حصة المزروع أول سعودية تدير فندقًا عامًا في المملكة: بدأت موظفة في الملاهي وبدعم الرجل وصلت إلى منصبي
في ظل الدعم الذي تحظى به المرأة السعودية، بات من الطبيعي أن نخصص لها في مجلة الرجل صفحات نستضيف فيها شهريًّا اسمًا بارزًا من الأسماء التي تتزاحم لتجد لها مكانًا في سماء الإبداع والإنجاز. وتعد حصة المزروع مدير عام فندق نوفوتيل–العنود، أول سعودية تشغل هذا المنصب في قطاع الضيافة في السعودية.
واجهت تحديات كثيرة لتصل إلى ما وصلت إليه اليوم، في مجال كان حكرًا على الرجال، تمكنت من اقتحامه بكفاءة واقتدار.. فمن هو الرجل السند، الذي وقف إلى جانبها ودعمها في مسيرتها؟
مجلة الرجل التقت سيدة الأعمال حصة المزروع، لتقف عند تجربتها، ولتتعرف على دور الرجل بحياتها المهنية، ودوره فيما وصلت إليه، خلال رحلة امتدت نحو عشرين عامًا، فإلى الحوار:
دعينا نبدأ معك بما أننا مجلة الرجل: من هو الرجل الأهم في حياتك الشخصية؟ وما بصمته في شخصيتك؟
في الحقيقة أتشرف بأن أكون أول امرأة تستضيفها مجلة خاصة بالرجل، لتتيح لي الفرصة لأتحدث عن الرجل الذي كان داعمًا لي بمسيرتي، سواء على المستوى الشخصي أو على المستوى المهني، فلله الحمد لقد حظيت بحياتي ومسيرتي على رجال أكفاء يصعب أن أحدد من هو الأهم في حياتي، وذلك لأن الرجل كان له أثر كبير في جميع مراحل حياتي، فقد كان أبي رحمة الله عليه، صديق الطفولة والموجه والمستشار في مراحل الشباب. والمصادفة الجميلة أنني أشبه ملامحه وتعبيراته والكثير من طباعه موجودة بشخصيتي، أما الرجل الأهم في حياتي اليوم شقيقي الأصغر عبدالله المزروع، بعد وفاة والدي.
أما الرجل الذي أعده قدوة وبمنزلة الأب الروحي لي على المستوى المهني فهو الأستاذ ماجد الحكير، الرئيس التنفيذي لمجموعة الحكير، اسم لا يمكن أن أتجاوزه عندما أتحدث عن مسيرتي المهنية، فقد بدأت معهم منذ عام 2004 في أول وظيفة لي في مجموعة الحكير، وكانت مسيرة ثرية جدًا فقد علمني وساندني ووبخني أيضًا، وأعتقد أنه مثال مشرف لجميع رجال الأعمال، وتمكينهم الحقيقي للشباب، ووصفي لكل رجل منهم في حياتي شهادة مجروحة، لكن لهم مني كل التقدير والاحترام والحب نظير هذا الدعم الذي حظيت به.
تحدثتِ عن ثلاثة رجال فلنبدأ من مشوارك المهني كيف حظيت على دعم ماجد الحكير الرئيس التنفيذي لمجموعة الحكير؟
كان ذلك في مشواري المهني الذي كان مفعمًا بالتحديات حيث حصلت على فرصة من خلاله لم أكن أتوقع أن أحظى بها. فرغم كفاحي وخطواتي من البداية التي تُعدُّ عندما دخلت المجال العملي أقل من رتبة الصفر، فإنني كنت مؤمنة أنه لدي الكثير، فلقد بدأت عملي في سن صغيرة بعد تخرجي من الجامعة، والتحقت بوظيفة بأحد البنوك، وهذه كانت كل طموحاتي وأحلامي، ثم أتيحت لي فرصة أن أتوظف في الحكير لاند كمشرفة على ألعاب الملاهي، برغم أن راتب وظيفة البنك كان أفضل، فإنني فضلت هذا العمل عن الوظيفة البنكية.
