لماذا ينبغي لك التوقف عن وزن جسدك بشكل يومي؟
الثقة بالنفس من أهم الأشياء التي تؤدي دورًا مهمًا في الصحة الجسدية والذهنية، ولذلك ينبغي ألا تنساق خلف توترك وتبدأ في القيام بسلوكيات من شأنها إضعاف ثقتك بنفسك.
حساب الوزن من أهم الحقائق الأساسية الخاصة بالجسد، وله دور أساسي في صحتك بالتأكيد، كما أن شكلك الاجتماعي مبني بدرجة كبيرة على وزنك وعلاقة ذلك بمظهرك.
يمكن أن يؤثر وزنك على المبلغ الذي تحصل عليه والعمل الذي تتربح منه، إن كان من شروطه الوصول إلى شكل جسماني متناسق بدرجة معينة.
يمكن أن يؤثر وزنك على مستوى التأمين الصحي الذي تتحلى به.
لذا فإن متابعتك لوزنك أمر إيجابي بالتأكيد برغم أن البعض يبالغ في استنباط الدلالات منه.
كم مرة يجب أن تزن نفسك في المنزل؟ وعلى مدار أي فترة زمنية؟
وفقًا لاختصاصية التغذية المعتمدة ألانا كايسلر، فإن "بعض الناس يجدون معرفة وزنهم أمرًا محفزًا وغير مثير للجدل، في حين يجد آخرون أن وزن أنفسهم يصيبهم بالتوتر الشديد ويبني حواجز من عدم الثقة بالنفس يصعب تحطيمها".
هناك سلبيات واضحة للقيام بوزن نفسك في المنزل أكثر من مرة، نستعرضها في السطور التالية.
بداية السلبيات أن بعض الأرقام تكون خادعة، فبشكلٍ عام يتقلب الوزن بين 3-4 أرطال يوميًّا بسبب وزن الماء ومعدل شربها ومعدل حركة الأمعاء، لذلك فلا يصح الاعتماد على الرقم الذي يصدره الميزان بشكل عشوائي كما لو كان مُسلَّمًا به في كل الأوقات من كل يوم.
الأفضل أن تحدد لنفسك وزنًا تصل إليه في فترة من الوقت، ويعد هذا الوزن "هدفًا" لا ينبغي أن تحيد عنه، والأفضل أن تتابع وزنك على معدلات زمنية متباعدة نسبيًّا في طريقك نحو الموعد النهائي لحسم الوصول إلى الوزن المستهدف، لا أن ترهق نفسك كل يوم بمتابعة مقياس قد لا يكون صحيحًا في اللحظة التي تحسب فيها الوزن، يمكنك أن تعُدَّ قياس وزنك مرة كل 3 أيام في حمية تراقبها كل أسبوع معدلاً مستساغًا.
الحالة النفسية والرغبة في تناول الطعام في أوقات محددة أيضًا من الأشياء التي تخدعنا حين نقوم بحساب الوزن بشكل متسارع.
الارتباك حيال الرقم الصادر عن شاشة الميزان قد يؤدي إلى خسارة المجهود الإيجابي المبذول.
قد يضر هذا بمستوى ثقتك بنفسك، لأن تقديرك لذاتك وإعجابك بشكلك سيكون دائمًا مشروطًا بالرقم الموجود على الميزان.
إحساسك باحترام ذاتك ضروري للغاية بالنسبة لصحتك العقلية وإحساسك العام بالراحة.
اقرأ أيضًا:5 نصائح لفقدان الوزن للرجال
أما إن كنت متخطيًا تلك المرحلة سواء بأنك راضٍ تمامًا عن وزنك وصحتك، أو أنك تمارس الرياضة وتشكل الغِرامات البسيطة أشياء مهمة لك، فإن وزن نفسك بشكل يومي أمر مستحب لأنه يوصلك لأعلى الدرجات، لكننا هنا نتحدث عن الحالات التي يمثل وزن الجسم فيها علامة على اضطراب الثقة بالنفس، وهنا لا بُدَّ من التعامل بشكل أكثر توخيًا للحذر.
