مصممة الأزياء أفنان محمود زغبي: كنت انطوائية.. وزوجي أخرجني من قوقعتي
• تركت وظيفتي في شركة عالمية لأحقق شغفي وحلمي.
• هدوئي كان لدرجة الانطوائية.. وكان العمل يشغل حيزًا كبيرًا من حياتي.
• اتجاهي لتصميم الأزياء شكّل صدمة لوالدي.
• تحول والدي من الرفض إلى الدعم والمساندة.
• بعد بكالوريوس إدارة الأعمال درست دبلوم فن التصميم والأزياء.
• زوجي بشخصيته المرحة والعفوية أخرجني من قوقعتي.
• زوجي من الرجال القليلين الذين يدفعون بالمرأة إلى النجاح.
• عشقت الكاميرا واستضافوني في برنامج "سيدتي" على قناة روتانا.
• تجربتي الأولى في الدراما مسؤولة المظهر في مسلسل "يلا نسوق".
• إدارة فريق الملابس الخاصة بالممثلين شيء صعب جدًا.
• بدأت بمسلسل "يلا نسوق" وانتهيت بمسلسل "سندس" على قناة mbc.
• زوجي أرشدني لرياضة "اليوغا" وله الفضل في هدوئي النفسي.
البطاقة التعريفية:
الاسم: أفنان محمود محمد زغبي
مكان وتاريخ الميلاد: جدة – 1983م
الدراسة: بكالوريوس إدارة أعمال جامعة الملك عبد العزيز، دبلوم في تصميم الأزياء
المسمى الوظيفي: مصممة أزياء، ومن القلائل في مجال الستايلس (أسلوب، نمط) الدراما التليفزيونية
الاهتمامات: تحليل الصورة والألوان وطبيعة الملابس ومناسبتها مع المشهد الدرامي – رياضة اليوغا
بجرأة وشغف لا يقاوَم، اقتحمَت مجالاً لم يكن للسعوديات وجود يُذكر فيه، فقد لمع اسمها بوصفها مصممة أزياء، ورئيسة فريق (دراما ستايلس) لعدد من المسلسلات السعودية والبرامج التلفزيونية والإعلانات، في وقت كانت مثل هذه النوعية من الأعمال حكرًا على فتيات من خارج البلاد.
لم يكن مشوارها بلا تحديات، لكن هناك من دعم موهبتها وقدرتها على قراءة الصورة واللون والخلفية كما يريدها المشهد، ما جعلها حديث كل من عمل معها، وفاض شغفها على تصميم الملابس وخياطتها، كما برزت أيضًا مدربة يوغا بعد أن تعرفت على هذه الرياضة التي تشبع الروح، وتخلصها من الضغوط اليومية.
أفنان محمود زغبي مصممة الأزياء السعودية، بعد مسلسل "سندس" وإشادة الممثل والمنتج حسن عسيري بعملها، تتحدث لمجلة "الرجل" عن سر نجاحها، وتكشف عن التحديات التي واجهتها، وعن الرجل الذي وقف إلى جانبها، وفتح الأبواب أمامها لتحصد كل هذا الألق والنجاح.
تطل على متابعيها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي بالصوت والصورة والكثير من النصائح في كيفية تنسيق الملابس واكتمال المظهر، بما يتوافق وإبراز أنوثة المرأة وجمالها.
وعلى الرغم من أنها اكتسبت معظم مهاراتها بالتجربة المباشرة، فإنها استطاعت أن توجد لنفسها مساحتها الخاصة في عالم الموضة والأزياء، في تجربة امتدت على مدى 13 عامًا عاشت كل تفاصيلها المتعبة قبل الجميلة.
إقرأ أيضاً:الحوار الكامل لـ «الرجل» مع محمد التركي رئيس لجنة مهرجان البحر الأحمر السينمائي
مصممة الأزياء أفنان زغبي تتحدث لمجلة "الرجل" عن سرها المكنون ومن كان سندها ودعمها ورفيق نجاحاتها قائلة:
"تخرجت في جامعة الملك عبد العزيز في جدة، وعملت لمدة أربع سنوات متواصلة في كثير من الشركات والوظائف منها ما كان يتبع التسويق، الموارد البشرية، البيع بكل أقسامه، وحققت مكانة جيدة جدًا، بل كنت قد شغلت منصبًا وظيفيًا أكثر من ممتاز في إحدى الشركات العالمية براتب ومميزات مرضية جدًا، ولكن لم أكن أمتلك الشغف، ولم أجد نفسي خلف المكتب، ولا بين جدران صماء، ومعاملات الأوراق، ونظام روتيني خالٍ من الروح، والحياة".
