الحوار الكامل لـ «الرجل» مع محمد التركي رئيس لجنة مهرجان البحر الأحمر السينمائي
والده رجل أعمال سعودي معروف، ألهمه حبه للسينما، كانا يشاهدان الأفلام معًا، وحين اختار أن يحلق بعيدًا في عالم صناعة الأفلام سانده في قراره، فحصد أول فيلم من إنتاجه الجوائز، وكان مفتاحه لدخول نادي النخبة السينمائية في هوليوود، جنبًا إلى جنب مع كبار نجوم السينما في العالم.
سيترأس لجنة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، الذي سيقام بين 6 - 15 ديسمبر، اللحظة التي طال انتظارها على حد وصفه، ويكشف عن مشاركة 28 فيلمًا سعوديًا، ويعلن بثقة عن بدء عصر ازدهار السينما السعودية، همه الأول دعم الشباب السعودي ومساندته، وتمكين المرأة السعودية للدخول للسينما بقوة، متفائل بالمستقبل ويرى أن لا شيء يحول دون وصول السعوديين إلى المراتب العالمية في صناعة السينما وإنتاج أفلام تنطلق من الواقع السعودي.
إنه المنتج السينمائي السعودي محمد عبد العزيز التركي، رئيس لجنة مهرجان البحر الأحمر السينمائي، يتصدر غلاف مجلة الرجل في حوار يتناول تجربته السينمائية وحياته الشخصية، وأحلامه ومشاريعه، ومواصفات شريكة حياته المقبلة، ونصائحه للشباب السعودي، وسبل النهوض بالسينما السعودية، والارتقاء بها للعالمية.
الطفولة والنشأة
ولد محمد عبد العزيز التركي عام 1986 في مدينة الخبر بالمنطقة الشرقية، ودرس بمدارس الظهران، ينتمي لعائلة تجارية معروفة والده عبد العزيز التركي، من أبرز رجال الأعمال السعوديين، وله شقيق يعمل في مجال الإنتاج الموسيقي، وشقيقة تدير أعمال الشركة العائلية ومجموعة المؤسسات الخيرية التي أنشأها والده.
يعرف نفسه بأنه "شخص شغوف بالابتكار والإبداع منذ الطفولة. والدي ووالدتي مصدر إلهامي، وعلاقتي مع إخوتي قوية جدًا، وتخرجت في الجامعة وانطلقت للعمل بداية في شركة العائلة بمجال البترول والنفط، ثم انتقلت للعمل في مجال الإنتاج السينمائي الذي أعشقه".
إلهام وعشق
نسأله عن مصدر "إلهامه وعشقه للسينما" فيجيب بلا تردد "والدي" ويوضح "لقد أورثني هذا الشغف بالسينما فهو يحرص على مشاهدة الأفلام برغم مشاغله الكثيرة"، ويشيد بالدعم الذي تلقاه منه ومن والدته عندما قرر دخول مجال الإنتاج السينمائي قبل نحو 11 سنة، ويضيف "الجميع كان يعرف شغفي بالسينما منذ صغري".
وعن الأفلام التي كان يشاهدها برفقة والده، يقول "كثير من الأفلام، ولا سيما أفلام الوسترن والأكشن، التي كان من أبطالها جون واين وكلينت إيستوود وشون كونري-جيمس بوند، لدرجة أنه كان يناديني Internet Movie Database، لكثرة ما كنت أقتني وأوزع وأبيع أحيانًا من كاسيتات وأسطوانات".
في السادسة عشرة من عمره التحق بالمدارس الصيفية والدورات، التي تُعنى بالتدريب على الإخراج والإنتاج السينمائي، ثم سافر بعد ذلك إلى لندن، حيث درس وتخرّج في مادتي إدارة وإنتاج الأفلام والتواصل الإعلامي في جامعة ريجنت الخاصة، يقول "لقد تسنى لي الاطلاع هناك، على كثير من الأفلام الأوروبية، ولا سيما الفرنسية والإسبانية، التي تعالج بواقعية وعمق، كثيرًا من المواضيع المتعلقة بصلب الحياة".