وفي عام 2006، أسستْ مجموعة الحكير قسمًا خاصًّا للعلاقات العامة تحت إشراف الأستاذة اعتدال ناجم، وهي شخصية قيادية محبوبة ومتقنة لعملها، وكنت إحدى الموظفات اللائي جرى اختيارهن لهذا القسم، ولكن بعد فترة توقف العمل بالقسم، قررت بعدها تقديم خطة واضحة للأستاذ ماجد الحكير، وهيكلة كاملة ومخطط لإنشاء العلاقات العامة.
وبالفعل توجهت بوضوح له وشرحت ما أفكر به، والحقيقة قد تكون الفرصة التي منحني إياها، المحفوفة بالتجارب والمهام المبطنة والمراقبة منه شخصيًّا، لم أكن أتوقعها، وبالفعل نجحت في إقناعه وإثبات وجودي حتى تقلَّدت منصب أوَّل وأصغر مديرة إدارة في مجموعة "الحكير" في العلاقات العامَّة بالمجموعة، وناشطة بالعمل التطوعيِّ والإنسانيِّ، خضت تجربة مجال الضِّيافة وإدارة وترويج العلامات التجاريَّة والتخطيط الاستراتيجيّ والتَّطوير وإدارة المناسبات، بالإضافة إلى إدارة برامج المسؤوليَّة الاجتماعيَّة وبرامج ولاء العملاء والعلاقات العامَّة.
وكانت أولى خطوات انطلاقي في عالم التميز، هذا الدعم والثقة الذي وضع على عاتقي، ما جعلني أحافظ وأستمر إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم، فأكبر تحية محفوفة بالورد لهذا الرجل الذي كان له بعد الله فضل، ومهما تحدثت عنه لن أوفيه حقه.
الرجل في حياتها
العمل في مجال الضيافة وتحديدًا في إدارة الفنادق كان حكرًا على الرجل وأنتِ أول سعودية تكسر هذا الاحتكار.. بماذا تعلقين؟
لا أستطيع القول إنني أول سعودية تكسر هذا المجال فهناك العديد من السيدات السعوديات اللاتي خضن هذا المجال، قبل بدايتي بكثير في مجالات متنوعة كإدارة الحفلات وفنون الطهي.
فيما يتعلق بي فأنا لا أتطلع لأن أكون الأولى، لكن أطمح أن يكون لي الأثر في صناعة السياحة في بلادي، وأتشرف بخدمة وطني في هذه الصناعة الواعدة.
وماذا عن الرجل في الحياة الشخصية لحصة؟
والدي رحمه الله، هو الرجل الأهم في الحياة الشخصية، كما ذكرت، فلقد أعطاني ثقة في اتخاذ قراراتي بمفردي. وبرغم أنه كان موجها وناصحا لي دائمًا، لكنه لم يكن يتدخل في قراراتي.
فمثلاً والدي لم يكن لديه رغبة في الوظيفة، فلقد كان تاجرًا وكان بناء على خبرته يفضل إما أن تبدأ عملك باستقلالية بحتة، وإما إذا كنت تود التوجه للوظيفة، فالوظيفة بالقطاع الحكومي هي الأفضل، كان يعطيني رأيه ولا يرفض أيًا من رغباتي.
حتى إنني أذكر في بداية حياتي الجامعية دخلت تخصص علم الحيوان، ولم يمنعني عن ذلك، فلقد كنت بتلك المرحلة العمرية أحلم بأن أكون عالمة، ولكني لم أوفق في هذا التخصص، وحولت دراستي إلى تخصص اللغة الإنجليزية.
تعلمت من والدي الكثير خصوصًا الجرأة في اتخاذ القرارات، اليوم وبعد وفاة والدي أقرب وأهم رجل لي بحياتي أخي الأصغر عبد الله فهو يشبهه.
وتتحدث عن أخيها عبد الله قائلة: نحن الأقرب بالشخصية والطباع، كنت مسؤولة عنه منذ كان صغيرًا حتى كبر، وأصبح داعمًا لي. هو ابني وأخي، الفرق بيننا 13 عامًا، وتحملت مسؤوليته، لكن عبد الله قريب جدًا مني، فهو مستمع لي وأنا مستشارته وهو مستشاري، عندما أتكلم معه أو عنه، كأني أتكلم عن نفسي وعن تصرفاتي، لذا أرتاح بالحديث عنه ومعه وهو الأقرب لي.
