أميتاب باتشان.. كاد أن يفقد حياته ويعتزل التمثيل في شبابه
ما هو التعريف الأدق للفنان الشامل؟ تختلف الآراء حول الفنانين الشاملين لأنهم لا يحملون اختصاصًا واحدًا فقط، لكن بطل القرن العشرين غيّر القاعدة، وتشهد مسيرة حياته أعمالاً متنوعة، والكثير من المال الذي استطاع استثماره بشكل كبير، بعد أن صار أسطورة هندية، فهو ممثل محترف، ومغنٍّ بارع، وقدم عدة برامج، وظل محافظًا على تألقه حتى اليوم.
وُلد أميتاب باتشان في 11 أكتوبر عام 1942 في مدينة الله آباد، وهو من عائلة فنية وأدبية، كان والده يكتب الشعر، ووالدته من رواد المسرح.
تحول أميتاب من لقبه إلى اسمه الجديد، فكان يُسمى في البداية :"انقلاب"، وكان الاسم مشهورًا ذلك الحين، وقت استقلال الهند، ولكن الشاعر سوميتراناندان بانت اقترح على والده أن يغير اسمه إلى "أميتاب" ويعني: الضوء الذي لن ينطفئ، ولأن والده ينشر أغلب أعماله الأدبية باسم "باتشان" فقرر أن يعتمد "باتشان" لقبًا لـ أميتاب، وأصبح هذا لقبًا لجميع عائلته.
تزوج أميتاب على غرار غالب الفنانين في الهند من أشهر ممثلات بوليوود، عام 1973 جايا باتشان ولديه منها ولدان، شويتا ناندا، وأبهيشيك باتشان، وهما من أشهر الممثلين في بوليوود.
السينما هي رقم واحد
كانت بداية أميتاب من خلف الكواليس، فظهر أول مرة بدور الراوي في فيلم Bhuvan Shome عام 1969 ثم في عدة أفلام من باب المشاركة، ولم تكن تلقى النجاح الذي يحلم به، ورغم ذلك استطاع أن يحصل على جائزة "الفيلم فير" الأولى كأفضل ممثل مساعد، عن فيلم Anand عام 1971 بجانب راجيش خانا.
وفي فيلم Guddi 1971 تعرف على زوجته للمرة الأولى، وكان مشاركًا بالفيلم بوصفه ضيفًا.
العالمية وما بعدها
فرصة واحدة كانت كفيلة لأن تظهر قدرات الشاب الغاضب، لتوصله إلى العالمية، ويتخطى بفترة قصيرة أسوار بوليوود العالية جدًّا.
وجاءت الفرصة عندما آمن به المخرج براكاش ميهرا، فكانت بطولة فيلم Zanjeer عام 1973 من نصيبه وقدم أميتاب أداءً متميزًا وفريدًا، لفت انتباه النقاد والصحافة، إذ أدى دور المفتش فيجاي خانا الذي شغل أوساط بوليوود، وحقق الفيلم أعلى إيرادات، وكان شباك التذاكر رقم واحد في الهند.
ولم يكتفِ باتشان بذلك فأصبح ينافس نفسه في بوليوود، وقدم بعد زواجه بشهر واحد فيلم Abhimaan مع زوجته جايا، وحقق أيضًا أرقامًا عالية، كونه من بطولة أشهر زوجين في الهند.
ومنذ ذلك الوقت ولمدة عشر سنوات ظل باتشان هو الرقم واحد، فارس أحلام الفتيات، وقدوة شباب جيله الذين يسعون للنجاح.
الخسارة الكبيرة Coolie
فيلم 1982 Coolie كان نعمة ونقمة في الوقت نفسه، فبسبب حماسه الكبير عرض حياته للخطر في أثناء تصوير أخطر مشاهد هذا الفيلم، بالحرم الجامعي في بنغالور، وتعرض لإصابة قاتلة في الأمعاء في أثناء تصوير مشهد قتال مع الممثل بونييت إسار.
كان باتشان يؤدي الحركات الخطيرة بنفسه في الفيلم بدون دوبلير، لأنه يريد أن يظهر كل قدراته، وكان أحد المشاهد يتطلب منه أن يسقط على الطاولة، ومن ثم على الأرض، غير أنه عندما قفز نحو الطاولة ضرب بطنه بالخطأ بزاوية الطاولة ما أدى إلى تمزُّق الطحال، وفقد كمية كبيرة من الدم، وأُجريت له عملية استئصال الطحال، وظل في حالة خطرة في المستشفى، لعدة شهور وهو يصارع الموت.
قام الناس حينها بالصلاة من أجله في المعابد، واجتمع محبوه خارج المستشفى، متمنين له السلامة في أجمل صورة بين فنان ومحبيه.
بعد ذلك استطاع باتشان العودة للتصوير، بعد أن قضى فترة طويلة في النقاهة، وعُرض الفيلم في نوفمبر 1983، وكان الأعلى دخلاً ذلك العام، بسبب الحادث الذي تعرض له باتشان.
وبسبب إصابة "باتشان" غيّر المخرج مانموهان ديساي نهاية الفيلم، إذ كان من المفترض أن يموت باتشان في الفيلم بعد القتال، ولكن بعد تغيير السيناريو عاشت الشخصية للنهاية، وقال ديساي: «إنه من المعيب أن الرجل الذي تصدى للموت في الحياة الحقيقية، يموت في الفيلم».
بعد هذا النجاح جرى تشخيص حالة باتشان بأنه مصاب بالوهن العضلي الوبيل، فقرر حينها اعتزال التمثيل ودخول عالم السياسة.
لأنه في هذه الفترة أصبح متشائمًا وقلقًا، تجاه نجاح أفلامه الجديدة.
لكنه عاد بعدها للعمل بشكل قوي وتحدى كل الصعاب، وتجاوز محنته بعد عام واحد.
كسب باتشان خلال مسيرة حياته العديد من الجوائز والتكريمات عن 200 فيلم سينمائي تقريبًا، ما بين بطولة مطلقة، وضيف شرف.
وتناولت بعض الكتب سيرة حياته مثل: Amitabh Bachchan: the Legend