رائد الأعمال وليد الكِلش لـ «الرجل»: أهوى القراءة وركوب الخيل.. الاستقالة غيرت حياتي

المستشار وليد الكِلش إعلامي وكاتب رأي، عضو هيئة السعوديين الصحفيين، خبير مالي وإداري، مستشار عمّالي، ومحترف مخاطر ائتمان معتمد، ومدرب تقني ومهني في المجال الإداري والمالي والاجتماعي وتطوير الذات.

هو المالك والرئيس التنفيذي لمجموعة خبراء الأعمال للاستشارات والتدريب، والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة الخبراء العقاريين للعقارات، قضى نحو 25 عامًا في مناصب قيادية بعدد من البنوك المحلية والدولية في إدارة تمويل الشركات، وسبق له أن عمل في القطاع الحكومي كوكيل الوزارة المساعد للسياسات العمّالية في وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.

مجلة الرجل تستضيف المستشار وليد الكلش في حوار يتناول تجربته الشخصية وأهم التحديات ويقف عند آرائه ونصائحه لشباب الأعمال وكيفية تطوير مشاريعهم. 

من هو وليد الكِلش:

يقول وليد الكلش عن نفسه: "أنا إنسان طموح وشغوف لا يعرف الاستسلام أو الانهزام، مستندًا في ذلك إلى توفيق الله -سبحانه وتعالى- ثم دعاء الوالدين ورضاهما -يحفظهما الله- محب لوطننا الغالي وحكومتنا الرشيدة والحكيمة والشعب السعودي الكريم والمعطاء".

نشأ في بيئة يصفها بـ "محافظة نوعًا ما، محفزة على التعليم والتفوق"، فوالده كان آنذاك مدير مركز التدريب بالشركة السعودية للكهرباء ووالدته كانت مديرة مجمّع مدارس ابتدائي، وجدّه من جهة الوالدة معلّم في مدارس الأمراء النموذجية بمدينة الطائف.

ويَصف نفسه بأنه كان يحب المرح والمغامرات والإبداع، ويأتي بأفكارٍ جديدة وإبداعية في حل المشكلات، ويحب مساعدة الآخرين كثيرًا ويفرح إذا طلبوا منه ذلك. 

دخل المدرسة بعمر 4 سنوات وفي نهاية العام مُنح شهادة ناجح للصف الثاني الابتدائي وذلك لتفوقه وهو ما كان مفاجأة لوالديه، فقد كان الهدف أن يكون طالبًا مستمعًا فقط حتى لا يبقى وحده في المنزل. 

وترتبط أجمل ذكرياته حين كان يصوره والداه بكاميرا فيديو وهو طفل يقدم خطبة أو أناشيد أو يروي القصص.

شخصية أثرت فيه 

كما كل الأطفال، هناك شخصية استحوذت على اهتمامه وأثرت فيه يقول "وعيت وأنا أرى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز –يرحمه الله– هو القائد الملهم، وتأثرت بشخصيته كثيرًا، عندما دخل الحرب لتحرير الكويت وعد مصير المملكة العربية السعودية ودولة الكويت مصيرًا واحدًا، وتطوعت في الجيش السعودي للدفاع عن الوطن، وتلقيت تدريبًا مكثفًا، ولكن لم نُستدع وتضايقت كثيرًا".

الدراسة والمؤهلات

 وليد الكلش حاصل على شهادة بكالوريوس إدارة الأعمال تخصص إدارة مالية من جامعة الملك سعود بالرياض عام 1996م. وعلى ماجستير إدارة الأعمال تخصص مالية من جامعة كاليفورنيا الحكومية بولاية كاليفورنيا بأمريكا في عام 2009م، ويحمل مرتبة الشرف الأولى والترتيب الثالث على مستوى الجامعة، ونال جائزة التميّز من الملحقية الثقافية بواشنطن للمجهود المتميز في تمثيل الوطن في المحافل الأكاديمية، ووضع اسمه على جدار الطلاب المتميزين، واختير ليكون سفير العلاقات الدولية في منظمة المتفوقين الدولية.