لا بُد أن نعرف أيضًا أن الوزن ليس نهاية كل شيء متعلق بالصحة، صحيح أنه عامل مهم في تقييم المستوى البدني والشكلي للشخص، لكنّه ليس نهاية المطاف، حتى من الناحية الصحية نفسها.
حتى أفضل الأطباء لا يمكنه معرفة الكثير عن الحالة الصحية الفعلية لشخص ما بمجرد النظر إليه.
تقول كايسلر: "هناك العديد من الأشياء التي تساهم في تحديد الرقم على الميزان، بما في ذلك كثافة العظام وكتلة العضلات ووزن الماء".
إن فهم أن العديد من العوامل تؤدي دورًا عندما يتعلق الأمر بالوزن هو مفتاح لمنظور أكثر صحة، وكذلك معرفة أن الرقم الصادر من الميزان ليس دائمًا مرتبطًا بشكل مباشر بخياراتك أو مستوى لياقتك.
ومع ذلك، من الصعب منع ذلك الهوس والقلق الذي يحدثه الرقم الصادر عن الميزان، فحساب الوزن بالنسبة للأشخاص الذين يعانون مشكلة عدم ثقة في مظهرهم قد يكون أشبه بالإدمان الذي يصعب التخلص منه إلا بإعادة تلك الثقة وخسارة الوزن بشكل مرضٍ بالنسبة لهم.
بدائل
هناك أكثر من طريقة لتعقب وزنك وملاحظة خسارة الكيلوغرامات المناسبة لك بخلاف الميزان التقليدي، يمكنك أن تتبع ذلك الأمر من خلال ملابسك ومدى ملاءمة جسدك لها، هل تبدو أكثر راحة لك بعد حمية غذائية صارمة بدأتها أو نظام رياضي شرعت في العمل وفقًا له؟
يمكنك تعقب أدائك البدني في أثناء ممارسة المجهود العالي سواء في الرياضة أو في العمل الشاق.
يمكنك أن تتعقب وزنك ولكن عند أي من مقدمي الخدمات الطبية والمتخصصين لأنهم يكونون على دراية كافية بالمتغيرات على الميزان.
تقول طبيبة التغذية كايت روزنبلات في تصريحات نقلها موقع "سي نت": "وجد العديد من الذين أتعامل معهم أنه من المفيد أن يُوزنوا من قبل طبيبهم أو اختصاصيي التغذية فقط، بدلاً من وجود ميزان في المنزل".
وأضافت: "العامل المشترك بين كل هؤلاء أنهم في النهاية يشعرون بإحساس الحرية من خلال وضع تلك الحدود: إما عدم وزن أنفسهم بعد الآن، وإما عدم معرفة وزنهم في الوقت الراهن على الأقل، ويمكنك أن تطلب من مقدم الرعاية الطبية الخاص بك ألا يخبرك بوزنك، إذا شعرت بأن ذلك يسبب قلقًا لك".
أيضًا يمكنك اللجوء إلى تقنيات معرفة عدد السعرات الحرارية التي فقدها جسمك وقد بات ذلك متاحًا بتطبيقات مجانية عديدة من جوالك، تدخل ما أكلته طيلة اليوم والوجبات التي حصلت عليها والمشروبات وعدد ملاعق السكر إلخ.. ثم يحسب التطبيق معدل السعرات الحرارية المفقودة، وبناء عليه يصدر تقارير بمعدلات الحرق لك، وما يناسبك من حميات غذائية وتمارين رياضية لرفع هذا المعدل.
سيطلب منك قياس وزنك مرة في البداية وأحيانًا وسط العملية، ولكن بالتأكيد سيكون ذلك أكثر جدوى بمراحل من تعقب وزنك بشكل متوتر للغاية كل يوم.