الأدوية المثبطة للشهية.. هل هي كافية لخسارة الوزن الزائد؟
يخسر الإنسان 5% أو أكثر قليلاً من وزنه بعد مرور عامٍ على تناول الأدوية المُثبِّطة للشهية، مع التقيُّد بنظامٍ غذائيٍ صحي، وكذلك نشاط بدني ملائم لخسارة الوزن المُتوقَّعة.
كما لا تعمل كل الأدوية بالطريقة ذاتها، ولا تخلو من أضرارٍ أيضًا، خصوصًا أنَّ بعضها يُثبِّط الشهية بالتأثير على النواقل العصبية، المُسبِّبة للإحساس بالجوع.
ما هي مُثبِّطات الشهية؟
أدوية مُفقِدة للوزن عبر التأثير على الرغبة النفسية لتناول الطعام؛ إذ تكبح آلام الجوع، أو تُساعدك على الشعور بالشبع في أسرع وقتٍ مع تناول أقل قدرٍ من الطعام، ما يؤول بنهاية المطاف إلى خسارة الوزن.
الفاعلية
قد تكون هذه الأدوية فاعلة بالنسبة لبعض الناس، خصوصًا إذا اقترنت مع نمط معيشةٍ صحي من ممارسة تمارين رياضية، وكذلك تناول طعامٍ صحي، فقد يفقد المرء حينها نحو 3 - 9% من وزنه في غضون 12 شهرًا، حسب ما ذكره "Clevlandclinic".
ينبغي التنبيه كذلك إلى أنَّ الأدوية المُثبِّطة للشهية لا تعمل من تلقاء نفسها في إنقاص الوزن، لكنَّها تعمل بأفضل كفاءةٍ عند اقترانها مع عادات معيشية صحية كالنشاط البدني، والحمية الغذائية السليمة.
أنواع الأدوية المُثبِّطة للشهية
تهدف الأدوية المُثبِّطة للشهية إلى وضع حدٍ للجوع، ومِنْ ثَمَّ عدم تناول قدرٍ كبيرٍ من الطعام، وخسارة الوزن تباعًا، وتضمُّ أنواع الأدوية المُحقِّقة لذلك الغرض ما يلي:
- ليراجلوتايد (Liraglutide): يُستخدَم في الأصل لعلاج مرض السكري، لكنَّه يُسهِم كذلك في خسارة الوزن، لمن تجاوز مؤشر كتلة الجسم لديهم 30 وفقًا لموقع "drugs"؛ إذ تُؤثِّر على عمل بعض هرمونات الجهاز الهضمي، ما يُؤدِّي إلى إخماد الجوع.
- فينترمين (Phentermine): يعمل على الجهاز العصبي مباشرةً لتثبيط الشهية، وأفادت بعض التقارير حسب موقع "drugbank"، أنَّ الدواء يُثبِّط الشهية عبر تقليل الببتيد العصبي الوطائي "Neuropeptide Y"، المسؤول عن الإشارات العصبية للجوع.
- فينترمين وتوبيراميت (Topiramate): قد يُضافُ فينترمين إلى توبيراميت؛ للمساعدة على الإحساس بالشبع، ومنع الشعور بالجوع، ومِنْ ثَمَّ خسارة الوزن الزائد.
- داي إيثيل بروبيون (Diethylpropion): يُحفِّز الأعصاب لإطلاق بعض النواقل العصبية، والحفاظ عليها في أعلى مستوى لتثبيط الشهية، ومنع وصول الإشارات العصبية المُسبِّبة للجوع.
يتضح مِمّا سبق أنَّ معظم الأدوية تعمل من خلال الجهاز العصبي المركزي، ومِنْ ثَمَّ ينبغي استشارة الطبيب أولًا قبل الإقدام على استخدامها لمحاربة السمنة.
اقرأ أيضًا: ما أفضل حبوب سد الشهية وفقدان الوزن؟
المُرشّحون لتناولها
قد يقترح الطبيب تناول الأدوية المُثبِّطة للشهية في حالة:
- السمنة، أو تخطِّي مؤشر كتلة الجسم 30.
- تجاوز مؤشر كتلة الجسم 27 تزامنًا مع الإصابة بمرض السكري، أو ارتفاع ضغط الدم.
- مشكلات النهم في تناول الطعام.
الفوائد
إضافةً إلى تثبيط الشهية والمُساهمة في خسارة الوزن الزائد، تضمُّ فوائد الأدوية المُثبِّطة للشهية ما يلي:
- خسارة 3 - 9% من الوزن الزائد، لكن بالتزامن مع تغيير نمط المعيشة لا من تناول الأدوية فقط.
- التخلُّص من الرغبة المستمرة في تناول الطعام، والتي قد تكون السر وراء السمنة.
- القدرة على التركيز الذهني لوقتٍ أطول بعيدًا عن اشتهاء الطعام.
الأضرار
لا يخلو دواءٌ من أثرٍ جانبيٍ ما، ورغم نجاح الأدوية المُثبِّطة للشهية في إفقاد قدرٍ لا بأس به من الوزن؛ إلَّا أنَّ لها بعض الأضرار الجسدية، مثل:
- السُّعال.
- الدوار.
- الإمساك.
- جفاف الفم، أو تغيُّر في حاسة التذوّق.
- الصداع.
- الإرهاق.
