شركة سويفل.. ومحطات الطريق إلى بورصة ناسداك
في فبراير 2017 وبعمر الرابعة والعشرين، اتّخذ مصطفى قنديل قراره، وترك العمل في "شركة كريم للنقل التشاركي"، وبدأ تأسيس شركته الجديدة "سويفل للنقل الجماعي".
في أبريل 2017 تأسست "سويفل" على يد مصطفى واثنين من زملائه؛ محمود نوح وأحمد صبّاح.
وبدأت الشركة أعمالها داخل مصر. وفي 2019 نقلت مقرها الرئيس إلى الإمارات.
لم تكتفِ "سويفل" بدخولها إلى نادي اليونيكورن، بل أصبحت الشركة الأولى في الشرق الأوسط التي تدخل النادي، وفي الوقت ذاته تُدرج في بورصة ناسداك الأمريكية.
إذن كيف حققت شركة "سويفل" كل هذه النجاحات في وقت قصير؟
ليس الحظ لكنّها الفرصة: كيف نجحت سويفل سريعًا؟
لم يكن نجاح "سويفل" وليد الحظ على الإطلاق، لكن الأمر اعتمد بصورة أساسية على وجود فرصة حقيقية لاقتناصها، وهذا ما فعلته الشركة.
ربما وجود هذه الفرصة بالتحديد ما دفع مصطفى قنديل لأخذ قرار الاستقالة من "كريم" وبدأ العمل سريعًا لإنشاء "سويفل".
فما هي الفرصة التي رآها الثلاثي؟
1. التحديات المالية
في وقت إنشاء الشركة، عانى السكّان في مصر التحديات المالية من آثار التضخم.
ومع الزيادة في أسعار الوقود، يعني ذلك زيادة في أسعار خدمات النقل الفردي، كأوبر وكريم.
ناهيك بالطبع عن أنّ أصحاب السيارات أنفسهم يحتاجون إلى تقليل استخدامهم لسياراتهم، ويبحثون عن البديل المناسب لذلك.
اقرأ أيضًا:كيف تستفيد الشركات من جمع البيانات وتحليلها؟
2. تحديات المواصلات العامة
تتسم المواصلات العامة في مصر بتحديات عديدة في الوقت ذاته، فهي ليست الخدمة المثالية للعديد من الأشخاص.
توجد العديد من المشكلات كالتكدس، وبالتالي فهي ليست البديل المثالي للأشخاص الذين يستخدمون خدمات كأوبر وكريم، فهي أصبحت تمثّل عبئًا على ميزانياتهم الشهرية.
3-سد الفجوة بالتوسط بين الحلول
من هنا نشأت فرصة "سويفل" التي آمن بها الثلاثي المؤسس للشركة، وهي أنّ العديد من الأشخاص يبحث عن حلول وسط؛ فلا يضطرون لاستخدام المواصلات العامة، وفي الوقت ذاته لا يلجأون إلى خدمات النقل الفردي.
بالتالي الفرصة هنا هي إنشاء خدمة للنقل الجماعي.
ليست التقنية لكنّه الاحتياج: كيف تميزت سويفل في أعمالها؟
تعمل خدمة النقل الخاصة بسويفل ببساطة، عبر وجود تطبيق يمكن للمستخدمين حجز الرحلات من خلاله.
عندما تنشئ الشركات الناشئة حلولاً، غالبًا ما يظن الناس أنّ التقنية أو البرمجة هي الحل المناسب.
لكن في الواقع فالحل الناجح هو الذي يعرف كيف يرضي احتياجات الأشخاص بطريقة صحيحة، ومن هنا تميزت "سويفل"، فماذا كان وراء ذلك؟
1. اختيار المسار والاحتفاظ به
في "سويفل" يمكنك تحديد نقطة البدء ونقطة الوصول، وحجز الرحلة.
بالطبع ستجد في التطبيق تفاصيل الرحلة كاملة والمسار الخاص بها، فتستطيع تحديد الوقت المستغرق للوصول، إلى جانب إمكانية الاحتفاظ وتسجيل المسار، لتضمن في المرة القادمة عدم حاجتك إلى إدخال البيانات مرة أخرى، بل يمكنك مباشرةً إضافتها من مكان الحفظ.
