواء، كما ينبغي إبعاده عن مصادر اللهب أو الحرارة.
- التحقق من الأنابيب، وعدم حصول تلفٍ بها، فإن كانت تالفة، ينبغي استبدالها.
- التحقق من عمل المُرشِّحات، وتغييرها بانتظام.
- الحفاظ على نظافة مُكثِّف الأكسجين.
- عدم التدخين بالقرب من الجهاز؛ لأنَّ الأكسجين شديد الاشتعال.
- إبقاء الجهاز بعيدًا عن الماء؛ فلا ينبغي استخدامه بالقرب من الماء، أو في حالة البلل.
- متابعة مستويات الأكسجين لديك باستخدام مقياس التأكسج؛ للتأكُّد من زيادة مستويات الأكسجين لديك.