إيمان بكر يونس: والدي مصدر إلهامي.. تغمرني السعادة لرؤية أعمالي على التلفاز
تنحدر إيمان بكر يونس من عائلة إعلامية فنية بامتياز، بسيطة الروح، متعطشة للثقافة والمعرفة وتطوير الذات، كان لوالدها تأثير كبير في فكرها ومستقبلها، مشت بخطواته نفسها الواثقة إعلاميًّا، عملتْ معدّة ومقدمة برامج إذاعية مدة عشر سنوات، إضافة إلى التمثيل في بعض المسلسلات الإذاعية، بالتزامن مع تأسيس عملها الخاص (وكالة الدعاية والإعلان).
"الرجل" في حوار اتسم بالبساطة كما هي شخصيتها، حاورَت الإعلامية وكاتبة المحتوى إيمان بكر يونس حول تأسيسها لعملها الخاص، وتجاربها المهنية، وسر تأثّرها بوالدها.
تحب القراءة ولديها شغف بمطالعة الكتب، وتحرص أن تكون خطواتها استكمالاً لمسيرة والدها، سخرت صوتها وأفكارها في الإعلانات التجارية المرئية والمسموعة، تمرّست في مدرسة الإذاعة، وقدمت عددًا من المسلسلات الإذاعية والبرامج المنوعة، ومواجز الأخبار.
ورغم العروض المقدمة لها لم تفكر في الظهور التلفزيوني قائلة: "بدأت مسيرتي الإعلامية في عام 1999م، قدمت مجموعة من البرامج منها استوديو الظهيرة، شخصيات لها تاريخ، سهرة على الهواء، والتمثيل المباشر، عبر أثير إذاعة جدة ولمدة 10 سنوات. كنت داعمة لشقيقاتي، ونجاحاتهم تسعدني".
وتضيف: "أعشق وجودي خلف المايكرفون، إضافة إلى تحولي إلى كتابة وصناعة المحتوى وتقديمه للمشاهد بقالب مبتكر، وأخيرًا تحوّلتُ أيضًا إلى الإخراج ولي عدد من الأعمال منها فيديو كليب فلكلوري، وفيلم قصير عن مرحلة التأسيس، وعدد من الإعلانات التجارية".
وعن تأسيس عملها الخاص قالت: "عُرفت من خلال صوتي المصاحب لبعض الإعلانات التجارية، وبعد عدة مشاركات استهوتني هذه النوعية من العمل، فقرّرتُ دخول المجال، وأسّستُ عملي الخاص بالتزامن مع العمل إذاعيًّا وأطلقتُ (وكالة القمرين للدعاية والإعلان) في عام 2000م".
اقرأ أيضًا: سيدة الأعمال سارة العايد: المرأة اليوم قدوة في الأعمال.. وأشقائي الأربعة هم سندي
التحول المهني
مستكملة حديثها عن الوكالة: "وعلى الرغم من صعوبة هذا العمل في تلك الفترة الزمنية حيث كنتُ أنا من أسوّق لوكالتي، وأنا من يكتب المحتوى، حتى أسسنا لوجودنا، وكبرنا، والحمد لله أصبحنا من الشركات المعروفة في الوسط المهني، ثم تحوّلنا لمجال الأعمال الرقمية، وأخيرًا دخلت مرحلة جديدة، حيث قررتُ خوض التجربة الإنتاجية والإخراج من خلال الإعلانات التجارية، وفيلم وثائقي قصير، وفيديو كليب".
حققت نقلة نوعية مهمة من مذيعة برامج منوّعات إلى كاتبة محتوى، ومنتجة، إضافة إلى الإخراج، الذي تلقّت فيه عددًا من ورش العمل والدورات التدريبية في كلٍّ من القاهرة ودبي.
كتاب وفيلم عن والدي
تكشف إيمان بكر يونس أنَّ أهم أعمالها ومنها فيديو كليب (طال البعد والنوء..) للفنانة وعد، كفكرة وإخراج وأخْذ الطابع الفلكلوري وأطلق في عام 2022م، وأيضًا إخراج فيلم قصير عن يوم التأسيس 2023".
وعن مشروعها الخاص بكتابة قصة حياة والدها تقول: "على المستوى الشخصي، والدي بكر يونس، هو ملهمي وله أثر كبير في شخصيتي، على الصعيدين الإنساني والمهني"، وعلى المستوى العام والوطني "هو أحد مؤسسي الإعلام السعودي والمذيع الرسمي والمرافق الإعلامي للملك سعود بن عبدالعزيز، ولديه مسيرة حياة شخصية إعلامية حافلة وغنية".