بعد الانتهاء من مرحلة الدراسة في لندن، عمل لفترة سنة في شركة والده في السعودية، ثم ما لبث أن نجح في الاستقرار بقلب هوليوود، مضيفًا "بموهبتي وعزمي تمكّنت أن أنتج أفلامًا، وأن أجمع بين ثقافة الشرق والغرب، وساهمت في الوقت نفسه في تقديم سبل التسلية والترفيه لملايين المشاهدين حول العالم، ولقيت تشجيعًا من قبل والدي -وإنْ بعد تردد- كي أمضي قدمًا في تحقيق أحلامي وطموحي، بالرغم من إشكاليات الابتعاد عن العائلة والوطن".
من البترول للسينما
وعن قصة هذا التحول في مسار حياته من البدء في مجال البترول ثم الانتقال إلى مجال الإنتاج السينمائي المختلف كليًا، يروي لمجلة الرجل "حقًا لقد بدأت العمل في السعودية، في «شركة الروابي القابضة للنفط والغاز»، التي يملكها والدي، في قسم العلاقات العامة، وخلال هذه الفترة، عرضت عليّ إحدى الزميلات بالجامعة التي تعرّفت إليها في أثناء دراستي في لندن، المخرجة والكاتبة البريطانية من أب لبناني وأم فلسطينية زينة الدرة، أن أعمل معها عام 2010، على إنتاج فيلم سينمائي، بعنوان «الإمبرياليون ما زالوا على قيد الحياة»، من بطولة الممثلة الفرنسية إيلودي بوشي".
ويتابع "أعجبت بقصة الفيلم، وجرى التوافق معها على إنتاجه. وقد توج هذا العمل بالنجاح، وفاز بجوائز عدة، لا سيما في أحد مهرجانات «ساندانس» (Sundance Film Festival) عام 2010، وفي مهرجانات دولية أخرى".
ويكشف أن هذه البداية فتحت أمامه وهو في الرابعة والعشرين من عمره، "مسيرة مهنية جديدة مختلفة تمامًا عمّا سبقها، وتتالت علي العروض".
ميلادي الحقيقي
يرى التركي أن نجاح فيلمه الأول جاء ليعلن عن ميلاده بوصفه نجمًا سعوديًا في فضاء هوليوود، ويلفت إلى أنه "بالرغم من أن الفيلم حمل إشارات عن القضية الفلسطينية، فإن ذلك لم يقف حائلاً بيني وبين الاقتراب من أقوى الدوائر المتحكمة في سياسة هوليود". ويضيف "يمكن القول أني أصبحت من أعضاء نادي النخبة في عاصمة السينما الأمريكية، حيث تربطني علاقات مميزة بأكبر منتجي هوليوود ونجومها".
عام 2012 عزز التركي مكانته المتصاعدة داخل هوليوود، حيث أنتج خلاله أربعة أفلام أمريكية من بطولة نجوم الصف الأول، الفيلم الأول هو (أربيتراج-Arbitrage) الذي ستفتتح به فعاليات مهرجان أبوظبي السينمائي وهو من بطولة النجوم ريتشارد غير، وسوزان سوراندن، وتيم روث. ويروي قصة مشوّقة عن رجل أعمال يسعى لطمس أية أدلة تربطه بحادثة قتل فنانة فرنسية.
أما فيلمه الثاني عام 2012 فعنوانه Adult World من بطولة جون كوزاك والنجمة الشابة إما روبرتس. فيما يلعب بطولة فيلمه الثالث النجم الشاب زاك إيفرون ودينيس كويد وهيذر غراهام، ويحمل عنوان At Any Price وهو أحد المرشحين للجائزة الكبرى في مهرجان فينيسيا الماضي. أما فيلمه الرابع فهو What Maisie Knew من بطولة النجمة جوليان مور.
وفي فيلم Innocence من بطولة سارة سوثيرلاند ابنة الممثل التلفزيوني المعروف كيفر سوثيرلاند، وفيلم Desert Dancer (راقص الصحراء) الذي يحكي القصة الحقيقية للراقص الإيراني آفشن غفاريان، الذي جازف بحياته من أجل النجاح في مجال الرقص.