وبعد أن حصلت على ترقيتها في الشركة العالمية التي كانت تعمل بها حدثت والدتها أنها بعيدة كل البعد عن سعادتها، متخذة قرارًا بترك العمل، واتباع قلبها في تأسيس مسيرتها الخاصة في مجال الموضة والأزياء.
تحول موقف والدي
قرار التوقف عن العمل موظفة واتباع شغفها لم يكن بلا تحديات وضريبة، فحين تركت الراتب والمنصب، وأمسكت بالقلم والورقة لتكون اسمًا يزاحم في عالم تصميم الأزياء، عارضها والدها بشدة وأبدى رفضه التام لخطوتها.
لكن الأمور لم تدم على هذا المنوال، توضح زغبي أن والدها استسلم أخيرًا لرغبتها.
وتضيف: "قراري الانتقال لتصميم الأزياء شكل صدمة لوالدي خصوصًا أني كنت جديدة العهد بالترقية التي حصلت عليها، وبالطبع كان الرفض رد الفعل الطبيعي تجاه ما عزمت عليه، واستمر برفضه مدة من الزمن، ولكن مع تواصل جهودي وإثبات ذاتي وجد نفسه يوافق على اختياري، بل أصبح المحرك الفعلي لي أمام أي توقف وخمول وصعوبة تواجهني".
إقرأ أيضاً:الفنان «محمد القس» في حوار خاص للرجل: الإنجاز محبة الناس والجماهير
زوجي فك عزلتي
صممت للعروس طلتها ليلة عمرها، وأرضت غرور الفتاة المخملية، وتعاملت مع طبيعة البنت الكلاسيكية وغيرهن ممن عشقن خطوط أزيائها، وأقمشتها، وألوانها، ومع ذلك تعترف أفنان زغبي بأن خلف ظهورها الإعلامي في وسائل التواصل الاجتماعي هو زوجها تقول: "لا أبالغ عندما أعترف أن هدوئي كان لدرجة الانطوائية، وكان العمل يشغل حيزًا كبيرًا من حياتي، وأسرتي كانت المحور الذي أدور في فلكه".
وتضيف "لكن زوجي (حلمي نتو) بشخصيته المرحة، وعفويته التي تجذب محبيه استطاع أن يخرجني من قوقعتي إلى أفق أوسع وأرحب، وأذكر أن كثيرًا ما كنت أخرج معه ويتركني وحيدة مع مجموعة من الصديقات لأتعلم كيفية التواصل الاجتماعي، بل هو من وضعني على طريق التواصل الاجتماعي".
مؤكدة أن بداية هذه الخطة كانت مزعجة لها، ولم تفقه إلى أي شيء يرمي من اختبارها في كثير من المواقف والتجمعات، فيما تجلّى لها الهدف خلال سبع سنوات، لتخرج من الانطوائية إلى الاجتماعية، وتشغل كثيرًا من الأعمال ما بين تصميم أزياء، ودراما ستايلس، ومدربة يوغا.
وهيأ الأجواء
"قلة قليلة هم الرجال أو الأزواج الذين يشكلون دافعًا حقيقيًا لنجاح زوجاتهم"، هذا ما تحدثت عنه مصممة الأزياء السعودية أفنان زغبي، وتضيف: "طبيعة عملي مؤخرًا أصبحت أكثر من صعبة حيث تتطلب كثيرًا من الوجود خارج المنزل، بل خارج المدينة، وأحيانًا خارج الدولة كما هو الحال في مسلسل "الميراث" وكان التصوير في دولة الإمارات العربية (دبي) واضطرني العمل أن أكون هناك، وكنا حينها في بداية جائحة كورونا".
