التهاب الرئة..هذه العلامات تنبئك بالإصابة
التهاب الرئة من أخطر الأمراض التي قد تُصِيب أي إنسان، فمع صعوبة التنفُّس، لا يحصل الجسم على كفايته من الأكسجين، كما أنّ الرئة قد تكون مُهدَّدة من البكتيريا أو الفيروسات، ولكل منهما طريقة علاج مختلفة عن الأخرى، فالالتهاب الرئوي البكتيري يستجيب للمضادات الحيوي، أمّا الفيروسي فغالبًا يزول دون علاج، فما أعراض الالتهاب الرئوي بمختلف أنواعه؟ ومتى يكون مُعديًا؟
ما هو التهاب الرئة؟
التهاب الرئة نتيجة إصابتها بعدوى بكتيرية أو فيروسية، أو حتى الفطريات، ويتسبَّب ذلك الالتهاب في تورُّم أنسجة الرئة، بما يُؤدِّي إلى تراكم السوائل أو الصديد في الرئتين.
وعادةً ما يكون الالتهاب الرئوي البكتيري أشدّ حدةً من الالتهاب الرئوي الفيروسي، الذي غالبًا ما يزول من تلقاء نفسه، كما أنّ الالتهاب الرئوي قد يُصِيب إحدى الرئتين أو كلتيهما معًا.
أنواع التهاب الرئة
تشمل أنواع الالتهاب الرئوي، حسب موقع "health"، ما يلي:
1. الالتهاب الرئوي المُكتسَب من المجتمع
ينقسم ذلك النوع من الالتهاب الرئوي إلى بكتيري وفيروسي ومشي، فهي التي تنتقل بين الناس في المجمتع، وتفصيل كل نوعٍ منهم على النحو التالي:
الالتهاب الرئوي البكتيري
تُعدّ البكتيريا من أكثر أسباب الالتهاب الرئوي شيوعًا، خاصةً المكوّرات العقدية "streptococcus"، التي تعيش في الجزء العلوي من الجهاز التنفسي، والتي قد تنتقل إلى الرئتين مُسبِّبةً التهابًا رئويًا، وثمّة أنوعا أخرى من البكتيريا قد تُصِيب الرئة، مثل:
- المُستدمية النَّزْلية "Hemophilus influenzae"
- الكلِبْسيلَّة الرئوية "Klebsiella pneumonia".
- الزَّائفة الزِّنجارية "Pseudomonas aeruginosa".
ويُعدّ الالتهاب الرئوي البكتيري الأشدّ في مرضه، كما قد يظهر تدريجيًا ببطء أو فجأة.
الالتهاب الرئوي الفيروسي
يُعدّ أصحاب المناعة الضعيفة الأكثر عُرضةً للالتهاب الرئوي الفيروسي، مثل الأطفال الصغر وكبار السن، ومن الفيروسات التي قد تُسبِّب ذلك الالتهاب:
- فيروسات الأنفلونزا.
- فيروسات نظير الأنفلونزا البشرية.
- فيروس الحصبة.
- الفيروس التنفسي المخلوي.
تُشبِه أعراض الالتهاب الرئوي الفيروسي الباكر الأنفلونزا، ثُمَّ تتفاقم تدريجيًا، وقد يُعانِي كبار السن أعراضًا خفيفة، مثل ارتفاع درجة الحرارة الطفيف، أمّا المُصابون بأمراض الرئة المزمنة فقد يُعانُون أعراضًا شديدة، لكن المضادات الحيوية لا تُعالِج الالتهاب الرئوي الفيروسي، وبدلًا من ذلك قد تُساعِد الكورتيكوستيرويدات في تخفيف المرض.
اقرأ أيضًا:هل يُصِيب سرطان الرئة غير المُدخِّنين؟
الالتهاب الرئوي المشي
يعني الالتهاب الرئوي المشي أنّه ليس شديدًا بما يكفي كي يظلّ المريض مستلقيًا في السرير، وتُعدّ بكتيريا "المفطورة الرئوية" أشهر أسباب ذلك النوع من الالتهاب الرئوي عند الأشخاص الأصغر من 40 سنة.
وهناك بكتيريا أخرى تُسمّى "الفيلقية المُستروحة" تُسبِّب الالتهاب الرئوي عند كبار السن، أو المُدخِّنين، أو من لديهم جهاز مناعي ضعيف.
2. الالتهاب الرئوي الشفطي
يحدث ذلك الالتهاب عندما يستنشق الإنسان عن طريق الخطأ الطعام أو السائل أو اللُّعاب إلى الرئتين، أو حتى أن يصل القيء إلى الرئتين، وقد تزداد فرص الإصابة بالالتهاب الرئوي الشفطي في حالة:
- دخول المستشفى.
