أمل باعطية رئيسة اللجنة النسائية للمصارعة السعودية: بَنيتُ نفسي من الصفر.. وأولادي الداعم الحقيقي
● استقالتي من الوظيفة أثارت عاصفة من الاعتراضات
● الداعم الوحيد لمشروعي كان أبنائي
● بدأت من غرفة صغيرة في منزلي
● استخدمت عبوات المياه المعدنية بديلاً للأثقال
● الرياضة لا تحتاج سوى القوة والعزيمة
● أعمل لتكوين أول فريق نسائي في المصارعة
● شاركت في سباقات عربية ودولية وحققت مراكز متقدمة
● أستعد حاليًّا للمشاركة في سباقات رفع الأثقال
بعد تاريخ طويل مع لغة الأرقام والمال والأعمال، تركت وظيفتها المرموقة وانتقلت إلى مجال مختلف تمامًا، لتكون أول سعودية تُدرّب رياضة الـ "كروس فيت Crossfit" وتتبوأ منصب رئيسة اللجنة النسائية للاتحاد السعودي للمصارعة.
المدربة أمل محمد باعطية في لقاء مع مجلة "الرجل" تروي تفاصيل تحولها من الاستثمارات المالية إلى الرياضة، وتكشف عن أهم محطات مشوارها، والتحديات التي واجهتها، كما تتحدث عن "الرجال" الذين كانوا سندها في مشوارها ونجاحها.
خلال حقبة من الزمن امتدت على 13 عامًا، تولت أمل محمد باعطية مهامَّ مالية واستثمارية لصالح عدد من الشركات القابضة، إلى أن قررت في لحظة مفصلية من حياتها، أن تتبع شغفها الرياضي، وبدأت به بالتدريج، إذ قسّمت الوقت ما بين عملها الرسمي موظفة، وممارستها للتدريب، تقول "قررت التوجه لشغفي القديم: الرياضة، عشقي منذ الصغر".
ونوهت أنها لا تزال تبحث عن الرياضات الغريبة وتحاول تعلمها، ونظرًا لأن النوادي الرياضية النسائية كانت قليلة بالسعودية في عهدها السابق، فكانت تحاول ممارستها بشكل يومي في منزلها، حتى تعرفت على رياضة (كروس فيت) خلال سفرها إلى دبي مضيفة: "شدتني جدًّا ولفتت انتباهي لأنها تمارين مختلفة، وقد بدأت دراستها وكانت أول دورة تدريبية أنتسب لها في عام 2013، ومن ثم التحقت بأكثر من دورة تدريبية واجتزت اختباراتها حتى أصبحت ما أنا عليه حاليًّا".
اقرأ أيضًا:مستشارة السيارات ندى حمبظاظة: زوجي يدعمني في كل خطواتي… أستعد للمشاركة برالي إسبانيا
العائلة تنضم للتدريبات
ويُعد CrossFit برنامجًا للقوة والتكييف واللياقة البدنية الشامل يتكون أساسًا من مزيج من التمارين الهوائية وتمارين الجمباز (تمارين وزن الجسم)، ورفع الأثقال الأولمبية.
في عام 2015 بدأت أمل باعطية تلفت النظر بمظهرها الجديد، ما جعل السؤال الدائم الذي يدور حولها بسبب قوتها، ولياقتها البدنية وهنا قرر عدد من العائلة الانضمام لها في حصص تدريبية.
نقطة التحول
بعد أن حصلت على شهادات تؤهلها لأن تكون مدربة لياقة وبدأ صيتها يذاع، تواصلت معها عدد من السيدات وبدأت تُدربهنّ في منزلها، تقول: "خصصت غرفة صغيرة وجهزتها ببعض الآليات المناسبة لممارسة تمارين (الكروس فيت) وغيرها من التمارين الرياضية الأخرى، وبعد عدة سنوات في عام 2017 قررت اتباع شغفي وترك الوظيفة الرسمية وافتتاح مشروعي الخاص بالشراكة مع إحدى المتدربات لدي، وقد قدمت استقالتي في ظل عاصفة من الاعتراض على قراري، خصوصًا أن وظيفتي كانت بميزات وراتب جيد جدًّا".
الدعم أتى من أبنائي
تركها للوظيفة جعلها تواجه اعتراضات من محيطها، تقول: "والدتي وإخوتي كانوا ما بين مؤيد ومتفهم لشغفي، وبين معترض للمخاطرة التي سأقدم عليها".
وعن فريق الداعمين تكشف باعطية وهي أم لشابين صغيرين: "الداعم الوحيد في هذا القرار كان أبنائي يوسف (17 سنة)، ومالكًا (12 سنة) فقد صبرا على انشغالي عنهما، وكانا محفزًا رائعًا، وداعمًا حقيقيًّا في مشواري، فبعد 13 عامًا من العمل المتواصل في مجال المالية والاستثمار هأنذا أبدأ من الصفر مرة أخرى".
وأشارت إلى أن المخاطرة كانت عالية جدًّا إذ خرجت من دائرة الأمان إلى العمل الحر، تاركة خلفها وظيفة جيدة، وراتبًا شهريًّا مضمونًا، مقابل السير خلف شغف، لا تعرف لأي مدى سيتحقق.