لقد بحثَتْ "إيمان" مدة ثلاث سنوات لتكتشف "كثيرًا من الخبايا التي لم أكن على دراية بها، فهو شخصية إنسانية، وله مواقف رائعة، لذلك قررت تخليد مسيرته من خلال كتاب يرصد كل مراحل حياته المهنية، ويكشف كثيرًا من الجوانب الإنسانية في الشخصية، وسيكون بنظرة إخراجية مختلفة" إضافة إلى أنها تعمل على تحضير وكتابة سيناريو الفيلم.
منوهة بأن والدها كان رجل دولة، وقد مثّل الوطن خير تمثيل، ومعلنة أن الكتاب لم يصدر بعد، فهو في مرحلة التحضير كونه عاصر عدة أجيال من الإعلاميين والبحث فيها يجب أن يكون دقيقًا، إضافة إلى تحويل هذه المسيرة إلى فيلم روائي وثائقي، وما زالت تعمل "إيمان" على عدة جوانب بين الكتاب والفيلم، وتتمنى أن يظهر للنور في أقرب وقت.
وعن دخولها المجال الفني كونها شقيقة الفنانة سناء بكر يونس والفنانة وعد قالت: "تلقيت عددًا من العروض الفنية في مجال التمثيل على خلفية بعض المسلسلات الإذاعية السابقة، وللحقيقة أعترف أني لم أقدم نفسي بشكل جيد في مجال التمثيل، ولعل ذلك بسبب انشغالي الفترة الماضية بأعمالي الخاصة في مجالات مختلفة".
المرأة والرؤية الجديدة
"عاشت السيدة السعودية خلال السنوات الماضية فترات جميلة صنعت مجدها بكل هدوء رغم المصاعب، ومهّدت كثيرٌ من النساء الطريق لمستقبل واعد نعيشه حاليًّا" هكذا كان حديث إيمان بكر يونس: "المرأة السعودية قوية مكافحة على كل الأصعدة، والآن لمع نجمها في رؤية 2030".
متحدثة عن أهم التحديات التي واجهتها قائلة: "أذكر أني كنت أصور سابقًا الإعلانات التجارية وكانت هذه من المواقف الصعبة والتحديات التي واجهتها شخصيًّا في الأماكن العامة أنا وفريق العمل كون الفترة الماضية سادها التحفظ، وعمل المرأة اقتصر على وظائف معينة، ومع ذلك كانت تغمرني السعادة عند رؤية الإعلان على التلفاز، وأشعر بالانتصار والإنجاز في ذلك الوقت، وأعتقد أن ما نعيشه حاليًّا هو امتداد للفترة الماضية".
وأكدت أن الشعب السعودي خلاق يستطيع أن يواكب كل عصر وزمان وأن يخلق من لا شيء أشياء: "يعود الفضل لله عز وجل ثم لسيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي فتح المجال للقفزات الصاروخية التي تحققت حاليًّا والنهوض للعمل في كل المجالات بما لدى الإنسان السعودي من عزم وإصرار على النجاح".
اقرأ أيضًا: المستشارة المالية أبرار باشويعر: الشيخ صالح كامل علمني ما لم أتعلمه بالجامعات
عائلتي نقطة ارتكازي
تِسع أخوات، وأربعة أشقاء، لكلٍّ منهم بصمته الخاصة على الرغم من أن الجميع يشترك في الوجود الإعلامي ولعلها جينات وراثية من الأب بكر يونس تضيف قائلة: "نحن أشقاء تربّينا وربّى بعضنا بعضًا، بيننا احترام الكبير، احتواؤنا لبعضنا هو ما زرعه فينا الأب بكر يونس والأم سعاد، فهي راية تناقلناها فيما بيننا، فأنا أجد دنيا بكر يونس أيقونة الإعلام الموجّه لنا، وسناء الممثلة الشاملة، ووفاء المذيعة التربوية، وفاطمة المذيعة المخضرمة، ومحمد الإعلامي المتنوع، ووعد الإعلامية الفرفوشة".
وأشارت إلى أن البعض من أبناء وأحفاد بكر يونس يسير على الخطى المهنية نفسها، والإنسانية التي زرعها الوالد والوالدة في كل من الأشقاء الثلاثة عشر.
تعاون سينمائي ومسرحي
وعن خطتها المستقبلية قالت: "لدي تعاون مع بعض الشركات لعقد شراكة والدخول في مجال المسرح والسينما إنتاجًا وإخراجًا".
وأضافت: "وعن نفسي أنا لا أزال أواكب الفترة الزمنية التي نعيشها اليوم من زخم إعلامي، وثقافي، وسياحي، وسأقدم ما أرضى عنه، ويعود على المتلقي بالفائدة، إضافة إلى أننا نعمل حاليًّا للانفتاح على المستوى الخليجي، حيث لدينا عدة مناقشات لعقد شراكات مع عدة شركات خليجية وعربية".