- الغيبوبة.
- الخضوع لتخديرٍ عام.
- كبر السن.
- صعوبة البلع.
وقد يُعانِي المُصابون بذلك الالتهاب من رائحة الفم الكريهة وصعوبة البلع.
3. الالتهاب الرئوي الكيميائي
عادةً ما يُصاب الناس بالالتهاب الرئوي الكيميائي من استنشاق أبخرة مواد كيميائية مُعيّنة في المنزل أو مكان العمل، ومن المواد الكيميائية التي قد تُسبِّب التهابًا رئويًا:
- غاز الكلور.
- غبار الحبوب والأسمدة.
- الأبخرة الضارة من مبيدات الآفات.
- الدخان.
فهذه المواد قد تُهيِّج الرئتين، وربّما يُعانِي المريض التهابًا رئويًا مزمنًا مع استنشاق المواد الكيميائية الضارة على مدار فترة طويلة وقد تُساعِد الكورتيكوسترويدات في تخفيف ذلك الالتهاب الرئوي.
4. الالتهاب الرئوي الفِطري
قد يُصاب بعض الناس أيضًا بالتهابٍ رئوي فطري، إذا استنشقوا جراثيم فطرية مُعيّنة، وهذا النوع من التهاب الرئة لا ينتقل من شخصٍ لآخر (غير مُعدٍ)، ويتضمّن علاجها تناول الأدوية المضادة للفطريات.
5. الالتهاب الرئوي المُكتسَب من المستشفى
كذلك قد يلتقط بعض الناس العدوى في المستشفيات أو المرافق الصحية، وهو أخطر من الالتهاب الرئوي المُكتسَب من المجتمع، لأنّه ينشأ غالبًا من بكتيريا مُقاوِمة للمضادات الحيوية، ما يجعل علاجه أصعب.
اقرأ أيضًا:«سرطان الرئة».. تعرف على أهم أسبابه وأعراضه وطرق الوقاية
6. الالتهاب الرئوي المرتبط بجهاز التنفس الصناعي
يحتاج بعض المرضى إلى جهاز التنفس الصناعي في المستشفيات، ورغم أنّه ضروري لإنقاذ حياة المرض، إلّا إنّ بعضهم قد يكونون مُعرضين لالتهاب رئوي أيضًا.
الفرق بين الالتهاب الرئوي البكتيري والفيروسي
قد يكون الالتهاب الرئوي ناجمًا عن عدوى بكتيرية أو فيروسية، والالتهاب الرئوي البكتيري أكثر شيوعًا وأشد حدة من الالتهاب الرئوي الفيروسي، كما قد يحتاج المريض إلى البقاء في المستشفى.
لكن علاج كل نوع من الالتهاب الرئوي يختلف عن الآخر، فعلاج الالتهاب الرئوي البكتيري يتطلّب مضادات حيوية، أمّا الالتهاب الرئوي الفيروسي فله أعراض تُشبِه أعراض الأنفلونزا، ومن المُرجّح أن يزول بمفرده، فليس هناك علاجٌ مُحدّد له، سوى بعض الأدوية المُخفِّفة لبعض الأعراض.
أعراض التهاب الرئة
تختلف أعراض التهاب الرئة حسب نوعها؛ بكتيرية كانت أو فيروسية، كما يتضح فيما يلي:
أعراض الالتهاب الرئوي البكتيري
قد تظهر أعراض الالتهاب الرئوي البكتيري تدريجيًا أو فجأة، وتتضمّن، حسب موقع "clevelandclinic":
- درجة الحرارة العالية (حتى 40 درجة مئوية).
- السعال المُصحوب ببلغم أصفر أو أخضر أو دم.
- التعب والإرهاق.
- التنفُّس السريع.
- ضيق النَّفَس.
- زيادة مُعدَّل ضربات القلب.
- التعرُّق أو القشعريرة.
- ألم الصدر أو البطن، خاصةً مع السعال أو التنفس العميق.
- فقدان الشهية.
- زُرقة الشفتين أو الأظافر أو الجلد.
أعراض الالتهاب الفيروسي
عادةً ما تظهر أعراض الالتهاب الرئوي الفيروسي على مدار عِدّة أيام، وتشمل:
- السعال الجاف.
- الصداع.
- ألم العضلات.
- التعب أو الضعف الشديد.
من الأكثر عُرضةً للإصابة بالتهابٍ رئوي؟
قد يُعاني أي إنسانٍ التهاب الرئة، أيًا كان نوعه، لكن قد يكون بعضهم أكثر عُرضةً للالتهاب الرئوي، وتشمل عوامل خطر الإصابة به:
- العُمر (الأطفال الأقل من سنتين، وكبار السن مِمّن تخطّوا 65 عامًا، أكثر عُرضةً للالتهاب الرئوي).
