راسل كرو.. «المصارع» عاشق النظام والباحث عن المثالية
استطاع النجم الهوليوودي «راسل كرو» أن يرتقي إلى قمة صناعة السينما في مسيرته المهنية، عقب أدائه المذهل لدور الجنرال الروماني «ماكسيموس ديسيموس»، في الفيلم الملحمي التاريخي «المصارع» عام 2000، الذي فاز عنه بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل.
على الرغم من أن «كرو» حقق كثيرًا من النجاحات السينمائية قبل «المصارع»، فإن هذا الفيلم تحديدًا وضعه في النهاية على القمة.
وفي العام التالي، أدى دور البطولة في فيلم "عقل جميل"، الذي نقله لاحقًا إلى مستوى آخر، ليؤكد مكانته كأحد أكبر الأسماء في هوليوود.
ولد «راسل كرو» في 7 من إبريل عام 1964، في ويلينجتون بنيوزيلندا. كان والده مدير فندق ومتعهد أفلام، ووالدته تعمل في مجال تقديم الطعام.
بدأت علاقة «كرو» بالفن في سن السادسة، عندما اختير ليقول حوارًا صغيرًا في المسلسل التلفزيوني الأسترالي Spyforce، ثم تلقى تعليمه حتى مرحلة الثانوية، وقرر عدم استكمال دراسته، لأنه اختار ممارسة مهنة التمثيل.
اقرأ أيضًا: أغلى النجوم في تاريخ هوليوود..ويل سميث في الصدارة
بدأت مسيرة «كرو» في التسعينيات، حيث أدى أدوارًا ثانوية على شاشة التلفزيون، وحقق نجاحًا جعله ينتقل بسلاسة إلى صناعة السينما الأسترالية، وبعدها أصبح أحد مشاهير هوليوود من الدرجة الأولى بعد ظهوره في أفلام مثل «رجل العصابات الأمريكي»، و«ذا إنسايدر»، و«نايس جايز» وغيرها.
بصرف النظر عن كونه ممثلاً، هو أيضًا موسيقي يتمتع بموهبة كبيرة، وشارك كثيرًا من الفرق الموسيقية الأسترالية والكندية. وبفضل قدراته الغنائية، اختير في دور "جافيرت" في الفيلم الموسيقي البريطاني الأمريكي «البؤساء».
يتصدر «كرو» عناوين الصحف منذ سنوات، ولكن ليس دائمًا بالطريقة التي يرغبها المشاهير. اكتسب سمعة أنه شخص يصعب التعامل معه في موقع التصوير، وهي أزمة قد تجعل المخرجين يستبعدونه من الترشيحات، وقد عاناها قبله النجم الراحل «مارلون براندو»، وكانت سببًا في خوضه تجربة أداء مثل أي وجه جديد لدوره الملحمي في «الأب الروحي».
اقرأ أيضًا: على طريقة أفلام هوليوود.. عائلة كل من فيها توائم (فيديو)
على الرغم من الصورة السلبية عن طباع «كرو»، فإن بعض المبدعين دافعوا عنه، مثل المخرج «كورتيس هانسون»، حيث قال إن الطريقة التي يتعامل بها «كرو» مع الأمور عندما لا يثق فقط، لأنه معروف بأنه عاشق للنظام، ويبحث دومًا عن المثالية في كل التفاصيل الخاصة بعمله، لهذا قد لا يفهمه البعض عندما يغضب من المخططات المرتجلة العشوائية.
«لقد حاولت دائمًا أن أكون واقعيًا قدر الإمكان. سأكون ما أنا عليه».. هكذا وصف «كرو» نفسه، لم يهتم بالحملات الناقدة له باستمرار، وقال: «إنني أحد هؤلاء الأشخاص الذين يحبون توجيه أصابع الاتهام إليهم، من السهل جدًا وضع قبعات مختلفة علي، لا أهتم بهذه الطريقة في كلتا الحالتين، لكني أهتم بكيفية تأثير ذلك على أطفالي».
يقول «كرو» إن لديه معيارا أخلاقيا خاصا به، ويعرف الفرق بين الصواب والخطأ، ويعرف ما يشعر بالراحة تجاهه، وغير مهتم أن يوازن أفعاله مع توجهات أشخاص آخرين.
بغض النظر عن أي سبب محدد لكون «كرو» يتمتع بسمعة الشخص الغاضب، لكن ما زالت اختياراته السينمائية ثابتة ومتسقة مع نجوميته التي اكتسبها في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ولديه الكثير من المشاريع السينمائية التي تؤكد أن «المصارع» ما زال في الحلبة واقفًا على قدميه فخورًا برؤيته وموهبته.