إقرأ أيضاً:«غصاب المنديل» الرئيس التنفيذي لشركة جاهز في حوار خاص للرجل
وتضيف "أذكر تماما أن الخوف تملكني في تلك الفترة وعزمت على العودة إلى السعودية، لكنه كان يحفزني جدا لمواصلة العمل، ويعمل على امتصاص خوفي، ومع ذلك لم أرغب بترك العائلة في تلك الفترة وبالفعل تقبل قراري بالعودة".
لم تكن هذه هي الحادثة الوحيدة، بل كثيرًا من الأحيان تختفي أفنان من المحيط الأسري بسبب بداية فكرة لمجموعاتها السنوية، التي تعمد إلى تصميمها، مؤكدة أنها خلال فترة عملها تذهب إلى ركنها البعيد لتتفرغ تمامًا لرسم تصميماتها الجديدة، هذه الحالة يقدرها زوجها حلمي نتو (هو رائد أعمال ومن مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي) بل يعمل على تهيئة الأجواء المريحة، وتوفير عناصر الإلهام، وتقديم كثير من النصائح في حال طلبتها.
وما بين الاختلاف والالتقاء فيما بينهما قالت: "أنا أحب التخطيط جدًا، ودائما لدي خطة أسبوعية لكل أعمالي، أما زوجي فدائمًا يتركها على الله.
في المقابل بيننا كثير من النقاط المشتركة ولعل أهمها التقارب الفكري في كثير من الأمور منها السفر، الأكل، المصاريف، الأهداف الاجتماعية وغيرها الكثير".
نقطة تحول
عشقها للكاميرا يكمل مشهد إطلالتها، تقول: "عشقت الكاميرا فأحبتني وتمّت استضافتي في عدد من البرامج وأشهرها برنامج "سيدتي" على قناة روتانا، ومن ثم تطور الموضوع لأصبح مسؤولة الإطلالة والمظهر في عدد من البرامج والإعلانات حتى فاجأني أحد المتصلين وعرض علي العمل في مسلسل بعنوان يلا نسوق".
لقد كانت تجربتها الأولى في العمل الدرامي، حيث تكشف أنها لم تكن تفهم ما تعني كلمة (orde) والفقرة (a) والفقرة (b) وتضيف "لكن التجربة استهوتني بحد ذاتها وتعلمت منها تفاصيل العمل في مجال الدراما التلفزيونية والإشراف على مظهر الممثلين".
إقرأ أيضاً:تفاصيل جلسة عن البرامج الحوارية في منتدى الإعلام السعودي
وأشارت أفنان إلى أن العمل التلفزيوني سمعة وانتشار، حيث تم التواصل معها من قبل شركة (صدف) للإنتاج التلفزيوني، وتم التعاقد على مسلسل (سريع سريع)، وتمّ تصويره في العاصمة الرياض، وكان المسلسل مع كبار نجوم الخليج منهم حسن عسيري، وفايز المالكي، والدكتور راشد الشمراني ليكون نافذة جديدة للنجاح، ولتصبح جزءًا لا يتجزأ من الأعمال الدرامية التلفزيونية القادمة.
وتواصلت أعمالها، مضيفة: "انتهى العمل في مسلسل سريع سريع، ليتم التواصل معي لمسلسل "الميراث"، والتصوير في مدينة دبي، وبالفعل كان انضمامي لفريق العمل فرصة جميلة جدًا، ولكن للأسف جائحة كورونا وخوفي على أسرتي جعلاني أفضل العودة إلى السعودية".
"سندس" والتحدي الكبير
قطعت أفنان محمود زغبي شوطًا كبيرًا في إدارة إطلالات ممثلي المسلسلات التلفزيونية، وكثير من البرامج، وأصبحت الأعمال تكبر بحجم خبرتها، لتكون على رأس القائمة في مسلسل "سندس" على قناة mbc، تقول: "بعد عودتي من مسلسل (ميراث) كنت أفكر في اعتزال مجال الدراما التلفزيونية بسبب انشغالي المتواصل في أثناء التحضير للعمل عن البيت والأولاد، ولكن في تلك الفترة جرى التعاقد معي على مسلسل (سندس) وقررت أن يكون المسلسل المتكامل لي ومن ثم أتخذ القرار إما في مواصلة العمل وإما التوقف، وقد بدأنا التحضير للمسلسل، وكان لدي تحدٍ كبير لأن التصوير سيجري في وقت قياسي جدًا، ولدي العديد من المهام منها تحليل الشخصيات لاختيار الملابس وما يتناسب مع كل شخصية، واختيار ألوان المسلسل بشكل عام وكيفية تنسيق الألوان".