غمرتني الفرحة
لم تكتمل فرحة التركي بنجاحات أفلامه إلا بحضور والديه، يقول: "غمرتني الفرحة، عندما جاء والدي خصيصًا برفقة والدتي إلى البندقية عام 2013، لحضور حفل إطلاق أحد الأفلام التي شاركت في إنتاجها، وكان بعنوان آت أني برايس". ويضيف "أسعد كثيرًا عندما، يحضر والدي ووالدتي وأفراد عائلتي والأصدقاء المقربون، العروض السينمائية التي أنتجها".
ويؤكد أنه يحرص على زيارة أهله، ويضيف "وأحمد ربّي أنّني ناجح. والإنسان يجب أن يتحلّى بالثقة بالنفس والفخر بعقليّته ومجتمعه وبلده".
من الأمريكي للسعودي
ارتبطت انطلاقة التركي العالمية بإنتاج أفلام تعالج قضايا من واقع الحياة في أمريكا، وهو لا ينكر هذه الملاحظة لمجلة الرجل ويعلق بالقول "حقًا لقد نجح عرض فيلم «كرايسس» CRISIS في أمريكا، حيث احتل الفيلم المركز الأول لشباك التذاكر لثلاثة أسابيع على التوالي وهو يناقش قضية «الأفيون»".
ويضيف "أنتجت بعد ذلك فيلمًا عن التسول، وهذه قضايا اجتماعية عالمية، ولكني أحاول خلال الفترة القادمة تقديم أفلام سعودية متعددة، تصبغ ببعض القضايا الاجتماعية التي تناقش القضايا الاجتماعية بالمجتمع السعودي، وأحاول التفاوض مع المنتجين والموزعين الأجانب لتسويق هذه الأفلام عالميًا، وقد كانت مشكلة التمويل في بداية الأمر، لكن مع دعم الدولة ممثلة في وزارة الثقافة وهيئة الأفلام السعودية، لدي ثقة كبيرة بإذن الله، لنقوم بعمل مشترك يجمع جميع الجهات بمستوى عالمي".
هوليود والقوة الخارقة
يؤكد تركي الرأي القائل إن شباك التذاكر يقود هوليوود لصنع أفلام تتحدث عن القوة الخارقة، ويصف السينما الأمريكية بأنها "تتسم بالصبغة التجارية حاليًا ذات المضمون الخيالي، حيث تؤدي الخدع السينمائية والجرافيك دورًا كبيرًا في إنتاج الأفلام لأصحاب البطولات الخارقين".
ويلفت إلى أن "هناك جيلاً جديدًا يبقى على مواقع التواصل الاجتماعي طوال الوقت، وليس لديهم أي وقت لمشاهدة الأفلام ذات المضمون والمحتوى المهم، وهذا من المؤكد خطأ ويؤثر على المبادئ والقيم التي تسود المجتمع".
مسلسل سعودي وأمنية
يكشف التركي لمجلة الرجل بأنه يعمل حاليًا على "مسلسل سعودي عالمي ذي قصة سعودية خالصة، وكُلفت إحدى الكاتبات السعوديات بكتابة القصة والسيناريو"، وعندما يفرغ من المسلسل سيكون هناك أيضًا فيلم سعودي بكوادر وتمثيل وإخراج سعودية.
وردًا على سؤال مجلة الرجل عن الشخصية التي يتمنى أن ينتج فيلمًا عنها؟ فيعرب التركي عن أمنيته إنتاج فيلم عن حياة الملك المؤسس -طيب الله ثراه- الملك عبد العزيز آل سعود، مؤكدًا أنه سينتَج بمعايير عالمية وطواقم إنتاج وإخراج تتسم بالجودة العالية، ليعبر عما وصلت إليه المملكة العربية السعودية من تقدم وازدهار.
حماس وهدوء
بالاضافة لعمله منتجًا يكشف التركي عن حبه للتمثيل، ويضيف "لدي حماس مهني، وهدوء داخلي، من بلوغ العالمية، انطلاقًا من العمل السينمائي".
وعن فيلمه المفضل يقول تركي "شاركت مبكرًا في إنتاج أعمال سينمائية من بطولة نجوم عالميين، ومنهم الممثل والمنتج الأمريكي الشهير ريتشارد غير، في فيلم أربيتراج «الموازنة»، عام 2012، وهو من إخراج نيكولاس جاريكي، أحب كثيرًا على الصعيد الشخصي هذا الفيلم، لأكثر من اعتبار، خصوصًا أنه نجح عالميًا، واختير لافتتاح مهرجان أبوظبي السينمائي عام 2012.
