أيهما أفضل.. أكل الفواكه أم شُرب العصائر؟
تحتوي الفواكه على قدرٍ لا بأس به من المعادن، والفيتامينات، وقد يُفضِّل البعض شُرب العصير المُثلَّج عن تناول الفواكه، ولكن رغم أنَّ العصير ذو مذاقٍ رائع، وأنَّه لا يستغرق الكثير من الوقت في تناوله، إلَّا أنَّه يفتقد قطعًا العديد من مميزات الفواكه ذاتها.
تحتوي الفواكه على الألياف، والتي تُفقَد مع استخراج العصير منها، وهذه الألياف بمثابة الحصن ضد الزيادة المباغِتة لمستويات السكر في الدم بعد الأكل، لكنَّ العصائر تُساهم في زيادة حصتك اليومية من العناصر الغذائية، فأيهما أفضل إذن أكل الفواكه أم شرب العصائر؟
هل العصائر مفيدة للصحة؟
أشار موقع «nutrisense» إلى أنَّ عصائر الفواكه ما تزال تحتوي على الفيتامينات، ومضادات الأكسدة الموجودة في الفواكه ذاتها.
وقد أظهر بحثٌ، وفقًا لنفس المصدر، أنَّ شُرب العصائر قد يزيد خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني لدى البعض؛ لأنَّ الحصول على العصير يُؤدِّي إلى تقليل قدر الألياف الغذائية المُتناوَلة.
تُساعد الألياف المُتوفِّرة في الفواكه على إبطاء عملية الهضم، ما يُقلِّل مُعدَّل امتصاص السكر داخل الدم، ونظرًا لغياب هذه الألياف في العصائر، فإنَّ الامتصاص يكون أسرع، ومِنْ ثَمَّ تزداد مستويات السكر في الدم.
تُساهِم العصائر في الحصول على مزيدٍ من الفواكه دون عناء يُذكَر، لكن ذلك لا يعني الاكتفاء بها كمصدرٍ وحيدٍ للمعادن، والفيتامينات، بل ما زال الجسم بحاجةٍ إلى الكربوهيدرات، والألياف الموجودة في الفواكه.
مميزات عصائر الفواكه
تشمل مميزات عصائر الفواكه ما يلي:
- تعزيز الهضم.
- زيادة قدر العناصر الغذائية التي يتحصَّل عليها الرجل بجانب الفواكه، والخضروات، خاصةً للأشخاص الذين يحتاجون مُكمِّلات إضافية.
- بديل ذو مذاقٍ حلو عن المشروبات السُّكرية، مثل المشروبات الغازية، أو العصائر المُحتوية على سكريّات إضافية.
عيوب عصائر الفواكه
أمَّا عن عيوب عصائر الفواكه، فهي:
- لا يحتوي عصير الفاكهة على الألياف الغذائية بنفس القدر المُتوفِّر في الفواكه، والخضروات، ومِنْ ثَمَّ يحصل الرجل على السُّكر، والعناصر الغذائية مُجرَّدةٍ عن الألياف ذات الفوائد الصحية.
- قد يستهلك عصر الفاكهة بعض الوقت.
- لا يُوجَد دليل علمي حقيقي على أنَّ العصير أفضل من الناحية الصحية من تناول الفواكه، والخضروات.
- عند إزالة قشر، ولُبِّ الفواكه، والخضروات، تفقد الألياف التي تُبطئ مُعدَّل امتصاص السكر، بالإضافة إلى زيادة تركيز السُّكر في العصير المُتناوَل، ما يزيد مستويات السكر في الدم، ويُؤثِّر كذلك على مستويات الأنسولين.
- قد يُؤدِّي عدم وجود الألياف، وتركيز السكر في العصائر إلى زيادة الوزن.
فيتامينات العصائر هل أنت بحاجةٍ لها؟
التركيز فقط على شُرب العصائر في بداية اليوم لن يُعطِيك العناصر الغذائية التي تحتاج إليها لصحةٍ أفضل، بل ينبغي تنويع مصادر العناصر الغذائية خلال اليوم.
إذا تضمَّنت وجبتك الغذائية الفواكه، والخضروات، وقدر صحي من الكربوهيدرات، والدهون، والبروتينات، فقد لا تكون بحاجةٍ إلى تعزيز الفيتامينات من خلال العصائر.
يرجع ذلك إلى أنَّ بعض الفيتامينات، مثل فيتامين ب، وفيتامين ج فيتامينات قابلة للذوبان في الماء، فلا يُخزِّنها الجسم، ومِنْ ثَمَّ فإن تخطَّت هذه الفيتامينات القدر المطلوب يوميًا، فإنَّ الجسم يتخلَّص من هذا القدر الزائد من خلال التبوُّل.
