خبيرة الجواهر رؤى يغمور: الجواهر رسائل حب.. والدي اكتشفني وزوجي أخذ بيدي
زوجها علاء يماني: لم أشعر بالخوف عليها لثقتي بقدراتها
● التعليم يُعطيك الأساسيات فقط
● الدقة والخيال والخبرة تُكتسَب بالعمل
● السعودية تعاني نقص المحترفين
● أعمل على تطوير جواهر الرجال من الفضة
● أتمنى أن أترك بصمة جميلة في حياة الناس
● أخطط لسلسلة متاجر جواهر على مستوى السعودية
● أعمل على افتتاح محل لبيع الجملة خارج السعودية
● بدأت ورشتي بثلاثة موظفين وحاليًّا لدينا 25 موظفًا
● جمعت بين التصنيع والبيع والتقييم
● شراء الجواهر رسالة لمن نحب
البطاقة التعريفية:
الاسم: رؤى محمد أحمد يغمور
تاريخ ومكان الميلاد: 26 يناير 1981م – ولاية بنسلفانيا الولايات المتحدة الأمريكية
الدراسة: ماجستير علم المعادن من أمريكا وكندا وإيطاليا
المهنة: خبيرة متخصصة في مجال الجواهر ومُقيّمة جواهر
الاهتمامات: الرسم، والقراءة، والاطلاع على الغرائب، والغوص في المحتويات الجديدة، والأحجار الكريمة.
البطاقة التعريفية:
الاسم: علاء عدنان يماني
تاريخ ومكان الميلاد: مكة المكرمة، 1974م
الدراسة: بكالوريوس من جامعة الملك عبد العزيز وماجستير من جامعة لندن في القانون
المهنة: محامٍ ومستشار قانوني
الاهتمامات: القانون والشريعة الإسلامية بصفة عامة بالإضافة إلى حب الدراسة والعلوم السياسية والاقتصاد الدولي، والاهتمام بالجواهر.
يبدأ عملها من لحظة استخراج الأحجار الكريمة والمعادن الثمينة من المناجم إلى أن تأخذ طريقها إلى الزبائن، ويجري بيعها. إنها رؤى يغمور، خبيرة ومُقيّمة للقطع الثمينة، وصاحبة مشروع طموح داخل المملكة العربية السعودية وخارجها.
من خلال صفحات "رجل في حياتها" تروي لمجلة الرجل قصتها، وكيف تحول شغفها لاكتشاف الجواهر إلى عمل وتجارة، وعن دور والدها وزوجها فيما وصلت إليه.
والدي اكتشف شغفي
كانت لا تزال في سن العاشرة حين قرأت كتابًا أثار اهتمامها وفضولها، ووجدت فيه ما يحاكي مخيلتها الصغيرة ويأخذها إلى عوالم جديدة تقول: "لم أكن أعلم أن في داخلي هذا الشغف، كان عبارة عن فصل صغير في الكتاب، يتحدث عن الأحفورات، والمعادن وكيفية تسربها إلى الكائنات وكيف تتشكل لتكون سببًا في حياة كثير من الأحياء".
اكتشف والدها شغف ابنته وراح يبحث معها عما يشبع فضولها، تقول: "بحث والدي ووصل لشخص لديه علم ودراية في هذا المجال، وأصبحت سنويًّا ألقاه عند السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية".
الرجل جيولوجي مخضرم بحسب حديث رؤى يغمور، علّمها ما لم يُكتب في الكتب، بل لم تتوقف الحكاية عند هذا الحد، فوجدت عالمًا آخر في السعودية، وبذلك أصبحت أكثر إلمامًا بشاردات علم المعادن والجواهر والأحجار الكريمة.
وتضيف: "كنت أزور ما يُدعى وادي الزفير في الولايات المتحدة، لأقف على استخراج الأحجار الكريمة من المناجم، وكان لدي فضول للتعرف أكثر على هذه المهنة، حتى أصبح لدي ذاكرة بصرية لتميز كل شيء فيه، لأنه إضافة إلى العلم يجب أن يمتلك صاحب المهنة ذاكرة بصرية".
اقرأ أيضًا:أمل باعطية رئيسة اللجنة النسائية للمصارعة السعودية: بَنيتُ نفسي من الصفر.. وأولادي الداعم الحقيقي
لم أستسلم
حين أنهت دراستها الثانوية، عَبرت لوالدها عن رغبتها بدراسة الجيولوجيا، غير أن والدها رفض في البداية، تضيف: "تحدثت مع معلمي في المملكة العربية السعودية لإقناع والدي، فنصحني بدراسة علم المعادن، وعلم المعادن البصري، وعلم الجواهر، ومن ثم عرفني على شخص كان يعمل في المعادن والأحجار الثمينة، وتحدث معي عن الموضوع نفسه، وقد أقنعني، وهو ما جعلني أحاول مرة أخرى مع والدي.
