الشيخ صالح المغامسي في حوار لمجلة «الرجل»: الربيع العربي تسمية خادعة
قال الشيخ صالح المغامسي، امام وخطيب مسجد قباء، أن الربيع العربي، تسمية خادعة لحالة عارضة، على دين ولا عقل؛ فالاحتكام إلى الشارع من أعظم المهالك، والحفاظ على المكتسبات من أعظم أمارات الهدى والبصيرة، وما وقع كان جرحا داميا تحمس له البسطاء، ولم يوفق فيه بعض الدعاة والعلماء.
انفوجراف| الشيخ صالح المغامسي شخصية مجلة «الرجل».. مسيرة عطرة ومواقف مشرفة
وأضاف المغامسي في حوار جرئ له مع مجلة الرجل، نشر في العدد الحالي، إنه قد يكون للبعض منهم نية حسنة، لكن الأمر الذي يؤدي إلى أن تخسر الأمة من الدماء والأموال والأعراض والممتلكات، شيئا كثيرا لا تشفع فيه النية الحسنة، فلا الدين يأذن بمثل هذا، ولا العقل يرشد إليه، ولذلك عد العلماء أن من مقاصد الشرع حفظ الدماء وتسكين الدهماء، وما وقع تحت مسمى الربيع العربي، كان على الضد من ذلك كله، نسأل الله لنا وللمسلمين العافية.
اكد الشيخ صالح المغامسي امام وخطيب مسجد قباء ان العالم الاسلامي يفتقر الى خطاب "معتدل وواقعي"، و ان المسلمين بحاجة الى "خطاب اسلامي عالمي " يقف وراءه متخصصون، لافتا ان هناك من يحيد بالدين الى ما تمليه عليه الجماعة او الحزب، واصفا تسمية "الربيع العربي" بـ "الخداعة" و الاحتكام إلى الشارع بـ "أعظم المهالك"، مبينا في سياق متصل ان "الإعلام صنعة وليس طريقاً يسلكه من أراد".
وفي حوار شامل وصريح مع مجلة الرجل طالب الشيخ صالح المغامسي بخطاب اسلامي يحمل صفات "الاعتدال والواقعية والعالمية" و بدون "ارتجال " يقوم عليه اشخاص "يدركون معان الشريعة نصاً وروحا، ولهم تواصل مع العالم؛ زاروا اقطاره وادركوا ثقافات شعوبه، وعلموا حاجات الناس، فالإعلام صنعة وليس طريقاً ممهداً يستطيع كل أحد أن يمشي فيه".
معتبرا ان "المصاب الأعظم في الخطاب الإسلامي اليوم، أن السيرة العطرة نفسها لا يتورع البعض من الميل بها الى ما تمليه الجماعة أو الحزب أو الدولة، ثم يقول لك بصوت عال: كيف لا تقبل سيرة نبيك وهدي رسولك؟ ومثل هذه الطرائق أصبحت دعاوى متعددة كل فرقة تدعي أن الإسلام الحق محصور فيها".
الى ذلك يرى المغامسي وجود جهود ومحاولات لتقديم خطاب اسلامي يحمل روح التجديد، "لكنها لا تخلو من قصور في الفهم أو عدم انقياد للحق، فلن يكون هناك إعلام إذا أغلقت باب المباحات، ومنعت ما قَبِله الدين من عادات، وفرضت رأيك كأنه نص شرعي، لا أنه فهم للنص".
مؤكدا في ذات السياق ضرورة مخاطبة الشباب المسلم الذي يعيش في الغرب "خاصة أنّه ليس من الدين والمروءة، التطاول على دماء قوم، قبلوا أن تعيشوا بينهم، وأموالهم وأعراضهم، وتظهرون دينكم وتصلون فرضكم وتصومون شهركم، ثم تجازفون بقتلهم وتخريب دورهم وممتلكاتهم" مشددا على ان هذا كله "أبعد ما يكون عن الدين وتعاليمه، وعن هدي الرسول وأحاديثه".
وفي الجانب الشخصي يروي الشيخ علاقته بمواقع التواصل الاجتماعي " أسير بحذر، فأنا شئت أم أبيت شخصية عامة، فمثلا " لا أعتقد أنه من الصواب الرد على التعليقات أو الإجابة عن الاستفسارات أو المسايرة في المجاملات، ولا يلزم أن يكون لنا رأي في كل قضية" مضيفا "سناب شات مثلا أجزم أنه ليس من الحكمة الدخول فيه، ويجب أن يترفع عنه ذوو الهيئات وأهل الفضل".