ويرى أن أهم العلامات الفارقة في مسيرة حياته، كانت استقالته من عمله في أحد البنوك عام 2005م للالتحاق بالبعثة الدراسية لدراسة الماجستير، ويصفها "نقطة تحول في مسار حياتي"، أما المحطة الثانية فكانت عند الانتهاء من الدراسة والتحاقه بالعمل الحكومي وتكليفه بالمشاركة في لجنة تيسير الأعمال وتمثيل وزارة الموارد البشرية والتنمية. يقول "كان هناك اجتماع أسبوعي على أعلى المستويات وأسندت لي مهمة أن أقدم عرضًا عن الوزارة في ورش تحفيز القطاع الخاص، ومثلت الوزارة في هيئة الخبراء بمجلس الوزراء، ما دعاني إلى أن أفهم العمل بشكل سريع ومكثّف". 

فكرة التأسيس

بعد أن بلغ رصيده نحو 20 عامًا من العمل في القطاع المصرفي، رغب وليد الكلش ووجد أن الوقت قد حان للبدء بعمله الخاص بالاستشارات المالية والإدارية، يقول "خلال عملي التحقت بنحو 82 دورة تدريبية في التسويق والاستثمار وخدمات الزبائن والتمويل وإدارة الوقت وتدريب المدربين وأسرار النجاح وصناعة الخبراء وغيرها. من ثم نمت لدي مهارة الاستشارات والتدريب وأصبح كثير من رجال الأعمال يرغبون في التعاقد معي كمستشار خاص". 

ويضيف "أيضًا بعد ترك عملي في الوزارة طلبتني عدة جهات للاستشارات والتدريب وإقامة ورش عمل، ومنها السفارة الأمريكية في الرياض، حيث قدمت ورشة عمل خاصة لكبرى الشركات الأمريكية في المملكة، ودورات تدريبية للجهات الحكومية والغرف التجارية والقطاع الخاص سواء على مستوى الأفراد أو الشركات".

ومن ثم تقدمت للحصول على ترخيص مدرّب معتمد بعد استحداثه من قبل المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وحصلت عليه ولله الحمد.

وعن المجموعة يشرح أنها تتضمن ثلاث منشآت استشارية بتراخيص من قبل إدارة المهن الاستشارية بوزارة التجارة. ويوضح "مال وأعمال للاستشارات المالية، أنا مرخّص كخبير مالي بترخيص رقم 11790. كذلك خبراء الأعمال للاستشارات الإداري، مرخّص كخبير إداري بترخيص رقم 11797. وأيضًا عمّال وأعمال للاستشارات العمّالية حيث إنني مرخّص كمستشار عمّالي بترخيص رقم 1277".

ويتابع: "فيما يتعلق بالتدريب فأنا مدرّب معتمد من قبل المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في المجال المالي والإداري والاجتماعي وتطوير الذات".

مواصفات الشريك:

يرى أن الشريك المثالي يقدم قيمة إضافية أو مواطن قوة للمشروع لا تستطيع أنت كمستثمر أن تقدمها، سواء كخبرة مميّزة أو تمويل أو غيره، وأن يكون هناك ثقة عالية، وأن يعامل هذا الشريك المشروع بما يستحقه من اهتمام وتعاون، وأن يعمل على تبني الاستراتيجيات وتحقيق الأهداف وليس فقط الموافقة عليها.

