عميدة كلية الإعلان لـ«الرجل»: دخلت المجال الأكاديمي لأترك بصمة
شابة طموح لديها عددٌ من الأهداف تعمل على تحقيقها، تتمنى تركَ بصمة مميزة في بلدها السعودية، مستفيدة من كل الفرص التي أتيحت لها، إعلامية الشغف، أكاديمية الهوى والعمل.
مؤمنة بأن الإنسان مجموعة مراحل ولكل مرحلة قصتها وتفاصيلها، فقد بدأت مصممة أزياء، لتتاح لها فرصة أن تصبح وجهًا إعلاميًّا في أهم البرامج الاجتماعية الأسرية، وبعد سنة قررت العودة لمقاعد الدراسة الأكاديمية لتبدأ رحلة علمية جديدة.
الدكتورة هبة كمال جمال عميدة كلية الإعلان في جامعة الأعمال والتكنولوجيا، والإعلامية السابقة في لقاء مع مجلة "الرجل" تتحدث عن عشقها لتصميم الأزياء وكيف كان بداية القصة التي أوصلتها لما هي عليه الآن، ودعم كلٍّ من والدها كمال جمال وأخويها المهندس محمد جمال، والمحامي أحمد جمال خلال مشوار مليء بالتحديات.
- بدأت العمل في سن صغيرة على الرغم من ممانعة العائلة
- تصميم الأزياء أدخلني الإعلام من قبل أن أكون إعلامية
- اخترت برنامج (كلام نواعم) كونه نافذة اجتماعية أسرية
- عملت مع زميلات مخضرمات تعلمت منهن الكثير
- عملت مع قناة روتانا خليجية ببرنامج (سيدتي).
- عبارة من مشرفتي ألهمتني (رتّبي أهم أولوياتك)
- كنت سأتوقف لصعوبة التجربة لولا وقفة أخوَيَّ
- دخلت المجال الأكاديمي حقيقة لأترك بصمة مميزة
البطاقة التعريفية:
الاسم: هبة كمال جمال
مكان وتاريخ الميلاد: جدة، المملكة العربية السعودية – 13 نوفمبر
الدراسة: دكتوراه في التسويق الرقمي (الإلكتروني) والسلوك الشرائي جامعة مدلسكس لندن
الاسم الوظيفي: عميدة كلية الإعلان جامعة الأعمال والتكنولوجيا
الاهتمامات: الرسم وتصميم الأزياء، والعمل الإداري، والعمل الأكاديمي، والتقديم الإعلامي
اقرأ أيضًا:خبيرة الجواهر رؤى يغمور: الجواهر رسائل حب.. والدي اكتشفني وزوجي أخذ بيدي
أصغر مصممة أزياء
أصغر مصممة أزياء سعودية، إعلامية ومقدمة برنامج كلام نواعم على قناة MBC، وطالبة في المرحلة الجامعية، عن البداية قالت: "بدأ تصميم الأزياء لدي في سن صغيرة إذ تأثرت بالوالدة التي امتلكت atelier (مشغل) هبة، ولها من الخبرة ما يقارب 30 عامًا، بدأت العمل خلال المرحلة المتوسطة، وعلى الرغم أن العائلة رفضت انضمامي للعمل جملة وتفصيلاً بحكم أن أكون متفرغة للدراسة، فإنني كنت شغوفة بالتجربة، ما أكسبني شخصية اجتماعية، حيث إنه جمعني بكثير من العميلات، فأصمم لهن القطع، وتأتيني ردة الفعل المشجعة حتى بت أحمل لقب أصغر مصممة أزياء سعودية".
هذا اللقب جعلها أكثر شغفًا بالعمل وباتت اسمًا معروفًا إعلاميًّا قبل أن تطأ قدمها بوابة القنوات التلفزيونية، مضيفة: "مجال تصميم الأزياء أدخلني كثيرًا من البيئات الاجتماعية، وتعلمت منه التعامل مع كل الطبقات والشرائح الاجتماعية، والتعرف على الأذواق المختلفة، فكان البوابة الكبيرة والواسعة التي أدخلتني مجال الإعلام عن طريق اللقاءات الصحافية، والتلفزيونية قبل أن أكون إعلامية".