تحديات سينمائية
أهم تحدٍ واجهته في حياتك السينمائية أو الشخصية؟ وكيف تغلبت عليه؟ تسأل مجلة الرجل فيجيب التركي: "على المستوى الشخصي مرحلة عدم النضوج، ثم استطعت تكوين رؤيتي وتحقيق إنجازات متعددة خلال فترة حياتي واكتساب كثير من الخبرات في شتى المجالات، وأن أغير حياتي أكثر من مرة وكذلك مسيرتي السينمائية وتحديد أولويات حياتي الشخصية والمهنية".
ويتابع "أما على صعيد العمل فهناك تحديات كبيرة استطعت اجتيازها بالمثابرة والصبر والعمل والاجتهاد والدراسة والمواجهة باستمرار".
ويكشف أن الفنان الذي ينال إعجابه المطلق، هو الفنان العربي المصري عمر الشريف، حيث يرى أنه "ذو شهرة عالمية يمكننا بالمبدعين سعوديين أن نصل إليها ولِمَ لا؟".
وأما عن أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المنتج السينمائي فهي بحسب التركي "الرؤية السينمائية والقدرة المادية والموهبة في الاختيار للأعمال ذات المضمون والمحتوى الجيد الذي يناقش الموضوعات الاجتماعية بالمجتمع الذي يعيش به".
وردًا على سؤال هل المال يساعد على تحقيق الأحلام؟ يقول "أحيانًا نعم طبعًا. ولكن ليس في هوليوود. فالمال لا يشتري الموهبة ولا النجاح. يقول كثيرون إنّ في هوليوود عنصريّة. ولكن بصراحة لم أواجه هذه المشكلة، وبالعكس، لاحظت أنّ العالم الفنّي في هوليوود متقبّل لثقافات وديانات وأعمال مختلفة".
عريس وزفة
يتوقف المنتج السينمائي عند التحول الأهم في مسيرة السينما السعودية بافتتاح أول دور سينما بالمملكة عام 2017 بمركز الملك عبد الله المالي بالرياض، ويرى "بعد ذلك ازدهر قطاع السينما السعودية كثيرًا وأسست وزارة الثقافة هيئة الأفلام السعودية ثم تلا ذلك أن أصبحت رئيسًا للجنة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي الذي ينعقد بجدة في 6 من ديسمبر 2021".
وعن أهم الإنجازات التي حققها السماح بافتتاح دور العرض السينمائي والمتوقع منها، يقول "تحققت الإنجازات من خلال إنتاج 28 فيلمًا سعوديًا من إنتاج الشباب والشابات السعوديين يشاركون بها في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في القائمة الرسمية للمهرجان، وكنت أسعد شخص في الدنيا عندما جرى الاتصال بي ودعوتي لحضور الافتتاح لأول دار سينما بالمملكة، وشعرت أنني عريس ليلة زفافه وكنت أتلقى المباركات، وكانت لحظة مهمة وتاريخية".
الاستعداد للمهرجان
وعن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي يؤكد التركي أن المهرجان "وجد ليبقى حيث ستقام دورته الافتتاحية من 6 - 15 ديسمبر، على الساحل الشرقي للبحر الأحمر في منطقة جدة بمشاركة كثير من المواهب والنجوم والمخرجين والإعلاميين ومحترفي صناعة السينما من جميع أنحاء العالم، في احتفالية منتظرة تمتد لعشرة أيام".
ويضيف "هذه هي اللحظة التي انتظرناها طويلاً للإعلان عن انطلاق أول مهرجان سينمائي دولي للاحتفال بالأصوات والإبداعات السينمائية المحلية والعربية والعالمية، وعرضها أمام جمهورنا وضيوفنا من السعودية وخارجها. يمثّل المهرجان أيضًا منصة لدعم الجيل الجديد وإطلاقه من المواهب السعودية والعربية، حيث نواصل دعم هذا الحراك السينمائي وتحويله إلى صناعة قوية مزدهرة، وتعريف ضيوفنا من جميع أنحاء العالم بملامح هذا المشهد الإبداعي الواعد، وربط أقطاب صناعة السينما المحلية والعالمية بهدف تبادل الخبرات والمعارف، وإقامة شبكات مثمرة من العلاقات والشراكات. نتطلع إلى الترحيب بالجمهور والمشاركين في جدة للاستمتاع بما حضّرناه من أنشطة وعروض وفعاليات".
