التهاب الجفن.. أسبابه وأعراضه وكيفية علاجه في المنزل
تبلغ نسبة انتشار التهاب الجفن بين 37 - 50% من الناس حسب بعض التقارير، وقد لا تُؤثِّر التهابات الجفن في بصرك، لكنّ مظهر الجفن المتورّم والألم الذي تُعانِيه أمر غير مُريحٍ بالمرة، وأسباب ذلك متنوّعة، فقد تكون عدوى بكتيرية أصابت الجفن، أو التهاب الجلد الدهني، أو حتى خلل غدة ميبوميان التي تُفرِز الزيوت اللازمة لدموع العين، فهل هناك مضاعفات خطيرة لالتهاب الجفن وما طرق علاجه في المنزل؟
ما هو التهاب الجفن؟
التهاب يُصِيب جفن العين، بما يجعل حوافّه تتحوّل إلى لونٍ أحمر أو داكن، كما قد يُصبِح الجفن منتفخًا وقد يكون به قشور، وعادةً ما يُصِيب التهاب الجفن كلتا العينين.
وقد يحدث ذلك الالتهاب في حالة تهيّج الجلد، أو نتيجة الإصابة بعدوى، أو مع انسداد الغدد الزيتية، أو حتى مع حدوث كل هذه الأشياء في آنٍ واحد.
أنواع التهاب الجفن
ينقسم التهاب الجفن إلى نوعين رئيسين؛ هما:
1. التهاب الجفن الأمامي
يُصِيب الالتهاب غالبًا الجزء الخارجي من العين، ويتضمّن ذلك المنطقة الواقعة على طول خط الرموش الخارجي حيث تلتصق الرموش بالجفن.
وعادةً ما يحدث ذلك بسبب البكتيريا الموجودة على بشرتك، أو بسبب قشرة الرأس، أو حتى بسبب الحساسية أو العث "أحد الطفيليات الصغيرة".
2. التهاب الجفن الخلفي
يُصِيب هذا النوع الجزء الداخلي من الجفن الذي يحد مقلة عينيك، وعادةً ما يحدث نتيجة انسداد الغدد الزيتية على الجفون أو أنّها لا تعمل بشكلٍ صحيح، ما يُؤدِّي إلى إنتاج الكثير أو القليل جدًا من الزيت.
وقد يحدث ذلك ذلك بعض الاضطرابات الجلدية الشائعة، مثل العدّ الوردي، وينقسم التهاب الجفن الخلفي باعتبار سبب حدوثه إلى:
- التهاب الجفن البكتيري، الذي قد يؤدي إلى فقدان الرموش أو انحراف اتجاهها.
- التهاب الجفن الدهني، الذي قد يُسبِّب تكوين قشورًا دهنية على جفونك، مثل قشرة الرأس.
- التهاب الجفن التقرحي، ويُؤدّي إلى تكوين قشور على الجفن، ما تلبث أن تنزف عند إزالتها.
- التهاب الجفن الميبومي، نتيجة خلل في الغدة الميبومية، ما يُؤثِّر في إنتاج دموع العين.
اقرأ أيضًا:بصورة دائمة أو مؤقتة.. كيف يمكنك تغيير لون عينيك؟
أعراض التهاب الجفن
تشمل الأعراض الشائعة لالتهابات الجفن، حسب "all about vision":
- احمرار العين.
- ورّم الجفون.
- حكّة العين والجفن.
- جفون أو رموش قشرية.
- جفون لزجة أو دهنية.
- حرقة العين.
- جفاف العين.
- تدميع العين.
- حساسية الضوء.
- الشعور بجسمٍ غريبٍ في عينك.
- جفاف البشرة على الجفن.
- رقائق أو قشور أو بقايا زيت حول العينين.
وقد تُؤدِّي التهابات الجفن في بعض الأحيان إلى أعراضٍ أشدّ وأخطر، مثل:
- عدم وضوح الرؤية.
- فقدان شعر الحاجبين والرموش.
- انحراف الأهداب أو الرموش، بأن تنمو تجاه الداخل مثلًا بدلًا من النمو نحو الخارج.
- فقدان صبغة أو لون الرموش.
- التهاب القرنية.
وعادةً ما تكون أعراض التهاب الجفن أسوأ وأكثر وضوحًا في الصباح، وينبغي استشارة الطبيب حال المعاناة من تلك الأعراض لبحث سبل العلاج المناسبة.
أسباب التهاب الجفن
تشمل أهم أسباب التهابات الجفن:
1. التهاب الجفن البكتيري
يحدث عادةً نتيجة الإصابة بعدوى بكتيريا المكورات العنقودية، وهذه البكتيريا موجودة في كل مكان حولنا، وعادةً ما تعيش بأعداد منخفضة على بشرتنا.