البدايات الصعبة
اتخذت من منزلها مكانًا لبدايتها مضيفة: "شرعت في اتخاذ كل الخطوات النظامية، وخصصت مكانًا في البيت إذ لم أبدأ بتأسيس نادٍ قبل التأكد من حجم الزبائن، وهل سيحقق العمل مبتغاه أم سنتعثر في منتصف الطريق، وقد بدأت من المنزل وواجهت تحدي تأمين الأجهزة المطلوبة، هنا بدأت شراء المستلزمات شيئا فشيئا، بحسب توفرها، خصوصًا أن بدايتي لم تكن بعدد كبير من السيدات، كنت حريصة جدًّا أن أبدأ بأعداد قليلة حتى تتمكن كل سيدة من تعلم "الكروس فيت" بشكل صحيح، وتتقن كل حركة، لذلك كانت الحصة تتكون من ثلاث سيدات إلى أربع فقط".
وأوضحت أنها على وشك افتتاح أول فروع ناديها الخاص، الذي يركز على رياضة "الكروس فيت" بوصفها أساسا وركيزة، "ومن ثم إضافة عدة رياضات منها اليوغا، بالشراكة مع سيدتين تدربتا معي على الرياضة وعشقتاها مثلي".
كورونا وأدوات المنزل
مع جائحة كورونا وضرورة البقاء بالمنزل، اخترعت أمل باعطية طريقتها للاستمرار والكفاح لنجاح مشروعها، تقول: "من طبعي أن أفكر في حلول وبدائل وخلال الحجر المنزلي لم نكن نمارس الرياضة بمفهومها الطبيعي، لذلك كان لا بُدَّ من حل الاستعانة بالأدوات المنزلية الموجودة في بيت كل سيدة، استخدمنا عبوات المياه المعدنية الكبيرة بديلاً عن الأثقال، وكانت فكرة جميلة، استخدمت خلالها كل ما يمكن، وكنت أجلس أفكر كيف أستفيد من كل ما حولي لأعطي المتابعات خططًا جديدة سريعة، جميلة، وقليلة التكلفة، وحقيقة الرياضة لا تحتاج سوى القوة، والعزيمة".
مؤكدة أن الرياضة حاليًّا مطلب مهم للسيدة في ظل الضغوط الاجتماعية، والعملية، وتغير مزاجها بسبب اختلافاتها الهرمونية، لتبقى المرأة بصحتها، بعيدة على أمراض العصر، بالإضافة إلى الانعكاس الإيجابي على الحالة النفسية، بنسبة تقارب 60%.
اقرأ أيضًا:مصممة الأزياء أفنان محمود زغبي: كنت انطوائية.. وزوجي أخرجني من قوقعتي
رئيسة المصارعة
وعن التغيرات الجوهرية في وجه السعودية الجديد قالت: "لدينا اليوم آفاق جديدة، ومستقبل واعد، ويجري تمكين المرأة في كل المجالات ومنها المجال الرياضي، إذ جرى اختياري لترؤس لجنة المصارعة النسائية السعودية في يونيو 2022 من قبل الاتحاد السعودي للرياضة، بعد أن كنت عضوة في اللجنة نفسها منذ أغسطس 2021م".
وعن هدف هذه الرياضة الجديدة، توضح "لا نمتلك فريقًا نسائيًّا، ودور اللجنة تكوين فرق سعودية في المصارعة النسائية، واستقطاب مدربات من الخارج يمتلكن الخبرة الكافية، من أجل المنافسة محليًّا، وعربيًّا، ومن ثم دوليًّا".
وقالت إنها تعمل على قدم وساق هي وكامل الفريق والمختصون للوصول إلى المنافسات العربية والدولية مؤكدة أن"السعودية قادرة على المنافسة، فهي لا تقل عن غيرها من الدول العربية".
سأشارك في رفع الأثقال
مثلت أمل باعطية السعودية في عدة محافل رياضية وحققت مراكز متقدمة وكانت في المجمل سباقات خليجية وعربية ودولية مضيفة: "كانت أولى مشاركاتي: سباق العقبات في دولة الكويت (خمسة كيلو) محققة الميدالية البرونزية، والمركز الثالث، وفي عام 2017م جرى تنظيم سباقات جري داخل السعودية وحققت في اثنين منها المركز الثاني، وآخر مشاركة كانت في عام 2019 في فنلندا، وكنت العربية الوحيدة في سباق العقلة، وحققت المركز الثالث".
وقد بينت أن في رصيدها خمس ميداليات ما بين فضية وبرونزية، وأنها تخطط للمشاركة في إحدى السباقات الدولية والتي تسمى (الماسترز) للفئة العمرية ما فوق 35 عامًا في رفع الأثقال.
النادي علامة فارقة
وعن أهم مشاريعها المستقبلية تكشف أمل باعطية "بالإضافة للعمل على مهامي الجديدة بوصفي رئيسة للجنة المصارعة النسائية لتحقيق أفضل نتائج، وتكوين فريق ينافس بقوة، أيضًا طموحي أن يكون النادي الذي أمتلكه علامة فارقة في حياة كل سيدة، إضافة إلى توسعة العمل ليكون أكثر من فرع، وأخيرًا أستعد حاليًّا للمشاركة في سباقات رفع الأثقال بالفئة العمرية والوزن الخاص بي، وأتمنى أن أمثل السعودية وكل الدول العربية وأحقق مركزًا مشرفًا فيها".
بوكس
مالك سامر: فخور جدًّا بما حققته والدتي
مالك سامر الشهيب الابن الأصغر (12 سنة) لمدربة اللياقة وأول سعودية في رياضة "كروس فيت" شاركنا الحديث قائلاً: "أنا فخور جدًّا بما حققته والدتي، ومؤيد جدًّا لها، ولعملها، بل هي من جعلتنا نهتم بالمجال الرياضي، فأنا مثلاً مهتم برياضة كرة السلة وأمارسها خلال وجودي في المدرسة، إضافة إلى لعبة الجيتسو، وقد شاركت في سباقات وحققت المركز الثاني على مستوى السعودية".