اقرأ أيضًا: فوائد عصير البرتقال منجم الفوائد الصحية ومصدر فيتامين سي
فوائد أكل الفواكه
تشمل فوائد أكل الفواكه ما يلي:
1- غناها بالعناصر الغذائية
تحتوي الفواكه تقريبًا على كل العناصر الغذائية التي يحتاج إليها جسم الرجل من معادن، وفيتامينات، ومضادت للأكسدة مشهورة بدورها في تعزيز مناعة الجسم.
ما لا يعلمه الكثير أنَّ معظم العناصر الغذائية مُركزَّة في قشر الفواكه، ومِنْ ثَمَّ فالتخلُّص من قشر، ولُبِّ الفاكهة من أجل صنع العصير قد يُفقِدك الكثير من العناصر الغذائية الحيوية.
2- الحصول على الألياف
العيب الرئيس لعصائر الفواكه هو عدم احتوائها على الألياف، إذ باستخراج العصير من الفاكهة، تتفكَّك جدران الخلايا، ويخرج السكر من الفواكه، ومِنْ ثَمَّ لا يبقى أي قدرٍ من الألياف.
تُساهِم الألياف في تسهيل الهضم، الحفاظ على القولون، والوقاية من الإمساك.
ترتبط الألياف الموجودة في الفواكه مع السكر، ما يُصعِّب امتصاص السكر من الفواكه، ومِنْ ثَمَّ يكون مُعدَّل الامتصاص بطيئًا، فلا يرتفع مستوى السكر في الدم مباشرةً عقب الأكل.
كذلك ترتبط مضادات الأكسدة المُتوفِّرة في الفواكه بالألياف، وقد لا تتوفَّر بنفس القدر في عصائر الفواكه.
3- التغلُّب على آلام الجوع
ينتابنا الجوع من وقتٍ إلى آخر بين الوجبات الرئيسة خلال اليوم، وقد يُقدِم البعض على تناول الأطعمة المُصنَّعة، أو الوجبات السريعة؛ لوقف آلام الجوع.
يُفضَّل الحصول على الفواكه للتغلُّب على الجوع، إذ تُنظِّم الشهية، كما أنَّها صحية، ولا تُسبِّب ضررًا على الجسم بخلاف أنواع الطعام الأخرى غير الصحية.
4- الشبع لوقت أطول
ذكر موقع «sugarfit» إلى أنَّ الأفضل تناول الفواكه بين الوجبات الرئيسة، أو الحصول عليها أثناء السفر، أو العمل، إذ تُساهِم الفواكه في الشبع فترة طويلة؛ وذلك لما تحويه من ألياف.
أمَّا عصائر الفواكه، فقد لا تدعم الشبع، لكنَّها تمد الجسم بالطاقة الحيوية اللازمة لأداء المهام خلال اليوم.
5- المضغ رياضة!
ينبغي مضغ الفواكه جيدًا قبل بلعها، وذلك لا يتوفَّر في العصائر بالطبع.
يُحافِظ المضغ برفق على صحة الأسنان، واللثة، كما يدعم امتصاص العناصر الغذائية من الفواكه بصورةٍ أفضل.
أيضًا يحمي مضغ الفواكه من الإفراط في تناول الطعام، أو شُرب العصائر، واللذان قد يكونان من أسباب زيادة الوزن.
اقرأ أيضًا: هل ترمي هذه الأجزاء من الفواكه والخضروات؟.. خسرت الكثير من الفوائد!
هل ينبغي تجنُّب العصائر؟
ليس بالضرورة، فإذا لم يكن العصير هو الوسيلة الأفضل للحصول على الفواكه، فهو الطريقة المُناسِبة للحصول على مزيدٍ من الفواكه خلال اليوم.
أيضًا يُمثِّل العصير بديلاً رائعًا للمشروبات الغازية المليئة بالسكر الضار.
قد يخشى البعض من زيادة مستويات السكر بعد شرب عصائر الفواكه، خاصةً أنَّها ليست غنية بالألياف، ومِنْ ثَمَّ يُمكِن تتبُّع استجابة الجسم عبر قياس مستويات السكر في الدم بعد شُرب العصائر.
كيف تستفيد من الفواكه والعصائر معًا؟
بيَّن موقع «vinmec» بحسب خبراء التغذية أنَّ الأفضل الحصول على 400 غرام من الفواكه الطازجة خلال اليوم، وفي حال الرغبة في شُرب عصائر، فالأولوية للفواكه التي تحتوي على قدرٍ قليلٍ من السكر، ولا يُنصَح بتخطِّي كوبٍ أو اثنين من عصائر الفواكه يوميًا.