من الحراير إلى النواعم
وعن انتقالها للإعلام مقدمة برامج تلفزيونية قالت: "كنت أعمل مع والدتي في تصميم الأزياء وقمت بعمل أكثر من عرض، وفي الوقت نفسه، وصلت للمرحلة الجامعية وكان الشرط المواظبة والتنسيق فيما بينهما".
وتضيف "لاحقًا ظهرت بسبب عملي في أكثر من لقاء، وأتذكر أن أول عرض كان من الأمير الوليد بن طلال للانضمام لطاقم عمل روتانا خليجية، إضافة إلى عرض من الشيخ الوليد الإبراهيم في قناة MBC والانضمام لأسرة كلام نواعم، وقنوات أخرى، وبالفعل قررت خوض التجربة مع (MBC) كون البرنامج متابَعًا جدًّا وناجحًا، لأجد نفسي أمام تحدٍّ جديد وسفر إلى بيروت لتصوير حلقات البرنامج".
وحين انتسبت الدكتورة هبة لبرنامج (كلام نواعم) كان عُمْر البرنامج في ذلك الوقت ما يقارب العشر سنوات، وصفتها بالتجربة الغنية، مضيفة: "تعاملت مع زميلات من ثقافات مختلفة النكهة والطابع، تعلمت منهن المضمون والمحتوى، لكل زميلة بصمة مختلفة، فقد كن مميزات ومخضرمات في مجالهن الإعلامي وفي الحياة أيضًا".
وعن محتوى البرنامج تقول "كانت المواضيع حساسة وشائكة، وليس من السهل تقبلها، الكلمة مسؤولية وأمانة، والفرق بين إعلامي وآخر في طريقة الطرح التي تجعل المحتوى يقابَل بالإعجاب أو النفور، والتحدي كيف توصل فكرة شائكة دون تجريح".
مؤكدة أنها وزميلاتها لم يبحثن عن "الشو" والفرقعات الإعلامية، مشيرة إلى أن تجربتها تلك استمرت نحو خمس سنوات متواصلة.
ترتيب الأولويات
مستكملة حديثها حول انتقالها إلى روتانا خليجية قائلة: "انتقلت للعمل في قناة روتانا خليجية معدة ومقدمة (برنامج سيدتي) بعد فترة توقف بسيطة، كانت تجربة ممتعة -ساعتين على الهواء- ولكنها لم تستمر لأكثر من 6 شهور وقررت التوقف لاستكمال الدراسة، والخروج من دائرة الضوء رغم سحر الإعلام، غادرت لصالح متابعة التحصيل العلمي".
وعن سر هذا التحول تقول "للأمانة هذا التحول كان صعبًا للغاية، ولكن مقولة من إحدى مشرفاتي ألهمتني حيث همست لي قائلة (رتبي أهم أولوياتك)، وبالفعل الفترة التي عملت بها في كلام نواعم كان توزيع الوقت ما بين البرنامج، والدراسة، والعمل العائلي تحديًا كبيرًا، لذا قررت تحديد الهدف، وكان لا بُدَّ من الابتعاد عن الهالة الإعلامية"، منوهةً بأن إدارة البرنامج كانت متعاونة جدًّا ومتفهمة لقرارها".
اقرأ أيضًا:أمل باعطية رئيسة اللجنة النسائية للمصارعة السعودية: بَنيتُ نفسي من الصفر.. وأولادي الداعم الحقيقي
الإعلام داخلي
خلال سنوات الدراسة في بريطانيا التي استمرت نحو سبع سنوات، أنجزت الدكتورة هبة جمال الماستر والدكتوراه، دون أن تتخلى عن شغفها الإعلامي، حيث إنها كثيرًا ما قدمت مؤتمرات، ومحاضرات، وفي مناسبات ثقافية للغرفة التجارية العربية البريطانية، وللملحقية الثقافية السعودية في بريطانيا، والمناسبات الطلابية وغيرها.