دعم المواهب الشابة
ويلفت إلى أن المهرجان "يهتم بموضوع «تمكين المرأة» على صعيد السينما، وتشجيع الطاقات الشابة"، ويؤكد أنه ستعقد خلاله "ورشات عمل تدريبية خلال المهرجان، لتوفير فرص تعليمية للشباب، وستشارك فيه، مجموعة من السينمائيين العالميين، بما في ذلك من كوريا الجنوبية وفرنسا والهند، كما ستقام استوديوهات متنوعة، ومكاتب لشركات متخصصة باكتشاف المواهب الجديدة وتحفيزها".
ويؤكد "دعم المواهب الشابة السينمائية السعودية من خلال المهرجان الذي سيكون حلقة الوصل بين الشباب الموهوب والمنتجين العالميين، لدعم إنتاج المواهب السعودية وإيجاد المجال للتعاون لدعم الرواد منهم في مجال السينما العالمية".
ويكشف أنه "ستكرم المخرجة السعودية هيفاء المنصور وكذلك الممثلة المصرية ليلى علوي والممثلة الفرنسية كاترين دونوف".
ويضف "كما أعرب عن افتخاري بالتطوير القائم على أكثر من صعيد في المملكة العربية السعودية، بما في ذلك تطوير صناعة السينما، وتشجيع التلاقي الثقافي المشترك".
الطموح للعالمية
السعودية تملك المواهب والإمكانات والطموح لتكون في مقدمة صناع السينما، خليجيًا وعربيًا وعالميًا، نسأل ما الذي يحول دون الوصول إلى تحقيق هكذا حلم: أهم التحديات؟
يؤكد التركي أن "لدى المملكة نخبة من النقاد والكتاب المتخصصين في مجال السينما، وعندما أتناقش معهم أكتشف خبراتهم العريضة وثقافتهم السينمائية العالية، التي تشتمل على التاريخ السينمائي الإقليمي والدولي"، وهذا ما يجعله متفائلاً بـ"الوصول بالسينما السعودية للعالمية".
لكن التركي يرى بوضوح التحديات موضحًا أن "السينما السعودية حديثة العهد، ولكن البداية قوية أننا بدأنا من حيث انتهى الآخرون، ونحاول دخول المعترك السينمائي العالمي تدريجيًا، ولدينا كثير من شركات الإنتاج السينمائي السعودية ونحاول من خلال وزارة الثقافة ومهرجان البحر الأحمر وهيئة الأفلام السعودية تطوير العمل السينمائي السعودي".
وعن مدى رضاه عن دور المستثمرين السعوديين في تطوير الأفلام وإنتاجها، يقول التركي "إلى حد ما، الاستثمار في مجال السينما يشمل القطاعين الخاص والعام، وهناك مجموعة من الشباب المقدم على الإنتاج، وهناك استثمارات متعددة، وشركات إنتاج، ومستثمرون من رجال الأعمال الداعمين للمجال، وأنا شخصيًا لدي شراكات مع بعض رجال الأعمال".
رقابة ونصائح
وحول دور الرقابة في كبح تطور السينما يرى التركي "لا بد من وجود رقابة على الإنتاج، كي لا ينحرف العمل السينمائي عن مساره الطبيعي، القائم على المحتوى الجيد، المتفق مع ثقافة المجتمع وتقاليده".
وعن نصيحته للشاب السعودي يقول "أنصحه ألا يفقد الأمل أبدًا، وألا يتخلى عن أحلامه. والحفاظ على شخصيته، وأن يأخذ خطوة للأمام ويستغل الفرص التي تتيحها المملكة في دعم الأفكار الابتكارية السينمائية في كل المجالات".