لكن في بعض الأحيان قد تُسبِّب التهابات جلدية، مثل القوباء وحب الشباب الملتهب، كما قد تُؤثِّر في الجفون أيضًا أحيانًا، بما يُسبِّب التهاب الجفن.
2. التهاب الجفن الدهني
يرتبط التهاب الجفن الدهني باضطرابٍ جلدي يُعرَف بـ "التهاب الجلد الدهني"؛ إذ يميل الجلد إلى أن يكون دهنيًا ومتقشرًا ما يُؤدّي إلى تكوين قشرة رأس سيئة وأحيانًا طفح جلدي، عادةً ما يكون على الوجه والجزء العلوي من الجسم.
والسبب الكامن وراء ذلك النوع من التهابات الجفن غير واضح، لكن يُعتقَد أنّ نوعًا من الفطريات يُسمّى "الملاسيزيّة النُّخالية" قد يكون مُشارِكًا في حدوث ذلك.
فقد يحدث التهاب الجفن هنا رد فعل على ذلك الفطر الذي يعيش في الزيت الذي يُفرِزه جلد الإنسان، والذي لا يضر المرء عادةً.
اقرأ أيضًا:لحماية عينيك من المياه البيضاء والمياه الزرقاء.. احذر هذه الأسباب
3. خلل الغدة الميبومية
تُوجَد تلك الغدد في الجفون خلف الرموش مباشرةً، وهي نحو 25 - 30 غدة ميبومية على كل جفنٍ علوي وسفلي، ويُنتِجون كمية صغيرة من السوائل الزيتية التي تخرج من داخل الجفون، وهذا السائل الزيتي يُشكّل الطبقة الخارجية للدموع لتليين الجزء الأمامي من العين.
لكن قد يؤدي خلل تلك الغدة إلى التهابات الجفن، سواء كان ذلك مع اضطراب الغدة نفسها أو مع السائل الذي تُنتِجه، وغالبًا ما يحدث ذلك مع جفاف العين، لأنّه في تلك الحالة لا تتمكّن الغدة الميبومية من إنتاج الزيوت اللازمة للعين كما ينبغي.
4. كل هذه الأسباب معًا
قد تجتمع هذه الأسباب معًا في إحداث التهابات الجفن في نفس الوقت، لكن قد لا يكون من الممكن التفريق بين الأسباب عمليًا في بعض الأحيان.
عوامل خطر الإصابة بالتهاب الجفن
قد تزيد بعض العوامل خطر الإصابة بالتهاب الجفن، مثل:
- قشرة الرأس.
- مرض العدّ الوردي.
- خلل الغدة الميبومية، بأن لا تنتج ما يكفي من الزيت.
- مرض السكري.
- ارتداء عدسات لاصقة.
- التعرّض لمواد مُهيّجة، مثل الغبار أو بعض المواد الكيميائية.
- العمل في بيئات جافة، مثل قضاء بعض الوقت تحت مكيّف الهواء.
- عيش كمية كبيرة من الميكروبات على بشرتك.
- البشرة الدهنية.
- تناول بعض الأدوية، مثل بعض أدوية السرطان.
مضاعفات التهاب الجفن
ليس شائعًا أن يُؤدِّي التهاب الجفن إلى مضاعفات، لكن يظل احتمال حدوثها واردًا، ومن أبرزها:
- البرَدة "الكيس الدهني": تورّم غير مؤلم، يظهر في الجزء الداخلي من الجفن، نتيجة انسداد الغدة الميبومية، ورغم أنّه لا يُسبِّب ألمًا، لكنّه يُؤدِّي إلى بروز جفن العين، كما أنّه قد يُصاب بالعدوى أحيانًا ويُسبِّب ألمًا.
- الجُدجُد "دمل الجفن": تورّم مؤلم في الجزء الخارجي من جفن العين، ويُسبِّب ألمًا، وهو ناجِم عن إصابة جذور الرموش بعدوى.
- تغيّرات الرموش: سواء بسقوطها أو انحراف اتجاهها أو فقدان صبغتها ولونها.
- التهاب الملتحمة: وهو ما قد يُسبِّب احمرار العين وتدميعها أو نزول إفرازات منها، حسب نوع التهاب الملتحمة.
- التهاب الملتحمة النُّفاطي: هي كتل صغيرة (1 - 3 مم) صلبة، بيضاء مصفرة مُحاطة بأوعية دموية صغيرة، وتميل للظهور في الجزء السفلي من العين أسفل القرنية مباشرةً (الطبقة الشفافة في الجزء الأمامي من العين)، وهي في حقيقتها كُتل من خلايا الدم البيضاء تستجيب لوجود البكتيريا.
