كل ما تريد معرفته عن اضطراب الأكل القهري
هل سمعتم من قبل عن اضطراب الأكل القهري؟! إنها حالة مرضية تُسبب اضطرابًا في نمط تناول الطعام عن طريق تناول كميات كبيرة جدًا من الطعام بشراهة، سنذكر كل المعلومات المتعلقة بهذا الاضطراب بشكل تفصيلي في هذا المقال.
ما هو اضطراب الأكل القهري؟
اضطراب الأكل القهري أو ما يسمى متلازمة الشره القهري هو اضطراب في تناول الطعام، حيث إن الشخص المريض يُقبل على تناول الطعام بطريقة مُبالغ فيها ويصعب السيطرة عليه.
يتم تناول الطعام دون الشعور بالجوع بكميات كبيرة تفوق احتياج الجسم ويستمر المريض في تناول الطعام حتى بعد الشعور بالشبع، لا يستطيع المريض السيطرة على نفسه ولا يستطيع منع نفسه من تناول الطعام بهذه الشراهة.
ترتبط مشكلة اضطراب الأكل القهري بوجود مشكلات نفسية كبيرة لدى الشخص المُصاب. المشكلات النفسية المُسببة تشمل الاكتئاب، والضغط النفسي والتوتر النفسي والقلق.
يعاني مريض اضطراب الأكل القهري بالشعور بالذنب من عدم قدرته على التوقف عن الطعام، كما أنه قد يستخدم الطعام وسيلة للتخفيف عن الضغط النفسي أو المشكلات النفسية التي تواجهه، يحتاج المريض إلى العلاج من هذا المرض من أجل التخلص من الوزن الزائد وعلاج المشكلات النفسية التي يعانيها.
اقرأ أيضًا التغذية السليمة وفق الفئة العمرية: نظامك الصحي المفصل حسب سنك
أسباب اضطراب الأكل القهري
أسباب اضطراب الأكل القهري الحقيقية غير معروفة بعد، لكن توصل العُلماء أن هناك عدة أسباب تقف وراء هذا المرض، ومن بينها الأسباب النفسية والبيئية، وهناك بعض العوامل التي تزيد خطر الإصابة باضطراب الأكل القهري وهي:
عوامل الوراثة ووجود تاريخ عائلي:
وُجد أن الأشخاص الذين يُعانون هذا الاضطراب قد يعاني أبناؤهم أيضًا، كما أن الباحثين أثبتوا أن الجينات الوراثية تلعب دورًا في زيادة خطر الإصابة بمرض اضطراب الأكل القهري.
وجود المشكلات النفسية والاكتئاب:
لاحظ الباحثون ارتباط مشكلة اضطراب الأكل بوجود المشكلات النفسية لدى المريض ومعاناته الاكتئاب.
اتباع الأنظمة الغذائية:
اتباع الأنظمة الصحية من أجل النزول بالوزن قد يتسبب في حدوث اضطراب الأكل نظرًا للشعور بالضغط النفسي وعدم القدرة على تحمل النظام الغذائي، مما يؤدي إلى زيادة الإقبال على تناول الطعام والإصابة بنهم الأكل.
معاناة القلق والتوتر:
يرتبط التوتر والقلق مع بعض الأشخاص بكثرة تناول الطعام، لذا قد يسبب التوتر اضطراب الأكل القهري.
اقرأ أيضًا خبراء التغذية يحذرون من تناول البطيخ في هذه الحالة
أنواع اضطراب الأكل
ينقسم اضطراب الأكل إلى عدة أنواع بعضها اضطراب يؤدي إلى منع الطعام وبعضها يؤدي إلى شره في تناول الطعام كما سنرى:
اضطراب فقدان الشهية العصبي
يعاني مريض اضطراب فقدان الشهية العصبي الخوف الشديد من زيادة الوزن، لذا يبتعد عن تناول الطعام بالكميات المناسبة للجسم ما يُسبب فقدانًا كبيرًا للوزن لديهم، يعتقدون أن اتباع هذا النظام القاسي هو الحل الأمثل لهم لتجنب زيادة الوزن ولكن ما يحدث هو الهُزال والضعف الشديد لديهم.
اضطراب الأكل القهري
كما ذكرنا بالأعلى أن المريض بهذا الاضطراب لا يستطيع التحكم بنفسه، يتناول كميات هائلة من الطعام تفوق حاجة الجسم ويستمر في تناول الطعام بعد الشعور بالشبع، ما يُسبب الزيادة الكبيرة في الوزن.
اضطراب الشره العصبي
يبدو الأمر مختلفًا بعض الشيء في حالات اضطراب الشره العصبي، يعاني المريض شرهًا شديدًا للطعام وأكل كميات كبيرة، لكنه يُعاود الشعور بالذنب أو الحرج من الأشخاص المحيطة به، ثم يُحاول التخلص من كميات الأكل التي تناولها عن طريق عدة طرق مختلفة مثل التقيؤ أو تناول الأدوية الملينة وبعض الأحيان يلجأ إلى الصيام عن الطعام.