ما أفضل مواصفات للرجل المثالي بوجهة نظرك؟
الرجولة عندي تتلخص في حسن الخلق، فلا رجولة بلا أخلاق. هل يستطيع الرجل بوجهة نظرك الاستغناء عن المرأة؟ والعكس؟ لا يمكن لأي منهما أن يستطيع الاستغناء عن الآخر، وهذه سنة الله في خلقه.
الحياة المهنية والعملية
حصة المزروع سعودية تُدير فندقًا ضخمًا في الرياض، حدثينا عن مراحل ما سبقت توليك منصبك، وعن هذا التميز.
عملت في قطاع السياحة منذ عام 2004م وشهدت جميع التحديات والعقبات والآمال، والحقيقة الدخول بالقطاع السياحي كان صدفة وراءها شغف، فلم يكن لدي استراتيجية نهائيًا لكني أحببت عملي منذ بداية عملي بالملاهي وقد يكون بسبب شخصيتي التي تحب الاختلاط بالناس ومحبة للحياة الاجتماعية.
حاليًّا أدير فندق نوفوتيل العنود التابع لمؤسسة العنود الخيرية وهذا يعد ثالث فندق أتولى إدارته خلال 6 سنوات في العمل كمديرة فنادق. كنت في عام 2016، مدير عام العلاقات العامة والاتصال بمجموعة الحكير، وكنت واحدة من الستة التنفيذيين في المجموعة، واستلمت الحملة الإعلانية لإدراج الشركة بالسوق المالي، وهو واحد من أكبر مشاريعي التي أفتخر فيها، وكانت ختام مسيرتي بالعلاقات العامة حيث غادرت المجال، وأنا في قمة النجومية.
في عام 2016 قررت أن أتوقف عن العمل في مجال العلاقات العامة، خصوصًا أنه لم يعد لدي ما أقدمه، وكان في الوقت نفسه المجموعة ترى وتردد أنني سأكون مديرة فندق ناجحة، وبحكم أن شخصيتي محبة للتحديات، شعرت بأنه بالفعل حان الوقت لتحدٍّ جديد، وشعرت أنه لا بد من أن أتبحر بقطاع عملي أكثر.
تكمل رحلتها في الوصول كمدير عام فندق: تحسب لمجموعة الحكير أنهم كانوا جريئين بهذا القرار وأعتقد لو كنت مكانهم كنت سأتريث فيه، فنجاحي في هذا المنصب كان جزءا كبيرا منه إيمانهم بقدرتي على النجاح بنسبة 70 %، وبعدها 30% مسؤوليتي لإثبات أن اختيارهم صحيح، وتوليت حينها إدارة فندق سويت نوفوتيل، وكانت مسؤولية ورهانًا كبيرًا ومجازفة لكن ولله الحمد أعتقد أنها كتجربة ناجحة حتى عام 2019.
بعدها عملت في فندق موفنبيك الغدير كمديرة فندق، ولكن بسبب ظروف جائحة كورونا تجربة المشروع لم تكتمل، ثم في عام 2021 نوفوتيل العنود كمدير عام، تخلل هذه الفترة عملي كعضو بلجنة السياحة لغرفة الرياض، وعضو للجنة التنفيذية للسياحة في مجلس الغرف السعودي واليوم أيضًا نائب رئيس لجنة الإيواء في غرفة الرياض.
هل قرار خروجك من مكان عملك بعد كل هذه السنوات كان يحتاج إلى جرأة؟
نعم كان قرارًا ليس سهلاً لكن مبدئي من ينجح بمكان واحد لا ينجح، وتمكنت مني هذه القناعة وكنت على ثقة بأن نجاحي لن يبقى في المجموعة، ولا بد من النجاح خارج المجموعة. وبرغم انتمائي لهم بالمشاعر، فإنني قررت خوض تجربة العمل بالخارج، وعندما أخذت القرار كان الأستاذ ماجد الحكير أول من استشرته واستأذنته.