- التهاب القرنية: رغم ندرة حدوثه بعد التهاب الجفن، إلّا أنّه خطير لأنّه قد يُؤثِّر في البصر، لذا استشِر طبيبك على الفور إذا شعرت بألم العين (ألم أشدّ من مجرّد التهيّج الحاصل مع جفاف العين)، أو أي فقدان للرؤية في العين المُصابة.
- انقلاب الجفن للداخل أو للخارج: قد يُؤثّر التهاب وندبات أنسجة الجفن، خاصةً مع التهاب الجفن المزمن على وضع الجفن ذاته، فقد ينقلب الجفن إلى الداخل أو إلى الخارج، وكل من هذه الأوضاع غير طبيعية للجفن بأي حالٍ من الأحوال.
- متلازمة جفاف العين: قد يُؤدّي انسداد غدد الجفون إلى تبخّر الدموع سريعًا، ما يُؤدّي إلى متلازمة جفاف العين، ومن بين المُصابِين بذلك، يُعانِي ما يقرب من 25 - 40% أيضًا التهاب الجفن الدهني وخلل الغدة الميبومية.
اقرأ أيضًا:"تجنب الفرك فيها".. 5 نصائح للتعامل مع مستحضرات العناية الشخصية إذا دخلت العين
هل التهاب الجفن يؤثر على النظر؟
غالبًا لا يُؤثِّر التهاب الجفن على النظر، لكنّه قد يكون غير مريحٍ للمرء سواء من ناحية مظهر الجفن أو من ناحية الالتهاب والشعور بالألم ذاته، أو تسبّبه في جفاف العين.
ما الفرق بين التهاب الجفن والكيس الدهني؟
التهاب الجفن هو التهاب يُصِيبه، يُؤدِّي إلى تورّمه واحمراره، وهذا الالتهاب قد يكون بسبب عدوى بكتيرية أو التهاب الجلد الدهني، أو حتى خلل الغدة الميبومية.
أمّا الكيس الدهني فهو تورّم في الناحية الداخلية للجفن، ويخلق بروزًا على الجفن، لا يكون مؤلمًا عادةً، ويحدث نتيجة انسداد الغدة الميبومية، وقد يُسبِّب الألم حال إصابته بالعدوى.
علاج التهاب الجفن
يجب زيارة الطبيب حال المعاناة من أعراض التهاب الجفن لتحديد طرق العلاج المناسبة، حسب حالتك؛ إذ تشمل طرق العلاج:
1. الحفاظ على نظافة الجفون
الحفاظ على نظافة الجفون لا بد منه في علاج ومنع التهابات الجفن، فالهدف هو تهدئة الجفون الملتهبة وفك انسداد الغدد الميبومية.
وهذا يتطلّب روينًا من التدفئة والتدليك والتنظيف مرتين يوميًا على الأقل حتى تهدأ الأعراض، وبعد ذلك يمكن الاستمرار في هذا الروتين مرة واحدة يوميًا لمنع تفاقُم الأعراض.
ومن الضروري غسل اليدين أولًا قبل تنظيف جفون العيون بتلك الطريقة، فهذا يُقلِّل فرصة وصول عدوى إلى تلك المنطقة، كما يجب أيضًا إزالة العدسات اللاصقة.
الكمادات الدافئة
تساعد الكمادات الدافئة في تنعيم الجلد والتخلّص من أي قشورٍ متصلة بالجفون، كما أنّها تسمح بتدفّق الإفرازات الزيتية من الغدة الميبومية بحرية أكبر، لذا يُنصَح باستخدامها على الجفون لمدة 5 - 10 دقائق على الأقل.
التدليك
يساعد التدليك في إخراج السائل الزيتي من الغدد الميبومية الصغيرة، ويتطلّب ذلك التدليك:
- أن يكون عقب استخدام الكمادات الدافئة مباشرةً.
- التدليك على طول الججفنَين العلوي والسفلي باتجاه العين؛ أي الاتجاه لأسفل عند التحرك على طول الجفن العلوي، ولأعلى عند التحرك على طول الجفن السفلي، فالهدف هو تحريك الإفرازات الزيتية نحو حافة الجفن حتى تتمكّن من الخروج من الغدد.
- تكرار التدليك 5 - 10 مرات لمدة 30 ثانية.
- لا ينبغي أن يكون التدليك لطيفًا جدًا أو شديدًا، بل مريحًا نسبيًا، ويجب ألا تضغط بقوة كي لا تُؤذِي عينيك.
- لا يكون تدليك الجفون إلّا وأنت مُغمض العين.
اقرأ أيضًا:أيهما أفضل للعين: الوضع النهاري أم الليلي في الشاشات؟
التنظيف
يُنصَح بتنظيف الجفون بعد التدفئة والتدليك، ويمكن استخدام قطن أو كرة صوف قطنية أو حتى بإصبعك طالما أنّه نظيف، وذلك باستخدام:
- سائل تطهير الجفن الذي يمكن شراؤه من بعض اختصاصيي البصريات.