- التعرُّض للكيماويات والملوّثات والأبخرة السامة.
- مرض الرئة.
- سوء التغذية.
- الإصابة بعدوى فيروسية مؤخرًا (مثل نزلات البرد أو الأنفلونزا).
- التدخين.
- البقاء في المستشفى أو وحدة العناية المُركَّزة، أو استخدام جهاز التنفس الصناعي.
- ضعف جهاز المناعة.
اقرأ أيضًا:تعرف على أخطر أعراض سرطان الرئة.. وما هي الأسباب؟
أسباب التهاب الرئة
تختلف أسباب الالتهاب الرئوي حسب نوعه؛ بكتيري أم فيروسي أم كيميائي أم فِطري أم غير ذلك، ويحدث الالتهاب الرئوي عمومًا عندما يهاجم جهاز المناعة مُسبِّبات العدوى في الحويصلات الهوائية، ما يُؤدِّي إلى انتفاخ الرئة وتسرُّب السوائل، ومِنْ ثَمّ الالتهاب الرئوي، وقد سبق توضيح الأسباب تفصيلًا في أنواع الالتهاب الرئوي.
هل الالتهاب الرئوي مُعدي؟
االهاب الرئوي نفسه ليس مُعديًا، لكن البكتيريا والفيروسات التي تُسبِّبه هي من تنتقل من المريض إلى غيره، وذلك من خلال لمس الأسطح المُلوّثة بالبكتيريا أو الفيروسات، أو من خلال العطس والسعال.
أمّا الالتهاب الرئوي الناجم عن الفِطريات ليس مُعديًا، فالعدوى الفِطرية لا تنتشر من شخصٍ لآخر كالبكتيريا والفيروسات.
تشخيص الالتهاب الرئوي
يسأل الطبيب المريض بعض الأسئلة عن الأعراض التي يُعانِيها، وما إذا سبقت إصابته ببعض الأمراض أم لا، وقد يُجرِي فحصًا جسديًا، ويستمع لأصوات الرئتين، وذلك إلى جانب بعض الاختبارت التشخيصية، مثل:
- اختبارات تصويرية: تشمل تصوير الصدر بالأشعة السينية، أو استخدام التصوير المقطعي المحوسب لالتقاط صور الرئتين للبحث عن علامات العدوى.
- اختبارات الدم: قد تُساعِد اختبارات الدم في تحديد نوع العدوى المُسبِّبة للالتهاب الرئوي.
- اختبار البلغم: يُطلَب من المريض السعال ثُمّ البصق في وعاء لجمع عينة من البلغم لفحصه في المختبر، لمحاولة معرفة سبب الالتهاب الرئوي.
- قياس التأكسج النبضي: مُستشعِر يقيس كمية الأكسجين في الدم، لتوفير معلومات للطبيب حول جودة عمل الرئتين.
- اختبارات غازات الدم الشرياني (ABG): يحصل الطبيب على عيّنة من الدم عبر المعصم، أو الذراع أو الفخذ، لقياس مستويات الأكسجين في الدم، لمعرفة مدى قيام الرئتين بوظائفهما.
- تنظير القصبات: يستخدم الطبيب المنظار للدخول إلى الرئتين، لأخذ عينة من الأنسجة أو السوائل لفحصها في المختبر ومعرفة سبب التهاب الرئة.
علاج الالتهاب الرئوي
يختلف علاج التهاب الرئة حسب سببه، ومدى شدة الأعراض البادية على المريض، وفي كثيرٍ من الحالات، قد لا يُتوصّل إلى السبب، ويُركِّز العلاج على التعامل مع الأعراض ومنع المضاعفات، ومن طرق العلاج:
- المضادات الحيوية: تُستخدَم في علاج الالتهاب الرئوي البكتيري، كما قد يصفه الطبيب في حالة الإصابة بعدوى بكتيرية تزامنًا مع وجود عدوى فيروسية أيضًا.
- مضادات الفِطريات: يصفها الأطباء لعلاج الالتهاب الرئوي الناجم عن عدوى فِطرية.
- الأدوية المضادة للفيروسات: لا يُعالَج الالتهاب الرئوي الفيروسي بالأدوية ويُمكِن أن يختفي تلقائيًا، وقد تُوصَف بعض الأدوية أحيانًا لتقليل مدة المرض، مثل أوسيلتاميفير.
- العلاج بالأكسجين: إذا كان الأكسجين متدنّيًا في الجسم، فقد يكون المريض بحاجةٍ إلى العلاج بالأكسجين من خلال أنبوب في الأنف أو قناع الوجه.