بحكم منصبك كإدارية هل تستطيع المرأة فعلاً إدارة الرجل؟ وأيهما أكثر حزمًا في العمل الإداري الرجل أم المرأة؟
أعتقد نعم، المرأة تستطيع إدارة الرجل فأنا من الشخصيات التي أعمل بغض النظر عن جنس أو جنسية من أعمل معه، وأومن بأن كل شخص له إمكاناته الخاصة، سواء رجل أو امرأة.
بالتأكيد هناك ردود فعل لكل منهما، فمثلاً أشعر بنظرات لوم من العنصر النسائي عندما يشعرن بالقسوة، وكذلك الرجال يتفاجؤون بحزمي في بعض المواقف. ولكن بوجهة نظري المدير الناجح هو القائد الناجح سواء تعامل مع رجل أم امرأة.
وعمومًا أنا حيادية وأحرص على العدل سواء إداريًا أو معنويًا، فمن يستحق الثناء أثني عليه ومن يستحق العقاب يعاقب بوجهة نظري، فمبدأ الثواب والعقاب بالإدارة مبدأ أساسي لأنه لن تشعر بقيمة التقدير لو أنت لا تعلم أن للتقصير عقابًا وله تبعات، فكلاهما يتبع الآخر.
وأرفض المجاملة والتملق، فلن تجد تقديري إلا إذا قدمت عملاً صحيحًا، فلا المجاملة ستساعد على نجاحك ولا ستغض نظري عن أخطائك. أما بالنسبة لموقف الرجل وعدم تقبله بأن تكون مديرته امرأة فكانوا الحقيقة ندرة وتجاهلتهم وأكملت مسيرتي.
هناك شخصيات متعددة للرجل كيف تستطيعين بحكم عملك كإدارية التعامل مع مختلف شخصيات الرجل؟
لن أتكلم بأسلوب مثالي أنا شخصية فعلاً حازمة بعملي فمهما كانت الشخصيات متعددة هي واحدة، ولدي أسلوبي الخاص فكل مهام لها متطلبات وطبيعتي أحول المهام لأرقام ومعايير، أقيم فيها نجاح العمل، فإذا وصلت للهدف مهما كانت شخصية من يعمل، أدعمه وأقف بجانبه لكن بالوقت المناسب، فنجاحك دعم لي وفشلك لك ولن أجاملك.
ما رأيك بالرجل المغرور والنرجسي؟
أنا لا أستطيع العمل مع شخص مغرور سواء رجل أو امرأة لا على مستوى العمل ولا على المستوى الشخصي ويسقط من حساباتي.
هل هناك بوجهة نظرك تخصصات خاصة بالرجل ولا يمكن للمرأة اقتحامها؟
لا يوجد عمل حكر على الرجل فقط، ولا يوجد عمل حكر على المرأة فقط، بل يوجد بعض المهام تتميز المرأة فيها عن الرجل كسمات بالطباع، مثلاً طولة بالها وصبرها واهتمامها ببعض التفاصيل الدقيقة، وعلى العكس هناك مهام لا تستطيع المرأة توليها ويتميز الرجال بها.
عقبات وتحديات وإنجازات
ماهي العقبات والتحديات التي واجهتك؟
كل العقبات والتحديات واجهتني، فظروف العمل تحد كبير ونوعية العمل تحد أكبر، وإثبات أنه يمكن لأي شخص أن يصل ويحقق أهدافه كان تحديًا، فالوصول إلى مكان مرموق بعد أن كنت بالملاهي هذا تحدٍ كبير لي. أي مشروع كنت أتولاه كنت أعده تحديًا جديدًا خصوصًا في أولى مراحلي فكل عمل له سياسة، لكن أعد نفسي محظوظة كوني عملت مع مالك للمجموعة وليس مديرًا، فالمالك يهمه النجاح، ولا يبحث عن مسمى وظيفي ومنصب، ولا على صلاحيات، فهو فقط يريد النجاح، وقد يكون العمل بهذه الطريقة صقل من موهبتي، فأنا أفكر وأعمل بمنطق الملاك وليس فقط منطق المدير.
تعلمت الحفاظ على مصالح الآخرين، وانتمائي له كأنه ملكي وليس مجرد عمل، لا وجود لساعات دوام لدي ولا يوجد أعذار غير منطقية فأنا أعمل وأنا حاضرة بكل وقت، فليس عملي أن أبصم والتزم بساعات عمل معينة، وأصبحت أهدافي العملية تفوق الهيكليات التنظيمية والإدارية.