مضيفة: "على الرغم من اتخاذ القرار بأن أعيش في عزلة لاستكمال الدراسة، فإنَّ وجودي في الغربة لم يمنعني من المشاركة بين حين وآخر أن أكون في عدة محافل، فمن يعِش الحياة الإعلامية لا يستطيع الفكاك منها".
ثلاثة رجال
وعن أهم من ساندها في مشوارها المهني والعلمي قالت: "حقيقة لدي عائلة داعمة كانت خلف نجاحي، فوالداي كانا داعمين مهمين وحقيقيين، ولكن بما أننا نتحدث عن الرجل فالحقيقة هم ثلاثة رجال أبدأ من الوالد الذي آمن بأن لدي أهدافًا بعينها ولم أجد منه أي ممانعة في قراراتي المهمة، فقد أعطاني الثقة معتمدًا على تربيته ومتابعته، وبالطبع لا أنسى دور شقيقَيّ المهندس محمد والمحامي أحمد كونهما رافقاني خلال سنوات دراستي في لندن وأتذكر جليًّا أني كثيرًا ما تعرضت للحظات صعبة في الغربة وكان وجودهما مخرجًا حقيقيًّا لي. مساعدتهما والتغاضي عن انشغالي في بعض الأحيان أثمّنه لهما جدًّا، وعلى الرغم أني الشقيقة الكبرى في العائلة، فإنني كثيرًا ما شعرت أني الصغيرة كونهما اهتمّا جيدًا بتوظيف كامل قدراتهما وطاقاتهما لدعمي".
تذكرت تلك الفترة بلحظة صمت ثم أضافت: "أتذكر جيدًا أني كنت على وشك التوقف من شدة حنيني للعودة، وصعوبة التجربة وتحدياتها المختلفة، والانتقال من حياة الإعلام للحياة الأكاديمية، ولكن وقفة أخي المهندس محمد والمحامي أحمد بجانبي جعلتني على المسار، واستطعت تخطي كل الصعوبات".
اقرأ أيضًا:مستشارة السيارات ندى حمبظاظة: زوجي يدعمني في كل خطواتي… أستعد للمشاركة برالي إسبانيا
عميدة كلية الإعلان
أنهت دراستها في عام 2019م، لتبدأ مرحلة أكاديمية جديدة حينما عرض عليها العمل في الجامعة الأمريكية في الإمارات، وعرض من جامعة الأعمال والتكنولوجيا في جدة لتقرر العودة للسعودية، مضيفة: "في 2020 بدأت العمل أستاذًا مساعدًا في جامعة العلوم والتكنولوجيا، وبعد ثلاثة شهور جرت ترقيتي لوكيلة كلية إدارة الأعمال (cba) مدة سنة حصلت الكلية خلالها على ستة اعتمادات محلية ودولية، وكنت أشرف على عدد كبير من الزميلات والزملاء المميزين والداعمين، إضافة إلى الطلبة، ولله الحمد أثبتُّ أني على قدر الثقة التي منحتني إياها إدارة الجامعة، بعدها جرت ترقيتي لأكون وكيلة كلية الإعلان في الجامعة، ومن ستة شهور مضت كان القرار بتوليتي عمادة كلية الإعلان في جدة".
الأبواب مفتوحة
وقد أوضحت مدى سعادتها بالتجربة، وتحقيق قدر كبير من أهدافها وهي لا تزال ثلاثينية العمر، معلنة أن التحديات كانت قوية، وكان التدريب مكثفا.
وعن خطتها المستقبلية قالت: "دخلت المجال الأكاديمي حقيقة لأترك بصمة مميزة في وطني من خلال الخبرات التي اكتسبتها على مر السنوات السابقة، للآن لا يوجد شيء محدد، ولكن الأبواب مفتوحة لكل فرصة تحقق الهدف وتضعني على محك وتجربة جديدة.
العمل الأكاديمي سيبقى في حياتي، مع توجهات وتحديات ومغامرات جديدة"، موجهة رسالة شكر لكل من آمن بها، ولوالدتها صاحبة الفضل الأكبر.