اضطراب تجنب تناول الطعام
يمتنع المريض هنا عن تناول الطعام بالكميات المعتادة ولكن ليس خوفًا من الزيادة في الوزن ولكنه قد يكون في حالة نفسية سيئة، أو يعاني القلق أو يعاني بعض الآلام المتعلقة بتناول الطعام مثل آلام المعدة والقولون. يتسبب الامتناع عن الطعام في فقدان الوزن والهزال والضعف وقد يحتاج إلى تناول بعض المكملات الغذائية.
اضطراب الأكل المسمى بالاجترار
هذا النوع من الاضطراب يُعد اضطرابًا في الجهاز الهضمي للشخص المصاب، يعاني المريض هنا إعادة ارتجاع الطعام مرة أُخرى بعد تناوله إلى الفم، عن طريق إعادة مضغ الطعام أو إعادة البلع أو البصق، ويستمر هذا لمدة شهر على الأقل، يتم تشخيص هذه الحالة في معظم الأحيان بالخطأ على أنها ارتجاع المريء.
اضطراب الأكل بيكا
نوع غريب من اضطراب الأكل حيث يتناول المريض بعض الأشياء الغريبة، فضلاً على تناول الطعام الطبيعي ويستمر على ذلك لفترة أكثر من شهر، هذه المواد الغريبة مثل الصابون، والطباشير، وبعض الأشياء الغريبة الأخرى.
علاج اضطراب الأكل القهري
علاج اضطراب الأكل القهري يهدف إلى العودة إلى نظام الأكل الصحي والتوقف عن الأكل بنهم، اضطراب شره الطعام يؤدي إلى الشعور بالإحراج من الآخرين وفقدان الثقة بالنفس لذا يكون العلاج النفسي هو الخيار الأول كما يلي:
العلاج النفسي
يهدف العلاج النفسي سواء الجلسات الفردية أو الجماعية إلى الحد من نوبات شره الطعام والعودة إلى تناول الطعام بطريقة طبيعية وصحية، يشمل العلاج النفسي الآتي:
جلسات العلاج المعرفي السلوكي:
تهدف هذه الجلسات إلى تغيير طريقة تفكير الشخص تجاه المشكلات التي تواجهه، حيث إن هذه الجلسات تجعل الشخص يتكيف مع المشكلات المحيطة، ولا يسمح لهذه المشكلات أن تُسبب شره الطعام أو غيرها من النوبات، تساعد هذه الجلسات على ضبط النفس والتحكم بها وتنظيم طريقة تناول الطعام مرة أخرى.
العلاج النفسي الشخصي:
يهدف إلى تحسين تواصل الفرد مع الأشخاص المحيطة به، كما يعمل على إعادة خيوط التواصل مع العائلة والأصدقاء، ما يرفع الثقة بالنفس ويقلل من نوبات اضطراب الأكل القهري الناتجة عن فقد الاتصال بالآخرين والتعامل الخاطئ مع الأفراد.
العلاج السلوكي الجدلي:
هذا النوع من الجلسات يُساعد على تعلم مهارات سلوكية جديدة تساعد المريض في زيادة قدرته على التحمل للأزمات النفسية وتساعده أيضًا في تنظيم انفعالاته وتُحسن من طرق تواصله بالآخرين، ما يساعد في علاج نهم الطعام.
اقرأ أيضًا 4 كتب ستغير نظرتك للطعام
العلاج بالأدوية
يُساعد العلاج بالأدوية على التحكم في الشهية وأيضًا علاج المشكلات النفسية مثل الاكتئاب، يشمل العلاج بالأدوية ما يلي:
أدوية تُحد من الشهية المفرطة:
مثل دواء ڤيڤانس وهو أول دواء معتمد من هيئة الدواء العالمية FDA لعلاج اضطراب الأكل القهري في البالغين، هذا الدواء يعالج في الأصل فرط النشاط المرتبط بنقص الانتباه، هذا الدواء له عدة آثار جانبية منها جفاف الفم، والشعور بالأرق.
الأدوية المضادة للاكتئاب:
أثبتت مضادات الاكتئاب فاعلية في علاج نوبات شره الطعام، لم يُعرف بعد كيف تعمل ولكن المتوقع أنها تحسن المزاج عن طريق تأثيرها على كيمياء المخ، ما يقلل من شره الطعام.
دواء توبيراميت أو توتاماكس:
هو دواء مضاد للتشنجات، يستخدم للحد من نوبات شره الطعام لكن له عدة آثار جانبية مثل النعاس، الدوخة وضعف التركيز.
هذه الأدوية المُستخدمة تساعد على علاج نوبات شره الطعام والحد منها لكنها لا تُنقص الوزن.
علاج إنقاص الوزن الزائد مع المتخصصين
يحتاج مريض اضطراب الأكل القهري إلى إنقاص الوزن الزائد ولكن بعد جلسات علاج نوبات شره الطعام، لا يستطيع مريض اضطراب الأكل انقاص الوزن بمفرده، ولكن يجب اتباع حمية إنقاص الوزن مع أحد متخصصي التغذية العلاجية لضمان النزول في الوزن بطريقة صحية تناسب حالة المريض.