هل أنتِ راضية عن كل مشوارك في عملك؟
الرضا نوعان، فأنا راضية كل الرضا عما كتبه الله لي، والحمد الله، وممتنة على نعمه، لكن لا حدود للطموح، وأعتقد أنني ما زلت في بداية طموحاتي، حتى إنني لست بالمنتصف.
لمن تهدي حصة ما وصلت إليه؟
ما زلت أرى أن ما حققته من إنجاز لا يصل إلى مرحلة الإهداء، لكن بعدما توفي الوالد أصبح لدي هاجس بأن أحافظ على سمعته واسمه، وأن ما أقدمه سيبقى فخرًا لاسم الوالد بالدرجة الأولى على جميع المستويات، سواء العملي أو الاجتماعي وهو من يستحق مني هذا الإهداء.
نقطة تحول
طوال هذا المشوار ما الحدث الذي تعدينه نقطة تحول فعلية في حياتك ومشوارك؟
لا يمكن أن أختزلها بنقطة واحدة، فنقاط التحول لي كانت متنوعة. ففي عام 2006 عندما خرجت من الحكير لاند كانت بالنسبة لي نقطة تحول، ولكنها كانت نقطة على مستوى مرحلتي العمرية، ثم نقطة تحول بعد وفاة والدي على جميع المستويات.
2019 كانت نقطة تحول عندما غادرت المجموعة. وبرغم أنني أجد كثيرًا من الرواد يحددون نقطة تحول بحياتهم، ولكن شخصيًّا صعب تحديد نقطة تحول واحدة، فأنت بكل مرحلة من مراحل حياتك لديك هدف تحققه وهو نقطة تحول بمسيرتك.
هل هناك قرارات اتخذتِها في حياتك وندمتِ عليها؟
كثيرة هي القرارات التي ندمت عليها سواء بسبب التسرع أو قلة الخبرة أو سوء التقدير أو عدم تقديم الأولويات، فأنا لي إخفاقات كثيرة، فنحن نتكلم عن قصة نجاح وأكيد تخللت الكثير من التقصير والتجارب التي تعلمت منها، ولو عاد بي الزمن قد لا أعيدها، لكن الطريق الرئيس الذي مشيت به ولو عاد بي الزمن أيضًا سأسلكه لكن بطريقة أفضل، والحقيقة كل أخطائي سامحت نفسي عليها لأني تعلمت منها.
السياحة
يمثل قطاع السياحة جانبًا مهمًا اليوم في السعودية هل هناك استراتيجية للنجاح فيه؟
قطاع الضيافة ليس سهلاً أبدًا كما يعتقد البعض، وهذا من واقع خبرة، فأي قطاع خدمي النجاح فيه صعب، لأنك بالقطاعات الخدمية سلعتك هي رضا الزبون وليس سلعة ممكن استخدامها فترة وتغييرها، وخسارته لا تعوض، والقطاع الخدمي يفرض عليك أن تكون متأهبًا دائمًا، واليوم القطاع الخدمي موجود بمختلف المستويات وهذه أيضًا كلها تندرج تحت بند التحديات الممتعة.
ما هي طلباتكم وأمنياتكم من الجهات الرسمية لدعم قطاع الضيافة؟
لقد شهدت على قطاع السياحة من بداية تأسيس هيئة السياحة إلى كل ما وصلنا إليه اليوم في ها الجانب، ويسعدني كسعودية ومختصة بهذا المجال بالفخر بما جرى إنجازه، فالدعم الذي نحصل عليه لصناعة السياحة بشكل عام، وبجميع الأوجه يعطينا الأمل بمستقبل مشرق، وهذا يعطينا مؤشرًا مهمًا وهو نجاح القيادة، فالأمير محمد بن سلمان ولي العهد أشعل الشعلة وأنجز مهمة من أصعب ما يكون، فلقد خلق الطاقة بالشباب.