وينصح الفتيات السعوديات اللواتي يحلمن بالنجومية "بالتروي في الاختيار وصقل الموهبة بالدراسة والصبر والمثابرة وعدم التسرع".
يهوى الجاز والسفر
يهوى التركي الاستماع الى الموسيقى، ولا سيما الجاز، وإلى مغنين مثل إيلا كريغ ونينا سايمون وفرانك سيناترا وبينغ كروسبي. كما يهوى "السفر، واكتشاف أماكن وثقافات جديدة، وغالبًا ما أنشر مشاركاتي عن أسفاري على موقعي الخاص. ومن الدول والأماكن التي أتردد عليها، إيطاليا وفرنسا، ومدن شواطئ الريفييرا، وكذلك جزر المالديف. وأتذوق أطباق المطبخ الياباني، كالسوشي، التي أتناولها بانتظام، والمطبخ الهندي. من هواياتي كذلك السباحة والرسم، ومتابعة الـ«سمارت تي.في»، والتعامل مع الكاميرات والطائرات الآلية المسيّرة".
المرأة والحلم
ويعلق على دور المرأة في حياته بالقول "هو الدور الأكبر والأهم. فأنا تربيت على يد أمي، وأفتخر وأعتز بذلك، وأحمد الله كثيرًا على ما أنا عليه اليوم، بفضل الله، ثم بفضلها. وهي من أجمل النعم في الحياة".
ما حلمك الذي لم يتحقق إلى الآن؟ تسأل مجلة الرجل، فيجيب التركي "أرغب في إنتاج فيلم عن قصة جدتي، والدة أمي، عن تجاربها وقصصها بين أحداث من تركيا والخليج العربي. حلمي أن أنتج هذا الفيلم، ولكن أريده أن يكون فيلمًا أجنبيًا".
مواصفات شريكة حياتي
وعن حياته الشخصية واختيار شريكة حياته يقول التركي "بصراحة لست مستعدًا للزواج بعد. أريد التركيز على عملي. ولكن في المستقبل يجب أن أجد شريكة حياتي التي ترضى مشاركتي هذا العالم، وحضور مختلف المناسبات برفقتي". وعن المواصفات المفضلة يقول "أولاً يجب أن تحب أهلي، وأن أحب أهلها، وأنسجم معهم. أُفضل فتاة عربية. أُفضل فتاة مسلمة. يجب أن يكون لديها أخلاقيات عالية، تحترم من يكبرها سنًا، وتقدر وتعزز الأهل وتهتم بهم. أشياء صغيرة في المعاملة تفرق معي كثيرًا.. كما أحبها أن تتعامل مع الجميع بالطريقة نفسها، بأدب، سواء مع السائق أو مع نجم مشهور".
الرؤية والسينما
يرى المنتج السينمائي أن الاهتمام بتطور السينما السعودية والأعمال الفنية محفز اقتصادي لتحقيق رؤية المملكة 2030 ومن أهم عناصره. ويشير إلى أن الرؤية نصت على أنه للعمل على توفير الفرص المثمرة؛ سيتم مواصلة الاستثمار في مجالات الفنون والآداب، من خلال التركيز على الابتكار في ريادة الأعمال والتقنيات الفنية، ومنها صناعة السينما".
ويضيف "كما أن الابتكار هو الطريق لتحقيق الاستدامة من خلال تحويل الأفكار إلى مشاريع سينمائية ذات جدوى اقتصادية، عن طريق قيام ريادة الأعمال والمشاريع الفنية والسينمائية الناشئة والاستثمار فيها. لذلك فإن المملكة تسعى جاهدة للاستفادة من طاقات أبنائها وبناتها عن طريق تطوير قدراتهم السينمائية والفنية للوصول إلى الحلول التنموية المبتكرة. وهذا ما نشهده في المملكة حاليًا، وآخرها ما أطلقه سمو سيدي ولي العهد من برامج لتنمية القدرات البشرية".
متفائل
وعن تفاؤله بالمستقبل؟ يقول "أنا متفائل دائمًا. وسمو سيدي ولي العهد حفظه الله رسم خارطة الطريق لمستقبل مشرق. والواقع الذي نعيشه اليوم هو أكبر ما يسندنا للتفاؤل بالمستقبل".