- ارتفاع ضغط الدم، أو زيادة مُعدّل ضربات القلب.
- الغثيان والقيء.
- الأرق.
ينبغي استشارة الطبيب على الفور حال ظهور أعراض مرض الكبد عند تناول مُثبِّطات الشهية، مثل: اليرقان، وهو اصفرار الجلد والعينين.
موانع الاستخدام
قد تتفاعل الأدوية المُثبِّطة للشهية مع غيرها من أنواع الأدوية الأخرى التي يتلقَّاها المرء؛ بما في ذلك أدوية القلق والاكتئاب، كما لا ينبغي تناول مُثبِّطات الشهية في حالة الإصابة بأيّ مما يلي:
- المياه الزرقاء (ارتفاع ضغط العين).
- أمراض القلب.
- فرط الدرقية.
- أمراض الكبد.
اقرأ أيضًا: ما هي أضرار وفوائد حبوب سد الشهية؟
تنبيهات قبل الاستخدام
نظرًا لما قد تُسبِّبه الأدوية المُثبِّطة للشهية من أضرار جانبية، فينبغي إعلام الطبيب قبل تناولها إِنْ كُنت مصابًا بأحد الاضطرابات الآتية، أو أُصِبت بها من قبل:
- تصلُّب الشرايين (مرحلة متقدمة).
- الحساسية تجاه أي من العناصر الموجودة في الأدوية المُثبِّطة للشهية.
- مرض السكري؛ إذ قد يتطلَّب ذلك تغيير جرعات أدوية السكر.
- مرض نفسي سابق في أحد أفراد الأسرة كالاكتئاب، أو غيره.
- فرط الدرقية.
- مرض الكلى، خاصةً عند الحصول على دواء فينترمين.
- ارتفاع ضغط الدم المتوسط أو الشديد.
إلى متى يُسمَح بتناول الأدوية المُثبِّطة للشهية؟
قد تُسبِّب بعض الأدوية المُثبِّطة للشهية إدمانًا، ومِنْ ثَمَّ لا يُنصَح بتناولها لفتراتٍ طويلة؛ إذ يُوصَف أغلبها لفترةٍ قصيرة، ويعتمد الوقت المُستغرق للعلاج على مدى الاستمرار في تناول العلاج وخسارة الوزن دون ظهور آثارٍ جانبية.
غالبًا ما يُفقَد بعض الوزن في أول 6 أشهر من تناول الدواء، وفي حال لم يتمكَّن المرء من فقد 5% من وزنه على الأقل بعد مرور 12 أسبوعًا من تناول الأدوية المُثبِّطة للشهية، فقد يُغيِّر الطبيب الخطة العلاجية المُتَّبعة.
لا ينبغي تجاهل أنَّ الأدوية المُثبِّطة للشهية ليست وحدها التي تُفقِدك الوزن، بل بالتزامن مع نمط معيشة صحيٍ أيضًا من نشاطٍ بدني ونظام غذائي.
طرق طبيعية لتثبيط الشهية
إذا كُنتَ لا تُفضِّل تناول الأدوية المُثبِّطة للشهية لخسارة الوزن، فإليك بعض البدائل والطرق الطبيعية لكبح الشهية وخسارة الوزن:
1- الإكثار من البروتين والدهون الصحية
ليست كل الأطعمة مُشبِعة بنفس القدر؛ لذا ينبغي تناول الأطعمة الغنية بالبروتين؛ للشبع فترة أطول، مثل:
- البيض.
- اللحوم الخالية من الدهن.
- البقوليات.
كما يُفضَّل كذلك تناول الدهون الصحية في نظامك الغذائي اليومي، مثل:
- زيت الزيون.
- الأفوكادو.
- المكسرات.
2- شرب الماء قبل كل وجبة
يُساعِد شرب الماء قبل تناول الطعام في تعزيز الشعور بالشبع، ومِنْ ثَمَّ كبح الشهية، وعدم تناول قدرٍ كبيرٍ من الطعام.
اقرأ أيضًا: البروتين يحد من الشهية ويساعد في خسارة الوزن
3- الألياف
يستغرق هضم الألياف وقتًا أطول من غيرها من العناصر الغذائية الأخرى، ومِنْ ثَمَّ فهي تساعدك على الشبع طوال اليوم، ومِنْ ثَمَّ سد الشهية، ومن أمثلة الأطعمة الغنية بالألياف ما يلي:
- الحبوب الكاملة كالكينوا والشوفان.
- البقوليات.
- التفاح.
- الأفوكادو.
- اللوز.
- الخضراوات.
- بذور الشيا.
4- حافظ على لياقتك
تُعدُّ ممارسة التمارين الرياضية من مُثبِّطات الشهية الطبيعية؛ إذ تُسهِم في تراجع مستويات هرمونات الشهية (هرمون الغرلين) مباشرةً بعد التمرين، خاصةً التمارين البدنية الشديدة.
كذلك تزداد مستويات الهرمونات المُعزِّزة للشعور بالشبع، في أعقاب النشاط الرياضي.
5- لا تتوتَّر
يُزيد التوتر، الرغبة في تناول الطعام، بل النهم، فضلاً على تناول أطعمة غير صحية؛ لذا ينبغي الحد من التوتر قدر المُستطاع؛ لمنع تفاقم الشهية، ومِنْ ثَمَّ اكتساب وزنٍ بلا داع.