ونشاهد هذا من خلال كل الشباب والشابات السعوديات المندفعين تجاه أهدافهم، فلقد أطلق ولي العهد روح الحماس وأعطانا ثقة بأننا قادرون على أن نكون بالصف الأول على مستوى عالمي وخلق روح متميزة بجميع الأصعدة، فغير ثقافتنا ونوع القطاعات العملية ودعمها، وهذا نجاح كبير وشهادة حق، وعلى سبيل المثال منذ يومين كنا باجتماع مجلس الإيواء مع وزارة السياحة، نبحث أوجه التعاون بين اللجنة والوزارة. وصف مدى تعاون فريق وزارة السياحة لا يمكن التعبير عنه وهذه صيغة محفزة للعطاء أكثر، وتعطيك طمأنينة لمستقبل هذا القطاع.
جوائز وتكريمات
ما الجوائز التي حصدتها من خلال مجالك؟
أخذت فرصًا كبيرة للتكريم منها البسيط ومنها الكبير، لكني سأتكلم عن آخر تكريم، حيث أعده من أسعد لحظات حياتي، لأنها توجت تعبي ونجاحي، وهو فوز نوفوتيل العنود بجائزة الإنجاز المتميز على مستوى فنادق أكورد بالشرق الأوسط، حيث حصلنا على هذه الجائزة وكنا الفندق الوحيد على مستوى المملكة.
أما عن سبب أهميتها عندي، فكانت المصادفة أنني حصلت عليها بعد عام واحد بالضبط من استلامي لمنصبي بإدارة فندق نوفوتيل العنود، وأيضًا السبب في امتناني هذا عندما تمعنت بمعايير وتقييمات الجائزة، التي تتضمن القدرة على تغيير ثقافة الموظفين وثقافة الضيوف ونظرتهم للمكان أفخر بهذا النوع من التكريم وكان تتويجًا لمسيرتي، وأعتقد لو حصلت على جائزة أكبر منها بالمستقبل ستبقى هذه الجائزة لها طعم خاص.
من منافسك؟
حصة تنافس حصة، علمًا بأنني شخصية أراقب كل الإنجازات والتجارب المميزة على جميع الأصعدة ولدي قوائم من الأسماء والتجارب المميزة فأنا لست في بوتقة معزولة وأتابع بكل دقة كل من حولي وتعلمت منهم الكثير، لكني لا أضع نفسي بمقارنة مع أحد فكل شخص لديه إمكاناته وظروفه وطريقته المتفردة بالنجاح.
كيف تجدين إقبال الشابات السعوديات على الدخول في مجال الفندقة والضيافة وما هو دورك في تدريبهم؟
لا يوجد اليوم تحفظ بالدخول في هذا المجال فلقد تجاوزناه. وعلى الرغم من ذلك إقبال الشباب ما زال أكبر. ودوري في تدريب الشباب والشابات استمددته من حديث ولي العهد عن معايير اختيارات القيادات، وكان وقتها يتحدث عن وزير الرياضة، وذكر أن هناك من لديه شغف، وهناك من يعمل كأنه يعمل بقضيته الخاصة، وهذه أنا فعلاً فأنا أعد السياحة ببلادي ودعم فئة الشباب السعودي قضيتي الشخصية. ومثل ما أنا مستمتعة بنجاحي أتمنى لغيري أن يستمتع ويذوق لذة النجاح. وواحدة من أهدافي كقائدة تدريب وتوظيف وتشجيع فئة الشباب للدخول بالقطاع السياحي بجميع أوجهها. ولله الحمد لدي أنشطة في هذا المجال إما على مستوى فردي بتقديم استشارات، وإما توجيه أو حتى على مستوى الفندق، فعندما توليت إدارة الفندق كانت مشاركة السعوديين بنسبة 25 %، اليوم تقريبًا 50 بـ %.
وكذلك بالنسبة لمشاركة المرأة التي كانت صفرًا بالفندق. الآن 20 % من العاملين بالفندق من العنصر النسائي ، لكن هل هذا يرضي طموحي؟ بالتأكيد لا، ولدينا العديد من المبادرات المطروحة لتوعية الملاك بأهمية توطين الوظائف وإتاحة الفرص للسعوديين وأيضا توعية الشباب بالفرص المتاحة لهم.
