جيش البلالين
من تراهم أمامك ليسوا جنودًا خارقين، وهذه المركبات العسكرية ليست حقيقية كما تبدو، قصة حيلة حربية ماكرة انطلت على هتلر وأنقذت جيش الولايات المتحدة الأمريكية..
جيش البلالين
كتيبة عسكرية أمريكية، اتخذت من أوروبا مسرحًا لعملياتها، مسرحًا بحق، فكان قوامها 1000 عنصر من الفنانين ومهندسي الصوت والرسامين، جُنِّدوا للحرب لا من مراكز التعبئة والتدريب وإنما من مدارس الفن في نيويورك وفيلادلفيا!
مهامهم القتالية أعمال فنية بحتة، عروض عسكرية أقرب للبهلوانية، عتادهم مجسمات عسكرية من المطاط يملؤها الهواء لا القذائف والقنابل!، أما ضحاياهم في صفوف العدو، فكانت بلا قطرة دم واحدة، لم يستهدفوا جسدًا وإنما عينًا ترى وأذنًا تسمع وعقلًا يفكر..
فما هي قصتهم؟
في الحرب العالمية الثانية، بين عامي 1944 و1945، نفذت كتيبة "جيش الأشباح" كما يطلق عليها، 22 عملية لتضليل الألمان، ولعبت دورًا محوريًّا في هزيمة أدولف هتلر.
كان الهدف الرئيس لكتيبة الألف جندي، إيهام الجيش الألماني أن قوات قوامها 30 ألف مقاتل تهدد خطوطهم لدفعهم على التشتت والتفرق ما يفتح الطريق أمام القوات الحقيقية لتحقيق مكاسب استراتيجية دونما خسائر تذكر.
تفنن "الأشباح" في التضليل فاستخدموا مكبرات الصوت ليسمع العدو صوتًا حقيقيًّا لطائرات مطاطية، وعقدوا المؤتمرات لبث الأخبار المزيفة حتى تصل إلى مسامع الجواسيس.
أقاموا معسكرات لمدرعاتهم الهوائية على بعد كيلومترات معدودة من العدو الذي ما لبث أن سمع ورأى حتى طار عقله جنونًا.. كيف وصل هذا الفيلق المدجج إلى هنا؟
خديعة نهر الرين
واحدة من أبرز تلك الحيل، وقعت في مارس عام 1945، عندما خطط الجيش التاسع لعبور نهر الرين للدخول إلى ألمانيا، جرى استدعاء "جيش البلالين" لتنفيذ محاولة عبور وهمية من موقع مختلف.
وفي الليل ملؤوا السماء بضجيج المعدات المتحركة عبر مكبرات الصوت. وفي الصباح أبصر الألمان بأعينهم نحو 600 مدفع ودبابة تبدو حقيقية تمامًا ولكنها مطاطية مزيفة.
نجحت الفكرة وأمطر جيش هتلر كتيبة الأشباح وابلًا من القذائف ما وفَّر وقتًا كافيًا لعبور الجيش الحقيقي للنهر والاقتراب نحو برلين دونما مقاومة تذكر.
جيوش من الروبوتات الصينية تبني سدًا كهرومائيًا بالطباعة ثلاثية الأبعاد
طي الكتمان
برغم براعة تنفيذها ونتائجها غير المتوقعة في الحرب، ظلت فكرة "كتيبة الأشباح" طي الكتمان، حتى عام 1996، لتنكشف منذ هذا التاريخ تفاصيل حيلة حربية غيَّرت مجرى الحرب العالمية الثانية، وقلبت موازين القوى رأسًا على عقب، بعتاد من المطاط المسلح بالهواء.