التعامل مع أعراض الالتهاب الرئوي
قد تُساعِد بعض الأدوية والعلاجات المنزلية في تخفيف أعراض الالتهاب الرئوي، مثل:
- المُسكِّنات وخافضات الحرارة: مثل إيبوبروفين وباراسيتامول، لتخفيف الآلام ودرجة الحرارة العالية.
- مثُبِّطات السعال: يُفضّل استشارة الطبيب قبل تناول مُثبِّطات السعال للالتهاب الرئوي، لأنّ السعال مهم للمساعدة في تنظيف الرئتين.
- شُرب كميات مناسبة من الماء والسوائل.
- استخدام جهاز ترطيب: قد يُوصِي الطبيب بإبقاء جهاز ترطيب صغير بجانب السرير أو الاستحمام بالبخار، وذلك لتسهيل التنفُّس.
اقرأ أيضًا:زراعة الرئة عند الرجال.. أمل متجدد للمصابين بأمراض الرئة والفشل الرئوي
نصائح للوقاية من التهاب الرئة
يُعدّ التطعيم هو أفضل طريقة للوقاية من الالتهاب الرئوي، كما أنّ هناك طرق أخرى لتقليل خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي:
- التوقف عن التدخين، وتجنُّب التعرُّض للمدخنين.
- غسل اليدين بالماء والصابون قبل الأكل وبعده وبعد الذهاب إلى المرحاض.
- تجنُّب مخالطة المُصابِين بأمراضٍ مُعدية، مثل الأنفلونزا أو نزلات البرد، أو كوفيد 19.
- تناول وجبات غذائية صحية، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- علاج الأمراض والعدوى التي قد تُضعِف جهاز المناعة.
- تجنُّب الكحول.
مشروبات لعلاج التهاب الرئة
تُساعِد بعض المشروبات في تخفيف أعراض التهاب الرئة، مثل:
- الغرغرة بالمياه المالحة: تُساعِد في التخلص من المخاط العالق في الحلق وتخفيف التهيُّج.
- شاي النعناع الساخن: يُسهِم أيضًا في تخفيف التهيُّج وطرد المخاط، كما قد يُساعِد في إزالة الاحتقان وتسكين الألم.
- القهوة: حسب موقع "healthline"، فإنّ شُرب فنجان من القهوة يُساعِد في تخفيف ضيق التنفس، كما قد تُساعِد في توسيع الشعب الهوائية.
- شاي الزنجبيل: للزنجبيل خصائص مضادة للالتهابات ومخففة للألم، كما يُساعِد ذلك المشروب في تهدئة أعراض الالتهاب الرئوي.
نظام غذائي للالتهاب الرئوي
بمجرد اتباعك لخطة رعاية تتعلق بالالتهاب الرئوي التي وضعها طبيبك الخاص لبضعة أيام، بما في ذلك تناول الدواء وشرب السوائل والحصول على الراحة التي يحتاج إليها جسمك، قد تبدأ في الشعور بتحسن قليل وتبدأ في الشعور بتحسن الشهية.
وربما تشتهي في تلك الأوقات الأطعمة غير الصحية بعد قضاء أيام قليلة في تناول القليل جدًّا من الطعام، ولكن هذا ليس الوقت المناسب لك لتتناول البيتزا والبرجر والبطاطا المقلية والحليب المخفوق.
يوفر نظامك الغذائي للالتهاب الرئوي لجسمك العناصر الغذائية التي يحتاج إليها للحفاظ على جهاز المناعة قويًّا ومستويات الطاقة مرتفعة.
لمساعدتك على التعافي من الالتهاب الرئوي، توصي مؤسسة الرئة البريطانية باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن ومتنوع لدعم جهود التعافي والحفاظ على صحة رئتيك.
يشمل الغذاء الصحي للالتهاب الرئوي:
- الفواكه والخضراوات للفيتامينات والمعادن المقاومة للعدوى.
- الحبوب الكاملة والكربوهيدرات المغذية مثل الأرز البني والشوفان وخبز الحبوب الكاملة من أجل الطاقة ووظيفة الأمعاء الطبيعية.
- البروتينات الصحية مثل الفول والأسماك والدواجن لدعم قوة العضلات.
- منتجات الألبان قليلة الدسم للبروتين والكالسيوم
- الدهون الصحية لتوفير فيتامين أ و هـ الداعمين للمناعة.
قد تجد أنه من الأسهل تناول وجبات صغيرة ووجبات خفيفة على مدار اليوم، خاصة خلال الأسابيع الأولى من تعافيك، للحصول على التغذية الجيدة التي يحتاج إليها جسمك.
عندما تبدأ في الشعور بالتحسن، قد تبدأ في تناول الطعام كما تفعل في العادة.