2. الدفع السهل
يمكن لك الدفع بسهولة من خلال التطبيق، فإجراء الدفع ليس معقدًا ولن تواجه معاناة.
بصفة عامة فتجربة استخدام التطبيق سلسة، وهو ما يتناسب مع الأشخاص الذين لا يجيدون استخدام التقنية بمرونة، فيمكنهم التعامل مع التطبيق بسهولة.
اقرأ أيضًا: كيف تستخدم الشركات الذكاء الاصطناعي لإقناعك بالشراء؟
3. تتبع الرحلات لضمان متابعة الوقت
ليس التكدس فقط هو مشكلة المواصلات العامة في مصر، لكن أيضاً الاضطرار أحيانًا إلى الانتظار مطولاً حتى تجد المواصلة المناسبة.
بالطبع هذا يسبب لك مشكلات عدة كالتأخير عن المواعيد أو الإرهاق في انتظار وصول المواصلة.
لكن في "سويفل" سيكون بإمكانك معرفة توقيت الرحلة قبل البدء.
إلى جانب ذلك ستقدر على تتبع وقت الرحلة، ومن ثم لا تضطر إلى النزول مبكرًا لانتظار المواصلة، بل ستتحرك من مكانك عندما يقترب السائق من الوصول إليك.
4. مقعد مريح
كثيرًا ما يصعب العثور على مقعد للجلوس عليه في المواصلات العامة، وتضطر إلى الوقوف طوال وقت الرحلة.
لا يحدث ذلك في سويفل، بل أنت تضمن من البداية إيجاد مقعد مريح لك، مع عدم وجود أشخاص واقفين من حولك، أي إنّك تحقق عنصر الراحة في المواصلة العامة، دون الإحساس بالذنب تجاه الواقفين، كما يحدث بالمواصلات التقليدية.
إمبراطورية النمو: أوبر الشرق الأوسط
عند الحديث عن النمو في الشركات الناشئة، دائمًا ما تأتي شركة أوبر في المقدمة.
منذ بدء أعمالها ركّزت الشركة على النمو والتوسع الشديد.
تتبنى "سويفل" استراتيجية مماثلة، وبالفعل من لحظة البدء سعت الشركة إلى الحصول على تمويلات عديدة.
بعد 4 شهور من البدء بدأت سويفل في جمع التمويلات للشركة، وحتى الآن خاضت الشركة 8 جولات تمويلية، ومُوِّلت بواسطة 24 مستثمرًا مختلفًا.
إجمالاً جمعت الشركة 264 مليون دولار، وفي النهاية اتّجهت إلى الطرح في بورصة ناسداك في أمريكا.
تعمل خدمة سويفل داخل 135 مدينة في 20 دولة مختلفة، موزّعة عبر أفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية.
لتحقيق هذا النمو، تحتاج سويفل إلى الاستحواذ على شركات أخرى لتسهيل المهمة، وتملك الشركة 4 استحواذات.
هذه الاستحواذات في 4 دول مختلفة:
- Shotl في إسبانيا.
- Viapool في الأرجنتين.
- door2door في ألمانيا.
- Urbvan في المكسيك.
مؤخرًا بدأت الشركة توجيه اهتمامها إلى الربحية مع النمو، فمع صعوبات التمويل والتحديات الاقتصادية الكثيرة التي تواجه الشركات الناشئة حاليًّا، لا يوجد بديل عن الربحية، لتضمن الشركة قدرتها على الاستمرارية في أعمالها، إذا ما واجهت أي صعوبات في المستقبل.
ختامًا، رحلة "سويفل" في عالم الشركات الناشئة رحلة واعدة، ولديها العديد من الفرص للنمو والتوسع، لا سيّما مع طموح الإدارة المسؤولة عن الشركة، وسعيها لاستغلال أنصاف الفرص لتحويلها إلى فرص للنجاح.