أما عن كيف يمكن الحفاظ على رضا الزبائن وخلق علاقة مستدامة معهم؟ فبرأيه "الصدق والأمانة بشكل دائم، أن تقدّم ما يحتاج إليه الزبائن، وليس ما تستطيع تقديمه فقط"، وينصح بـ"التواصل مع الزبائن بشكل مستمر لمعرفة احتياجاتهم وكذلك رأيهم في الخدمات المقدمة لهم، أعطِ قيمة مضافة دائمًا لهم، لا تقدم وعودًا لا تستطيع الوفاء بها وقدم أكثر مما وعدت، وهي الخدمة التي تفوق مستوى توقعات الزبون، واكب التقنية وتحديثاتها". 

جانب آخر يعول عليه في بناء نجاح المشروع ويتعلق بالعلاقات العامة، فهي برأيه يجب أن "تستند إلى الثقة والجدارة، فمن الممكن أن تكسب مشاريع بعلاقاتك لكنك لن تستطيع المحافظة عليها ما لم تنجزها بالشكل المطلوب وعلى أتم وجه".

ولكن كيف يختار رائد الأعمال فكرة مشروع ناجحة؟ يرى المستشار وليد الكلش أن فكرة ريادة الأعمال يجب أن تقوم "على الإبداع والابتكار والمخاطرة العالية لتحقيق عوائد مالية غير محدودة، لذلك يجب على رائد الأعمال التفكير بتقديم منتج أو خدمة يحتاج إليها الزبون". 

ويضيف "كما أنه من الممكن أن تكون هذه الخدمة أو المنتج لا يعرف الزبون أنه يحتاج إليه أو لا يصرّح به. من ثم دور رائد الأعمال أن يعرف ذلك، ولعل من أهم أسباب نجاح ستيف جوبز رئيس مجلس إدارة شركة أبل أنه يعمل بهذه الطريقة". 

قطاعات واعدة

ينصح بالعمل الدائم على تطوير المهارات ويرى أن هذا ممكن "من خلال تنمية روح الإبداع والابتكار والمخاطر المحسوبة دومًا، فهذه ركائز ريادة الأعمال، كما أن الدورات التدريبية التي تصب في هذا الاتجاه ضرورية جدًا لتنمية هذه المهارات بالطرق العلمية، حيث إنها تكتسب وتنمى بالعلم وليس بالفطرة. كذلك الاطلاع على كل ما هو جديد في مجاله بشكل خاص ليكون على استعداد دائم للتعامل مع أي متغير قد يطرأ".

وعن أهم القطاعات الواعدة في المملكة من وجهة نظره، يقول "السياحة والترفيه والرياضة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أهم القطاعات الواعدة في المملكة". 

وعن رؤيته لتطور للأعمال بعد جائحة كورونا، يلفت إلى أن "الجائحة ما زالت مستمرة، ودفعت الأعمال للتوجه التقني والتحول للاقتصاد الرقمي السريع في أغلب المجالات. البعض تعامل مع الأزمة كفرصة للتغيير ونجح، والمنشآت التي لم تواكب هذا التحول التقني والرقمي تراجعت كثيرًا في السوق والكثير منها خرج منه".
 

خطط التوسع

وردا على سؤال مجلة الرجل عن الخطط للتوسع خلال الفترة القادمة؟ يوضح رائد الأعمال "بإذن الله سوف أتوسع بالدور الإعلامي سواء من الناحية الاقتصادية بتناول مستهدفات وبرامج رؤية 2030، أو ببرامج هادفة أخرى للجمهور الكريم، كذلك سأقدم -إن شاء الله- برامج ودورات تدريبية لتساعد الشباب في توضيح كثير من المواضيع سواء في مجال الأعمال أو تطوير الذات".

ويوضح لمجلة الرجل بأن لديه برامج أخرى هادفة في قناة اليوتيوب الخاصة به (قناة الخبير والمستشار والمدرّب وليد الكِلش) ويكشف أنه حاول تقديم هذه البرامج في أكثر من قناة تلفزيونية لكن الحظ لم يحالفه -كما يقول-. ويضيف "هذا طبيعي فلا تتوقع عندما تريد أن تقدم على عملٍ أو مشروعٍ ما أن تكون جميع الأبواب مفتوحة وتنتظرك! لا بد من مواجهة التحديات وهناك من سيقف معك، ومن سيقف ضدك، ومن لا يهتم لأمرك". 

