لماذا نشعر بخمولٍ بعد الأكل؟ وما السبيل للوقاية منه؟
كثير من المواطنين يشعرون بحالة من الخمول الشديد بعد تناول الطعام، ويزداد ذلك الخمول كلما كان الطعام مليئًا بالكربوهيدرات، مثل المشويات والأسماك واللحوم.
نوع الطعام الذي نتناوله عاملٌ رئيسٌ في الخمول بعد الأكل، فقد يُؤدِّي تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات، أو التريبتوفان إلى نعاسٍ بعد الأكل دون أن نَفْقَهَ السبب، وربَّما ينشأ الخمول عن قلة عدد ساعات النوم بالليل، فهلُمّ بنا نتعرَّف على أسباب ذلك الخمول، وطرق الوقاية منه.
أسباب الخمول بعد الأكل
قد ينتابنا النعاس والخمول بعد الأكل؛ بسبب نوع الطعام، أو كميته، أو ربَّما لأسبابٍ أبعد تتعلَّق بالنشاط اليومي ومواقيت النوم، ومِنْ ثَمَّ تضمُّ أهم أسباب ذلك الخمول ما يلي:
1- دورة الهضم
يحتاج الجسم إلى طاقةٍ؛ لأداء مهامه الحيوية، كالتنفس، تنظيم ضربات القلب، وغيرها مِمَّا هو ضروري للبقاء على قيد الحياة، ومصدر هذه الطاقة هو الطعام.
يُحوِّل الجهاز الهضمي الطعام إلى طاقةٍ "غلوكوز"، كما تُعدّ المغذيات الكبري مصدرًا رئيسًا للطاقة كالبروتين، وفي أعقاب تناول الطعام؛ يُطلَق العنان لبعض الهرمونات، مثل:
- الكوليسيستوكينين.
- الجلوكاجون.
- الأميلين.
تُعزِّز هذه الهرمونات الإحساس بالشبع، وتعزِّز دورة الهضم هذه كافة استجابات الجسم، ومِنْ ثَمَّ قد تُفرَز هرموناتٌ أخرى أحيانًا؛ مُسبِّبةً الخمول، كالسيروتونين، والميلاتونين والذي لا يُفرَز كرد فعلٍ للأكل؛ لكن قد يُؤثِّر الطعام المُتناوَل على مستويات الميلاتونين "هرمون النوم".
2- نوع الطعام
تُهضَم جلُّ أنواع الطعام بطريقةٍ واحدة، لكنَّ تأثيراتها مُتشعِّبة في الجسم، ليس من السهل تتبُّعها، فقد تُسبِّب بعض الأطعمة خمولًا ونعاسًا، ومن ذلك:
الأطعمة الغنية بالتريبتوفان
- السبانخ.
- البيض.
- الجبن.
- السمك.
يستخدم الجسم التريبتوفان لإنتاج السيروتونين؛ أحد الهرمونات المُنظِّمة للنوم، ومِنْ ثَمَّ فقد تكون زيادة إنتاجه بعد الأكل من عوامل الخمول.
الكربوهيدرات
أظهر بحثٌ، ذكره موقع "verywellhealth"، أنَّ الوجبات المُتخمة بالكربوهيدرات من أسباب الخمول بعد الأكل؛ إذ يُحوِّل الجسم الكربوهيدرات إلى سكر، ما يُؤدِّي إلى ارتفاع مستوياته فجأةً، ثُمَّ هبوطها، ومِنْ ثَمَّ الإحساس بالرغبة في النوم بعد الأكل.
ومن أهم الأطعمة المليئة بالكربوهيدرات المُساعِدة على ذلك الخمول:
- المخبوزات، مثل الخبز الأبيض.
- الحبوب، مثل رقائق الذرة، ودقيق الشوفان الفوري.
- البطاطا.
- البطيخ.
- الأرز الأبيض.
اقرأ أيضًا: 7 من أسباب الخمول عند الرجال
الدهون
كذلك، تناول أطعمة مليئة بالدهون المُشبَّعة، والمتحوِّلة، يزيد فرص التعب بعد الأكل، ومن هذه الأطعمة ما يلي:
- المخبوزات.
- المقليات.
- آيس كريم.
- منتجات الألبان كاملة الدسم.
- لحم الضأن.
- زيت النخيل.
3- عادات النوم
ما لم تكن تنام عددًا كافيًا من الساعات، فمن الطبيعي أن تشعر بالنعاس والخمول بعد الأكل؛ إذ بامتلاء المعدة بالطعام، يميل الجسم ناحية الراحة، خاصةً إذا لم تنم جيدًا في الليلة السابقة.
4- النشاط البدني
نمط المعيشة الخامل، وقلة النشاط البدني من العوامل المُسهِمة في الخمول بعد الأكل؛ إذ تُؤدِّي ممارسة التمارين الرياضية بانتظامٍ إلى بقاء العقل منتبهًا ونشيطًا، والجسم كذلك.
5- الأمراض
نادرًا ما يكون الخمول بعد الأكل دليلًا على الإصابة بمرضٍ ما "عادةً تكون أعراض المرض مُجتمعة معًا، وليس هذا هو العرَض الوحيد"، لكن يجدر التنويه ببعض الأمراض التي تزيد الخمول بعد الأكل، مثل:
- مرض السكري: فقد يكون الإحساس بالخمول بسبب فرط سكر الدم، أو هبوطه.
- حساسية الطعام: الحساسية أو عدم تحمُّل أنواعٍ مُعيَّنة من الطعام من أسباب التعب بعد الأكل؛ لأنَّ هذه الحساسية تُؤثِّر على الهضم، وغيره من وظائف الجسم الأخرى.
- أمراض أخرى: مثل فقر الدم، وخمول الغدة الدرقية، هبوط ضغط الدم، والجفاف.
اقرأ أيضًا: هل الأكل قبل النوم يزيد الوزن؟
الوقاية من الخمول بعد الأكل
يُمكِن تجنُّب الخمول والتعب بعد الأكل بتغيير بعض العادات اليومية فقط، خاصةً المُتعلِّقة بالحمية الغذائية والنوم، ومن ذلك:
- تجنُّب الإفراط في تناول أنواع الطعام المُسبِّبة للتعب بعد الأكل، مثل الكربوهيدرات.
- تناول وجبات غذائية متوازنة؛ كأن تحتوي على الخضروات والحبوب الكاملة، والأسماك الدهنية بجانب المكسرات، أو زيت الزيتون.
- تناول أطعمة مناسبة للجسم، كالأطعمة الغنية بالألياف مثل الشوفان والكينوا، والدهون الصحية، مثل زيت الزيتون، والمكسرات، والأفوكادو.
- الحصول على قسط كاف من النوم ليلًا.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام مع تجنُّب ممارستها قرب موعد النوم.
هل الشعور بخمولٍ بعد الأكل طبيعي؟
ذكر موقع "sleep" أنَّ الشعور بنعاسٍ عقب الأكل أمرٌ طبيعي، لكن حال المعاناة من تعبٍ شديدٍ بعد الأكل، رغم إضافة بعض التعديلات على النظام الغذائي أو العادات اليومية، فرُبَّما تكون بحاجةٍ إلى مشورةٍ طبية.