وبدوره رفض الموضوع جملة وتفصيلاً، وتمسّك بقراره أن أدرس إدارة أعمال في جامعة الملك عبد العزيز".
لم تستسلم رؤى وأصرّت على دراسة ما تريد لتتحدث مع خالها، وهو صديق مقرب لولدها، ونالت موافقة والدها بشرط أن تلتزم بدراسة إدارة الأعمال، وقد وافقت.
الشريك والزوج الداعم
خلال سنوات دراسة رؤى يغمور تقدم لخطبتها المحامي علاء يماني، الذي يقول: "تقدمت لخطبة رؤى، ومن أول لقاء دار الحديث حول الأحجار الكريمة، وبحكم أن لدي بعض الخلفية البسيطة شدني تبحّرها في هذا العلم، فكان أول باب للانسجام فيما بيننا فشاركتها شغفها".
ويضيف "فيما يتعلق بسفرها المتكرر لم يكن لدي أي ممانعة لأني لمست مدى حرصها على تحقيق شيء مختلف، وبالفعل تم الارتباط، وأكملت رؤى حلمها في دراسة الأحجار الكريمة".
مؤكدًا أنها تعد من أوائل السيدات اللواتي حصلن على شهادة معتمدة يُعترف بها في المجال على مستوى السعودية إن لم تكن الوحيدة.
وعن مشاركته لزوجته في رحلة الأحجار الكريمة، يوضح: "أول رحلة قمنا بها كانت لإيطاليا حيث كان لديها اختبار لمدة أسبوعين في معهد (GIA)، وكنت أراقبها وهي تفحص الأحجار الكريمة، وتُقدم تقييمها حيث كنت أشاهدها من خارج القاعة، وأتذكر أن هذا الاختبار كان لا بُدَّ من أن تحصل على درجة كاملة وممنوع الخطأ".
اقرأ أيضًا:مستشارة السيارات ندى حمبظاظة: زوجي يدعمني في كل خطواتي… أستعد للمشاركة برالي إسبانيا
دور المصادفة
بعد تخرجها وحصولها على شهادة معتمدة في تقييم المعادن والجواهر والأحجار الكريمة، عادت إلى السعودية وبدأت رحلة العمل، لكنها توضح: "لا أزال أدرس للحصول على درجة الأستاذية في مجال تقييم المعادن والأحجار الثمينة".
وعن عملها كونها أول امرأة مُقيّمة مُعتمدة تروي: "بدأت حياتي العملية منذ استلمت شهادتي الأولى عام 2003م، حيث قدمت أوراقي لشركة في السعودية، وأجريت المقابلة الشخصية وكان لأول مرة يفتح المجال لعمل الإناث في مجال الجواهر، ولكن للأسف لم يجر قبولي لأنه لم يتوفر في ذلك الوقت المنصب المناسب".
وتتابع قصة توظيفها: "وبخروجي من الشركة صادفت شخصًا من جنسية عربية تعرف علي وطلب مني التواصل مع مدير شركة، وحدد لي موعدًا للمقابلة الشخصية، وجرت المقابلة، وقُبلت في الشركة.
وبعد ستة شهور من العمل جرت ترقيتي لمنصب المدير الإقليمي في عام 2004م".
الثقة بقدراتها
تحدث زوجها المحامي علاء يماني عن تلك الفترة قائلاً: "حقيقة لم أشعر بالخوف على رؤى حيث إني أعلم تمامًا قدراتها العملية، وشغفها الحقيقي في هذا المجال، إضافة إلى معرفتي بالقائمين على العمل، على الرغم من أن رؤى كانت السيدة الوحيدة داخل الشركة، ومع ذلك كانت لديّ ثقة كبيرة جدًّا بأنها قادرة على التعامل مع الجميع".
خبرة خارج الخيال
بعد مضي نحو عام على عملها في الشركة واكتساب الخبرات إضافة إلى دراستها، انتقلت إلى شركة أخرى بمنصب جديد ومهام مختلفة، تضيف "فوجئت باتصال من شركة سعودية لها باع كبير في المجال نفسه، وطلب مني الانتقال للعمل تحت مظلتهم براتب أربعة أضعاف راتبي في تلك الفترة، وبمنصب ذي صلاحيات أكبر وأفضل".
وعن عملها الجديد تقول "كنت ضمن فريق عمل يُعدُّ الأهَمَّ إداريًّا، كنت قد اكتسبت خبرة كبيرة من الشركة السابقة في الجواهر، وكل أنواع الأحجار الكريمة والمعادن، وحتى التحف لذلك دائمًا ما أسميها (خبرة خارج الخيال) وفي عملي بالشركة الجديدة اكتسبت خبرة في مجال إدارة الأعمال".