ويلفت أيضًا إلى أنه سيركز "على الاستشارات الشخصية أو Business Coaching في مجال الأعمال وذلك لقياديي المنشآت أو المستثمرين وذلك لأنه أكثر ما  أُطلب لأجله".

الدعم الحكومي

يرى أن الدعم الحكومي لرواد الأعمال ورائداتها، تمثل من خلال الخطط التي وضعتها قيادة المملكة لرفع مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة من 20% إلى 35% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030. كذلك تخفيض نسبة البطالة من 11.6% إلى 7% بحلول 2030. 

ويضيف "من ثم أسست الدولة هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة، تقدم العديد من المبادرات التي تساعد ريادي الأعمال في البدء والنمو لمنشآتهم".

ويلفت إلى أن "المملكة تقدمت في مؤشر حالة ريادة الأعمال لتصل إلى المركز السابع في عام 2020، بعد أن كانت في المركز 17 في عام 2019، وذلك وفقًا لتقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال  2020 /2021.

كيف نواجه الأزمات

ينصح الخبير المالي الكلش بضرورة وضع خطط طوارئ لإدارة الأزمات وذلك من خلال إعداد سيناريوهات محاكاة أو ما سيحدث لو “What-if analysis” . 

ويضيف "كذلك عند وجود أزمة يجب على رائد الأعمال تقييم الأزمة وتشخيص المشكلات والأسباب ووضع الحلول المناسبة وتقييمها واختيار الأمثل منها، ومن ثم المراقبة والمراجعة بعد التطبيق، وأن يعد هذه الأزمة فرصة للتغيير وتعديل إطار العمل إذا تطلب الأمر ذلك". 

وعما تحتاج إليه بيئة الأعمال في المملكة من وجهة نظره يقول "أعتقد أن هناك حاجة إلى التركيز أكثر في دعم ريادة الأعمال حيث إن هناك كثيرًا من الجهات تهتم بالمنشآت الصغيرة بدلاً من منشآت ريادة الأعمال نظرًا للمخاطرة العالية التي تتضمنها ريادة الأعمال مقارنة بالمنشآت الصغيرة. لكن الواقع أن الاقتصاد متجه ليكون مع ريادة الأعمال والشركات الكبيرة". 

ويضيف "كما أعتقد أن للجامعات دورًا كبيرًا من ناحية الأبحاث والدراسات، وأفضل الطرق في تنمية روح الإبداع والابتكار، وهذا هو السائد في أمريكا".

أهوى ركوب الخيل

يكشف رائد الأعمال وليد الكلش أنه يهوى القراءة والكتابة والسفر وركوب الخيل، ويشعر بالامتنان لدور عائلته فيما وصل إليه، يقول "دعاء الوالدين ورضاهما من أهم أسباب التوفيق، كذلك تشجيعهما المستمر إلى الآن وتحفيزهما وتهيئتهما للبيئة الجيدة التي نشأت بها كان له الأثر الكبير فيما وصلت إليه".

اقرأ أيضًا: رائد الأعمال بلال فقيها لـ«الرجل»: من هدايا الكستناء إلى المطاعم.. اشتريت مشروعًا فاشلاً وقبلت التحدي

أهم أمنياته لهذه السنة 2022 هي أن "تنتهي جائحة كورونا على خير بالرغم من بقاء الفيروس، ولكن العالم سيتعايش معه مثل الفيروسات الأخرى. كما أرجو للوطن الحبيب ولحكومتنا الرشيدة وللشعب السعودي المعطاء سنة خير -بإذن الله- وأن يعوض الله خيرًا كل من فقد فيها نفسًا عزيزة عليه أو مالاً أو غير ذلك بما يسرّه ويجبر خاطره".