وتوضح أن "التعامل مع الممثلات والممثلين ومع نفسياتهم أمر صعب، فهناك من يتقبل، ومنهم من يعترض على تفاصيل معينة".
مشيرة إلى أن "إدارة فريق الملابس أيضا شيء صعب جدًا، لأن جميع العاملين في المسلسل يجب أن يكونوا جاهزين في الوقت ذاته، وأي تأخير سيكلف المجموعة مبالغ طائلة، وبالتأكيد لا أريد أن أتسبب في أي خسارة، ولا ننسى وجود أطفال في المسلسل بأعمار مختلفة فيجب التعامل مع مزاجيتهم، وعقلياتهم الطفولية".
لينتهي العرض ويحصد الفريق صدى واسع الإيجابية، ومحبة كل من شاهد المسلسل في حلقاته اليومية، ولتقرر مصممة الأزياء السعودية أن العمل في الدراما التلفزيونية أو كما تسمى (الدراما ستايلس) هو خطها المستقبلي في العمل.
إقرأ أيضاً:هاشم عبده هاشم يفتح كنز أسراره لـ «الرجل».. الحوار الكامل
الأزياء شغفي
ويبقى السؤال: هل تتخلى أفنان زغبي عن مهنة تصميم الأزياء أمام الكاميرا التلفزيونية؟ تجيب قائلة: "حقيقة في ظل وجود (الأون لاين)، والانفتاح الكبير على الأسواق العالمية، وسهولة الطلب من الخارج والداخل، أصبح المردود المادي ضعيفًا إلى حد ما، ومع ذلك وجودي في مجال تصميم الأزياء أعتقد أنه مستمر وأبدي، وبين فترة وأخرى سيكون لديّ مجموعاتي الخاصة، لأنه أولاً وأخيرًا هو الشغف الحقيقي"، موجهة أن العمل في الدراما التلفزيونية يضمن لها الاستمرارية العملية خصوصًا أنها تعد من القلة في هذا المجال حيث إنه جرت العادة أن تسند هذه المهمة لمن هن من خارج السعودية بسبب ندرة السعوديات والسعوديين في هذا التخصص.
أزياء ويوغا
وعن تحولها للعمل مدربة يوغا تعلق قائلة: "أعود بالفضل في ذلك إلى زوجي لأنه صاحب الفكرة، حيث تعرضت في تلك الفترة لضغوط مختلفة ما بين العمل، والأولاد، والبيت".
وتضيف: "في أحد الأيام قرأ زوجي إعلانًا عن رياضة اليوغا ونصحني بالانضمام للمجموعة، حينها لم أقتنع بأنها مجدية أمام كمية العصبية والتوتر التي كنت أعيشها، ومع إلحاحه قررت خوض التجربة، وبعد أول حصة وتفريغ كل التوتر من داخلي انضممت للفريق، وبالفعل حاليًا أعيش حالة من السكينة والهدوء النفسي، وبت أعشق هذه الرياضة بل درست كيفية أن أكون مدربة يوغا، وبين حين وآخر أقدم المساعدة للآخرين، من خلال حصص يوغا تساعدهم على التخلص من القلق، والانفعال، والعصبية".
خطتي القادمة
وعن الخطة القادمة تكشف لمجلة الرجل: "أعمل حاليا على التواصل مع شركات ومؤسسات إنتاج خارج السعودية لأكون قائدة فريق الملابس للمسلسلات، والبرامج غير السعودية، ومن نظرتي أرى أن هوليود قريبًا ستضع السعودية على خارطتها في كثير من الأفلام العالمية وأطمح أن أكون جزءا من هذا" مؤكدة أن هوليود على مرمى نظرها.. والخطة المستقبلية القادمة.