وقد أوضحت أن الدراسة طريق يعطيك الأساسيات ولكن الدقة، والخيال، والخبرة يكتسبها الشخص من خلال العمل وساعات الدوام، خصوصًا عندما تعمل مع شركات قوية وناجحة.
ولكن بعد عام توقفتْ عن العمل بسبب وعكة، وبعد عامين بادرتْ إلى استثمار ما حصدَتْه للدخول في سوق الأسهم، كانت تخطط لإنشاء عملها الخاص، في حال حصلَتْ على خمسة أضعاف المبلغ في سوق الأسهم.
أسست ورشتي الخاصة
وحقًا حصلت يغمور على ما أرادت، ووصل المبلغ لخمسة أضعاف فبادرت إلى سحبه كاملاً وافتتاح عملها الخاص، وبعد ذلك حصلت مفاجأة كبيرة، تقول: "لقد انهار سوق الأسهم بعد سحب كامل المبلغ بيومين أو ثلاثة أيام، كنت قد مضيت بالخطوات العملية لافتتاح ورشتي الخاصة لتصنيع الجواهر، وانطلقت الورشة في عام 2007م بثلاثة عمال، ووصلنا الآن إلى 25 عاملاً".
وأضافت: "دخلت السوق السعودي وتعاملت مع أهل السوق وبدأت بالتعاون معهم سواء من خلال تأمين الأحجار الكريمة بحسب طلب كل تاجر، أو خدمته في قص حجر ما، أو حتى تصميم وصياغة قطع، وعملت على بناء ثقة متبادلة".
اقرأ أيضًا:مصممة الأزياء أفنان محمود زغبي: كنت انطوائية.. وزوجي أخرجني من قوقعتي
وبحسب حديث يغمور فإن زوجها كان دائمًا إلى جانبها يُشجّعها ويأخذ بيدها، منوهة بأنّ الإشكالية التي تعانيها حتى اللحظة خلو السوق من سعوديين محترفين يمتلكون مهارة عالية، وجودة متناهية الدقة.
محل لبيع الجواهر
اتجه رأي المحامي علاء للتوسع في العمل ودعم زوجته لافتتاح محل يقول: "يبقى العمل من خلال الورشة محدودًا، وكنت قد أشرت على رؤى بالفكرة ووجدت لديها القبول، بدأنا بالتخطيط بافتتاح المحل، والمتجر الإلكتروني، وجرى ذلك في 2021 بعد انتهاء الجائحة وتحرك السوق".
وعن الفترة الحالية من المبيعات وحركة السوق الفعلية تكمل رؤى: "نحن نختلف في مفهومنا عن غيرنا من الموجودين في السوق؛ المتجر يرتكز على أربعة أركان هي الجواهر للبيع، والأحجار الكريمة للتصنيع، وجواهر الأطفال، وجواهر الفضة الرجالية، وعملنا على دراسة مفهوم المستهلك داخل السوق في الفترة الحالية ونعمل على تطوير كل ما يلزم بشكل مستمر مواكبة مع المتغيرات".
وقد أعلنت أنها تعمل حاليًّا على تطوير جواهر الرجال من الفضة لتقوية هذا الركن، ودعمه ببعض المنتجات الجديدة مثل الأساور الرجالية، وخواتم الزواج.
وتبقى الجواهر بحسب مفهوم رؤى يغمور (هي طريقة غير لفظية للتعبير عن الذات).
بصمة جميلة
جمعت يغمور بين التصنيع والبيع والتقييم وعن خططها المستقبلية تقول: "سنكون من العلامات التجارية القوية في مجال الجواهر ليس في ناحية البيع فقط، بل أيضًا في التصنيع، وعلى المستوى الشخصي سأكمل دراستي حتى أصل إلى منصب أستاذ مقيّم وهي أعلى درجة في المهنة، إضافة إلى أني أتمنى أن أترك بصمة جميلة في حياة الناس، وأثرًا من خلال القطع التي يشتريها الزبون من متجري حيث إنها تبقى رسالة لمن يحب".
وقد نوهت بأن لديها خطة خلال السنوات القادمة لافتتاح أكثر من متجر للجواهر على مستوى السعودية، والخروج من النطاق المحلي إلى العربي والدولي.
وتعمل حاليًّا أيضًا على افتتاح محل للبيع بالجملة خارج السعودية.
يقول المحامي علاء يماني: "الناس تتنفس الأكسجين، ورؤى تتنفس الجواهر، فهو عشقها منذ الصغر".
مؤكدًا أن شغفها هو المحرك الأساسي لإبداعاتها.