- الماء المُبرّد الذي غُلِي مؤخرًا (أو الماء المحفوظ للأشخاص الذين يرتدون عدسات لاصقة).
- شامبو الأطفال المُخفّف.
2. قطرات الدموع الصناعية
عادةً ما يصاحب التهاب الجفن جفاف العين، لأنّ الغدد الميبومية لا تتمكّن من إنتاج ما يلزم من الزيت للحفاظ على دموع العين، لذا فقد تساعد قطرات الدموع الاصطناعية في تخفيف الأعراض والحفاظ على رطوبة العين.
3. المضادات الحيوية
إذا لم يستجب التهاب الجفن لديك للتنظيف المُنتظِم، فقد يصف لك الطبيب بعض المضادات الحيوية الموضعية أو الفموية، فقد تكون العدوى البكتيرية سبب التهابات الجفون:
- مرهم أو قطرات العين: قد تُوصَف قطرات مضاد حيوي للعين أو مرهم موضعي يُستخدَم برفق شديد على طول حافة الجفن وليس العين، وذلك بعد تنظيف الجفن، كما يجب التوقف عن ارتداء العدسات اللاصقة عند استخدام قطرات المضاد الحيوي لأنّها قد تؤثر على العدسات، كما قد تحبس القطرات خلفها وتهيّج العين.
- المضادات الحيوية الفموية: قد يصفها الطبيب إذا فشلت العلاجات الأخرى، وغالبًا ما يُوصَف دوكسيسيكلين، وقد يستمر العلاج فترة طويلة.
4. قطرات الستيرويدات
قد تحمل تلك القطرات بعض الآثار الجانبية، لكنّها فعالة في تخفيف الالتهابات، ولا يصفها الطبيب إلّا إذا اقتضت الحاجة إلى استخدامها لتخفيف المضاعفات المحتملة لالتهاب الجفن، كما يكون استخدامها قصير الأمد.
اقرأ أيضًا:ما دور الفيتامينات في تطوير الرؤية والحماية من مشاكل العين؟
5. علاج الحالات الشديدة
قد لا تُفلِح الطرق السابقة مع الحالات الشديدة من التهابات جفن العين، ومِنْ ثَمّ فقد يتطلّب العلاج استخدام تقنيات أخرى، مثل:
- التنضير الكهروميكانيكي من حافة الجفن: يتمكّن ذلك العلاج من إزالة البكتيريا والعث من الجفون، كما يساعد في فتح الغدد الزيتية المسدودة، كما يزيل أيضًا البقايا الضارة من الرموش وحواف الجفون.
- العلاج بالنبض الحراري: يُساعِد في إذابة الجُسيمات التي تسد الغدد الجفنية؛ إذ تُوضَع نبضات حرارية مع الضغط على الجفون خلال العلاج، كما تزيل العملية أيضًا القشور والبقايا من فتحات الغدة في الجفن.
- الضوء النبضي المُكثّف: يساعد في فتح غدد الجفن المسدودة وتحسين تدفّق الزيوت إلى الدموع، كما قد يساعد في تدمير البكتيريا وتقليل العث.
- المُعالَجة اليدوية: قد يضغط طبيب العيون على الجفون بما يساعد في فك انسداد فتحات الغدد في الجفون، كما يمكن استخدام قناع العين الدافئ قبل ذلك للمساعدة في تسهيل العملية.
- سبر غدة ميبوميان: قد يستخدم الطبيب أداة دقيقة لفتح قنوات الغدة الزيتية المسدودة في الجفن، ما يساعد في تخفيف أعراض التهاب الجفن، وذلك بموازنة الضغط في قنوات الغدة الزيتية واستعادة التدفّق الطبيعي للزيوت.
الوقاية من التهاب الجفن
ختامًا؛ قد تساعدك بعض النصائح في تجنّب التهاب الجفن والحفاظ على صحة عيونك:
- الحرص على نظافة الجفون.
- الحفاظ على نظافة الوجه واليد وفروة الرأس.
- محاولة عدم لمس العين، خاصةً مع وجود حكّة بها، واستخدام منديل نظيف حال الرغبة في لمسها.
- مسح الكمية الزائدة من دموع العين أو القطرات بمنديلٍ نظيف.
- ارتداء النظّارات بدلًا من العدسات اللاصقة حال التهاب الجفون.
- استخدام الدموع الصناعية وفق توجيهات الطبيب لعلاج جفاف العين حال الإصابة به.
- استخدام شامبو مضاد للقشرة لتنظيف فروة الرأس.
- تناول الأطعمة الغنية بأوميغا 3، مثل السلمون والسردين والمكسرات، أو الحصول على مكملاته تحت إشراف الطبيب.