وما هي أبرز المواصفات التي ينبغي أن توجد في من يريد العمل في مجال الضيافة؟
لا بد من حبك لهذا الشغل، هناك أعمال تنجح فيها دون شغف، لكن هذا العمل تحديدًا لا يمكن النجاح فيه دون شغف، لأن ظروفه استثنائية.
هل أثرت أزمة كورونا على حصة؟ وكيف؟
كانت تجربة قاسية لكن أعطتني فرصة لإعادة ترتيب الأولويات. حصة قبل كورونا تختلف عن حصة اليوم، وإن شاء الله للأحسن وعلى جميع الأصعدة.
فترة كورونا كانت فترة لأول مرة بحياتي العملية دون عمل. وقتها خرجت من فندق الموفنبيك، حيث توقف المشروع وجلست بالمنزل، ولكني هيأت لنفسي جو عمل كاملاً، وأنشأت في المنزل مكتبًا رتبت فيه أفكاري، وبعض المشاريع والخطط التي ترجمتها لمشاريع ورقية، وعملت دراسات جدوى، وبحثت وعملت على تطوير المشروع المهني الذاتي، ووجدت وقتًا لترتيب خطتي الشخصية، وخرجت من كورونا جاهزة ومفعمة بالحياة، فأنا لم يكن لدي وقت للتخطيط.
بعيدًا عن العمل ما هواياتك المفضلة؟
الحقيقة لدي الكثير من الهوايات والاهتمامات، أحب القراءة بالأدب والموسيقى، ولا أكتفي بالاستماع للموسيقى، بل أنتقد أيضًا، وأحب أن أتبادل بأفكاري مع أخي عبد الله، أحب الفنون وأستمتع بها، ويزعجني أن أرى منتجات فنية رديئة، أتمنى لو كان عندي موهبة، لكني ذواقة للفن، وأحب الفنانة Tylor Swift فهي فنانة مبدعة ومثابرة.
ما هو الحلم المؤجل؟
لا أحب أن أتكلم عن المستقبل لكني أحلم أن أترك بصمة في بلادي، وليس بصمة كشخصية أو صيت فقط، ولكني أبحث عن إنجاز يبقى أثره حتى بعد وفاتي.
ما حكمتك أو فلسفتك بالحياة؟
أختزل الحياة بعدة نقاط، فمن تواضع لله رفعه، اذكر الله يذكرك، اذكر الله بالرخاء يذكرك بالشدة، إن الله حرم الظلم على نفسه فأنت لا تظلم أحدا، وعلى نياتكم ترزقون، وتوكل على الله. فإذا كنت تحب الخير للغير، ربي سيعطيك من حيث لا تدري.
ماذا قال عبد الله الأخ الأصغر لحصة المزروع عنها؟
بالوصف ذاته الذي وصفته حصة عن أخيها عندما قالت "هو أخي وابني"، بدأ عبد الله حديثه: هي أمي وأختي، لقد كبرت وأنا أشاهدها أمامي بنجاحها وقوة شخصيتها وطيبتها، هي قائدة أسرية ومهنية قريبة مني، ولا أرتاح إلا بالحديث معها، نتلاقى بعدة أشياء ويوجد بيننا نقاط مشتركة عديدة، وليس لأنها أختي بل الحقيقة شخصية حصة وقصة كفاحها ملهمة للشباب والشابات، فلقد شهدت منذ كان عمري 9 أعوام مواجهتها للتحديات والعقبات، وكيف كبرت بعملها وكافحت بحياتها سواء على مستوى شخصي أو مهني.
نشكل ثنائيًا مميزًا بالأسرة، فلا أشعر بالملل عندما أستمع لها، ونبحر بعالمنا الخاص ونقاشاتنا وخططنا المستقبلية، أستشيرها كثيرًا، سواء في الأمور الشخصية أو في أمور عملي تعلمت ومازلت أتعلم منها وكثير من النقاط المتشابهة بشخصيتنا تجعلنا الأقرب. كثير يعتقد أن حصة شخصية نكديه أو سوداوية بحكم عملها لكنها بالعكس تماما هي مرحة وحبوبة وهي شخصية عاطفية وحساسة.
شعرت في فترة أنني لا بد أن أكون مثلها بكل شيء حتى بالتخصص، فكانت نيتي أن أدرس تسويقًا، من ناحية أشعر أنه مجالي، ومن ناحية أخرى لكي أعمل في المجال نفسه مع حصة، لكن بعد فترة وجدت أنه لا بد أن نكون مكملين لبعض واتجهت للمحاسبة لكي أدعمها وتدعمني بخططنا المستقبلية التي نعيشها كثيرًا، فلطالما خططنا لتفاصيل المستقبل، وكيف سنعمل معًا وكيف سندعم بعضنا في الأعمال.
ماذا قال ماجد الحكير عن حصة المزروع؟
الأخت حصة المزروع قصتها قصة، فلولا شغفها وحماسها ما وصلت إلى ما وصلت إليه، فالمكافحة والجدية والمثابرة كلها صفات تجتمع في حصة، وشهادتنا مجروحة فيها، فهي ابنة هذه المجموعة. أنا واكبتها منذ أن كانت موظفة بالعلاقات العامة ومن ثم طورت نفسها حتى وصلت إلى مديرة المشروع بذلك الوقت، وعملنا قطاعا متكاملا للمسؤولية الاجتماعية.
وبرغم التحديات ومحدودية عمل المرأة وقتها، طورت نفسها وتولت العديد من المهام إلى أن وصلت إلى القطاع الفندقي وتم ترشيحها لتكون أول سعودية في هذا المجال، وخاضت دورات كبيرة مع كبريات الشركات في هذا المجال، في فرنسا والإمارات والعديد من الدول، حيث كانت تنقصها الخبرة لكن الحقيقة طورت نفسها، والدورات التي حصلت عليها لم تكن تعطى لأي أحد، وكانت مقتصرة للتنفيذيين لكنها تمكنت من سد النقص الذي كان لديها، ووصلت إلى مناصب عالية.
والآن تتبوأ منصبًا كبيرًا في فندق من الفنادق الرئيسة بالمملكة، ونفخر فيها، ولا بد من أن نعي أن أي شخص يفرض نفسه في أي عمل ينجح.
حصة اليوم أصبحت هدفًا للفنادق وفي الوقت نفسه حفزت الشابات للدخول في عدة مجالات، وأثبتت أن الفرص لمن لديهم الشغف موجود ولكن لا بد من العمل بجدية.
وبالفعل مع الظروف المهيئة الآن، المجال مفتوح للمرأة وفي القطاع الخدمي تحديدًا، فهو مجال مخصص أكثر للمرأة ومن خلال تجاربنا المرأة أثبتت نجاحها فيه وبجدارة.
فنحن في مجموعة الحكير لدينا أكاديمية متخصصة لتمكين المرأة والتعاون مع الجامعات الفرنسية والسويسرية، وخرجنا أعدادًا كبيرة من الشابات اللاتي يعملن بعدة مجالات ومنها قطاع السياحة والضيافة والعديد من المجالات الخدمية الأخرى، ويعملن الآن على مستوى عال، فالمجموعة تعمل على هذا الشيء بالتعاون مع وزارة السياحة وهيئة الترفيه وصندوق التنمية البشرية، وعدد من الجهات ونفخر بالعدد الذي يعمل من العنصر النسائي وتخرجن من هذه الأكاديمية.
رسالتي للمرأة
توجد فرص وتحديات من ناحية التوظيف أو الأعمال المستقلة سواء للشباب أو الشابات، ويمكن لأي أحد أن يتغلب عليها، ويجب أن يكون الشغف موجودًا، والابتعاد عن التفكير كموظف فالعمل ليس مجرد وظيفة، ولا بد من التفكير بهذه الطريقة، ويجب الحرص والحضور وتطوير نفسك بعدها ستستطيع فرض نفسك، وهذا ما ميز حصة. الحرص والشغف والقدرة على قيادة العمل، والتنظيم في أداء العمل، وفي الوقت نفسه صاحبة تحدٍّ، فكانت تعمل أمام جيش من الرجال، ومن قدرة بسيطة ومواجهة جيش كانت قادرة أن تتفوق في مجالها.
ولقراءة عدد مجلة الرجل لشهر مايو كاملاً اضغط هنا.